تداولت وسائل التواصل الاجتماعي خلال الأيام القليلة الماضية فيديو لطفلين سودانيين، بمدينة الإسكندرية، يقومان بتوزيع حلوى في الشارع العام وأوراق تحمل عبارة “شكراً مصر”، وهي العبارة التي اختارها الآلاف من السودانيين الذين فروا من جحيم الحرب المندلعة في بلادهم إلى أرض الكنانة لشكرهم على استقبالهم، في وقت عصيب بحثًا عن أمان مفقود في بلادهم فأحسنت الجارة وفادتهم”.


ترحاب كبير
واستقبلت الإسكندرية ما قام به الطفلان السودانيان بترحاب كبير، باعتبارهما جسدا دور الدبلوماسية الشعبية، وعلى ذات النسق فإن القاهرة موعودة يوم السبت القادم، بحدث يعكس تطلع الشعبين السوداني والمصري إلى انصهار وتكامل حقيقي يعكس عمق العلاقات على المستوى الاقتصادي”.
تعاون اقتصادي
وفي إطار تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين مصر والسودان، سيقام الملتقى المصري السوداني الأول لرجال الأعمال بمبادرة من سفارة السودان بمصر والشركة المصرية السودانية للتنمية والاستثمار المحدودة وبالتعاون مع مركز التكامل السوداني المصري، “تحت رعاية نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصناعة والنقل الفريق مهندس كامل الوزير”.
آفاق جديدة
إلى ذلك يهدف الملتقى إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين وفتح آفاق جديدة للتعاون في مجالات متعددة تشمل إعادة الإعمار في السودان وتأمين الأمن الغذائي لكلا البلدين في المجالات الإنتاجية والخدمية والطاقة والتعدين.
مصالح البلدين
ويحاول الملتقى تلبية تطلعات القطاع الخاص في البلدين في إحداث تكامل اقتصادي يصب في مصلحة الشعبين، اللذان تربطهما وشائج تاريخيّة وجغرافية منذ الأزل وإنزال هذه العلاقات إلى أرض الواقع عبر تحقيق مصالح البلدين الاقتصادية من خلال الوقوف على المستوى التي تقف فيه العلاقات الاقتصادية وتدارك العقبات التي تحول دون تحقيق تكامل اقتصادي حقيقي”.

تبادل سلعي
ويقول رئيس القطاع المالي بالشركة المصرية السودانية للاستثمار والتنمية، ماجد مجدي إن “الاقتصاد البلدين بحاجة فعلية إلى تعزيز الترابط والتكامل الاقتصادي لتعظيم الفائدة وتحقيق الاستقرار الاقتصادي في كل من البلدين”.
وأعلن مجدي في تصريح لـ(المحقق)، “عن تنفيذ الشركة المصرية لنظرية التبادل السلعي بين مصر والسودان، دون الحاجة لاستخدام العملات الأجنبية، تجنبًا للضغط على العملات في كل من مصر والسودان، لإحداث استقرار في العملات الوطنية”.
وأوضح “أن سلع التبادل تتمثل من الجانب المصري في السلع الغذائية بنسبة تقدر بنحو (80%) تشمل السكر، الدقيق ، الأرز والزيوت بجانب بعض السلع الأخرى مثل المنظفات، حديد التسليح، والإسمنت، فيما تتمثل السلع من الجانب السوداني اللحوم، الأبقار، الإبل، الضان، السمسم، القطن وفول الصويا”.
ولفت مجدي، إلى أن “الشركة المصرية السودانية صدرت عن طريق التبادل السلعي خلال الـ(9) أشهر الأولى من العام الحالي، سلع بقيمة (31) مليون دولار، دون دفع دولار وفي المقابل استورد السودان من مصر في إطار التبادل السلعي سلع بقيمة (25) مليون دولار”.
رغبة في التوسع
وحول تأثير الحرب على سير الصادرات والواردات المصرية من السودان، أكد مجدي على انخفاض التبادل التجاري بين البلدين بنسبة (20%).
وقال ماجد، نرغب في التوسع في التبادل السلعي بعد انتهاء الحرب، مؤكدًا حرصهم على مصلحة الاقتصاد السوداني من خلال دعمه عبر تجارة “الترانزيت” التي تسمح للسودان تصدير واستيراد بضائع عبر الموانئ المصرية”.
وكشف مجدي، عن أن الشركة المصرية السودانية، تقوم بدور الضامن للبضائع التي تستورد أو تصدر للسودان بعد أخذ الإذن من وزارة المالية المصرية”.
مضيفًا: “أن اللحوم السودانية تسد نقص السوق المصري بنسبة تقدر بنحو(12%)، مبينًا أن أسعارها تعد الأرخص من بين الدول الأخرى نسبةً لسهولة الشحن والنقل”.
واستدرك مجدي بالقول: “بعد اندلاع الصراع في السودان دخلت دول أخرى للماشية الحية مثل يوغندا، وجيبوتي، والصومال، لسد عجز السوق المصري، لكنه أكد على أن الشركة المصرية السودانية تعد أكبر الشركات التي تستورد اللحوم الحية والماشية من السودان”.

