بوابة الوفد:
2025-06-04@19:19:52 GMT

حكم الذكر والدعاء بغير المأثور في الصلاة

تاريخ النشر: 3rd, December 2024 GMT

الدعاء بالصلاة.. قالت دار الإفتاء المصرية إن المعتمد عند سائر المذاهب الفقهية المتبوعة على أنه لا يشترط في الصلاة الالتزامُ بنصوص الدعاء الواردة في الكتاب والسنة، وأن ذلك ليس واجبًا ولا متعيَّنًا، وإن كان هو الأفضل إذا وافق ذكر اللسان حضور القلب، وأنه يجوز للمصلي أن يذكر ويدعو في صلاته بغير الوارد ممَّا يناسب الوارد ولا مخالفة فيه.

كما اتفقوا الفقهاء على أنّ كلّ ما لا يجوز الدعاء به خارج الصلاة لا يجوز الدعاء به داخلها.

حكم الدعاء بقضاء حوائج الدنيا مما لا يُقصَد به القربة

ولكنهم اختلفوا في موضوع الدعاء؛ هل يجوز أن يكون بما لا يناسب المأثور؟ وهل يجوز أن يكون بملاذّ الدنيا وشهواتها مما لا يُقصَد به القربة.

فالذي عليه جمهور الفقهاء؛ من المالكية والشافعية والحنابلة في قول: أنه يجوز للمسلم أن يدعو في صلاته بما شاء مِن حوائج الدنيا والآخرة، مع اتفاقهم على أفضلية الدعاء المأثور في الصلاة على غيره إذا فهم المصلي معناه، وكان حاضر القلب عند الدعاء به.

واستثنى الحنابلة في المعتمد عندهم الدعاءَ بغير القربة ممَّا يُقْصَد به ملاذُّ الدنيا وشهواتها بما يشبه كلام الآدميين وأمانيَّهم، وفي رواية عندهم: أنَّ ذلك يجوز، وأجازوا ما عدا ذلك ولو لم يُشبِه ما ورد.

واقتصر الحنفية على جواز الدعاء بما يناسب المأثور، دون ما يشبه كلام الناس؛ فلا يجوز الدعاء به عندهم وتفسد به الصلاة، والمأثور عندهم أعمّ من أن يكون مرفوعًا أو غير مرفوع.

الدليل من القرآن على جواز الذكر والدعاء بغير المأثور في الصلاة
وجواز الدعاء والذكر في الصلاة بغير ما ورد في الكتاب والسنة قد دلت عليه نصوص الكتاب الكريم، والسنة النبوية الشريفة، وفعل الصحابة والتابعين، وفهم السلف والأئمة، وعليه جرى عمل الأمة؛ حتى جرى ذلك مجرى الإجماع:

فمن الكتاب الكريم: قوله تعالى: ﴿قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا ۝ وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا ۝ وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا ۝ قُلِ ادْعُوا اللهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا﴾ [الإسراء: 107-110].

حيث نص كثير من المفسرين على أنَّ قولهم هذا: ﴿سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا﴾ كان في سجودهم، وقد مدحهم الله تعالى على ذلك، ولم ينكر عليهم هذا القول في السجود؛ بل وصفهم بالعلم، وساق سجودهم وتسبيحهم فيه في مقابلة المستكبرين عن الإيمان بأن القرآن الكريم حق من عند الله، مع أنَّ هذا القول في السجود لم يسبق وروده في الشرع، ولو كان غير جائز لنَبَّهَ الشرع على عدم جوازه أو لاكتفى القرآن بذكر أصل التسبيح دون صيغته، فلمَّا أورده في سياق المدح له دل ذلك بمنطوقه على استحسان هذا اللفظ، ودل بمعناه على جواز الذكر في السجود بغير المأثور.

الدليل من السنة على جواز الذكر والدعاء بغير المأثور في الصلاة

ما رواه البخاري ومسلم وغيرهما من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم علّمه التشهد، ثم قال في آخره: «ثُمَّ يَتَخَيَّرُ مِنَ الدُّعَاءِ أَعْجَبَهُ إِلَيْهِ، فَيَدْعُو»، وفي لفظ للبخاري: «ثُمَّ يَتَخَيَّرُ مِنَ الثَّنَاءِ مَا شَاءَ»، وفي لفظ لمسلم: «ثُمَّ لْيَتَخَيَّرْ بَعْدُ مِنَ الْمَسْأَلَةِ مَا شَاءَ أَوْ مَا أَحَبَّ».

وروى البخاري ومسلم عن رفاعة بن رافع الزُّرَقِي رضي الله عنه قال: كُنَّا يَوْمًا نُصَلِّي وَرَاءَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ، فَلَمَّا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرَّكْعَةِ قَالَ: «سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ» قَالَ رَجُلٌ وَرَاءَهُ: رَبَّنَا وَلَكَ الحَمْدُ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ، قَالَ: «مَنِ المُتَكَلِّمُ» قَالَ: أَنَا، قَالَ: «رَأَيْتُ بِضْعَةً وَثَلاَثِينَ مَلَكًا يَبْتَدِرُونَهَا أَيُّهُمْ يَكْتُبُهَا أَوَّلُ».

