“شجاعة الكلمة .. الصحفيات الفلسطينيات في مواجهة الحرب والاحتلال”
تاريخ النشر: 5th, December 2024 GMT
بقلم : سمير السعد ..
وسط أهوال الحرب والقصف المستمر في فلسطين وغزة الصمود ، تقف الصحفيات الفلسطينيات شامخات، يواصلن أداء رسالتهن النبيلة لنقل الحقيقة وإيصال صوت المظلومين إلى العالم. هذه النساء الشجاعات لسن مجرد ناقلات للأخبار، بل هنّ رموز للمقاومة والصمود، يخاطبن العالم بحقائق مؤلمة عن معاناة شعبهن، ويؤكدن أن الكلمة قد تكون سلاحًا لا يقل قوة عن الرصاص.
تعرضت أكثر من “300 صحفية فلسطينية ” وفقًا لتقارير حقوقية، لاستهداف ممنهج طال منازلهن، ما بين تدمير كلي أو جزئي. هذا الاستهداف لا يُعد مجرد اعتداء على الأفراد، بل هو هجوم على حرية الإعلام وحق نقل الحقيقة. ومع ذلك، لم تُثنِ هذه الممارسات القمعية الصحفيات الفلسطينيات عن مواصلة عملهن، بل زادت عزيمتهن قوة وإصرارًا على أداء واجبهن المهني والوطني.
تُروى قصص ملهمة عن صحفيات واجهن الموت المباشر أثناء تغطيتهن للهجمات، وانتقلن من بين الأنقاض حاملات كاميراتهن وأقلامهن. بعضهن فقدن أسرهن أو منازلهن، ولكن ذلك لم يوقفهن عن توثيق جرائم الاحتلال، متسلحات بشجاعتهن وولائهن للقضية الفلسطينية.
في زمن الحرب، تصبح الحقيقة الضحية الأولى، لكن الصحفيات الفلسطينيات يُعدن إحياءها في كل تقرير يكتبن عنه، وكل صورة يلتقطنها، وكل صوت يوصلنه إلى العالم. إنهن يجسدن معنى التضحية والإصرار، متحديات كل أنواع القمع والإرهاب، ليقدمن شهادة حية على عدوانية الاحتلال وعنصرية سياساته.
إن استهداف الإعلاميات الفلسطينيات هو محاولة فاشلة لإسكات الحقيقة وتكميم الأفواه. لكن التاريخ سيذكرهن بأحرف من نور، كنساء وقفن في وجه الظلم بكلمة أقوى من الرصاص، وكاميرا أبلغ من أي سلاح.
إن التضامن معهن ليس مجرد موقف إنساني، بل هو واجب أخلاقي عالمي تجاه حماية حرية الإعلام ونقل الحقيقة. ورغم كل شيء، ستظل كلمتهن نورًا يهزم الظلام، وشهادتهن صوتًا يكسر الحصار.
وفي ظل هذا الواقع القاسي، نجدهن قد أعدن تعريف الشجاعة والالتزام في زمن الحرب. لم تكن رسالتهن مجرد نقلٍ للخبر، بل صارت أداةً لتوثيق التاريخ وكشف زيف روايات الاحتلال. من خلال عدساتهن وأقلامهن، استطعن تحويل المآسي اليومية إلى قوة دافعة تلهم العالم للوقوف مع الحق الفلسطيني.
هذه البطولات المذهلة لم تأتِ من فراغ، بل جاءت نتيجة إيمان راسخ بالقضية وبأن الحقيقة سلاح لا يُقهر. إنهن يدركن تمامًا أن كل صورة يلتقطنها، وكل قصة يروينها، وكل صوت ينقلنه، قد يكون الحبل الوحيد الذي يربط غزة المحاصرة بالعالم الخارجي، في ظل تواطؤ دولي وصمت يساوي الجريمة.
على الرغم من محاولات الاحتلال تدمير الروح المعنوية لهن من خلال استهداف منازلهن وأسرهن، إلا أنهن أثبتن أنهن أقوى من الحديد، إذ يظهرن يومًا بعد يوم في الميدان، متحديات الموت والخوف، ليؤكدن أن الحقيقة لا يمكن قمعها.
