بعد المجد الشخصي..هل تصنع كامالا هاريس التاريخ في أمريكا؟
تاريخ النشر: 4th, November 2024 GMT
ربما تنجح كامالا هاريس في صناعة التاريخ، وتصبح أول امرأة أفروأمريكية، وأول أمريكية من أصل جنوب آسيوي تصل إلى البيت الأبيض، دون أن تشير تقريباً إلى نوعها أو عرقها، ومع وعد فتح "فصل جديد" في سياسة الولايات المتحدة.
وتعد كلمة "أول امرأة" مرادفة لمسيرة هاريس 60 عاماً، فقد كانت أول مدعية عامة سوداء، وأول امرأة تشغل منصب المدعى العام لكاليفورنيا، وأول هندية أمريكية تصل إلى مجلس الشيخ، وأول نائب رئيس في تاريخ الولايات المتحدة.ومع ذلك، فضلت هاريس ألا تركز في حملتها الانتخابية على الطابع التاريخي لوصولها المحتمل لسدة الرئاسة، على عكس ما هيلاري كيلنتون في انتخابات 2016. تفاؤل هاريس يواجه تهديد ترامب الشعبوي - موقع 24اختتمت عشية يوم الانتخابات الأمريكية المضطربة لعام 2024 بتناقض يجسد "الاختيار المشؤوم" الذي يواجه الناخب الأمريكي بين الجمهوري والرئيس السابق دونالد ترامب ونائب الرئيس الحالي الديمقراطية كامالا هاريس. وفي سيرتها الذاتية "الحقائق التي نمسكها" تكشف أنها تفضل وصف نفسها بـ "أمريكية فحسب"، وتؤكد أنها سعيدة بهويتها امرأة من أعراق مختلطة، رغم هجمات ترامب، الذي شكك في أنها أفروأمريكية بصورة كافية.
وتفتخر هاريس بإرثها الأفروأمريكي والهندي، ويعني اسمها الذي يتظاهر بعض الديمقراطيين بالعجز عن نطقه لمهاجمتها، "زهرة اللوتس"، النبات الذي يطفو على سطح الماء.
وولدت هاريس في 20 أكتوبر (تشرين الأول) 1964 في أوكلاند بكاليفورنيا، وهي الإبنة الكبرى لشيمالا جوبالان، باحثة هندية في مكافحة السرطان، ودونالد هاريس، الاقتصادي الجامايكي، اللذان انفصلا عن بعضهما عندما كانت هي الثامنة. وكانت أمها، التي توفيت في 2009، القامة الأهم في حياتها وشخصيتها.
وإبان مراهقتها، أخبرتها صديقتها المقربة في المعهد بأنها كانت ضحية استغلال جنسي من زوج أمها، فلم تتردد هاريس في الاتصال بأمها هاتفيا لتطلب منها أن تسمح لها بالانتقال للعيش معهما. وعندها شعرت هاريس بأنها عثرت على هدفها وقررت أن تكرس نفسها لحماية ضحايا الجريمة، ما جعلها تصبح المدعية العامة لسان فرانسيسكو بين 2004 و2011 ثم المدعية العامة لكاليفورنيا بين 2011 و2017.
ترامب وهاريس.. السباق "الأكثر تكلفة" في تاريخ أمريكا - موقع 24مع اقتراب يوم الانتخابات، تم إنفاق ما يقرب من مليار دولار على الإعلانات السياسية في الأسبوع الماضي، وفقاً لبيانات شركات ومحللين تتابع هذه الإعلانات وترصدها. وفي 2016 فازت بمقعد في مجلس الشيوخ وبرزت سريعا بفضل أسئلتها الحاسمة لأعضاء حكومة ترامب 2017-2021.
وفي 2020 قررت أن تنافس للترشح باسم الديمقراطيين لكنها واجهت صعوبات في تحديد مقترحاتها، أمام الذي أصبح بايدن مرشح الحزب واختارها نائباً له.
وهاريس متزوجة منذ 2014 بالمحامي دوغلاس إيمهوف، ولم تتمكن من إبراز ما لديها في البيت الأبيض، إذ كلفها بايدن بحل "القضايا العرقية" المتصلة بالهجرة من أمريكا الوسطى، وهو شأن ملعون في السياسة الأمريكية ولم يعثر له على حل منذ عقود.
