''أوراق تيودور''.. رواية جديدة لسيد زهران عن روايات مصرية
تاريخ النشر: 27th, November 2024 GMT
صدر حديثاً عن روايات مصرية للجيب التابعة للمؤسسة العربية الحديثة رواية ''أوراق تيودور'' للروائي الدكتور سيد زهران.
الرواية صدرت ضمن سلسلة الطارق للدكتور سيد زهران وهي عدد خاص تعرض فيها المؤلف لقصة نشأة الصهيونية.
يحمل عنوان أوراق تيودور والذى يشير اسمه بوضوح إلى الصحفي النمساوي تيودور هرتسل مؤسس الصهيونية العالمية، والذى قال نصًا في كتابه ''الدولة اليهودية '':'' أنا لم آتِ إليكم بفكرة جديدة، لكنها فكرة قديمة سادت العالم، وهى ضرورة قيام دولة يهودية، فنَحن اليهود نحلم بالإمبراطورية كل ليلة منذ مولدنا، والآن لا يوجد ما يمنعنا ويعيقنا عن نشر عناصرنا النشطاء، فبيدنا نستطيع أن نحول الحلم إلى واقع ؟!
فكرة الكتاب ليست مجرد رواية؛ بل هي ما يمكن تسميته بالأدب السياسي، ويقدم رحلة بحثية تاريخية عن الصهيونية العالمية؛ من خلال عرض رؤية شاملة لكل ما يحدث في منطقة الشرق الأوسط، وما يتم تدبيره لتصفية القضية الفلسطينية، ودور مصر التاريخي في هذا الملف ؟!.
وتتعرض الرواية لكيف تَم اعتماد خارطة طريق شيطانية، تُمثل خطوة تصعيدية حاسمة؛ نحو الأسوأ في تاريخ الصراع العربي الصهيوني.
الرواية توضح أيضا كيف تُحاول الصهيونية عبر تاريخها ، تبرير حقها الديني والتاريخي في القدس، ببعض الآثار المحدودة .. التي تعود ربما لفترة قليلة جدا ، سكن فيها اليهود تلك الأرض !.. مثلما تَعاقب عليها قَبلهم وبَعدهم ، الكثير من الأمم .. مما يعطى حجه لذلك الكيان لتبرير الاحتلال !
أخيرا كيف استخدمت الصهيونية الدين كي يُضِفوا علي الاحتلال صفة القداسة المزيفة، ولإعطائها طابع يهودي لجذب المهاجرين؛ حتى قامت الدولة، ليصبح الدين فيما بعد غير مُلِهم لسياسة الكيان الصهيوني ومؤسساته؛ مما تسبب في إثارة نفور البعض لاحقا عندما انكشف هدفهم الخبيث.
وجاء على ظهر الغلاف'' عند حدودنا الشرقية، تَكمن قوى الشر!.. ومافيا السلطة !.. هناك العدالة مهزومة !.. والحق وجهة نظر!.. هناك عدو مُتربص.. وشعب بائس.. وأمة تنتهي !.. هناك طفل صغير.. ورجل عجوز.. وامرأة !.. تنتظر بطل مفقود ؛ يُلملم بقايا كرامتها من الضياع !
إنه فصل آخر من الصراع علي (أرض الميعاد) ؛ يَحمل تلك البصمة الدائمة عبر الزمن .. بصمة الدم !.. اقرأ ؛ لِتعرف كل تاريخهم .
أما عن المؤلف سيد زهران فهو كاتب مصري شاب، تخرج من كلية الطب البشري ، بدأ فى الكتابة الإلكترونية، إلي أن التحق بفريق عمل (روايات مصرية للجيب) عام (٢٠١٨) ، صاحب مشروع ثقافي واضح .
اشتهر بخط الأدب النفسي فى كتاباته ؛ أيضا الخيال العلمي والجاسوسية .
صدر له سلسلة (الطارق) عشرة أعداد، سلسلة (العصور) عددين، أخيرا رواية (لاهوت) ضمن كتاب جماعي مع الكاتب الكبير د(نبيل فاروق) يحمل عنوان (سوبر ميجا) .