فقد أقر النبي صلى الله عليه وآله وسلم الصحابي على هذا الذكر من غير أن تسبق به مشروعية بخصوصه، ولو كان هذا الفعل منه وهو الذكر بغير الوارد في الصلاة حرامًا أو بدعة منكرة لَمَا امتدحه النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولَمَا ابتدرته الملائكة وتسابقت لكتابته، ولو كان المحمود هذا الذكر بعينه دون مطلق الذكر بغير المأثور لجمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم بين إقراره عليه وتنبيهه إلى حرمة اختراع ذكر غير مأثور.

وروى الإمام مسلم في "صحيحه" عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّهُ لَمْ يَبْقَ مِنْ مُبَشِّرَاتِ النُّبُوَّةِ إِلَّا الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ، يَرَاهَا الْمُسْلِمُ، أَوْ تُرَى لَهُ، أَلَا وَإِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَقْرَأَ الْقُرْآنَ رَاكِعًا أَوْ سَاجِدًا، فَأَمَّا الرُّكُوعُ فَعَظِّمُوا فِيهِ الرَّبَّ عَزَّ وَجَلَّ، وَأَمَّا السُّجُودُ فَاجْتَهِدُوا فِي الدُّعَاءِ، فَقَمِنٌ أَنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ».

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الدعاء الذكر الصلاة الإفتاء النبی صلى الله علیه وآله وسلم على جواز ه وآله ى الله ع

إقرأ أيضاً:

يوم عرفة 2025... يوم الدعاء والرحمة

يوم عرفة هو أحد الأيام التي اختصها الله تعالى بفضائل عظيمة، فهو اليوم التاسع من شهر ذي الحجة، وهو اليوم الذي يقف فيه الحجاج على صعيد عرفات، في مشهد مهيب، يتجلى فيه معنى الخضوع لله والتوبة والرجاء.

في هذا اليوم العظيم، يتنزل الله سبحانه وتعالى إلى السماء الدنيا، فيباهي بعباده الملائكة، ويقول: "انظروا إلى عبادي، أتوني شعثًا غبرًا ضاحين، أشهدكم أني قد غفرت لهم."

إنه يوم عتق من النار، يوم مغفرة ورحمة، يوم تتنزل فيه البركات وتُجاب فيه الدعوات. لذلك، يُستحب لكل مسلم أن يُكثر فيه من الأعمال الصالحة، وأعظمها الدعاء.

الدعاء في يوم عرفة

الدعاء هو روح العبادة، ويوم عرفة هو أعظم فرصة للدعاء، فقد قال رسول الله ﷺ:

يوم عرفة... يوم الدعاء والرحمة


"خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير."

وليس هناك دعاءٌ مخصوص يجب الالتزام به، بل يفتح الله لك بابًا لتدعوه بما شئت:

سل الله المغفرة، والتوبة الصادقة.سل الله الرزق والبركة.سل الله الشفاء والهداية.سل الله حسن الخاتمة والجنة.فضل صيام يوم عرفة

لغير الحاج، يُستحب صيام يوم عرفة، لما له من أجر عظيم، فقد قال النبي ﷺ:
"صيام يوم عرفة، أحتسب على الله أن يُكفّر السنة التي قبله والسنة التي بعده."
إنه يوم واحد، ولكن أجره كفارة لذنب سنتين كاملتين، وهو منحة عظيمة لا تُفوت.

كيف نستعد ليوم عرفة؟نية صادقة: استقبل اليوم بقلب خاشع، ونيّة التوبة والرجوع إلى الله.صيام النهار: إن لم تكن حاجًا، فصُم هذا اليوم طلبًا للأجر.الدعاء المكثّف: رتّب دعواتك، وادعُ بكل ما تتمناه لنفسك وأهلك وأمتك.الذكر والاستغفار: اجعل لسانك رطبًا بذكر الله وخاصة التهليل والتكبير.الصدقة: تصدّق بما تستطيع، فكل عمل صالح يتضاعف أجره في هذا اليوم. أدعية يوم عرفة 2025

يوم عرفة ليس يومًا عاديًا، بل هو نفحة من نفحات الله في الدنيا، تُفتح فيه أبواب السماء، وتُغسل فيه الذنوب، وتُرفع فيه الدرجات. فاحرص على أن يكون لك نصيبٌ من هذا الفضل، ولا تخرج منه إلا وقد كتبت من المقبولين والعتقاء من النار.

اللهم بلغنا يوم عرفة، ولا تحرمنا فيه من فضلك ورحمتك، واجعلنا من عتقائك من النار. آمين.

هل ترغب بموضوع عن دعاء معين في عرفة؟ مثل دعاء للزواج، أو الرزق، أو النجاح؟

مقالات مشابهة

  • تكبيرات عيد الأضحى 2025.. هل يجوز التكبير في المساجد يوم عرفة؟
  • دعاء يوم عرفة أمل لا يخيب
  • يوم عرفة 2025... يوم الدعاء والرحمة
  • عيد الأضحى 2025.. هل يجوز التوكيل على الأضحية؟
  • تكبيرات عيد الأضحى.. هل يجوز قولها في غير أيام التشريق بعد الصلاة؟
  • ندوة تثقيفية للعاملين بالنادي الاجتماعي بمطروح حول فضل صيام يوم عرفة والدعاء المستحب
  • هل يجوز التوجه إلى عرفات بدلا من منى يوم التروية؟.. الإفتاء تجيب
  • متى يجوز الاشتراك في الأضحية؟.. الأزهر يجيب
  • كيف تستعد ليوم عرفه
  • هل حكم برأة المخرج محمد سامي نهائي أم يجوز الطعن عليه بالنقض؟