جاءت سيطرة قوات الرئيس السوري بشار الأسد على مدينة حلب في المرحلة الأولى من الحرب الأهلية بعد حصار دام 4 أعوام وحرب مدن مدمرة، ومع ذلك، وفي الأسبوع الماضي، نجح المسلحون المدعومون من تركيا في استعادة المدينة خلال غضون أيام قليلة.

الأحداث الجيوسياسية المعزولة ظاهرياً تنتهي في الواقع إلى الترابط

في هذا الإطار، يرى المحلل السياسي جاك سميث أن التطورات الأخيرة في سوريا ستطلق تأثيرات جيوسياسية غير مباشرة، في الشرق الأوسط وأوروبا والعالم.

غير مشروط..بوتين وبزشكيان يتعهدان بدعم الأسد في سوريا - موقع 24أكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين ونظيره الإيراني مسعود بزشكيان، اليوم الإثنين خلال محادثة هاتفية دعمهما "غير المشروط" لنظام الرئيس بشار الأسد في سوريا ضد هجوم جماعات مسلحة.

وكتب سميث في مجلة "نيوستيتسمان" البريطانية أن مكاسب المتمردين تندرج في فئة التطورات الصادمة لا المفاجئة، فمن أجل استعادة السيطرة على معظم المدن الكبرى في سوريا، اعتمد الأسد على المساعدة الخارجية، من إيران وحزب الله وروسيا. 

Aleppo could become the vortex of a regional and even global conflict.

????️ Jack Smith https://t.co/YejzKWomFl

— The New Statesman (@NewStatesman) December 2, 2024

لكن الوضع تغير تماماً الآن، إذ تتعامل إيران مع صراعها ضد إسرائيل، ما أدى إلى إضعاف وكيلها حزب الله بشكل كبير، بينما تواصل روسيا التورط في حرب أوكرانيا، حيث قواتها في حالة هجوم مستمرة، وهذا الاستنزاف للموارد سيحدد كيف سيتطور الصراع في سوريا وأثر ذلك على الأوضاع في المنطقة.

وستواجه إيران خياراً بين تكريس مزيد من الجهود لإعادة بناء حزب الله في لبنان أو دعم الأسد في سوريا، بينما روسيا قد تضطر إلى تحديد أولوياتها بين سوريا وأوكرانيا، وإذا قررت كل من روسيا وإيران أن الأسد بحاجة إلى دعم إضافي، فقد يؤدي ذلك إلى نجاح وقف إطلاق النار في لبنان وأوكرانيا، خاصة إذا تواصلت الغارات الجوية على حلب وإدلب.

ورغم أن تركيا كانت في وقت ما مهتمة بالانخراط الدبلوماسي مع روسيا في سوريا، إلا أن لديها الآن أولويات مختلفة، فالهجوم الأخير للمتمردين جاء رداً على انتهاكات وقف إطلاق النار من قبل القوات الموالية للأسد، ولكن نطاق العملية يعكس تحولًا في موقف تركيا.

من جانب آخر، فإن أي تقدم في محادثات وقف إطلاق النار في أوكرانيا سيعد تطوراً إيجابياً بالنسبة للأوروبيين، ولكن اندلاع الحرب الأهلية السورية مجدداً قد يعقّد الجهود المبذولة لإعادة اللاجئين إلى سوريا، خاصة بعد محاولات إيطاليا لتطبيع العلاقات مع حكومة الأسد في وقت سابق. 

The ingredients that enabled the apparant escalation of the Syrian Civil War—with 600,000 dead and 13,000,000 refugees over 14 years—with rumours of Assad fleeing to Moscow are:

1. Ukraine war has hugely weakened Russia and its ability to protect vassals like Assad (as Armenia… https://t.co/pRiEE1qrlo pic.twitter.com/gioqinD3xH

— Saul Sadka (@Saul_Sadka) November 28, 2024

وكانت هذه الخطوة الإيطالية مستندة جزئياً إلى أن سيطرة الأسد أصبحت أمراً واقعاً، والآن بعدما تغير الحال، من الصعب جداً رؤية هذه الجهود الدبلوماسية تؤتي ثمارها في أي وقت قريب، فضلاً عن أن محاولات إعلان أجزاء من سوريا آمنة لعودة اللاجئين، سيصبح مستحيلاً إذا اشتعلت المعارك مجدداً.

كتلتان

يظهر ما يحدث في سوريا كيف أن الأحداث الجيوسياسية التي قد تبدو معزولة في الظاهر تتداخل وتترابط بشكل غير مباشر، فالهجوم الأخير في سوريا هو في الواقع تأثير متسلسل ناتج عن حروب أخرى، سواء في المنطقة أو في أوروبا.

