لبنان ٢٤:
2025-10-15@15:17:45 GMT

هذا ما كشفه الانزال الإسرائيلي البحري في البترون

تاريخ النشر: 4th, November 2024 GMT

العملية التي أقدمت عليها مجموعة الكوموندس الإسرائيلية قبل أيام على أحد شواطئ بحر البترون وخطف الكابتن البحري عماد أمهز من غرفة "الشاليه" التي يقيم فيها في شكل مؤقت، كشفت بما لا يقبل الشك بأن إسرائيل ماضية في تحدّي الإرادة الدولية من خلال خرق السيادة اللبنانية جوًّا وبرًّا وبحرًا. وكشفت هذه العملية – الاعتداء مدى قوة تل أبيب الاستخباراتية المدعومة بتكنولوجيا مسخّرة لأهداف عسكرية أثبتت الوقائع الميدانية ومن خلال عمليات الاغتيال التي نفذها جيش العدو، المدى المتقدم الذي وصلت إليه تكنولوجيًا واستخباراتيًا.


في المقابل، لقد كشفت هذه العملية الخاطفة، التي وثقتها الكاميرات المثبتّة في المنطقة، مدى ضعف الخاصرة البحرية للبنان، التي يُفترض أن تكون محمّية ومحصّنة ضد أي اختراق كالذي شهدناه في عملية البترون من خلال مراقبة الحركة الملاحية على طول الشاطئ اللبناني من الناقورة حتى النهر الكبير من قِبل بحرية قوات "اليونيفيل".
فما تقوم به الطائرات الإسرائيلية من غارات همجية وتدميرية فظيع جدًّا. وكذلك هي اعتداءاتها البرّية، التي لا تزال تلقى مواجهة شرسة في القرى الحدودية الأمامية. وهذه الاعتداءات هي من ضمن "لعبة الحرب" حتى ولو أن إسرائيل تلجأ في كثير من هذه الاعتداءات إلى أساليب محرّمة دوليًا، ومن بينها استهداف المدنيين والمسعفين والمستشفيات والطواقم الطبية، فضلًا عن استخدامها لصواريخ محرّمة دوليًا كقنابل الفوسفور على سبيل المثال لا الحصر.
أمّا أن تلجأ إسرائيل إلى خرق السيادة اللبنانية البحرية بهذا الشكل الاستفزازي فهو أمر لا يمكن وصفه إلا بأنه خطير جدًّا. وهذا الانتهاك للسيادة اللبنانية البحرية يعني توصيفًا أن إسرائيل المارقة قادرة على أن تخطف أي شخص مقيم في أي منطقة لبنانية على طول الشاطئ الساحلي، وذلك بحجّة أو من دون حجّة.
هذه الحادثة الخطيرة، أسلوبًا وهدفًا، هزّت المسؤولين في الدولة، وعلى رأسهم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، الذي طلب من وزارة الخارجية تقديم شكوى عاجلة إلى مجلس الأمن، وكذلك طلب من قيادتي الجيش و"اليونيفيل" إجراء تحقيق سريع لمعرفة ملابسات ما حصل، وذلك لتلافي تكرار حصوله في المستقبل.
وعملية الخرق هذه أسلوب اعتادت على القيام به إسرائيل حتى في عزّ قوة لبنان الظاهرية، وقبل اندلاع شرارة الحرب العبثية العام 1975، حين أقدمت فرقة كوموندس على اغتيال الفلسطينيين كمال عدوان وكمال ناصر وأبو يوسف النجار في منطقة فردان في بيروت في 10 نيسان من العام 1973.
وفي العام 1989، اختطف "الموساد"، القيادي في «حزب الله» الشيخ عبد الكريم عبيد من منزله في بلدة جبشيت، عبر إنزال نفَّذته مروحيتان إسرائيليتان حطَّتا في البلدة، وأنزلتا مجموعة جنود من وحدة النخبة في لواء المظليين الإسرائيلي ولواء "غيفعاتي" لاعتقاله. واقتحم عناصر "الكوماندوس" الإسرائيلي منزله، واختُطف عبيد مع اثنين من مرافقيه المدنيين، وهما أحمد عبيد وهشام فحص.
ومن بين أبرز الإنزالات التي نُفِّذت في لبنان، هو الإنزال الجوي الذي نفَّذته مجموعة "كوماندوس" إسرائيلية في 21 أيار 1994 في بلدة قصرنبا في البقاع، وخطفت وحدة من جنود النخبة المسؤول في "حزب الله" مصطفى الديراني من بلدته، بهدف الحصول على معلومات عن الطيار الإسرائيلي رون أراد، الذي أُسقطت طائرته في لبنان في الثمانينيات.
وفي 5 أيلول 1997، نزلت قوة "كوماندوس" إسرائيلية على شاطئ بلدة أنصارية في منطقة الزهراني بجنوب لبنان، وتوجَّهت بعد منتصف الليل إلى الأحراش، قبل أن تحاصرها مجموعة من "حزب الله" وتفتح النار عليها وتفجِّر فيها عبوات ناسفة؛ ما أدى إلى سقوط 13 قتيلاً إسرائيلياً، وإصابة آخرين، قبل أن يتدخل سلاح الجو وينقل القتلى والجرحى.
وخلال حرب تموز 2006، نفَّذت وحدة إسرائيلية عملية إنزال في بعلبك في شرق لبنان، واستهدفت العملية "مستشفى دار الحكمة" جنوب شرقي بعلبك، حيث دارت المعركة بين الجنود الإسرائيليين ومقاتلين من "حزب الله"، وترافقت العملية مع قصف جوي أدى إلى مقتل 11 مدنياً واختطاف 3 آخرين. وكانت تقارير إسرائيلية قد أشارت إلى أن الإنزال في بعلبك استهدف خطف عضو "مجلس شورى حزب الله"، الشيخ محمد يزبك.
فإسرائيل المستمرّة في استباحة السيادة اللبنانية بهذا الشكل الاستفزازي ماضية في ما هي كانت عليه مصمّمة حين هدّد قادتها بإعادة لبنان إلى العصر الحجري. وهي بذلك تضرب بعرض الحائط كل المواثيق والاتفاقات الدولية، وتصمّ أذانها عن سماع النداءات الدولية التي تطالبها بإلحاح بوقف فوري للنار في لبنان وقطاع غزة، غير آبهة بما تلحقه من أذى، وقد يطالها أيضًا.  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

