استعرض اللواء عصام سعد محافظ أسيوط آليات توفيق أوضاع الكنائس والمباني الخدمية التابعة لها وفقًا للقانون الصادر بشان تنظيم بناء وترميم الكنائس مؤكدا أن ذلك يأتى تنفيذا لتوجيهات القيادة السياسية لترسيخ قيم ومبادئ المواطنة وحرية العبادة والمساواة بين جميع المصريين تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية لتحقيق التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030 

جاء ذلك خلال لقاءه بمكتبه بديوان عام المحافظة مع أحمد عز مدير الشئون الدينية بالمحافظة.


تناول اللقاء استعراض بعض الطلبات المقدمة من مسئولي الطوائف المسيحية بشأن إحلال وتجديد بعض مباني الكنائس والمباني الخدمية التي صدر لها قرارات هدم وإعادة بناء بعد استيفاء كافة الاشتراطات والإجراءات اللازمة قانونًا واستكمال اشتراطات الحماية المدنية فيها ويأتي ذلك في إطار حرص الدولة على توفيق الأوضاع.
وأكد محافظ أسيوط على تطبيق كافة القرارات الصادرة عن مجلس الوزراء بشأن توفيق أوضاع الكنائس والمباني الخدمية التابعة لها والمقدم بشأنها طلبات دراسة وتوفيق أوضاع من الممثلين القانونيين عن طوائف الكنائس المعتمدة وذلك في إطار احترام أحكام الدستور والقوانين المنظمة لهذا الشأن لافتا إلى أن الدولة اتخذت خطوات جادة لتقنين أوضاع المنشآت الكنسية والمباني التابعة لها وفقًا للقوانين والقرارات المنظمة.
وأشار المحافظ إلى دعمه الكامل لتسهيل كافة الاجراءات بالتنسيق مع كافة الجهات المعنية وسرعة توفيق أوضاع الكنائس في إطار القوانين المنظمة لهذا الشأن لافتا إلى ضرورة تضافر جهود أجهزة المحافظة لتقنين الأوضاع وتنفيذ القرارات النهائية بشأنها والانتهاء من الملاحظات الفنية ومتابعة الإجراءات التنفيذية التي تم إتخاذها لمراجعة منظومة الحماية المدنية وقواعد السلامة.
ووجه اللواء عصام سعد بضرورة التواصل بين مسئولي الكنائس والأجهزة المعنية والوحدات المحلية ومراجعة وتوفير كافة وسائل الامان والسلامة والحماية المدنية بالكنائس وتطبيق كافة الإشتراطات الخاصة ورفع كفاءة تأمين الكنائس القائمة وملحقاتها من أخطار الحريق للحفاظ على أرواح المواطنين وسلامتهم وإنهاء كافة الإجراءات المطلوبة والتنسيق مع كافة الجهات المعنية من الحماية المدنية والتخطيط العمراني ورؤساء المدن والإدارات الهندسية لإسراع الخطي في إجراءات الكنائس غير المستوفاة لبعض الشروط من أجل ترسيخ قيم ومبادئ المواطنة وحرية العبادة والمساواة بين جميع المصريين

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مصر 2030 الشئون الدينية السيسى الكنائس محافظ أسيوط التنمية المستدامة ترميم القيادة السياسية الجمهورية الإجراءات المحلية السياسي بالمحافظة الخدمية أسيوط المواطنة توفیق أوضاع الکنائس

إقرأ أيضاً:

اللغة العربية في تسمية المدن والأحياء.. مطرح أنموذجًا

 

 

أنور الخنجري

alkhanjarianwar@gmail.com

 

تُعد اللغة العربية من أغزر اللغات في العالم من حيث المُفردات والدلالات، وقد شكّلت عبر قرون طويلة مرآةً للثقافة والهوية العربية، ليس في الأدب والشعر فقط، بل في حياة النَّاس اليومية وتفاعلهم مع المكان.