السودان لن يجوع
من جهته، أكد الخبير الاقتصادي، د. محمد الناير، أن العلاقات السودانية المصرية علاقات متجذرة وعلاقات قوية على كافة المستويات الرسمي والشعبي”.
وقال الناير لـ(المحقق)، “إن مستوى هذه العلاقات تزايد بعد الحرب التي تعرض لها السودان والاستهداف الإقليمي والدولي الذي يواجه السودان بصورة كبيرة”.
وأضاف: “الاقتصاد لم يكن بمعزل عن ما يتعرض له السودان فتأثر بصورة كبيرة”.
وتابع: “بالرغم مما يتعرض له الاقتصاد السوداني بجانب ما تنشره التقارير الدولية عن ارتفاع عدد السودانيين الذين يواجهون شبح الجوع إلى (25) مليون شخص مقابل (18) مليون شخص قبل الحرب إلا أن السودان لن يجوع لعدة أسباب من أهمها استمرار عمل المعابر المصرية وانسياب الحركة التجارية بين مصر والسودان”.
وأكد الخبير الاقتصادي، على أن استمرار انسياب الحركة التجارية بين البلدين ساهم بشكل مباشر في عدم حدوث نقص في السلع الأساسية بالسودان.
وأوضح، “أن الملتقى المصري السوداني لرجال الأعمال يأتي في وقت مهم، وله أهمية كبيرة، مبينًا أن فترة ما بعد الحرب تشهد ضرورة ملحة لإحداث تكامل اقتصادي كامل بين مصر والسودان ورفع حجم التبادل التجاري الذي ظل يتمحور حول المليار دولار استيرادًا وتصديرًا.
وشدد الناير، “على أهمية أن يرتفع حجم التبادل التجاري بين الخرطوم والقاهرة بما يتناسب مع حجم العلاقات وحجم احتياج البلدين مع بعضهم البعض” .
منتجات مصنعة
وجدد دعوته للقيادة السياسية في مصر والسودان لتشجيع زيادة التعاون الاقتصادي والتكامل مع التركيز أن تكون المنتجات مصنعة للاستفادة من القيمة المضافة”.
وقال: إن الاستثمار المتبادل سيرتفع عقب تحقيق الأمن والاستقرار في ربوع السودان”.
وعول على الدور المصري في الاستثمار بالسودان لا سيما في مجال البني التحتية، لافتًا إلى تجربة مصر الثرة والمتميزة في هذا المجال والتي حققتها خلال السنوات الأخيرة.
مؤكدًا وجود مصادر للتمويل عبر نظام “البوت” وهو ما يسهم بصورة كبيرة في دخول الشركات المصرية في شراكات مع الشركات السودانية عبر القطاع الخاص في البلدين لإنشاء مشاريع كبرى وبناء البنى التحتية”.
ونبه إلى وجود قانون بالسودان ينظم العلاقة بين القطاعين العام والخاص يساعد في حدوث تمويل من القطاع العام للقطاع الخاص، مبينًا أن هذه الشراكة تعمل على المساهمة في المشروعات الكبيرة”.
زيادة حصائل الصادر
ودعا الناير، الملتقى إلى نقاش مشروعات مدروسة سواء كان في ظل الحرب ما الذي يحتاجه السودان وما الذي تحتاجه مصر في ظل الظروف الراهنة، وقال الناير إن ” لكل مرحلة متطلباتها”، مشيرًا إلى أنه في ظل الظروف الراهنة يحتاج السودان إلى زيادة حصيلة الصادرات وترتيب أولويات الواردات بما يضمن عدم وجود فجوة في بعض السلع وبالمقابل مصر أيضًا تحتاج إلى الصادرات السودانية والتي يجب أن تؤمن وترتب وتصدر بصورة أساسية والتوافق على مشروعات مستقبلية بعد انتهاء الحرب تشمل شراكة استراتيجية وبناء مشروعات بني تحتية كبيرة مع إحداث تكامل بين القطاع المصري والسوداني ليمثلان جسم واحد والدخول في شراكة مع القطاع العام السوداني”.
وأعرب عن أمله في أن تدرس هذه المشاريع بصورة كبيرة وأن يكون هناك نظرة مستقبلية بربط السودان بمصر عبر السكك الحديد بالتوازي مع الطريق البري حتى يقلل من تكلفة الشحن ونقل البضائع والسلع بين البلدين مما ينعكس إيجاباً على الدولتين وعلى أسعار السلع المتبادلة”.

