يمانيون:
2025-06-23@21:23:47 GMT

ماذا لو لم تكن قضيةُ فلسطين؟

تاريخ النشر: 12th, November 2024 GMT

ماذا لو لم تكن قضيةُ فلسطين؟

د. محمد عبدالله شرف الدين

فعلًا؛ لو لم يحتل اليهودُ فلسطينَ، وافترضنا -تخيُّلًا- أن فلسطينَ أرضًا وإنسانًا طاهرةٌ من دنس اليهود، فكيف ستكونُ طبيعةُ علاقاتنا مع اليهود والنصارى؟

لقد أنزل اللهُ تعالى مع نبينا محمد -صلواتُ الله عليه وعلى آله- القرآنَ الكريم، كتابَ هداية، وبيانَ رُشد، واسترشاد، وحدّد فيه معالمَ الهداية، ومن تلك المعالم تحديد العدوّ، وإلا لكانت العداوات عشوائية ومزاجية، فقال تعالى: (وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ؛ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفَىٰ بِاللَّهِ نَصِيرًا، مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ) [سُورَةُ النِّسَاءِ: ٤٥، ٤٦].

فتسميةُ العدوّ، وتحديدُه بالاسم والصفات نعمةٌ ومِنَّةٌ إلهيةٌ للناس ورحمةٌ من الله حتى لا ترهق قواهم بحثًا عن العدوّ، وهذا -للأسف- مغيَّبٌ عن الفكرِ الإسلامي، ومناهجه، وبرامجه التعليمية.

لن نقول: إذَا لم تكن قضية فلسطين؛ لأوجدها الله، كما تقولُ المجبرة، وإنما نعتقدُ ونؤمنُ، ونثقُ بالله تعالى، ونقطعُ بأن العدوَّ رقم (١)، الأشدَّ عداوة للذين آمنوا هم (اليهود)، حتى وإن لم توجد قضيةُ فلسطينَ، فقال تعالى: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا، وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ، ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ)، [سُورَةُ المَائـِدَةِ: ٨٢]، ولا تنطبق مواصفاتُ النصارى التي وردت في الآية على نصارى العصر؛ إذ أهمُّ صفة ضدية هي (الاستكبار).

لا مصلحةَ لما يحدث في العالم الإسلامي إلا للوبي الصهيوني (أمريكا، إسرائيل)، وأمريكا هي عصارةُ النصرانية المستكبرة، و”إسرائيل” عصارة اليهودية.

إن مصطلح (اليهود) في القرآن الكريم يصنّفهم بفريق الشر، والخداع، والإجرام، لا يستثني من تحت مظلته أحدًا، ونصارى العصر هم ضحية اليهود، كحال طائفة النفاق.

فجاء التحذير الإلهي الواسع في القرآن الكريم من ثلاثي الشر: (اليهود، النصارى، المنافقين)، واختزال خطرهم في قضية فلسطين، يحجّم مؤامراتهم، ويقزّمها، في عملية كمال الانفصال عن الأحداث والقرآن الكريم.

وللنمذجة لا الحصر؛ الحرب الناعمة خطر يفتك بالأمة، الحروب الاقتصادية ضد الأُمَّــة؛ لإماتة من سلم من الحرب الصُّلبة، الطوائف التكفيرية، القاعدة والوهَّـابية وأخواتهما خنجرٌ في خاصرة الأُمَّــة، ليبيا مشتعلة، والسودان متصارعة، والصومال منقسمة، والعراق مستنزفة، وسورية مستباحة، والخليج بقرة حلوب، ستُذبَح إذَا جف حليبها، وعدوان عالمي على اليمن.

ووراء ذلك كله هم اليهود، بدعم أمريكي، وتمويل منافقي الأُمَّــة.

إن فلسطين هي المتراسُ الأول والمتقدم للأُمَّـة لمواجهة عدونا عدو الله وأنبيائه، مجاهدو الإسلام في فلسطين يدافعون عن لبنان، وسورية، ومصر، والأردن، والعراق، وكل أرض الإسلام، وَإذَا سقط المتراسُ الأول والمتقدم؛ سيسقط عالم الإسلام.

إن الغرب الكافر -على رأسهم العدوّ الأمريكي والإسرائيلي- يتطلعون بنهم وشراهة شديدة لنهب أرضنا، وسرقة ثرواتنا، ويعملون على ذلك بكل جد واجتهاد، ولا يردعهم إلا الجهاد في سبيل الله.