إن الدور الذي تلعبه الصحفيات الفلسطينيات اليوم يتجاوز الميدان المحلي ليصل إلى ضمير العالم. فقد باتت صورهن وأصواتهن مرآةً تعكس وجه الاحتلال القبيح، وتكشف حجم المأساة التي يعيشها الفلسطينيون يوميًا.
لن تُنسى تضحيات هؤلاء البطلات، فكما قال أحدهم: “التاريخ لا يُكتب فقط بمن يصنع الأحداث، بل بمن يوثقها وينقلها.” وستظل الصحفيات الفلسطينيات مثالًا حيًا للشجاعة والصمود، يلهم الأجيال القادمة بأن الكلمة الحرة قادرة على هزيمة القهر والظلم.
المسؤولية “الأخلاقية دعم حرية الإعلام”
إن دعمهن اليوم ليس مجرد موقف تضامني، بل هو موقف عالمي ضد قمع الحريات وضد محاولات تغييب الحقائق. يجب على المؤسسات الإعلامية الدولية ومنظمات حقوق الإنسان التحرك الفوري لحمايتهن وتعزيز قدرتهن على أداء عملهن دون خوف أو تهديد.
إن صمودهن هو رسالة لكل من يحمل الكلمة أمانة، بأن النضال من أجل الحقيقة ليس مجرد عمل، بل هو تضحية مستمرة من أجل مستقبل أفضل.
صحفيات بزمن الحرب سمير السعد
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
إسرائيل “منفتحة” على إنهاء الحرب في غزة بشروط
#سواليف
أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين بنتنياهو اليوم الأحد أن المفاوضات الجارية في الدوحة تتضمن مناقشات تشمل إنهاء الحرب، لكنه اشترط لتحقيق ذلك نزع السلاح من غزة.
وقبيل اجتماع للمجلس الوزاري المصغر، أصدر مكتب نتنياهو بيانا قال فيه إن فريق التفاوض الإسرائيلي يعمل في الدوحة لاستنفاد كل فرصة من أجل التوصل إلى اتفاق، سواء وفقا لخطة المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف أو كجزء من إنهاء القتال.
وأضاف الاتفاق يجب أن يشمل الافراج عن كل المحتجزين، وإبعاد مقاتلي حركة حماس من غزة، وجعل غزة منطقة منزوعة السلاح.
مقالات ذات صلة الدويري: إذا استمر العدوان على غزة فلن يتوقف الحوثيون عن قصف إسرائيل 2025/05/18وبدأت الجولة الجديدة من مفاوضات الدوحة قبل أيام بالتزامن مع جولة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالمنطقة والتي شملت السعودية وقطر والإمارات.
وقال مسؤول إسرائيلي إن المحادثات لم تحرز تقدما بعد، بينما ذكر المبعوث الأميركي للرهائن آدم بولر إن المفاوضات بالدوحة متقلبة للغاية.
وظل رئيس الوزراء الإسرائيلي يرفض وقف الحرب على غزة قبل إحراز “نصر مطلق” و”تدمير حماس” واستعادة كل المحتجزين في القطاع.
وفي المقابل، أبدت حركة حماس استعدادها للتوصل إلى اتفاق يفضي إلى إطلاق سراح الأسرى لديها دفعة واحدة مقابل وقف الحرب، وانسحاب قوات الاحتلال من غزة، وإعادة إعمارها.
نزع السلاح
وتعليقا على الشروط التي تضمنها بيان مكتب نتياهو، قال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني إبراهيم المدهون إن الحديث عن نزع السلاح في هذا التوقيت هو طرح إسرائيلي يهدف لإطالة أمد الحرب والهرب من الاستحقاقات، مؤكدا أن الجميع يدرك أن سلاح الشعب الفلسطيني بسيط ومحدود ولا يشكل تهديدا إستراتيجيا.
وأضاف المدهون -في تصريحات خاصة للجزيرة نت- أن الهدف من هذا الطرح هو صرف الأنظار عن المجازر واستمرار الاحتلال، مشددا على أن المشكلة ليست في السلاح، بل في غياب الجدية الإسرائيلية للانسحاب ووقف الحرب.
