بقلم : د. سمير عبيد ..

أولا: راقبنا ردود افعال مُلمعي ومحللي السلطة والإطار والحكومة فقسم منهم قال ( ان كلام السيستاني بنزع السلاح لايعني المليشيات بل يعني سلاح الاميركان ) والقسم الآخر قال (كلام السيستاني حُرّف ولا يمكن ان ينزع السلاح بهذه الظروف ) … الخ . وهو تفسير سطحي كالعادة !
ثانيا: تعالوا نُفسّر كلام السيستاني !
أ: السيد السيستاني وجه كلامه للمجتمع الدولي والى الامم المتحدة ولم يوجّهه إلى الحكومة ولا إلى الإطار ولا إلى السلطة الحاكمة ولا إلى احزاب السلطة ولهذا اختار ان يقابل من هو يمثل المجتمع الدولي والامم المتحدة (ولو كان السيد السيستاني يريد ايصال كلامه لسلطة المنطقة الخضراء لقالهُ منذ زمن عبر بيان او عبر استدعاء طرف ثالث عراقي )ولكنه لا يعير لهم أي اهمية !
ب: السيد السيستاني يراقب ويعرف كل صغيرة وكبيرة في البلد .

ويعرف مايدور في اروقة المجتمع الدولي بخصوص المنطقة بشكل عام والعراق بشكل خاص( وقال كلامه بمنتهى الحرفية والدبلوماسية وعِبر ممثل العالم في العراق .فوصلت الرسالة لمستقبليها بوضوح )
ج: اكد السيد السيستاني على العراق حصراً، وعلى نزع السلاح….اما الاطار والجماعة في السلطة كعادتهم فكل جهة فسّرت كلام السيستاني على هواها .وهناك من يردح وهناك من يصرخ وهناك يُشكك. وهناك من استغلها على ان السيستاني مهتماً به !
ثالثا: تعالواللرسائلالمُشفرة:
أ:-السيد السيستاني يعلم أن هناك مشروع تغيير قادم ل ( اصلاح النظام السياسي بقرار من المجتمع الدولي ) فخاطب النخب العراقية ان تكون جاهزة لاستلام المهمة ولا يتقاعسون مثل السابق لمنع العنف والفوضى وبناء البلد عندما قال((ينبغي للعراقيين -ولاسيما النخب الواعية- أن يأخذوا العِبر من التجارب التي مرّوا بها ويبذلوا قصارى جهدهم في تجاوز اخفاقاتها، ويعملوا بجدّ في سبيل تحقيق مستقبل أفضل لبلدهم ينعم فيه الجميع بالأمن والاستقرار والرقي والازدهار)) …ويقصد السيد السيستاني رسالة استباقية مهمة لإتباع نهج المعارضة الجنوب أفريقية بقيادة “نيسلون مانديلا” التي عندما استلمت الحكم ركزت على إنقاذ جنوب إفريقيا وبناءها وبناء ناسها ولم تركز على الانتقام والثأر . ولهذا هو يحث على إنقاذ وبناء العراق. لانه يعي ويعلم ان قلوب ونفوس العراقيين تغلي ضد رجال واحزاب السلطة السياسية والدينية!
ب:السيد السيستاني يُحذر من اعتماد الحزبية والمحاصصة والقبلية والمحسوبية واتباع نهج هذه الطبقة السياسية عندما يحصل ( التغيير القادم ) بقوله المُشفر ((إعداد خطط علمية وعملية لإدارة البلد اعتماداً على مبدأ الكفاءة والنزاهة في تسنّم مواقع المسؤولية، ومنع التدخلات الخارجية بمختلف وجوهها، وتحكيم سلطة القانون، وحصر السـ،ـلاح بيد الدولة، ومكــافحة الفسـ،ــاد على جميع المستويات)) وهذا مايؤكد عليه المجتمع الدولي شرطاً لدعم التغيير في العراق وهو ( ضرورة نظام عراقي وطني ، والاعتماد على ذوي الخبرة والكفاءة والوطنية ، ومنع التدخل الإيراني وانهاء تواجده في العراق ، ونزع سلاح الفصائل والمليشيات وفتح الملف الجنائي ، والشروع بمحاسبة الفاسدين بمساعدة دول العالم وتجميد جنسياتهم الاجنبية لمنع هروبهم ))
رابعا:-فكلام السيد السيستاني كلاماً دبلوماسياً ومُشفّراً وذكياً ولكن النسبة الأكبر منه موجه للمجتمع الدولي، والقسم الآخر موجه إلى النخب العراقية والى الرجال الذين سيأتون بعد التغيير ان يكون نهجهم وطنيا ويصب في بناء الدولة وترسيخ القانون ومحاسبة الفاسدين !
الخلاصة :
وصلت الرسالة ايها الكبير في ضبط إيقاع العراق” الدولة” فلولاك ولولا القضاء العراقي لضاع العراق ولأكل العراقيون بعضهم البعض. فلله الحمد . واطال الله بعمرك لترى حقبة شعارها بناء العراق والإنسان في العراق، وليس نهب خيرات وخزائن العراق وتجهيل العراقيين وإغراقهم في الخرافة مثلما حصل منذ ٢١ سنة . وابقاك ان شاء الله لتشاهد محاسبة الفاسدين والناهبين !
سمير عبيد
٥ نوفمبر ٢٠٢٤