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: روايات مصرية
إقرأ أيضاً:
لعبة المرايا في رواية متاهة الأوهام للمغربي محمد سعيد احجيوج
في عصر تزدحم فيه المكتبات العربية بروايات تتبع أنماطا مألوفة وتسعى وراء الجوائز والمبيعات، يقدم الروائي المغربي محمد سعيد احجيوج عملا يتحدى كل التوقعات، رواية "متاهة الأوهام" للكاتب المغربي محمد سعيد احجيوج (دار نوفل / 2023) ليست مجرد رواية تقرأ، بل تجربة معرفية تستدعي القارئ ليصبح شريكا في عملية الخلق السردي.
تفاصيل الرواية
تنقسم الرواية إلى ثلاثة كتب متداخلة، يظهر فيها الكاتب بوصفه شخصية روائية تعيش في عوالم متوازية، في الكتاب الأول، نتابع ثلاث تجليات مختلفة لـ "محمد"، الكاتب العاطل الذي يرعى طفلته بينما تعمل زوجته، والذي يتلقى مكالمات هاتفية غامضة من امرأة تعرف أسراره، ومكالمة أخرى تقوده إلى لقاء مع العميد "ش." من مديرية مراقبة التراب الوطني، الذي يعرض عليه صفقة: التخلي عن مشروعه الروائي حول اختفاء المهدي بن بركة مقابل كتابة رواية تمجد عمليات المخابرات.
ما يميز هذا العمل هو رفضه الجذري للحدود الفاصلة بين الواقع والخيال. إذ يصبح الكاتب شخصية في روايته، وتصبح الرواية واقعا يعيشه، في حلقة مفرغة من الإبداع والوجود المتبادل.
الكتاب الثاني يقدم مواجهة مع ناشر يرفض النشر ويطالب بكتابة تقليدية، بينما الكتاب الثالث يضعنا أمام بطل يستيقظ في غرفة بيضاء مطالب بالعثور على كاتب مفقود يحمل اسم احجيوج نفسه.
التقنية السردية المعقدة التي يوظفها احجيوج تجعل من القراءة عملية تأويل مستمرة، فالضمائر تتبدل والشخصيات تتداخل، وكل مستوى سردي يخلق المستوى الآخر في دوامة لا متناهية. هذا ما يسميه النقاد "الميتا سرد"؛ سرد عن السرد نفسه، حيث تصبح عملية الكتابة موضوع الكتابة.
لكن وراء هذا التعقيد الظاهر تكمن رسالة عميقة حول حرية الإبداع في مواجهة السلطة، سواء كانت سلطة سياسية تمثلها أجهزة المخابرات، أو سلطة ثقافية تجارية يجسدها الناشر، أو حتى سلطة الواقع نفسه، الرواية تطرح سؤالا جوهريا: إلى أي مدى يمكن للكاتب أن يحافظ على استقلاليته الإبداعية في عالم يحاول باستمرار توجيه قلمه؟
إذ أن ما يطرحه أحجيوج، أو يجربه في بناء الرواية العربية، هو أن يدخل إليها عناصر ليست من طبيعة السرد، أو أي من أساليب القص المألوفة، في ما يسمى بميتا الرواية، أي تلك العناصر التي تقترب أن تكون قواعد للرواية الحديثة، على حد تعبير الناقد اللبناني أنطوان بو زيد.
بطبيعة الحال، مثل هذا العمل التجريبي لن يناسب كل قارئ. فهو يتطلب صبرا وتركيزا ورغبة حقيقية في خوض مغامرة فكرية، كما أن الإلمام بأعمال احجيوج السابقة، خاصة "ليل طنجة" و"أحجية إدمون عمران المالح"، يثري التجربة ويضيف طبقات إضافية من المعنى.
“متاهة الأوهام”
تؤكد "متاهة الأوهام" أن الرواية العربية قادرة على مجاراة أعقد التجارب الروائية العالمية، وأن لدينا أصواتا إبداعية تجرؤ على كسر القوالب والبحث عن أشكال جديدة للتعبير، إنها رواية تستحق القراءة، ليس فقط لجمالياتها السردية، بل لأنها تفتح نقاشا ضروريا حول دور الأدب ووظيفة الكاتب في عالمنا المعاصر.
في النهاية، حين نصل إلى الكلمات الأخيرة "رفعت الأقلام وجفت الصحف"، ندرك أننا لم نقرأ مجرد رواية، بل خضنا تجربة تأملية في طبيعة الكتابة والوجود. وربما هذا هو أعظم إنجازات احجيوج: أن يجعلنا نعيد التفكير في علاقتنا بالنص والواقع والخيال.