وهذا ما يدركه محور الجهاد والمقاومة، فأسند الشعب الفلسطيني في معركة هي ليست معركة الشعب الفلسطيني وحده؛ إنما معركة الإسلام ضد الكفر، بين جموع الإسلام ضد جموع الكفر والنفاق، وميدانها وساحتها المركزية هي أرض فلسطين، وإن لم يحسم المسلمون تلك المعركةَ في ذلك الميدان؛ ستُفتَحُ ميادينُ مركزيةٌ للمعركة في ساحات دول إسلام آخر.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

إسحق أحمد فضل الله يكتب: (باب الخروج من القمقم… أين)

وروكوفيلر. مات أثناء ممارسة الجنس
وفيلكس ملك فرنسا التاسع عشر
والبابا الثاني عشر
و…
والقائمة (المشوقة) هذه لا نهاية لها
والبعض يقرأها بإنتباه لأنه
ما هو العِرقي؟
إنه هو ذاته التمر وتحويل (لطبيعته) لأن مسح وجوده من الوجود مستحيل
والخمر إدمانها يجعل العقل (يقاتل) ضد شفائه منها
عقولنا فعلوا بها ما فعلوه بالتمر…
ونحن نكرر الآن ما فعلته العقول هذه منذ ألف عام

ومن. وعقولنا التي صنعوا بها ما صنعوا بالتمر هي العقول التي قال عنها خالد محمد خالد
في صباح يوم كربلاء، صلى جنود جيش يزيد الصبح، وجلسوا في التشهد يقولون
(اللهم صلّ على محمد وعلى آل محمد)، ثم قاموا وحملوا سيوفهم وقتلوا آل محمد
…..
والأسبوع الماضي تظهر الباكستان المسلمة… المسلمة. نعم
والباكستان (أعظم قصة إسلامية) حكايتها هي
……
محمد علي جناح / بعد اليأس من كل وعد هندوسي / يطلق دعوة للمسلمين للهجرة إلى أرض دولتهم… الباكستان
والناس… تحت دعوة الإسلام… الإسلام فقط… خرجوا
تركوا البيوت… والمزارع والمهن… وكل علاقة بكل شيء… وحملوا أطفالهم يمشون على الأقدام ألف ميل
وعصابات الهندوس تنطلق… وتقتل كل من تصل إليه
وقطار يحمل خمسمائة مسلم يدخل نفقًا ليخرج من الجانب الآخر وهو يحمل خمسمائة جثة…
والحكايات لا تنتهي، لكن المسلمين أقاموا دولة الباكستان المسلمة… المسلمة
ومدهش أن دولة الباكستان المسلمة تقوم في أيام خطة تدمير كل العرب المسلمين
(في المخطط الأوروبي قالوا: المسلمون لن يتركوا إسلامهم إلا إذا أقمنا لهم معبودًا يعبدونه وهم يظنون أنهم ما زالوا مسلمين)
وبريطانيا تقيم للمسلمين العرب آلهة بإسم… القومية العربية… والوطنية… و
وآلهة أخرى ما زالت موجودة…
……
والعكيلي. العراقي
وسميرة موسى… المصرية
وشهرزاد. المصرية…
و… القائمة الأولى في الحديث هذا هي قائمة بأسماء من ماتوا أثناء لقاء العشيقات
بينما القائمة الأخيرة هذه هي أسماء ثلاثة من بين مئة أو أكثر من علماء الذرة الذين اغتالتهم إسرائيل في الحرب الهامسة التي تظل تضرب الجهاز العصبي للأمة
بعد ضرب عقل الأمة المسلم
…….
وزارة كامل. هل بها وزير واحد لوزارة تكون هي وزارة الإحصائيات، والرصد… والتحليل… والتنبؤ… و…؟
لا… طبعًا… لا… لا
اللهم. اللهم

إسحق أحمد فضل الله

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • ماذا يحدث لمن يقرأ سورة الفاتحة في الصباح؟.. 10 عجائب
  • علي جمعة: النبي مؤسس لدولة قائمة على الرحمة والعدالة والقانون
  • ماذا يقال في سجود التلاوة؟.. 15 كلمة اغتنم ثوابها
  • الأزهر الشريف يتوسع في أروقة القرآن الكريم ليتجاوز 1400رواقا
  • الأزهر: الإسلام دعا إلى الإحسان للكائنات ورتب عليه الأجر والثواب
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: (باب الخروج من القمقم… أين)
  • جبهة تحرير فلسطين: إعلان اليمن استهداف السفن الأمريكية تحوّل استراتيجي في معركة الأمة ضد العدوان الصهيو–أمريكي
  • بدء ورشتي تدريب موجهين وتأهيل معلمي القرآن الكريم بصنعاء
  • يوم الأب .. تعرف على مكانته في الإسلام ومن أين جاءت فكرة الاحتفال
  • تردد قناة المجد لقرآن الكريم 2025.. استمتع بتلاوات عذبة