سمير عبيد

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات السید السیستانی المجتمع الدولی فی العراق

إقرأ أيضاً:

اليونان: الأزمة الإنسانية في قطاع غزة وصلت مستويات مُدمّرة

قالت وزارة الخارجية اليونانية، إن الأزمة الإنسانية في قطاع غزة وصلت إلى مستويات مدمرة بسبب عدم دخول مساعدات للمواطنين منذ أكثر من شهرين.

وأوضح وزير الخارجية اليوناني جورجوس جيرابيتريتيس، في كلمة أمام جلسة مجلس الأمن الدولي، الليلة، أن الوضع في غزة تحت وطأة الهجمات الإسرائيلية والمعاناة الإنسانية المستمرة "غير مسبوق".

وشدد على ضرورة احترام القانون الإنساني الدولي وتوفير المساعدات الإنسانية الشاملة بما في ذلك الغذاء والدواء والحاجات الأساسية دون عوائق في أقرب وقت.

ومنذ 2 مارس/ آذار الماضي، تواصل سلطات الاحتلال سياسة تجويع ممنهج لنحو 2.4 مليون بغزة، عبر إغلاق المعابر بوجه المساعدات المتكدسة على الحدود، ما أدخل القطاع مرحلة المجاعة وأودى بحياة كثيرين.

المصدر : وكالة وفا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار العربية والدولية مصر ترحب بالتطور في موقف الأطراف الدولية إزاء الوضع في غزة بالفيديو والصور: مقتل موظفين بالسفارة الإسرائيلية في إطلاق نار بواشنطن 3 شهداء في غارات إسرائيلية على جنوب لبنان الأكثر قراءة العاهل الأردني يجدد الدعوة إلى استعادة وقف إطلاق النار في غزة مجلس الشيوخ الأميركي يطالب ترمب بالضغط لإنهاء حصار غزة فورا فتوح: مجازر الاحتلال شمال قطاع غزة تمثل جريمة إبادة جماعية عائلات الأسرى تحذر نتنياهو من "إهدار فرصة" التوصل إلى صفقة عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • دراجات العراق تشارك في طواف أذربيجان الدولي وسط تحضيرات خاصة للاعبين في الصين
  • السوداني:حكومتي قطعت شوطاً في الإصلاح الاقتصادي والمالي..وصندوق النقد الدولي يؤكد ان الحكومة غير جادة بذلك
  • كلام زي السم .. مسلم يرد على انتقادات بدلة زفافه
  • اليونان: الأزمة الإنسانية في قطاع غزة وصلت مستويات مُدمّرة
  • كلام حلو عن يوم الجمعة
  • اليمن يوجه طلبا رسميا للمجتمع الدولي أمام مجلس الأمن ويبعث رسائل تهم السلم والأمن العالمي
  • رفع حطام 7 سيارات وأخرى متفحمة بحادث تصام على الطريق الدائري
  • الاستماع إلى كلام الأهل في كل الأمور.. تربية أم ضعف شخصية؟ شاهد تعليقات المواطنين
  • العراق يعزز حضوره الدولي عبر المنتدى العربي-الصيني في الرباط
  • مدير جهاز مستقبل مصر: الدولة أنجزت دورها في الاستثمار وهناك فرص ضخمة