ومن أبرز تجليات هذا التفاعل، ما نراه في تسمية المدن والأحياء والمواضع المختلفة؛ حيث تأخذ الأسماء طابعًا لغويًا غنيًا، يعكس البيئة، أو التاريخ، أو القبيلة، أو حتى الشعور الجمعي تجاه المكان. اللغة إذاً ليست وسيلة للتخاطب فحسب، بل هي خزان للذاكرة الجماعية، وجسر يصل الحاضر بالماضي. ومن أبلغ تجليات حضور اللغة في الحياة اليومية، ما نراه في تسمية المدن والأحياء؛ حيث يتداخل العامل الجغرافي مع التاريخي، والبيئي مع الاجتماعي، لتنتج تسميات محمّلة بالمعنى والحنين. وفي المدن الساحلية القديمة مثل مطرح، تظهر اللغة العربية، كغيرها من اللغات الحيَّة، تفاعلًا ملموسًا في مسميات الأماكن والأحياء وهي مرآة صادقة للهوية، لكن هذه المرآة بدأت تُكسر بصمت، حين تُمحى الأسماء بلا مُبرر، ويُستبدل بها ما لا يحمل من الروح شيئًا.

اسم مدينة "مَطْرَح" بحد ذاته له جذور عربية قديمة، ومعناه مرتبط بوظيفة المدينة التاريخية والجغرافية والتجارية، ومن حيث المعنى اللغوي فإنَّ كلمة "مَطْرَح" في اللغة العربية مشتقة من الفعل "طَرَحَ"، أي ألقى أو وضع، و"المَطْرَح" هو المكان الذي يُطرح فيه الشيء، أي يُلقى أو يُنزل فيه. وبناءً على موقع المدينة الساحلي، فإنه من المؤكد أن الاسم يُشير إلى أنها كانت مكانًا تُطرح فيه البضائع القادمة من البحر، أي ميناءً أو مرسى للتجارة، حيث يطرح فيها التجار بضائعهم أو حيث تطرح السفن مراسيها، وهذا يتماشى مع تاريخها العريق كميناء تجاري مهم في سلطنة عُمان، وخاصة لكونها كانت جزءًا من الحراك البحري والتجاري في الخليج والمحيط الهندي وأفريقيا. وبذلك، فإنَّ التسمية تنبع من عمق المعنى اللغوي والبيئي والتاريخي للمكان.

والتشبث بالأسماء العربية لا يعني إقصاء اللغات الأخرى؛ بل على العكس، ففي تعدد اللغات المستخدمة في تسمية الأحياء أو المواضع ما يعكس الترابط الثقافي والتاريخي لعُمان مع محيطها الأوسع في آسيا وإفريقيا. فكما نعتز بالأسماء العربية للمدن والأحياء العُمانية، فإننا لا نجد في تسميات سواحيلية أو بلوشية أو أعجمية أو غجراتية أو غيرها من اللغات واللهجات الحية في مدينة مطرح أو غيرها من المدن العُمانية ما يُنقص من الهوية؛ بل نراه ثراءً ثقافيًا وشاهدًا حيًا يؤرخ تواصل عُمان الحضاري مع محيطها الواسع.

اللغة السواحيلية، على سبيل المثال، ليست دخيلة؛ بل هي لغة تحدث بها العُمانيون في زنجبار وبمبا ومُمباسا، وساحل شرق أفريقيا برمته، وتوارثوها في بعض البيوت والمجالس حتى اليوم. وكذلك بالنسبة للبلوشية والزدجالية والغجراتية والأعجمية، وهكذا الحال أيضا مع الشحرية والمهرية في محافظة ظفار، أو الكمزارية في محافظة مسندم، كلها مكونات بشرية أصيلة في نسيج المجتمع العُماني.

إن تنوع اللغات في التسمية ليس ضعفًا، بل دليل قوة وانتشار، وهو يُعبّر عن الامتداد الطبيعي لعُمان عبر البحر، وعن التعايش والتعدد الذي لطالما ميّز شخصيتها الحضارية.