معاريف: إسرائيل ترفض مشاركة تركيا بـالقوة الإقليمية التي ستدخل غزة

قالت صحيفة معاريف العبرية، إنه بالتزامن مع مباحثات الحفاظ على وقف إطلاق النار في غزة، تجري نقاشات أخرى مكثفة خلف الكواليس بشأن المرحلة التالية من خطة ترامب، وتحديدا تلك المتعلقة بإنشاء قوة أمنية إقليمية ودولية ستدخل القطاع بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي.


وقالت الصحفية آنا بارسكي، في تقرير لها نشرته الصحيفة، إن هذا الملف يعد أحد أكثر المكونات حساسية وتعقيدًا في الخطة الشاملة لإعادة إعمار غزة، ومن المتوقع أن يكون محور المناقشات في قمة شرم الشيخ المنعقدة في مصر ، حيث أن الهدف من هذه القوة، هو منع حماس من العودة إلى السلطة، وتمكين الاستقرار الأمني في المنطقة، وتهيئة الأرضية لتشكيل حكومة فلسطينية جديدة بعد فترة انتقالية تشرف عليها هيئة دولية.

وأضافت بارسكي، في المناقشات التي جرت خلال الأيام الأخيرة، تتضح إحدى أهم نقاط الخلاف وهي: هوية الدول التي ستشارك في القوة العربية والدولية في غزة، ووفقًا لمصادر مطلعة على المناقشات، أعربت إسرائيل عن استعدادها لضم دول خليجية وصفتها بالمعتدلة - بما في ذلك الإمارات العربية المتحدة وقطر والبحرين - رغم أنها لا تمتلك قوة عسكرية كبيرة لنشرها على الأرض، إضافة لمصر والأردن، حيث يُفترض أن تقودا العملية وتجندا قوة شرطة فلسطينية محلية.

