خبراء أميركيون يفككون مستقبل أوكرانيا والناتو بعد انتصار ترامب
تاريخ النشر: 8th, November 2024 GMT
واشنطن- مع عودة الرئيس السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض رئيسا جديدا، يواجه الأوكرانيون خطر خسارة الولايات المتحدة أكبر حليف لهم.
ودفع اندلاع الحرب في أوكرانيا قبل أكثر من عامين إلى بروز معضلة علاقة واشنطن بحلف شمال الأطلسي (الناتو) ضمن قائمة قضايا سباق انتخابات 2024، لا سيما أن لترامب سجلا حافلا من العداء والتناقض والاستهتار بإرث الحلف العسكري الأكبر والأكثر قوة في العالم.
ويأتي فوزه في توقيت خطير لأوروبا مع استمرار تقدم روسيا في أوكرانيا، وعدم إخفاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رغبته في تقويض الناتو والاتحاد الأوروبي كذلك.
ويخشى الخبراء الأميركيون من اتجاه ترامب لفرض سلام "غير عادل" على كييف، في الوقت الذي تحدثوا فيه عن شكوك كثيرة حول مستقبل الحلف وبقائه.
نتائج كارثيةيقول ألكسندر داونز، مدير معهد دراسات الأمن والصراع بجامعة جورج واشنطن والخبير في الصراعات الدولية، إن وحدة الناتو قد تتأثر كثيرا بعد فوز ترامب، وسيكون ذلك كارثيا على أوكرانيا وربما بعض دول الحلف بالنظر إلى تصريحاته بأنه "سيشجع روسيا على فعل ما تريد لأعضاء الحلف الذين لا ينفقون ما يكفي على الدفاع".
وسارع البيت الأبيض إلى تقديم مزيد من الأسلحة إلى أوكرانيا فور تأكد فوز ترامب بالانتخابات الرئاسية الثلاثاء الماضي. وبدأت إدارة الرئيس جو بايدن إجراءات إخراج أكثر من 6 مليارات دولار متبقية لهذه المساعدات قبل حلول موعد تنصيب الرئيس الجديد يوم 20 يناير/كانون الثاني المقبل.
وكرر ترامب، الذي تجمعه علاقات طيبة بالرئيس الروسي، انتقاد طلبات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للحصول على مساعدات أميركية إضافية، قائلا "إنها لا تنتهي أبدا".
من جانبه، وفور الإعلان عن انتصار ترامب، سارع زيلينسكي إلى التهنئة وغرد على منصة إكس "نحن نتطلع إلى حقبة أميركية قوية تحت قيادة الرئيس ترامب الحاسمة".
ويقول ستيف بايفر، خبير الشؤون الأوروبية ونزع السلاح بمعهد بروكينغز، للجزيرة نت، إن على الحكومة الأوكرانية أن تحاول إقناع ترامب وكبار مستشاريه بالحفاظ على الدعم الأميركي، ولكن يجب عليها أيضا أن "تخطط لأفضل طريقة للدفاع عن نفسها ضد الحرب العدوانية الروسية دون مساعدة أميركية، والتي أخشى أن تنهيها إدارة ترامب في عام 2025".
وشهدت الأسابيع الأخيرة تطورات على خطوط جبهات القتال في شرق أوكرانيا؛ إذ يستمر تقدم القوات الروسية، ويتزامن ذلك مع تأكيد انضمام آلاف من الجنود الكوريين الشماليين للقتال مع الجانب الروسي.
ومع وصول ترامب من جديد إلى البيت الأبيض قد تتراجع أو تنعدم أي آمال لكييف في الحصول على عضوية الناتو، وقد يتخلى ترامب عن التعهد الأميركي بمساعدتها حتى تحقيق النصر وتحرير كل ترابها الوطني.
خبر سيئوفي حديث للجزيرة نت، اعتبر خبير الشؤون الدفاعية مايكل بيك أن فوز ترامب هو "خبر سيئ" لأوكرانيا. وبرأيه، من المحتمل جدا أن يستخدم التهديد بوقف المساعدات العسكرية لها للضغط عليها لصنع السلام مع موسكو. وأما في روسيا، فقد يشجع هذا بوتين على تكثيف الحرب للحصول على اتفاق سلام أكثر ملاءمة له.
في الوقت ذاته، ستكون القارة الأوروبية على رأس المناطق التي قد تتأثر سلبا بوصول ترامب إلى سدة الحكم. وبعيدا عن غضبه من ارتفاع حجم الفائض التجاري لمصلحة أوروبا ورغبته في فرض تعريفات جمركية كبيرة على السيارات الألمانية، قد يصبح مستقبل التعاون الأمني المتمثل في الناتو على المحك.
