التوسل بالنبي عند الشعراوي.. بين المشروع والممنوع
تاريخ النشر: 1st, December 2024 GMT
أكد الشيخ محمد متولي الشعراوي، الإمام الداعية المعروف، أن التوسل بالنبي محمد ﷺ من القضايا التي يجب التعامل معها بفهم عميق للنصوص الشرعية.
التوسل المشروعتناول الشعراوي هذه المسألة في أكثر من مناسبة، موضحًا الأسس الشرعية التي تُبيح التوسل ومتى يكون جائزًا ومتى يُعد تجاوزًا، التوسل مشروع عند الحاجة أوضح الشعراوي أن التوسل بالنبي ﷺ جائز، بشرط أن يكون الوسيط هو عمل الإنسان أو التوجه إلى الله بدعاء النبي.
وذكر أن النصوص التي تدعم التوسل كثيرة، منها قوله تعالى: "وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ"، مبينًا أن الوسيلة تشمل كل ما يُقرب العبد من ربه. وأكد أن النبي ﷺ كان خير وسيلة للمسلمين للدعاء إلى الله في حياته، وما زال ذلك الأمر مشروعًا بعد وفاته عند الحاجة.
الفرق بين التوسل المشروع والممنوعالفرق بين التوسل المشروع والممنوع، بيَّن الشيخ الشعراوي أن التوسل بالنبي ﷺ لا يعني عبادة النبي أو الشرك بالله، بل هو طلب العون من الله بفضل النبي ومكانته. وشدد على أهمية الفهم الصحيح لهذا الأمر، حتى لا يُساء استخدامه أو يتجاوزه الناس إلى الغلو. وأضاف أن التوسل المذموم هو التوجه بالدعاء إلى غير الله باعتقاد أن أحدًا غير الله يملك قضاء الحاجات أو دفع البلاء.
التوسل المقبولأما التوسل المقبول، فهو التوجه إلى الله مع الاستشفاع بالنبي. التوسل في الدعاء ذكر الشعراوي أن أفضل صيغة للتوسل هي الدعاء إلى الله بالاعتراف بفضل النبي ومكانته. واستشهد بحديث الأعمى الذي طلب من النبي أن يدعو له، فدعاه النبي إلى التوجه إلى الله مستشفعًا به. التوسل في حياة الشعراوي أشار الشعراوي في أكثر من مرة إلى تجربته الشخصية في التوسل والدعاء، مؤكدًا أن الله يجيب دعاء العباد إذا كان فيه يقين وإيمان خالص. بهذا التوضيح، يدعو الشيخ الشعراوي إلى الاعتدال في فهم التوسل بالنبي، ويركز على أهمية إخلاص النية لله.
ما حكم التوسل بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم؟
وفي هذا السياق أكدت دار الإفتاء المصرية أن التوسل بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم من الأمور الجائزة والمستحبة، التي دلَّ على مشروعيتها واستحبابها الكتاب والسُنَّة وعمل الصحابة رضوان الله عليهم، وعليه جرى علماء المسلمين وعوامِّهم سلفًا وخلفًا من غير نكير، وهذا هو الحقُّ الذي دلَّت عليه النصوص، ولا عبرة بمن شذَّ ذلك.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الشعراوي التوسل النبي محمد التوسل بالنبي إلى الله
إقرأ أيضاً:
هل يجوز الصلاة على النبي أثناء الصلاة أم تبطلها وتوجب الإعادة؟
لعل ما يطرح السؤال عن هل يجوز الصلاة على النبي أثناء الصلاة أم تبطلها وتوجب الإعادة؟، هو أنه ليس من العقل أو الحكمة التهاون في فريضة الصلاة وهي عماد الدين وثاني أركان الإسلام الخمسة، وكذلك لا يمكن التفريط في هذا الفضل العظيم للصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- فأهمية وفضل العبادتين هي ما تطرح سؤال هل يجوز الصلاة على النبي أثناء الصلاة أم تبطلها وتوجب الإعادة؟، حيث إن الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- من أحب القربات إلى الله عز وجل وكذلك الصلوات المكتوبة، ولا ينبغي الاستهانة بأي من أحكامها أو التفريط فيها ، ومن ثم ينبغي الوقوف على حكم وحقيقة هل يجوز الصلاة على النبي أثناء الصلاة أم تبطلها وتوجب الإعادة؟.