من وجهة نظر إسرائيل، فإن مجرد وجود هذه الدول في غزة قد يضفي شرعية إقليمية على هذه الخطوة، ويقول مصدر إسرائيلي مطلع على هذه المناقشات: "ستكون مساهمتهم سياسية واقتصادية بالأساس، لكن وجودهم قادر على تحقيق الاستقرار".

في المقابل والكلام للصحفية آنا بارسكي، أعلنت حكومة نتنياهو، معارضتها القاطعة لمشاركة تركيا في القوة، وتنبع هذه المعارضة من مواقف أنقرة المتشددة تجاه إسرائيل، ودعمها العلني لحماس، والروابط الأيديولوجية الوثيقة بين إدارة أردوغان وجماعة الإخوان المسلمين، يقول مصدر إسرائيلي: "لا يمكن لتركيا أن تكون جزءًا من كيان يهدف إلى نزع سلاح حماس، فالوجود التركي سيقوض العملية برمتها"، كما أن مصر لديها تحفظات على الفكرة، خوفًا من محاولة تركية لإعادة ترسيخ نفوذها في منطقة تعتبرها القاهرة جزءًا من مسؤوليتها الأمنية المباشرة.

وتضيف، لا تزال الأسئلة الأكثر صعوبة مطروحة، تطالب إسرائيل بنزع سلاح حماس بالكامل كشرط للانسحاب الكامل، بينما تطالب حماس بوعد صريح بانسحاب جميع القوات الإسرائيلية من قطاع غزة حتى قبل بدء هذه العملية، في هذه المرحلة، ما يبدو ظاهريًا مجرد مخطط أمني إداري تقني، هو في الواقع صراعٌ على إعادة تعريف المنطقة بأسرها، حيث تسعى إسرائيل إلى الحفاظ على السيطرة الأمنية لتحقيق أقصى استفادة ممكنة في المفاوضات حول استمرار تنفيذ خطة ترامب، فيما تسعى حماس إلى البقاء سياسيًا، ولكن بالأساس عسكريًا وأيديولوجيًا، وتحاول الولايات المتحدة والدول العربية بناء جسرٍ مستقر بين مطالب الأطراف والواقع الذي يتبلور أمام أعيننا.


لا يعتمد نجاح المبادرة على تشكيل القوة وهوية المشاركين فيها فحسب، بل يعتمد أيضًا على قدرة كل طرف، وخاصة إسرائيل، على الاعتقاد بأن من يدخل غزة هذه المرة سيكون قادرًا على البقاء فيها أيضًا، مشيرة إلى أن قمة شرم الشيخ قد تحدد طبيعة غزة في السنوات القادمة فيما إذا ستصبح منطقةً مُدارةً ومُشرفةً دوليًا، أم أنها ستعود إلى نقطة البداية.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل: الجثة الرابعة التي سلمتها حماس لا تتطابق مع أي من الرهائن
  • الجيش الإسرائيلي: إحدى الجثث الأربع التي تسلمناها من حماس لا تخص أيا من الرهائن
  • اتحاد بلديات البترون يحذر من فيضانات الشتاء ويطالب بإجراءات فورية
  • اجتماعات الميكانيزم بين التصعيد الإسرائيلي ومشاريع ترامب للسلام
  • حزب الله يستخدم تحية هتلر.. إقرأوا ما قيلَ في إسرائيل
  • رئيس لبنان يدعو للتفاوض مع إسرائيل لحل المشاكل وتجنب الدمار
  • معاريف: إسرائيل ترفض مشاركة تركيا بـالقوة الإقليمية التي ستدخل غزة
  • عن الرئيس جوزاف عون... إليكم ما قاله ترامب من إسرائيل
  • هاشم: الرسالة التي أرادت إسرائيل إيصالها وصلت
  • لبنان يعدّ شكوى أمام مجلس الأمن بعد التصعيد الإسرائيلي.. فهل يقف الجنوب على أعتاب مواجهة جديدة؟