القاهرة – نازك شمام

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الشرکة المصریة السودانیة بین مصر والسودان التبادل السلعی بین البلدین بصورة کبیرة

إقرأ أيضاً:

محافظ أسيوط يتفقد أعمال تطوير طريق نجع سبع - منقباد

أجرى اللواء هشام أبو النصر، محافظ أسيوط، جولة ميدانية لتفقد سير الأعمال الجاري تنفيذها لتطوير ورفع كفاءة طريق "نجع سبع – منقباد" بقرية نجع سبع التابعة لمركز أسيوط، وذلك بهدف تخفيف معاناة المواطنين في التنقل، في ظل غلق كوبري نجع سبع عقب تعرضه لهبوط جزئي وتأتي هذه الخطوة في إطار خطة المحافظة لتحسين شبكة الطرق والبنية التحتية الحيوية، تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وضمن مستهدفات رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة.

رافق المحافظ خلال الجولة كل من الدكتور مينا عماد نائب المحافظ، وأحمد عبد الحكيم رئيس مركز أسيوط، وأحمد سويفي وكيل وزارة الشباب والرياضة، والمهندس صابر عبدالرؤوف مدير عام الجهاز التنفيذي بفرع الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحي بأسيوط، وايهاب عبد الحميد مدير جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة والمتناهية الصغر بأسيوط، وداليا تادرس مدير فرع هيئة تنمية الصعيد بالمحافظة، وعاطف محمد معاون وكيل وزارة الشباب والرياضة بأسيوط، ولفيف من الشباب المتطوع من أندية التطوع وفرق الجوالة التابعة لمديرية الشباب والرياضة.

وخلال الجولة، تابع محافظ أسيوط الأعمال الجارية لتسوية وتمهيد الطريق الرابط بين منقباد وبني حسين ونجع سبع، بطول 3 كيلومترات من إجمالي 5.5 كيلومتر، والتي تنفذ بالمشاركة المجتمعية لأهالي القرية وبالتعاون مع الوحدة المحلية لمركز أسيوط.

