انتقد الكاتب الإسرائيلي البارز جدعون ليفي التعامل غير الأخلاقي الذي تتعامل به إسرائيل مع الفلسطينيين، وذلك على خلفية التعذيب المروّع الذي تعرض له الطبيب عدنان البرش وأدى إلى وفاته داخل أحد سجون الاحتلال.

ويصف ليفي، في مقاله بصحيفة هآرتس الإسرائيلية، الدكتور عدنان بأنه كان طبيبا جراحا ورئيسا لقسم جراحة العظام في مستشفى الشفاء بمدينة غزة، وكان رجلا وسيما وذا شخصية جذابة ومؤثرة استخدم وسائل التواصل الاجتماعي في توثيق ما يقوم به من عمل في ظروف "يتعذر فهمها" حيث لا كهرباء أو دواء أو عقاقير للتخدير، ودون أسرَّة في أغلب الأحيان.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2مسيرات تركية وطائرات روسية.. الحرب الجوية تجتاح الساحلlist 2 of 2فورين بوليسي: الترحيل الكبير في عام 2025end of list

وقد ظهر في أحد المقاطع المصورة وهو يحمل مجرفة في يده ويحفر قبرا جماعيا في فناء المستشفى للمرضى المتوفين بعد أن غصّت الثلاجات بالجثث. وقال ليفي إن البرش أصبح بطلًا محليا في حياته، ودوليا بعد وفاته.

ليفي: البرش أصبح بطلًا محليا في حياته، ودوليا بعد وفاته.

ونقل عن أرملته ياسمين أنه بالكاد كان يرجع إلى بيته بعد اندلاع الحرب؛ فقد أُجبر هو وفريقه الطبي على الفرار من 3 مستشفيات دمرها الجيش الإسرائيلي "في إطار التزامه الدقيق بالقانون الدولي"، في تعليق ينمّ عن سخرية موجعة وينطوي على تهكّم من جيش يتباهى باحترامه لذلك القانون.

وروى ليفي -وهو كاتب يساري تكرهه دولة الاحتلال- تفاصيل عن اعتقال الجيش الإسرائيلي للبرش، في ديسمبر/كانون الأول الماضي، من مستشفى العودة في جباليا -وهو آخر مرفق طبي يعمل به- عندما استدعوه إلى خارج المستشفى واختطفوه.

وأوضح أنه تعرض لتعذيب "بشع" طوال الأشهر القليلة التي قضاها في مركز تحقيق لجهاز الأمن العام (الشاباك)، ولاحقا في معسكر اعتقال سدي تيمان، حتى إن طبيبا فلسطينيا شاهده في مركز الاحتجاز قال إنه بالكاد تعرف عليه.

فقد تحوّل البرش الذي كان يعتني بلياقته البدنية ويمارس السباحة كثيرا إلى شبح، على حد وصف ليفي في مقاله.

ومن معتقل سدي ليمان، نُقل بعدئذ إلى سجن عوفر حيث لبى نداء ربه في 19 أبريل/نيسان. وأشار الكاتب إلى أن إسرائيل تجاهلت وفاته في السجن، في تصرف يعكس خصال دولة الاحتلال.

ووفقا للمقال، فقد لقي عشرات من المعتقلين حتفهم في السجون الإسرائيلية هذا العام، على غرار ما يحدث في أسوأ سجون العالم سمعة.

لكن البرش -برأي ليفي- أصبح طبيبا "شبحا" تأبى شخصيته وحياته ووفاته أن يطويها النسيان، فقد نشرت قناة سكاي نيوز صورته الأسبوع الماضي ضمن تقرير استقصائي كشفت فيه أن معتقليه ألقوه في باحة سجن عوفر وهو مصاب بجروح بالغة وعارٍ من الخصر إلى الأسفل.

بل إن فرانشيسكا ألبانيز، مقررة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بالأراضي الفلسطينية المحتلة، أثارت احتمال أن يكون قد تعرض لاعتداء جنسي قبل وفاته، بالنظر إلى التقرير الذي يفيد بأنه وُجد في وضع شبه عارٍ.