قالت دار الإفتاء المصرية، إن الصَّلاة على النَّبي - صلى الله عليه وسلَّم- أثناء أداء الصَّلاة سواء كانت فريضة أو نافلة ، مستحبة شرعًا لمن سمع أو قرأ اسمه - صلى الله عليه وسلَّم- أثناء الصلاة.
وبينت «الإفتاء » في إجابتها عن سؤال: ( هل يجوز الصلاة على النبي أثناء الصلاة أم تبطلها وتوجب الإعادة ؟) ، أن الصلاة على سيِّدنا رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم لمن سمع أو قرأ اسمه أثناء الصلاة مستحبَّة شرعًا، منوهة بأن الصلاة على سيدنا النبي -صلى الله عليه وسلم- لها فضل عظيم.
وأشارت إلى أنه قد حثَّنا الله سبحانه وتعالى على الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلَّم- في كتابه العزيز؛ فقال سبحانه: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ الآية 56 من سورة الأحزاب.
ونبهت إلى أنه قد ذهب جمهور الفقهاء: إلى أنه يُندب لمن سمع أثناء الصلاة اسمَ سيِّدنا النبي -صلى الله عليه وسلم- : أو قرأ آية فيها اسمه -صلى الله عليه وسلم- : أن يصلِّي عليه.
وأضاف أنه لا تبطل صلاته بذلك؛ لأنَّ الصلاة عليه - صلى الله عليه وسلَّم- مأمور بها كلَّما ذُكر اسمه -صلى الله عليه وسلم- ، وذلك لعموم قوله -صلى الله عليه وسلم- : «البخيل من ذُكرت عنده فلم يُصَلِّ عَلَيَّ»( رواه أحمد).
مبطلات الصلاةونوه الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، بأن من مبطلات الصلاة ترديد الكلام الذي ليس من جنس الصلاة .. ومن المعروف أن الكلام الذي يعد من جنس الصلاة هو كل ما كان من قبيل الذكر والثناء.
ولفت إلى أنه تعتبر الصلاة على الحبيب عليه أفضل الصلاة والسلام من قبيل الذكر والثناء لذلك يجوز الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم في الصلاة.
حكم الصلاة على النبي في الصلاةوأفاد الدكتور علي فخر، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، بأنه لا مانع من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في أي وقت، بما في ذلك أثناء الصلاة، ولكن الأفضل والأولى ألا يشغل المسلم نفسه عن الصلاة المكتوبة بأي أمر آخر.
وأوضح "فخر " حكم الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم - في الصلاة ، أن من الأفضل أن نركز في صلاتنا على الأذكار التي وردت فيها، مثل الفاتحة والسورة، ولا يجب أن نضيف إليها صلوات أو أذكار قد تلهينا عن الخشوع في الصلاة.
وتابع: فبإمكاننا أن نذكر النبي صلى الله عليه وسلم وندعو له بالصلاة عليه في قلوبنا أثناء الصلاة، ولكن من الأفضل أن يكون ذلك بعد الانتهاء من الصلاة المكتوبة، ويمكن للمسلم أن يخصص وقتًا بعد الصلاة لصلاة الله وسلامه على النبي، وهذا سيكون أفضل وأولى.
وأشار إلى أن الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - تعد من أعظم القربات وأحب الأعمال إلى الله سبحانه وتعالى، ولكن من الأفضل أن يتم ذلك في الوقت الذي لا يشغل المسلم عن واجب الصلاة المكتوبة، حفاظًا على ترتيب الأذكار وحقوق الصلاة.