زيلينسكي: لا سلام في أوكرانيا إلا بالسلاح والدبلوماسية القوية
تاريخ النشر: 3rd, December 2024 GMT
أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، يوم الاثنين، أن تحقيق السلام مع روسيا يتطلب المزيد من الدعم العسكري الغربي وجهودًا دبلوماسية مكثفة.
وفي مؤتمر صحفي عقده مع المستشار الألماني أولاف شولتس في كييف، قال زيلينسكي: “روسيا لا تقدم تنازلات، ولا يمكننا تحقيق السلام إلا من خلال القوة: قوة أسلحتنا ودبلوماسيتنا وتعاوننا”.
من جهته، أكد المستشار الألماني أولاف شولتس أن روسيا لن تكون قادرة على فرض شروطها في أي مفاوضات سلام مع أوكرانيا. وخلال زيارته غير المعلنة إلى كييف، صرح شولتس بأنه يسعى إلى “استكشاف سبل تؤدي إلى سلام عادل ودائم في أوكرانيا”.
وأشار شولتس إلى أن تحقيق هذا الهدف يستلزم أن تكون كييف في موقف قوة على أرض المعركة. كما أوضح أن ألمانيا أنفقت 28 مليار يورو منذ بداية الصراع لدعم أوكرانيا عسكريًا، مما يجعلها ثاني أكبر مزود للمساعدات العسكرية لكييف بعد الولايات المتحدة.
لكن المستشار الألماني يرفض تزويد أوكرانيا بصواريخ بعيدة المدى تسمح لها بضرب الأراضي الروسية، رغم الطلبات المتكرّرة لكييف في هذا المجال، وذلك من أجل تجنّب التصعيد مع موسكو، على حدّ تعبيره.
وقال شولتس الاثنين: إنّ ألمانيا ستزوّد أوكرانيا بحلول نهاية العام بمعدّات عسكرية جديدة، تشمل أنظمة دفاع جوي. وأعلنت برلين عن الجزء الأكبر من هذه الحزمة البالغة 650 مليون يورو في تشرين الأول/أكتوبر.
كذلك، تعهّد شولتس تقديم مساعدات لكييف في مواجهة الضربات الروسية التي تستهدف البنى التحتية للطاقة.
وقال: «إنّ روسيا تستمر باستهداف البنى التحتية للطاقة في أوكرانيا بطريقة محدّدة الأهداف وعديمة الرحمة، بوتين يريد أن يتجمّد الناس»، وأضاف: «لكننا لن نسمح بنجاح حساباته المعيبة».
وتأتي زيارة شولتس لكييف التي تستمرّ يوماً واحداً في وقت تتراجع القوات الأوكرانية على الجبهة، وبينما يثير وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في يناير مخاوف من وقف المساعدات الأمريكية لكييف.
صحيفة الخليج
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
الكرملين ينتظر رد كييف على اقتراح عقد محادثات سلام جديدة في إسطنبول
البلاد – موسكو
أكد الكرملين، اليوم الخميس، أنه لا يزال ينتظر ردًا رسميًا من الجانب الأوكراني على اقتراح روسي بعقد جولة جديدة من محادثات السلام في مدينة إسطنبول التركية، في الثاني من يونيو المقبل، وذلك في إطار الجهود الرامية إلى وضع حد للنزاع المستمر بين البلدين منذ أكثر من عامين.
وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إن موسكو تقدمت بمقترح لعقد هذه الجولة بهدف مناقشة مسودة مذكرات تفاهم تتعلق باتفاق سلام محتمل، لكنها لم تتلقَّ حتى الآن ردًا من كييف. وأضاف: “على حد علمي، لم نحصل على رد بعد.. نحن بحاجة لانتظار رد من الجانب الأوكراني”.
وشدد بيسكوف على أن موسكو ترفض الخوض في تفاصيل المفاوضات أو المسودات المتبادلة بشكل علني، مؤكدًا أن “كل المفاوضات يجب أن تتم خلف الأبواب المغلقة”. وأوضح أن “مضمون الوثائق قيد النقاش لن يُكشف في الوقت الحالي”، في إشارة إلى رغبة روسيا في الحفاظ على طابع سري وحذر للمرحلة التمهيدية من المحادثات.
وأشار إلى أن مطالب كييف بالحصول على شروط السلام الروسية قبل بدء المحادثات تعتبر “غير بنّاءة”، مضيفًا: “روسيا اقترحت بالفعل موعدًا ومكانًا محددين للقاء، وهو ما يجعل هذه المطالب محاولة لتأخير العملية لا أكثر”.
التوتر حول آلية التفاوض برز مجددًا بعد تصريحات وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيغا، الذي طالب موسكو بتسليم المذكرة الروسية الخاصة بالتفاهمات المقترحة “على الفور”، فيما اتهم وزير الدفاع الأوكراني رستم أوميروف روسيا “بالمماطلة” في تقديم الوثائق الضرورية لانطلاق الحوار الجاد.
وردًا على هذه التصريحات، قال بيسكوف: “المطالبة بذلك فوراً أمر غير بناء… لقد قدمنا اقتراحًا واضحًا، ومن الآن الكرة في ملعب الجانب الأوكراني”.
يُذكر أن جولة المفاوضات السابقة التي عقدت في 16 مايو لم تسفر عن أي نتائج ملموسة، حيث تمسكت موسكو بشروط وصفتها بـ”الضرورية” لوقف إطلاق النار، في حين اعتبرت كييف أن هذه الشروط تمس بسيادتها وتتعارض مع مبادئها الوطنية.
في الوقت نفسه، أكدت موسكو مجددًا أن أي اتفاق سلام لا بد أن يتضمن “ضمانات قانونية ملزمة” تمنع استئناف الصراع مستقبلاً، في حين تواصل أوكرانيا التشكيك في نوايا الجانب الروسي، متهمة إياه بالسعي لفرض أمر واقع بالقوة.
تأتي الدعوة الروسية لعقد محادثات جديدة في إسطنبول في وقت تتزايد فيه الضغوط الدولية لإنهاء الحرب، وسط تصاعد التكاليف الإنسانية والاقتصادية للطرفين. ومع بقاء باب الدبلوماسية مفتوحًا ولو بشكل هش، يبقى رد أوكرانيا على هذا المقترح الروسي المرتقب هو العامل الحاسم في تحديد اتجاه المرحلة المقبلة: نحو تهدئة مشروطة، أو استمرار في دوامة النزاع.