جثمان جرو نمر سيفي يكشف أسرار الكائن المنقرض منذ 32 ألف عام
تاريخ النشر: 22nd, November 2024 GMT
أذهل اكتشاف جرو نمر سيفي علماء الحفريات، إذ يعد الأول من نوعه الذي يُظهر الشكل الحقيقي لهذا الكائن المنقرض.
وبحسب صحيفة "اندبيدنت" البريطانية، يعد الجرو الذي يعود عمره إلى 32,000 عام، صغير بما يكفي ليحمله الشخص بيد واحدة، على عكس العينات السابقة التي تم العثور عليها في تكساس، لا يزال الجرو يحتفظ بلونه البني الداكن.
كان الجرو يبلغ من العمر ثلاثة أسابيع فقط عند نفوقه في ما يُعرف الآن بشمال شرق روسيا، وقد حفظه الجليد الدائم منذ ذلك الحين في حالة ممتازة.
جرو نمور سيفيوصرح العلماء من أكاديمية العلوم في ياقوتيا في أقصى الشرق الروسي إن هذا الاكتشاف يعتبر فريدًا من نوعه، ووقال أيسين كليموفكسي، الذي شارك في كتابة ورقة بحثية عن الجرو نُشرت في مجلة Scientific Reports هذا الشهر: "لم نعثر على أي شيء مشابه له في مثل هذه الحالة الممتازة".
وواصل كليموفكسي حديثه قائلاً: "هذا هو أول اكتشاف سيظهر للعالم كيف كان شكل النمور السيفية بالفعل"، وأضاف أن هذا الاكتشاف يكشف سرًا كبيرًا من أسرار الطبيعة، إذا جاز التعبير".
وكان العلماء قد عثروا على الجرو قبل أربع سنوات أثناء حفرهم لاستخراج أنياب الماموث بالقرب من نهر باديرياخا في منطقة ساخا، المعروفة أيضًا باسم ياقوتيا، وهي أكبر جمهوريات روسيا.
وتقع ياقوتيا على الحدود مع المحيط القطبي الشمالي، وهي منطقة شاسعة من المستنقعات والغابات التي تفوق مساحتها مساحة الأرجنتين، ويغطي الجليد الدائم نحو 95% منها.
وأشار العلماء إن ارتفاع درجات الحرارة العالمية الناجم عن تغير المناخ يتسبب في ذوبان الكثير من الجليد الدائم في روسيا، مما يكشف عن بقايا حيوانات وآثار قديمة. وفي وقت سابق من هذا العام، تمكن العلماء من دراسة جثة ذئب يعود عمرها إلى 44 ألف عام تم استخراجها من التندرا الذائبة.
ويُعد الجرو جزءًا من جنس هوموثيريوم الذي عاش في أمريكا الشمالية وآسيا وأفريقيا منذ حوالي 4 ملايين سنة وحتى 12,000 عام مضت. وكانت هذه الحيوانات في حجم الأسود عند نضوجها الكامل، وتشتهر بأسنانها العلوية المسننة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: نمر حيوانات منقرضة انقراض الحيوانات ارتفاع درجات الحرارة
إقرأ أيضاً:
نصيحة العلماء: أطعم ميكروباتك المعوية جيدا لتعتني بك
في كل مرة تتناول فيها وجبة، فأنت تستضيف فعليا "حفلة عشاء" ضخمة، ضيوفها تريليونات من الكائنات الدقيقة التي تعيش في أمعائك.
وتلعب هذه الكائنات، المعروفة باسم "الميكروبيوم المعوي" (Gut Microbiome)، دورًا محوريًا في صحتك العامة، فهي قادرة على تعزيز المناعة وضبط التمثيل الغذائي، أو على العكس، إثارة الالتهابات وزيادة خطر الأمراض المزمنة... وكل ذلك يعتمد على ما تقدّمه لها من طعام.
