عماد جميل: «فن أبوظبي» يثري ثقافة الفنانين
تاريخ النشر: 4th, December 2024 GMT
فاطمة عطفة (أبوظبي)
أخبار ذات صلة«الطفل من الصغر يحب الألوان، والطفولة لها وقعها على أي فنان، لكن ليس في محاولة الرسم، بل في كيف ينظر للكون بحرية مطلقة وبرؤية ليست مقيدة، وبالنسبة للأعمال التي أرسمها تبقى جذورها في العالم التعليمي، حيث كانت الكتابة تلفت نظري وتعني لي الكثير، وأي خط باليد كنت أرسمه وأرى أنه صورة»، بهذه الكلمات يضيء الفنان التونسي الدكتور عماد جميل، أستاذ الفنون الجميلة بجامعة تونس، على البدايات الأولى لعلاقته بالفن، وفي حديثه لـ «الاتحاد»، تناول مشاركته في النسخة الأخيرة من معرض «فن أبوظبي»، فيقول: الأعمال التي عرضت في «فن أبوظبي» هي تقاطع بين الصورة والخط، من الخط أشطب كلمة فإذا بصورة تبرز وتذكرنا بالأبجدية الإغريقية في الكتابة، ورسم حرفين يعني بالوقت نفسه الصورة والخط.
وأسأله إذا كانت الصورة مرتبطة بالخط، فأين موقع اللون وتأثيره على الصورة؟ فيشير د. جميل إلى كتاب معه خاص بالدراسة، وهو باللغة الفرنسية، ويقول: كان الكتاب باللون الأسود، ثم أضفت اللون الأحمر والأخضر لكي أزين الحروف، بدأت كنقاط وكأننا دخلنا بعزف الموسيقى، وأنا لا أحب أن أستعمل ألوان الأبيض والأسود، لكن أعبر فقط كإضافة صغيرة بالألوان الأخرى، وهي عبارة عن نقاط.
ويضيف: لأن الكتابة كانت بخط اليد والجميع يكتب على الورق، والآن بوجود التقنية الحديثة والكمبيوتر وتأثير هذه الأدوات على جمالية الخط والرسم، يعود الفنان إلى فلاسفة الإغريق، حيث كانوا يرون أن عملية التفكير مرتبطة باليد؛ لأن الكلام واليد مرتبطان بعضهما ببعض بشكل محكم، وإذا عجزت اليد تعجز عن التداخل مع العالم المباشر عبر الكتابة أو التعاطي مع المواد، فهذه خسارة كبيرة، ليس للفن فقط بل للذكاء البشري.
وانتقل الفنان جميل للحديث عن علاقة الموسيقى بالتشكيل، مؤكداً أن فن الإيقاع موجود في لوحاته، ويظهر في التواتر بين الخطوط والأشكال، ويوحي بالوقع الموسيقي، وأشار إلى أن لديه أصدقاء موسيقيين توحي لهم اللوحة بالموسيقى، وهو يرى أن الموسيقى فيها جانب من الرسم ويوجد ارتباط بين فرشاة الرسم وريشة العزف الموسيقي، وأشار إلى أن اللوحة تشبه حديقة يمكن التجوال في معالمها.
وحول أهمية المثابرة بالعمل ونضج التجربة الفنية، يشير د. جميل إلى أنه ليس بفنان راضٍ عما أنجزه تماماً مئة بالمئة؛ لأن الفنان في حالة بحث مستمر وحسب التطور الذي يحدث في العالم. ويختتم بتأكيد أن «فن أبوظبي» معرض مهم للغاية، ويثري ثقافة الفنانين الذين يوجدون فيه، حيث يدور النقاش حول الأعمال المعروضة، وهذا غنى للفن بشكل عام.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: فن أبوظبي الفن الثقافة الخط العربي فن أبوظبی
إقرأ أيضاً:
ذكرى رحيل عماد محرم.. صاحب ملامح الشر الطيب بعد مسيرة فنية تجاوزت 100 عمل (بروفايل)
غيب الموت صباح اليوم الفنان القدير عماد محرم عن عمر ناهز 74 عامًا، بعد صراع طويل مع المرض، حيث كان يتلقى العلاج في منزله خلال الأشهر الأخيرة، برحيله فقدت الساحة الفنية المصرية أحد أبرز الوجوه التي رسخت في ذاكرة الجمهور، رغم أنه لم يكن من نجوم الصف الأول.
تميز عماد محرم بأدواره الثانوية ذات الطابع الخاص، والتي جسّد فيها غالبًا أدوار الشر أو الشخصيات الغامضة، خاصة خلال حقبة الثمانينيات والتسعينيات، ليصبح من الممثلين الذين يتركون بصمة قوية رغم قلة مساحة أدوارهم.
من أبرز أدواره في السينما:
• “شمندي” في فيلم العفاريت (1989) أمام عمرو دياب ومديحة كامل، وهو الدور الأشهر في مسيرته، وجسّد خلاله شخصية مجرم ضمن عصابة لخطف الأطفال.
• أحد أفراد العصابة في الفيلم الشهير العار (1982) مع نور الشريف وحسين فهمي ومحمود عبد العزيز.
• دور صغير لكنه مؤثر في الفيلم السياسي إحنا بتوع الأتوبيس (1979) مع عبد المنعم مدبولي وعادل إمام.
• مشاركة كوميدية بوليسية في الشيطانة التي أحبتني (1990) مع محمود عبد العزيز.
• شخصية من سكان الحي الشعبي في كراكون في الشارع (1986) مع عادل إمام ويسرا.
• مشاركته المميزة في على باب الوزير (1982) مع عادل إمام وسعيد صالح.
من أعماله الأخرى:
شارك عماد محرم في عدد كبير من الأفلام مثل:
• الغول
• حب في الزنزانة
• الكيف
• عنتر شايل سيفه
• الراقصة والسياسي
• شادر السمك
• جزيرة الشيطان
• الهلفوت
• اللعب مع الكبار
• أنياب
شارك في أعمال مثل:
• رأفت الهجان
• بوابة الحلواني
• العائلة
• يوميات ونيس
• سوق العصر
• الضوء الشارد
• الوتد
امتدت مسيرته الفنية لعشرات السنين، وشارك في أكثر من 100 عمل فني بين السينما والدراما والمسرح، كان خلالها وجهًا مألوفًا وصاحب حضور لا يُنسى.
رحل عماد محرم، لكن أدواره لا تزال حيّة في ذاكرة محبي السينما المصرية، كشاهد على فنان لم يكن بطلًا على “الأفيش”، لكنه كان بطلًا في حضوره وتأثيره.