وفي هذا الإطار، سافرت إلى غواتيمالا وهناك كانت بطلة لواحدة من أكثر اللحظات المثيرة للجدل حين قالت للمهاجرين الذين يحاولون دخول الولايات المتحدة: "لا تأتوا".
وبعد موجة انتقادات بسبب غياب التعاطف، انزوت هاريس بعيداً عن الأضواء، ثم ظهرت مرة ثانية حين ألغت المحكمة العليا في يونيو (حزيران) 2022 حق الإجهاض على الصعيد الفيدرالي، ما تسبب في غضب ملايين النساء.
وحين قرر بايدن في يوليو (تموز) الخروج من السباق الانتخابي، شيدت هاريس سريعاً ملف ترشحها حول مفهوم الحرية؛ حرية المرأة في جسدها، وحرية كل أمريكي يأمل في حياة أفضل.
وتعد هاريس بوحدة الأمة عقب سنوات من التفكك، ولجأت إلى الرموز الوطنية، وملأت مؤتمراتها الانتخابية بأعلام الولايات المتحدة، إلى درجة حصولها على دعم من بعض القامات الجمهورية، مثل النائ السابقة ليز تشيني، ابنة نائب الرئيس الأمريكي السابق ديك تشيني 2001-2009.
وأصبحت هاريس، التي عملت طفلة في ماكدونالدز، بمثابة مرشحة الطبقة الوسطى التي تنوي خفض أسعار المساكن والغذاء والدواء.
أما الآن،فإن السؤال، هو هل سمعت الولايات المتحدة رسالتها، وإذا كان العزم على تغيير مسار البلاد قادراً على إقناع عدد كاف من الناخبين لصناعة التاريخ.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية هاريس الانتخابات الأمريكية هاريس الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
ترامب ينكفئ نحو أمريكا اللاتينية ويهاجم أوروبا في استراتيجيته الأمنية الجديدة
واشنطن "أ.ف.ب": عرض دونالد ترامب اليوم استراتيجية تقوم على تحوّل جذري في سياسة الولايات المتحدة الخارجية تنقل تركيز القوة العظمى من الساحة العالمية إلى الجوار الإقليمي وتنذر بزوال الحضارة الأوروبية وتضع الحد من الهجرة الجماعية على رأس أولوياتها.
وبناء على وثيقة الأمن القومي التي تحدد رؤية خارجة عن المألوف للعالم، تتصدّر أمريكا اللاتينية أجندة الولايات المتحدة في تحوّل جذري عن دعوتها تاريخيا للتركيز على آسيا في مواجهة صعود الصين، مع تسجيل تراجع كبير في اهتمام الإدارة الحالية بالشرق الأوسط.
وقال ترامب في تمهيد للوثيقة المنتظرة منذ مدة طويلة، "في كل ما نفعله، نضع أمريكا أولا".
وفي قطيعة مع عقود من المساعي الرامية إلى الانفراد بموقع القوة العظمى، تؤكد الاستراتيجية أن "الولايات المتحدة ترفض أن تنتهج بنفسها المبدأ المشؤوم للهيمنة على العالم".
وإن كانت تشير إلى أن الولايات المتحدة ستمنع قوى أخرى، لا سيما الصين، من الهيمنة أيضا، فهي تؤكد أن "ذلك لا يعني هدر الدماء والأموال للحد من نفوذ جميع قوى العالم العظمى والمتوسطة".
وتعهّدت الاستراتيجية "تعديل حضورنا العسكري العالمي للتعامل مع التهديدات العاجلة في الجزء الذي نحن فيه من الكرة الأرضية، بدءا من الهجرة.
فالاستراتيجة تؤكد أنه "عصر الهجرة الجماعية يجب أن ينتهي". كما توضح أن الولايات المتحدة في عهد ترامب ستسعى لتحقيق أهداف مشابهة في أوروبا، تتوافق مع أجندات أحزاب اليمين المتشدد.
