بوابة الوفد:
2025-05-16@14:45:00 GMT

لقاء الله: الأمل الأعظم والموعد الحق للمؤمنين

تاريخ النشر: 30th, November 2024 GMT

قال الدكتور محمد مختار جمعة، أستاذ بجامعة الأزهر وعضو مجمع البحوث الإسلامية، ووزير الأوقاف السابق إنه من أروع المشاهد التي تذكرها كتب السيرة النبوية والقرآن الكريم هو لقاء الله عز وجل، ذلك اللقاء الذي يعبر عن عظمة الخالق ورحلة الإنسان التي لا تكتمل إلا بعودته إلى ربه. 

 

لقاء الله عز وجل 

وتابع جمعة، في آيات عديدة من القرآن الكريم، يتحدث الله سبحانه وتعالى عن اليوم الذي يجتمع فيه المؤمنون مع خالقهم في دار الحق.

يقول الله عز وجل في سورة النبأ: {ذَٰلِكَ ‌الْيَوْمُ ‌الْحَقُّ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآبًا} [النبأ: 39]. هذا اليوم هو يوم المرد، يوم يجد فيه كل إنسان جزاء أعماله.

و أضاف جمعة، ويُعرِّف القرآن الكريم لقاء الله على أنه أكبر أمل للمؤمنين، حيث يقول الله سبحانه في سورة العنكبوت: {مَنْ ‌كَانَ ‌يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [العنكبوت: 5]. فالرجاء في لقاء الله ليس مجرد أمنية، بل هو مبدأ حيوي ينبني عليه سلوك الإنسان في حياته اليومية، وفي معاملاته مع الآخرين، وفي التزامه بالخير والابتعاد عن الشر. إن الإنسان الذي يحب لقاء الله، يحب أن يكون في طاعة الله ورضاه، ويعمل صالحًا حتى يُحسن لقاءه.

حب لقاء الله هو أحد أعظم علامات الإيمان

وتابع جمعة، حب لقاء الله هو أحد أعظم علامات الإيمان، كما بيّن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف: "مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللّهِ، أَحَبَّ اللّهُ لِقَاءَهُ". هذا الحديث يوضح أن حب لقاء الله هو انعكاس لحب الله لعبدٍ طاهرٍ مخلصٍ في عمله. وفي هذا الإطار، تُنير حياة المؤمن بنور الله، حيث يقول صلى الله عليه وسلم: "وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللّهِ، كَرِهَ اللّهُ لِقَاءَهُ". فإذا كان المؤمن يكره الموت، فهو يكره اللقاء الجسدي الذي يبتعد عن الحياة الدنيا، ولكنه عندما يُبشَّر برحمة الله ورضاه وجنته، يتمنى لقاء الله، بل ويحب لقاءه.

أما في جانب آخر، فإن الذين لا يؤمنون بلقاء الله ولا يعملون من أجل هذا اللقاء، يقول عنهم القرآن: {إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [يونس: 7، 8]. هؤلاء الذين ينغمسون في ملذات الدنيا ويغفلون عن حقيقة الآخرة، سيكون مصيرهم بعيدًا عن رحمة الله. إنهم يرفضون الاعتراف بحقيقة اليوم الآخر، ويتجاهلون إشارات الله الدالة على عدله ورحمته.

لقاء الله عز وجل لا يقتصر على وعدٍ من الله، بل هو أيضًا اختبار للإنسان في كيفية تقبله لذلك اللقاء. يقول الله سبحانه في سورة فصلت: {أَلَا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَاءِ رَبِّهِمْ} [فصلت: 54]. أما المؤمنون الذين آمنوا بالآخرة وعمِلوا الصالحات، فإنهم يوم القيامة سيجدون جزاءهم في الجنة، وهي دار اللقاء الحق التي لا تحجبها غمامة ولا غموض.

 لقاء رحمة وكرم لا يُضاهى

ووضج جمعة أنه تتجلى عظَمة هذا اللقاء عندما نعلم أن لقاء الله ليس مجرد لحظة محاسبة، بل هو لقاء رحمة وكرم لا يُضاهى، يقول الحق في القرآن: {فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ… وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ} [هود: 105-108]. وهذا التفريق بين الفريقين، بين شقي وسعيد، هو ثمرة عمل الإنسان في الدنيا، فما زرع في دنياه من إيمان وتقوى، يلاقيه في لقاء ربه.

إن حب لقاء الله يتطلب منا أن نحب ما يحب الله، وأن نبتعد عن ما يُغضب الله، وأن نخلص النية في العمل والطاعة، فلا كذب ولا غش، ولا خيانة ولا فساد، من أحب لقاء الله، أحب أن يكون عمله في الدنيا صادقًا مع الله، بعيدًا عن الموبقات. نسأل الله أن نكون من أهل هذا اللقاء العظيم، وأن يجعلنا من السعداء الذين يلقون ربهم في دار النعيم، بغير حساب ولا عذاب.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: جمعة الله الإيمان حب لقاء الله الله عز وجل اء الل

إقرأ أيضاً:

حجة ..لقاء في شرس للتحشيد للدورات العسكرية المفتوحة

يمانيون../
عقد في مديرية شرس بمحافظة حجة اليوم، لقاء موسع برئاسة وكيل المحافظة أحمد الأخفش للتحشيد للدورات العسكرية المفتوحة “طوفان الأقصى”.

وأكد اللقاء الذي ضم مدير المديرية جبران ردمان والمشايخ والشخصيات الاجتماعية أهمية الالتحاق بالدورات العسكرية المفتوحة لاكتساب المهارات القتالية والتزود بهدى الله والقرآن الكريم.

وفي اللقاء أكد الوكيل الأخفش على دور الجميع في التوعية بأهمية الدورات العسكرية المفتوحة ورفع الجاهزية استعداداً للمواجهة المباشرة مع العدو الصهيوني في معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس”.

وأشار إلى أهمية مقاطعة المنتجات والبضائع الأمريكية والإسرائيلية، والتوجه للزراعة واغتنام موسم الأمطار في تحقيق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الزراعية التي تشتهر بها المديرية.

مقالات مشابهة

  • أجمل ما يقال في صباح يوم الجمعة
  • أجمل عبارات تهنئة ليوم الجمعة
  • ليلة الجمعة.. 3 قربات وأعمال يغفلها الكثيرون عن يوم العتق الأعظم
  • دعاء الجمعة الأولى من شهر ذي الحجة
  • هل يغفر الله لمن أكل حقوق الناس قبل الحج؟.. علي جمعة: بشرط
  • ((مرحباً ترمب ،،، يقول اخو نوره على الشرق والغرب ))
  • ما الذي دار في لقاء الشرع وترامب؟: الخارجية السورية تكشف التفاصيل
  • من أين أتى الحجر الأسود؟ .. علي جمعة: هذا الرجل أخذ جزءًا منه
  • يقول أخو نوره على الشرق والغرب..
  • حجة ..لقاء في شرس للتحشيد للدورات العسكرية المفتوحة