تعرف على صفات عباد الرحمن وجوهر حياتهم مع الله
تاريخ النشر: 1st, December 2024 GMT
أكد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الجمهورية السابق، أن سورة الفرقان تناولت سمات عباد الرحمن واعتقاداتهم التي تعد المحرك الأساسي لسلوكهم القويم والمكون الرئيسي لمفاهيمهم.
عباد الرحمن.. أساس التوحيد
وأوضح جمعة أن التوحيد هو الأساس الذي يبني عليه عباد الرحمن حياتهم، كما أشار في حديثه عبر صفحته الرسمية على موقع فيسبوك حول عباد الرحمن، حيث قال أن عباد الرحمن يتميزون بتوحيدهم لله سبحانه وتعالى، والذي لا يقتصر على توحيد الألوهية، بل يتعدى ذلك ليشمل وحدة الأمة، والرسالة، والقبلة، والكتاب.
وأضاف أن توحيد الكتاب يتمثل في قوله تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)، كما أن الأمة الإسلامية واحدة، وفقًا لقوله تعالى: (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ). وأشار أيضًا إلى وحدة القبلة، مستشهدًا بقوله تعالى: (وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ).
التوحيد.. تأصيل للفهم والسلوكوأضاف جمعة أن التوحيد في هذا المعنى الشامل، الذي يشمل الأشخاص والأشياء ويتعدى الزمان والمكان، يجب أن يكون له تأثير واضح على عقل المسلم المعاصر، ليصبح أساسًا لفهمه للحياة وتعامله مع الأكوان، خاصة مع الإنسان.
وأشار إلى أن عباد الرحمن لا يتوجهون بالدعاء إلا إلى الله، ولا يدعون سواه، لأنهم يدركون أن كل ما دون الله لا يملك من الأمر شيئًا، مستشهدًا بقول الله تعالى: (لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ). وأكد أن هذا التوحيد الاعتقادي يتحول إلى توحيد عملي في سلوكهم اليومي.
دعاء بأن نكون من عباد الرحمنوفي ختام حديثه، دعا فضيلة المفتي السابق الله تعالى أن يجعلنا من عباد الرحمن الذين أحبهم وأثنى عليهم في كتابه الكريم.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: جمعة سورة سورة الفرقان عباد الرحمن التوحيد الله عباد الرحمن
إقرأ أيضاً:
حكم قول رزق الهبل على المجانين.. الإفتاء ترد
هناك كثير من الأمثال الشعبية التى اشتهرت فى المجتمع المصرى، وتوارثت من جيل إلى جيل تتردد على الألسنة دون فهم معناها الحقيقى، مثل “رزق الهبل على المجانين” التي يرددها الكثير، وهذا لتعلقهم الشديد بلطف الله تعالى وكرمه بهم.
حكم قول رزق الهبل على المجانينفعوام المصريين عندما يرددون هذه الجملة هم يؤكدون للناس مدى ثقتهم فى خالقهم الذى يرزقهم حتى وإن كان الشخص ليس لديه عقل ليكسب قوت يومه فإن جميع الحسابات تسقط أمام حكمة الله تعالى وسعة خزائنة، هكذا قال الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى ومدير إدارة التدريب بدار الإفتاء المصرية، مستشهدا بقوله تعالى: « إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ».
وأضاف «الوردانى»، أنه ليس معنى «رزق الهبل على المجانين» أن الإنسان هو الذى يرزق غيره وإنما جعله الله تعالى سببا ليكون رزقا للآخرين.
فمفاتيح الرزق كلها بيد الله سبحانه وتعالى يضع الأرزاق ويصرفها حيث يشاء وسبحانه من يسير السحب فتظلل مكانا لكنها لم يؤذون لها من الله حتى تمطر فى هذا المكان فيرسلها إلى مكان آخر لتمطر كل ذلك عن حكمة وإحاطة لا حد لها.
وعلينا أن نعلم أن مسألة الرزق لا تختزل فى المال فقط وإنما الصحة رزق والولد رزق والعلم رزق وأمور كثيرة يتكامل بها البشر فيها دليل واضح على عدل المولى سبحانه وتعالى.
وبين أمين الفتوى ومدير إدارة التدريب بدار الإفتاء المصرية، أن المصريين عندما يقولون جملة «يا مستعجل عطلك الله» لم يقصدوا بها إنساب الضر إلى الله تعالى أو الإساءة إليه سبحانه بل يقصدون منها أن على الإنسان ألا يتسرع فى أمور حياته، لأن كل شىء مكتوب وقته عند الله والاستعجال لن يغير ما كتبه تعالى على الإنسان.
وأشار إلى أن المصريين بهذه المقولة يعيشون بسنة نبينا محمد –صلى الله عليه وسلم- وذلك عندما قال فى الحديث الشريف: «التَّأَنِّي مِنَ اللَّهِ وَالْعَجَلَةُ مِنَ الشَّيْطَانِ»، منوهاً أن الناس أرادوا أن يلفتوا انتباه من حولهم بأنه إذا أخرك الله عن فعل شىء فإنه يفعل ذلك لينجيك من الشر والسوء عملاً بقوله تعالى: «وَيَدْعُ الْإِنسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْإِنسَانُ عَجُولًا».
وأكد أمين الفتوى ومدير إدارة التدريب بدار الإفتاء المصرية، أن المصريين عندما يقولون الجملة السابقة فهم يغرسون بها داخل نفوس الناس معنى: «أنه لا يكون فى كونه تعالى إلا ما أراد».