وفي لغة غير مألوفة عند مخاطبة حلفاء مقرّبين، تشير الاستراتيجية إلى أن الإدارة الأمريكية ستعمل على "تنمية المقاومة لمسار أوروبا الراهن داخل البلدان الأوروبية نفسها".
وجاء الرد الألماني سريعا، إذ شددت برلين على أنها ليست بحاجة إلى من يعطيها "نصائح من الخارج".
وتشير الاستراتيجية إلى تراجع حصة أوروبا في الاقتصاد العالمي، وهو أمر ناجم إلى حد كبير عن صعود الصين وغيرها من القوى، وتقول إن "التراجع الاقتصادي يطغى عليه احتمال حقيقي وأكثر وضوحا يتمثل بالمحو الحضاري.. إذا استمرت الاتجاهات الحالية، فلن يعود من الممكن التعرّف على القارة في غضون عشرين عاما أو أقل".
وفي وقت يسعى ترامب لوضع حد للحرب في أوكرانيا بموجب خطة تمنح روسيا مزيدا من الأراضي، تتّهم الاستراتيجية الأوروبيين بالضعف وتؤكد أن على الولايات المتحدة أن تركّز على "محو الانطباع بأن الناتو حلف يتمدّد بلا انقطاع، والحيلولة دون تجسّد ذلك على أرض الواقع".
تحديث "مبدأ مونرو"
منذ عودته إلى السلطة في يناير، أمر ترامب بالحد بشكل كبير من الهجرة بعد مسيرة سياسية بُنيت على إثارة المخاوف من تراجع نفوذ ومكانة الأغلبية البيضاء.
وتتحدّث الاستراتيجية صراحة عن تعزيز هيمنة الولايات المتحدة في أمريكا اللاتينية حيث تستهدف إدارة ترامب مهرّبي مخدرات مفترضين في البحر وتتدخل ضد قادة يساريين وتسعى علنا للسيطرة على موارد رئيسية مثل قناة بنما.
وتظهر الاستراتيجية ترامب على أنه يعمل على تحديث "مبدأ مونرو" القائم منذ قرنين والذي أعلنت في إطاره الولايات المتحدة التي كانت حديثة العهد حينذاك أن أمريكا اللاتينية منطقة محظورة على القوى المنافسة. فهي تقول "سنُعلن ونطبِّق مُلحق ترامب على مبدأ مونررو".
في المقابل، تولي الاستراتيجية اهتماما أقل بالشرق الأوسط، المنطقة التي لطالما شغلت واشنطن.
وفي إشارة إلى الجهود الأمريكية لزيادة إمدادات الطاقة في الداخل وليس من الخليج، تنص الاستراتيجية على أن "هدف أمريكا التاريخي للتركيز على الشرق الأوسط سيتراجع".
ومع التذكير بأن أمن إسرائيل أولوية بالنسبة لواشنطن، تتجنَّب الوثيقة استخدام اللغة نفسها حيال إسرائيل والتي كانت تُستخدم حتى في إدارة ترامب الأولى.
وأما بالنسبة للصين، فتكرر الاستراتيجية الدعوة لتكون منطقة آسيا والمحيط الهادئ "حرة ومفتوحة" مع التركيز على بكين كمنافس اقتصادي في المقام الأول.
وبعد تكهّنات عديدة بشأن ما سيكون عليه موقف ترامب من تايوان التي تطالب بها بكين، توضح الاستراتيجية أن الولايات المتحدة تؤيد الوضع القائم منذ عقود لكنها تدعو حليفتيها اليابان وكوريا الجنوبية للمساهمة أكثر لضمان قدرة تايوان على الدفاع عن نفسها أمام الصين.
وكما هو متوقع، تركّز الاستراتيجية بدرجة أقل على إفريقيا، قائلة إن على الولايات المتحدة الابتعاد عن "الفكر الليبرالي" و"العلاقة القائمة على المساعدات" والتأكيد على أهداف على غرار تأمين المعادن الحيوية.
يصدر الرؤساء الأمريكيون عادة "استراتيجية للأمن القومي" في كل ولاية لهم في البيت الأبيض. ومنحت الأخيرة التي نشرها جو بايدن في 2022 أولوية للتفوّق في المنافسة مع الصين مع كبح جماح روسيا التي وُصفت بأنها "خطيرة".