ورأى المدهون أنه رغم ذلك، يمكن التفكير في حلول إبداعية تضمن تهدئة حقيقية، كتوافق فلسطيني داخلي على تنظيم الحالة الأمنية، أو ترتيبات عربية وإقليمية تضمن حقوق الشعب الفلسطيني ووقف العدوان.
وأكد المحلل الفلسطيني أن حماس والفصائل الأخرى تعتبر أن الأولوية الآن هي وقف الحرب، وهي منفتحة على أي حديث أو مبادرة يمكن أن تؤدي إلى ذلك، مشيرا إلى أن من الممكن التفكير في أفكار إبداعية، مثل توحيد السلاح ضمن توافق وطني، أو ترتيبات مشتركة مع العمق العربي.
“حوار حاسم”
ويعقد المجلس الوزراء الإسرائيلي المصغير اجتماعا اليوم سيناقش المفاوضات الجارية من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، وإدخاع المساعدات إلى غظة.
ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن أعضاء بالمجلس المصغر أن المجلس سيجتمع ظهر اليوم لإجراء “حوار حاسم” بشأن مفاوضات الصفقة، وتحدثت المصادر عن محاولات حقيقية للتوصل إلى اختراق بالمفاوضات.
كما نقلت الصحيفة عن مسؤول أمني كبير أنه لا خيار لإسرائيل إن أرادت استعادة عادة المحتجزين أحياء من غزة إلا التفاوض مع حماس والتوصل لاتفاق.
وقال مسؤولون كبار ليديعوت أحرونوت إن على إسرائيل الاختيار بين احتلال غزة وقتل المحتجزين أو الاتفاق مع حماس لوقف الحرب.
وفي مقابل ما يتردد عن استعداد نتنياهو لإنهاء الحرب ضمن صفقة محتملة، نقلت صحيفة هآرتس عن وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير أن أي مقترح لإنهاء الحرب دون “هزيمة حماس” لم ولن يتحقق، وفق تعبيره.
إدخال المساعدات
من جهة أخرى، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر مطلعة أن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر سيبحث اليوم إدخال مساعدات لقطاع غزة بعد ضغوط أميركية.
ونقلت هيئة البث عن وزير الدفاع يسرائيل كاتس قوله في جلسة مغلقة إن إسرائيل تنسّق مع شركة أميركية لتتمكن من البدء في توزيع المساعدات الإنسانية في غزة في 24 مايو/أيار الجاري.
وأشارت إلى أن مجلس الوزراء الأمني المصغر سيناقش الخيارات المتاحة لمنع وقوع مجاعة مستقبلية في غزة.
كما نقلت القناة 14 الإسرائيلية عن مسؤولين أنّ إسرائيل تتعرّض لضغوط داخلية وخارجية شديدة لإبداء مرونة وإبرام صفقة.
وأضاف المسؤولون أنّ واشنطن تضغط للتوصل لاتفاق يتضمن إدخال مساعدات كبيرة على المدى القريب.
في الأثناء، قال المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف إن الظروف على أرض الواقع في غزة خطيرة للغاية، وتحدث عن مبادرات عدة لإدخال المساعدات للقطاع.
وأضاف ويتكوف في تصريحات لشبكة “إيه بي سي” الأميركية أن واشنطن سترسل مطابخ متنقلة لغزة إضافة لشاحنات محملة بالدقيق، وأن الإسرائيليين سيسمحون بدخول عدد كبير منها.
وتابع أنه يتم العمل حاليا على المسائل اللوجستية الخاصة بتوزيع المساعدات وإدخال الشاحنات إلى القطاع، مشددا على أن واشنطن لا تريد أن ترى أزمة إنسانية في غزة، ولن تسمح بحدوثها في عهد الرئيس ترامب.
كما قال إنه ليس هناك اختلاف في موقف ترامب ونتنياهو من مسألة إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة.
يذكر أن إسرائيل استأنفت العدوان على قطاع غزة في 18 مارس/آذار الماضي بعد أن انقلبت على اتفاق وقف إطلاق النار.