وإعادة الاعتبار لمسميات الأحياء القديمة في مطرح يشكل رد الجميل لمكان ما زال حيًا في وجدان الكثير من الناس وهو شكل من أشكال الوفاء لتاريخ لم يُكتب بعد، لكنه يعيش على ألسنة الناس وقلوبهم. ومن الأمثلة على ذلك، اسم الحي القديم "نازي موُجه"، وهي كلمة سواحيلية أطلقها العُمانيون القادمون من شرق إفريقيا على الحي الذي استقروا فيه عند عودتهم إلى مطرح. وكان الاسم يحمل في نبرته نكهة المغترب، ودلالة على تواصل الجغرافيا والثقافة، لكن الاسم تغيّر لاحقًا إلى "حي الصاغة"، وهو اسم لا يُعبّر عن الذاكرة أو الأصل؛ بل يرتبط بحرفة حديثة نسبيًا في هذا الحي.

كذلك هو الحال مع حي "كوهبون" وهي تسمية بلوشية تعني "تحت الجبل"، في إشارة مباشرة إلى موقع الحي الجغرافي الواقع أسفل السفوح الجبلية، وتُجسّد هذه التسمية العلاقة الحميمة بين السكان والبيئة الطبيعية المحيطة، كما تعكس البُعد اللغوي والثقافي الذي حمله البلوش معهم إلى المكان، فاختلط بالهوية المحلية وأصبح جزءًا من الذاكرة العمرانية للمنطقة. كما أن "سور اللواتيا" الذي يحمل رمزية اجتماعية ودلالة على التمايز السكاني، أو على شكل من أشكال التنظيم المجتمعي الذي حافظ على هوية الجماعة. وكذلك حي "جبروه" الذي ربما يكون الاسم منسوبًا إلى شخصية قوية، أو يحمل دلالة على القوة أو السلطة في تاريخ الحي. وحتى تسمية "حارة الشمال" الذي يشير إلى الحي الواقع في الجهة الشمالية لمدينة مطرح العتيقة، تحول مؤخرا الى حي الميناء، وقِس على ذلك أحياء وأسماء عديدة أخرى.

هذه الأسماء تحمل في الغالب دلالات اجتماعية أو جغرافية، أو تاريخية ترتبط بالبيئة العُمانية وهي أسماء ليست خادشة للحياء العام بأي شكل، بل تمثل جزءًا من الهوية اللِّسانية الشعبية للمكان، وتحمل دلالات ثقافية وجغرافية عميقة تعكس التركيبة السكانية والتاريخية للمدن العُمانية، خاصة في مدينتي مسقط ومطرح.

حين نتحدث عن استخدام الأسماء المحلية، فإننا لا نتحدث عن "لفظ" بحد ذاته؛ بل نتحدث عن المعنى، عن الجذور، عن الحكايات التي تختبئ خلف كل اسم. الاسم المحلي ليس مجرد دلالة، بل هو رابط بين الأجيال، وهوية لغوية تعاند الذوبان في ثقافة الاستيراد والتحديث الأجوف.

وأخيرًا.. اللغة- أيًا كانت عربية أو غيرها- ليست قادرة على توصيف الواقع فحسب؛ بل هي أيضًا حافظة للخصوصية، وهي ما يعطي لمطرح (ولغيرها من المدن) ملامحها التي لا تتكرر.

مقالات مشابهة

  • محافظ قنا يبحث آليات تنمية الموارد الذاتية وتحسين استغلال الأصول العامة
  • اللغة العربية في تسمية المدن والأحياء.. مطرح أنموذجًا
  • لجنة خاصة ببني سويف لبحث آليات استدامة تشغيل محطات المعالجة الثلاثية بـ3 قرى
  • محافظ الأقصر يتفقد كوم البعيرات ويوجه بدراسة التربة لحماية الأرواح والمباني
  • الحماية المدنية تسيطر على حريق منزل فى الفيوم دون إصابات
  • محافظ القليوبية: التشديد على رؤساء المدن والأحياء على اليقظة التامة خلال أجازة عيد الأضحى
  • الغربية تستعد لعيد الأضحى وتجهيز 463 ساحة صلاة بالمراكز والمدن
  • محافظ الجيزة يتابع آليات إنشاء محطة تحويل المخلفات إلى طاقة كهربائية بأبو رواش
  • محافظ الجيزة يبحث آليات إنشاء محطة تحويل المخلفات إلى طاقة كهربائية بأبو رواش
  • محافظ الجيزة يتابع آليات إنشاء محطة تحويل المخلفات إلى كهرباء بأبو رواش