"أطعِمهم جيدًا... ليعتنوا بك"
وفي السياق، قالت الدكتورة كارين كوربن، الباحثة في "معهد أدفِنهِلت للبحوث الانتقالية للتمثيل الغذائي والسكري" في أورلاندو، إن الميكروبات المعوية "تشعر بالجوع فعليًا عندما تُحرَم من الغذاء المناسب. وإذا اعتنيتَ بميكروبات أمعائك فستعتني بك. لكن حين تجوّعها، تبدأ في التهام الطبقة المخاطية الواقية داخل الأمعاء، وتنتج مركّبات ضارة"، بحسب تقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية.
كما أوضحت كوربن بالتركيز على الأطعمة الغنية بالألياف، وخصوصًا النشا المقاوم (Resistant Starch)، وهو نوع من الألياف لا يُهضم في الأمعاء الدقيقة بل يصل إلى القولون ليكون وجبةً رئيسية لتلك الميكروبات المفيدة. ومن أبرز مصادره الفاصوليا، والعدس، والبازلاء، والموز الأخضر، والتفاح، والكمثرى، والشوفان، والأرز البني، والشعير.
كيف "تُسعد" ميكروباتك؟
وبحسب الباحثة، فإن الألياف هي وقود الحياة لهذه الكائنات الدقيقة. فعندما تتغذى عليها، تنتج أحماضًا دهنية قصيرة السلسلة مثل البيوتيرات (Butyrate)، التي تقلل الالتهابات وتحفّز إفراز هرمون GLP-1، الهرمون الذي تُحاكيه أدوية التخسيس الشهيرة مثل "أوزيمبيك" (Ozempic) و"ويغوفي" (Wegovy). وهذه العملية تساعد على ضبط مستوى السكر في الدم، والشعور بالشبع، وتحسين صحة الجهاز الهضمي.
في المقابل، تُعدّ الأطعمة فائقة المعالجة، كالخبز الأبيض والحلويات ورقائق البطاطس والمقرمشات، عدوّ الميكروبيوم؛ إذ تخلو من الألياف وتُهضم بسرعة، مما يسبب ارتفاعات حادة في سكر الدم ويترك الميكروبات "جائعة" بلا غذاء.
السعرات غير متساوية
إلى ذلك، حذرت كوربن من أن الحرمان المزمن من الألياف يجعل الميكروبات تلتهم الطبقة الواقية المبطِّنة لجدار الأمعاء، مما يؤدي إلى التهابات مزمنة وزيادة احتمالات الإصابة بالبدانة والسكري وأمراض القلب.
ففي دراسة أجرتها عام 2023، قارنت بين نظامين غذائيين، الأول هو ما يدعى بـ"النظام الغربي" الغني بالأطعمة المعالجة والمصنّعة، والثاني هو "نظام تعزيز الميكروبيوم" الذي يعتمد على الفواكه والخضار الطازجة والمكسرات والحبوب الكاملة واللحوم غير المصنعة. وكانت النتيجة حاسمة، حيث إن من اتبعوا النظام الغني بالألياف امتصوا سعرات حرارية أقل، وفقدوا وزنًا أكثر، وشعروا بالشبع لفترات أطول، مع تحسّن واضح في تنوّع الميكروبات النافعة داخل أمعائهم.
ترقية الوجبات
كما أوضحت كوربن بما تسميها "الترقيات الغذائية" البسيطة، مثل استبدال الخبز الأبيض بخبز الحبوب الكاملة، أو تناول معكرونة مصنوعة من البقوليات كالحُمّص، أو إضافة الخضار إلى الصلصات الجاهزة، أو استبدال رقائق البطاطس بالمكسرات أو رقائق الخضار المجففة.
وختمت قائلة: "لن يُفسد يوم واحد من الطعام السيئ صحتك، لكن ما تفعله أغلب الأيام هو ما يحدّد مصير أمعائك".