وهذه الديناميكية تشير إلى أن العالم يشهد تحولًا نحو تشكل كتلتين جيوسياسيتين. التحالف الأول، الذي يضم روسيا والصين وإيران، يبدو متماسكاً إلى حد كبير، حيث تعمل هذه القوى بشكل متكامل لتحقيق مصالحها المشتركة.

أما التحالف الثاني، الذي يضم دولًا مثل الولايات المتحدة وأوروبا، فهو أقل تماسكاً ويمر بتحديات داخلية وخارجية تعرقل التعاون الفعّال بين أعضائه.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: حرب سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله عيد الاتحاد غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية حزب الله حرب أوكرانيا الأسد تركيا حرب سوريا إيران وإسرائيل الحرب الأوكرانية إسرائيل وحزب الله بشار الأسد تركيا الأسد فی فی سوریا

إقرأ أيضاً:

أمير قطر يستقبل ترامب في الدوحة: نأمل بتحقيق السلام في المنطقة والعالم

صراحة نيوز ـ استقبل أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الأربعاء في العاصمة الدوحة، في ثاني محطة من جولته الخليجية التي بدأها من العاصمة السعودية الرياض.

وفي تصريحات أعقبت اللقاء، أكد أمير قطر أهمية تعزيز الجهود المشتركة لإحلال السلام في المنطقة، قائلاً: “جميعنا يريد إحلال السلام في المنطقة، ونأمل أن يتحقق ذلك هذه المرة”. وأضاف مخاطباً الرئيس الأميركي: “أعلم أنك رجل سلام وتريد إحلال السلام في المنطقة”.

وأشار الشيخ تميم إلى أن بإمكان الدوحة وواشنطن مواصلة العمل معاً من أجل السلام، ليس فقط في الشرق الأوسط، بل في ملفات دولية أخرى، مثل الأزمة بين روسيا وأوكرانيا.

كما أعرب أمير قطر عن تطلعه إلى مباحثات مثمرة مع الجانب الأميركي، تشمل قضايا السلام والاستثمار والطاقة، مؤكداً استعداد بلاده لمشاركة خبراتها في تنظيم كأس العالم 2022 مع الطواقم التحضيرية لكأس العالم 2026 التي ستستضيفها الولايات المتحدة.

من جانبه، ثمّن الرئيس الأميركي حفاوة الاستقبال، مؤكداً عمق علاقات التعاون بين البلدين، قائلاً: “أحببنا بعضنا البعض، وعملنا معاً على أعلى المستويات لإحلال السلام في هذه المنطقة وعبر العالم”. وأضاف: “أنتم تساعدوننا في إحلال السلام في مناطق عدة، مثل روسيا وأوكرانيا، وسنرى تطوراً في هذا الملف”.

ويُعد هذا اللقاء محطة مهمة في مسار العلاقات القطرية الأميركية، ويعكس التوافق بين البلدين حول قضايا إقليمية ودولية محورية.

مقالات مشابهة

  • ما الذي قد تفعله إيران بـسلاح حزب الله؟ تقريرٌ يكشف
  • الرئيس أحمد الشرع: وخلال الستة أشهر الماضية، وضعنا أولويات العلاج للواقع المرير الذي كانت تعيشه سوريا، وواصلنا الليل بالنهار، فمن الحفاظ على الوحدة الداخلية والسلم الأهلي، وفرض الأمن وحصر السلاح، إلى تشكيل الحكومة واللجنة الانتخابية.
  • القمة الخليجية الأمريكية.. دور ريادي للمملكة بقضايا الإقليم والعالم
  • أمير قطر يستقبل ترامب في الدوحة: نأمل بتحقيق السلام في المنطقة والعالم
  • إيران تجلد ترامب: من الذي قتل 60 ألف إنسان في غزة ويهدد أمن المنطقة؟
  • ترامب يرفع العقوبات عن سوريا طارحا نفسه "صانع سلام" في المنطقة
  • ولي العهد: العمل المشترك مع أمريكا يمتد لإحلال السلام بالمنطقة والعالم
  • هل تتكرر في إيران؟.. شبح المفاعل النووي العراقي يلاحق إسرائيل والعالم
  • نجا من هجوم سابق.. من الصحفي حسن إصليح الذي اغتالته إسرائيل بغزة؟
  • مهندسة طيران مصرية تبهر روسيا والعالم بمشروع فضائي لنقل البشر إلى المريخ