ينظر ترامب إلى الناتو من منظور تجاري بسيط (الحماية بمقابل مادي)، وهو ما لا يشكل أساسا متينا لتحالف مثله. ولا يزال ينتقد الإنفاق الدفاعي المحدود لدول أوروبا الغربية على ميزانيات الدفاع بها. وفي لقاء تلفزيوني قبل شهور قال "لا، لن أحميكم. أود أن أشجع الروس على فعل ما يريدون. عليكم أن تدفعوا فواتيركم".
وتنص المادة الخامسة من ميثاق الحلف على أن الهجوم على أحد أعضائه هو هجوم عليهم جميعا.
وبرأي الخبير بيك، يجب على الناتو الشعور بالقلق أيضا بشأن ولاية ترامب الثانية لأن أميركا هي محور الحلف ولا يمكن لأوروبا دعم كييف، أو حتى الدفاع عن نفسها، دون مشاركة الولايات المتحدة. وقد لا يسحب ترامب أميركا من الحلف، لكنه سيصرّ على أن تنفق الدول الأوروبية المزيد على الدفاع وقد يحاول أيضا منع الناتو من التورط في صراعات مثل التي في أوكرانيا.
وكان الإنفاق الدفاعي للناتو موضوعا متكررا في حملات ترامب الانتخابية وصولا إلى سباق 2024، ويتسق ذلك مع أجندته "أميركا أولا"، ومع مهاجمة منافسيه الديمقراطيين لتركيزهم على التحالفات الدولية وتجاهل المصالح الأميركية.
إرادة سياسيةبدوره، أشار الخبير ستيف بايفر إلى ضرورة أن يشعر حلف شمال الأطلسي بالقلق. وقال إن ترامب أظهر مرارا وتكرارا أنه متشكك في مشاركة أميركا فيه، "ويجب على القادة الأوروبيين أن يحاولوا التواصل المبكر مع الرئيس المنتخب وفريقه الجديد، ولكن يجب عليهم أيضا أن يخططوا لكيفية بناء دفاع أوروبي ضد روسيا لا يعتمد كثيرا على الولايات المتحدة".
وتابع أن الأعضاء الأوروبيين في الناتو "لديهم القدرة الاقتصادية على القيام بذلك، والحلف بحاجة إلى الإرادة السياسية لتعبئة تلك القدرة".
وخلال حملته الانتخابية، وعد ترامب بإنهاء الحرب "في غضون 24 ساعة"، ولم يوفر أي إشارات عن تفاصيل خطته للسلام، إلا أن أنصاره قدموا بالفعل خطتين للتعامل مع الحرب في أوكرانيا، وطرح نائبه جيه دي فانس رؤية تتضمن:
أولا: تجميد الصراع عند الحدود والخطوط الحالية، وإجبار أوكرانيا على أن تتحول إلى دولة محايدة مع تعهدها بعدم الانضمام للناتو. ثانيا: خطة وضعها وزير خارجية ترامب السابق مايك بومبيو في مقال له بصحيفة وول ستريت جورنال، حيث ركز على تعزيز الدعم العسكري والمالي لكييف كرادع لموسكو، مع إبقاء احتمال عضوية الناتو مفتوحا. ولا يُعرف بعد أي مسار سيسلكه ترامب.من ناحية أخرى، لم تلبّ إدارة بايدن كل مطالب زيلينسكي وتتردد حتى الآن في الإذن باستخدام صواريخها البعيدة المدى لشن ضربات داخل روسيا، كما تؤخر متعمّدة إمداد كييف ببعض نظم التسليح المتقدمة.
ويأمل زيلينسكي أن يغير فوز ترامب هذه القواعد ويدعم أوكرانيا بصورة أكثر حسما وأقل ترددا، كما أشارت إلى ذلك مجلة الإيكونوميست البريطانية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات فی أوکرانیا فوز ترامب
إقرأ أيضاً:
خبراء يستبعدون نيل ترامب نوبل السلام
8 أكتوبر، 2025
بغداد/المسلة: استبعد خبراء مَنحَ الرئيس الأميركي دونالد ترامب بنوبل السلام، ورأوا أن فرص فوزه شبه معدومة، متوقعين أن يكون المعيار الأول تسليط الضوء على القضايا المنسية.
ويستقطب الإعلان في العاشر من تشرين الأول/أكتوبر الحالي عن اسم الفائز بجائزة نوبل للسلام اهتماما عالميا، لكن من المتوقع أن تكون تخفيضات الرئيس الأميركي موازنات الرعاية الصحية والأبحاث في الولايات المتحدة محور نقاشات كثيرة عند منح الجوائز الأخرى (الطب والفيزياء والكيمياء والآداب والاقتصاد).
ورأى ترامب إنّ عدم منحه جائزة نوبل للسلام سيشكّل إهانة للولايات المتحدة، لكنّ نهجه القائم على أميركا أولا وطباعه المثيرة للانقسام تجعلان أمله في الفوز ضئيلا.