وقد وجه المحافظ بتكثيف العمل ودعم المعدات الموجودة على الطريق من خلال الدفع بوحدة الإنقاذ السريع التابعة للمحافظة، للإسراع في إنهاء الأعمال وتسهيل حركة المرور بين قرى المركز المختلفة وصولًا إلى مدينة أسيوط، خاصة مع أهمية هذا الطريق كبديل حيوي يربط جنوب المحافظة بشمالها مرورًا بمدينة منفلوط، ويساهم في تقليل الضغط المروري على الطريق الزراعي "أسيوط – منفلوط".

وأشار المحافظ إلى إدراج إنشاء كوبري بديل أعلى الترعة الإبراهيمية ضمن خطة وزارة الموارد المائية والري للعام المالي القادم، بهدف تعزيز السلامة المرورية وربط القرية بالطريق الزراعي "أسيوط – ديروط".

وخلال الجولة، التقى اللواء هشام أبوالنصر، بعدد من أهالي القرية وشباب فرق أندية التطوع والجوالة التابعة لمديرية الشباب والرياضة، مشيدًا بدورهم المجتمعي الفعال، ومؤكدًا حرصه على المتابعة المستمرة لكافة الخدمات المقدمة للمواطنين، خاصة ما يتعلق بحياتهم اليومية، مشددًا على أهمية المشاركة المجتمعية في تنفيذ المشروعات وتحسين الخدمات والحفاظ على البيئة قائلًا: "مشاكلنا هنحلها مع بعض.. أنتم سند المحافظة وقوة الدولة في شبابها الواعد، وعلينا أن نقف جميعًا صفًا واحدًا لمواجهة التحديات وإيجاد الحلول المناسبة لها حيث أن المواطن شريك أساسي مع المحافظة كمسئولية مجتمعية في الحفاظ على المرافق والنظافة العامة ومواجهة الظواهر السيئة لإتاحة بيئة نظيفة وآمنة للجميع."

وأشاد المحافظ بمبادرة مركز شباب نجع سبع وأهالي القرية في تبني فكرة تمهيد الطريق الداخلي كبديل مؤقت عن الكوبري المتضرر، مشيرًا إلى انتهاء المرحلة الأولى من مشروع رفع كفاءة الطريق الداخلي وبدء المرحلة الثانية، مؤكدًا دعم المحافظة الكامل لهذا الجهد المجتمعي وتذليل كافة العقبات لإنهاء الأعمال في أسرع وقت.

واختتم محافظ أسيوط جولته بالتأكيد على أهمية تكامل الجهود بين جميع الأجهزة التنفيذية والمجتمعية للارتقاء بمستوى الخدمات في القرى والنجوع وتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة في كافة ربوع المحافظة.

مقالات مشابهة

  • جلسة مفتوحة لمجلس الأمن لمناقشة الأزمة السودانية والأستماع لإحاطة من ممثل الأمين العام
  • المشاط: نتطلع إلى التكامل وتبادل المعرفة بالابتكار في السياسات لتسريع وتيرة النمو
  • من الحرب إلى العقوبات: السودان في طريق مسدود اقتصاديًا
  • سفارة السودان بالرياض تعلن اكتمال الترتيبات لاقامة امتحانات الشهادة السودانية المؤجلة للعام 2024
  • في خطوة تهدف لتعزيز التكامل الإعلامي العربي.. اتحاد إذاعات الدول العربية يُفعّل نشاطه الإعلامي في سوريا
  • محافظ أسيوط يتفقد أعمال تطوير طريق نجع سبع - منقباد
  • نحو 2500 طالب وطالبة يجسلون لامتحانات الشهادة الثانوية السودانية بمدينة جدة
  • مقتل طبيبة داخل مستشفى المجلد بغرب كردفان إثر قصف للجيش السوداني
  • حسين المناخ البيئي في البلدين! دكتورة نوارة تشيد بمواقف مصر الداعمة للسودان
  • وزير المالية ورئيس مصلحة الضرائب يُكرمان الجمعية المصرية اللبنانية لرجال الأعمال