ومن جانبها، اشتكت الصحفية الاستقصائية الإسرائيلية إيلانا دايان لبرنامج كريستيان أمانبور على قناة "سي إن إن" الأميركية من أن القنوات الإسرائيلية لا تغطي المعاناة الإنسانية في غزة تغطية كافية، وتقدم عوضا عنها تقريرا آخر عن "بطولات" الجيش.

فمن قتل البرش إذن، وكيف؟ يتساءل ليفي ويجيب: "لن نعرف أبدا". لكنه يستدرك أن حادثة قتل البرش علمته مرة أخرى كم هي إسرائيل "غير أخلاقية وانتقائية" في اهتمامها بحياة الإنسان.

وخلص إلى أن المجتمع الذي يشعر فيه بعض الناس على الأقل بالرعب والهلع على مصير الرهائن الإسرائيليين، "ويهتمون بهم ليل نهار ويحتجّون بصخب ويعلقون اللافتات في الشوارع هو نفسه المجتمع الذي لا يبدي أي اهتمام ببشر آخرين ويحدد مصيرهم القاسي".

وختم مقاله بأنه لا يمكن الدفاع عن هذا "النفاق"، مضيفا أن موت البرش يفضح ضمير إسرائيل "المعوج لدرجة يتعذر إصلاحه".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات

إقرأ أيضاً:

روته يشيد بـ"دادي" ترامب الذي أوقف حرب إسرائيل وإيران

وصف الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته، الأربعاء، الرئيس الأميركي دونالد ترامب بـ"الأب" الذي اضطر ليتدخّل لوقف الخلاف بين إسرائيل وإيران، مطلقا عليه اسم "دادي" بالإنجليزية.

في ختام قمة حلف شمال الأطلسي في لاهاي (هولندا) التي تمحورت حول زيادة الإنفاق الدفاعي، قارن ترامب الحرب بين إيران وإسرائيل بشجار بين ولدين.

وقال أمام عدسات الصحافيين، متوجها إلى روتيه الذي جلس إلى جانبه، "تشاجرا كولدين في الملعب".

وأضاف "كما تعلمون، يتشاجران بجنون ولا يمكن إيقافهما. أدعهم يتشاجران لدقيقتين أو ثلاث، ومن ثم من الأسهل وضع حدّ لذلك".

فاستطرد مارك روتيه قائلا "بعد ذلك على دادي (الأب) أحيانا أن يستخدم كلاما قويا"، وذلك في إشارة إلى الكلمات التي استخدمها الرئيس الأميركي، الثلاثاء، عندما اتهم بعبارات صريحة، إيران وإسرائيل بعدم احترام وقف إطلاق النار.

واكتفى الرئيس الأميركي بالابتسام على التعليق.

وعندما سُئل بعد ذلك عن استخدام الكلمة وعن تصريحاته التي أطرى فيها على ترامب، دافع روتيه عن موقفه. وقال "أعتقد أنها مسألة ذوق"، واصفا الرئيس الأميركي بـ "الصديق"، ومعتبرا أن سلوكه "يستحقّ" الثناء سواء في الملف الإيراني أو في الطريقة التي أرغم بها حلفاء الناتو على زيادة إنفاقهم الدفاعي.

مقالات مشابهة

  • بعد وفاته في الجو.. من هو الطيار السعودي محسن الزهراني؟
  • ضربة إيران تفضح الأسرار.. إدارة ترامب تقلص تقارير الكونغرس
  • طنجة: وفاة الأربعيني الذي أضرم النار في جسده بشارع أهلا متأثرا بحروقه البليغة
  • بعد 10 أشهر من دفنه.. قرص الغلال يكشف لغز وفاة حارس عقار في الهرم
  • نسى الفوطة فى بطن مريضة.. تأجيل استئناف الحكم على حبس طبيب سنة بقنا
  • روته يشيد بـ"دادي" ترامب الذي أوقف حرب إسرائيل وإيران
  • في ذكرى وفاة مايكل جاكسون.. ملك البوب الذي غير وجه الموسيقى ورحل بسبب مخدر البروبوفول
  • وفاة المغني الأمريكي بوبي شيرمان عن عمر يناهز 81 عامًا
  • فى ذكرى وفاته.. يوسف داود مسيحي ألقى خطبة الجمعة على زملائه
  • كوثر البلوشي تُعبّر عن استيائها: “كفاكم نفاقًا تلوعون الجبد!”.. فيديو