واعتبر المؤرّخ المتخصص في هذا الموضوع إيفيند ستينرسن في حديث لوكالة فرانس برس إن الأمر غير وارد على الإطلاق لأنه (ترامب) مناقض من نواح عدة للمُثل التي تعكسها جائزة نوبل.
وأوضح أن جائزة نوبل للسلام تكافئ التعاون متعدد الأطراف، من خلال الأمم المتحدة مثلا. (…) لكنّ ترامب يُمثل ابتعادا عن هذا المبدأ لأنه يتبع نهجه الخاص، من جانب واحد.
ويعتد الرئيس الأميركي بإنهاء ست أو سبع حروب في غضون أشهر، إلاّ أن الخبراء يرون أن الرقم مُبالغ فيه بشكل كبير.
ودعا مدير معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (Sipri) كريم حجاج، لجنة نوبل إلى تقييم ما إذا كانت ثمة أمثلة واضحة على نجاح جهود إعادة السلام هذه.
ويحق لعشرات الآلاف من الأشخاص اقتراح أسماء لنيل جائزة نوبل.. وستكون المنافسة هذه السنة بين 338 فردا ومنظمة، لكنّ الأسماء تبقى طي الكتمان.
ورأى حجاج أن الجائزة يجب أن تُمنح لجهات تتحرك بعيدا عن الأضواء في نزاعات لم تعد تحظى باهتمام كبير.
وأضاف: ينبغي على لجنة نوبل أن تُركّز على عمل وسطاء محليين وصانعي السلام على الأرض. هؤلاء هم الفاعلون الذين أُغفلوا في الكثير من نزاعات العالم المنسية، ومنها السودان ومنطقة الساحل والقرن الإفريقي (الصومال وإثيوبيا وإريتريا).
وأشار إلى أن المعايير تنطبق مثلا على مبادرة غرف الطوارئ في السودان وهي شبكات استجابة مؤلفة من متطوعين لتوفير الطعام والمساعدة للسكان الذين يعانون وطأة الحرب والمجاعة.
وقد تمنح الجائزة لمنظمات غير حكومية تُعنى بالدفاع عن الصحافيين، كلجنة حماية الصحافيين ومنظمة مراسلون بلا حدود، بعدما شهدت هذه السنة مقتل الكثير من العاملين في المجال الإعلامي وخصوصا في قطاع غزة.
وقالت مديرة معهد أبحاث السلام في أوسلو (Prio) نينا غراغر “لم يسبق أن قُتل هذا العدد الكبير من الصحافيين في عام واحد.
ومن بين الأوفر حظا لنيل الجائزة بحسب مكاتب المراهنات يوليا نافالنايا، أرملة زعيم المعارضة الرئيسي في روسيا أليكسي نافالني.
وفي العام 2024، مُنحت جائزة نوبل للسلام لمجموعة “نيهون هيدانكيو” للناجين من القنبلة الذرية في اليابان.
أما الجائزة الرئيسية الأخرى التي تنشط في شأنها التكهنات فهي نوبل الآداب التي يُعلن الفائز بها في التاسع من تشرين الأول/أكتوبر.
ويحظى الكاتب السويسري كريستيان كراخت، وهو أحد أبرز المؤلفين المعاصرين بالألمانية، بإعجاب واسع في الأوساط الأدبية.
وقال رئيس القسم الثقافي في صحيفة داغنز نيهيتر بيورن فيمان، إن الأكاديمية السويدية حاضرة بكامل أعضائها، جالسة في الصف الأمامي في ندوة هذا الكاتب خلال معرض غوتنبرغ للكتاب الذي أقيم قبل أسابيع قليلة من موسم جوائز نوبل.
واستنتج فيمان أن هذا الحضور بمثابة مؤشر لا يحتمل الشك.
وتوقّع الناقد أن يحصل على الجائزة رجل أبيض من الأوساط الأنغلو ساكسونية أو الألمانية أو الفرنسية بعدما كانت من نصيب الكورية الجنوبية هان كانغ العام الفائت.
وستكون نوبل الطب باكورة الجوائز التي سيُعلن عن الفائزين بها الاثنين، تليها الفيزياء الثلاثاء، والكيمياء الأربعاء.
ومن بين الاكتشافات الطبية التي يُتوقع أن تُكافأ، آليات المناعة الفطرية، وتحديد الخلايا الجذعية لسرطان الدم، واكتشاف هرمون مُنظِّم للشهية.
وقد يغتنم الفائزون الفرصة، سواء أكانوا أميركيين أم لا، للتحذير من التداعيات الخطرة التي قد تنجم عن قرار إدارة ترامب خفض موازنات الأبحاث الطبية بمليارات الدولارات.
وجائزة نوبل هي عبارة عن شهادة وميدالية ذهبية وشيك بقيمة 11 مليون كرونة سويدية (نحو 1,18 مليون دولار).
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لا يعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts