تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

شهد قداسة البابا تواضروس الثاني، أمس السبت، احتفالية تخريج دفعة عام ٢٠٢٤ من مدرسة تيرانس للتعليم اللاهوتي والوعظ بالإسكندرية. 

جاء ذلك بحضور الآباء الأساقفة العموم المشرفين على القطاعات الرعوية بالإسكندرية أصحاب النيافة الأنبا باڤلي (المنتزه) والأنبا إيلاريون (غربي الإسكندرية) والأنبا هرمينا (شرقي الإسكندرية) والأنبا إيلاريون أسقف البحر الأحمر، والقمص أبرآم اميل وكيل عام البطريركية بالإسكندرية وعدد من الآباء الكهنة وأساتذة الكليات اللاهوتية والمعاهد القبطية.

تضمن الاحتفالية كلمة للقمص أثناسيوس فهمي جورج مدير المدرسة مقدمًا الشكر لقداسة البابا، وقدم نبذة تاريخية عن المدرسة وما تقدمه المدرسة من تعليم لاهوتي أرثوذكسي سليم،

وتم عرض إحصائيات عن المدرسة من خريجي ودارسي المدرسة وأنظمة الدراسة فيها والآباء والأساتذة المحاضرين وخدمات المدرسة 
وقدم اثنان من الخريجين “Podcast” ما بين سطحية الدراسة بالذكاء الاصطناعي وعمق الدراسة البحثية اللاهوتية.

وقاد القس بولس صموئيل أحد معيدي المدرسة "صالون ثقافي" عن تأثير المدرسة في حياة الخريجين وخدمتهم وحياتهم الروحية.

وعرض كذلك ڤيديو عن اثنين من المحاضرين الراحلين وهم المتنيح الأنبا إيساك والمتنيح الدكتور سعيد حكيم، تكريمًا لهما.

كما ألقى نيافة الأنبا باڤلي راعي المدرسة كلمة أوضح خلالها الدور الحي الذي تقوم به تيرانس في إعلان الحق، مستشهدًا كلمات الرسول بولس لتلميذه تيموثاوس "وَلكِنْ إِنْ كُنْتُ أُبْطِئُ، فَلِكَيْ تَعْلَمَ كَيْفَ يَجِبُ أَنْ تَتَصَرَّفَ فِي بَيْتِ اللهِ، الَّذِي هُوَ كَنِيسَةُ اللهِ الْحَيِّ، عَمُودُ الْحَقِّ وَقَاعِدَتُهُ." (١تي ٣: ١٥)
وفي كلمته وجه قداسة البابا ثلاث وصايا لكل الحضور من خلال ٣ آيات:
- "ذُوقُوا وَانْظُرُوا مَا أَطْيَبَ الرَّبَّ" (مز ٣٤: ٨) يجب أن نتذوق حلاوة الرب.

- "لُغَتَكَ تُظْهِرُكَ" (مت ٢٦: ٧٣) أن تقدم الكنيسة الغالية الثمن بروح وحياة.

- "يَا أَوْلاَدِي، لاَ نُحِبَّ بِالْكَلاَمِ وَلاَ بِاللِّسَانِ، بَلْ بِالْعَمَلِ وَالْحَقِّ" (١يو ٣: ١٨) ان نعيش المحبة العملية

وفي الختام وزع قداسته شهادات التخرج على الخريجين.

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: أسقف البحر الأحمر الآباء الأساقفة العموم الأنبا ايلاريون البابا تواضروس البابا تواضروس الثاني

إقرأ أيضاً:

مدرّسة فلسطينية: نجوتُ من مجزرة بغزة لكن طلابي أصبحوا ملائكة

في شهادة مؤلمة كتبتها الفلسطينية نور أبو عيشة، ونشرها موقع "موندويس" الأميركي، تسرد نور تجربتها الشخصية خلال مجزرة مروعة ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدرسة النصر بمدينة غزة، والتي كانت قد تحولت إلى ملجأ للأطفال والعائلات خلال الحرب.

في أواخر مايو/أيار الماضي، وخلال مجزرة مدرسة الجرجاوي، قصفت قوات الاحتلال الصهيوني صفوف الخيام والملاجئ في ساحات المدرسة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ذا هيل: 5 نقاط بارزة بعد دخول الولايات المتحدة حربا مع إيرانlist 2 of 2كاتب بريطاني: ترامب هاجم إيران لكن لا يمكنه السيطرة على ما سينجر عن ذلكend of list

احترق الناس أحياء، وشاهد العالم ذلك يُبث أمامه. وكانت الطفلة ورد الشيخ خليل، ذات الخمسة أعوام، تركض بين جثث عائلتها المحترقة، وتخرج من بين ألسنة اللهب.

جوع وجثث

وتساءلت أبو عيشة: "ماذا اقترفت هذه الطفلة حتى تُترك لتهيم على وجهها ببطن خاوية؟ في ليالٍ يخيّم فيها الجوع، وتحيط بها الجثث وروائح الدم؟ كيف ستروي أعظم كارثة في حياتها؟ كيف يمكن لطفلة أن تخبر العالم أن الاحتلال لم يكتفِ بحرمانها من عائلتها، بل أحرقهم أحياء، جائعين وأبرياء، بلا سبب؟ هل يوجد طفل على وجه هذه الأرض شهد ما رأته هذه الصغيرة؟".

واستمرت أبو عيشة تحكي:

عند مشاهدتي للقطات مجزرة الجرجاوي، تذكّرتُ ما عايشته بنفسي في مدرسة أخرى تحولت إلى ملجأ.

كنت أعمل متطوعة في مدرسة النصر، أدرّس اللغة الإنجليزية وأرفّه عن الأطفال. وخصصتُ إحدى الحصص للدعم النفسي، لأمنحهم فرصة للحديث والتنفيس.

الأكثر تهميشا

هؤلاء الأطفال من أكثر الفئات تهميشا في غزة، لا أحد يسمعهم أو يعبأ بأحلامهم ومخاوفهم. نشؤوا في ملاجئ مذلّة، ينتظرون في طوابير الطعام، ويبحثون عن الحطب لتكسيره وإشعاله، أو يصطفّون من أجل كوب ماء.

سألتهم واحدا تلو الآخر عما يريدون أن يصبحوا حين يكبرون.

توقعت أن أسمع إجابات مثل: "أريد أن أصبح مهندسا"، لكن ردودهم كانت مفجعة، لا تشبه أحلام أطفال العالم.

قالت لي الطفلة آية الدلو، وعمرها 5 سنوات: "عندما أكبر، سآكل رزا فيه كثير من اللحم".

إعلان

حطّمني هذا الجواب. ليس ذنب الأطفال أن أعظم أمنياتهم هي فقط أن يعيشوا، ليأكلوا اللحم، وينتهي الجوع.

في أغسطس/آب 2024، كانت شمال غزة مفصولة تماما عن جنوبها، ولم يكن هناك أي لحم في الشمال.

وسط الركام أطفال غزة يلعبون (الجزيرة) يحلمون بأكل اللحم

وأصدرت قوات الاحتلال الصهيوني رسالة لدعم خطة التهجير: "من أراد الطعام، فليذهب إلى جنوب الوادي بسلام". وبقيت الأمهات في الشمال، بينما يتحدث أطفالهن عن اللحم وكأنه حلم بعيد.

ابن أخي، عمر، وكان عمره 3 سنوات، رأى السردين لأول مرة بعد عام ونصف من الحرب، وأشار إلى السمكة قائلا: "هذه أفعى".

هل يوجد طفل في هذا العالم لا يعرف شكل السمك؟ أو حتى الفاكهة؟

في الرابع من أغسطس/آب 2024، وبعد أن أنهيت عملي التطوعي، خرجت من الفصل إلى حديقة مدرسة النصر. كنت أستحضر في ذهني ألحان بليغ حمدي، أهرب إلى الموسيقى حين تعجز اللغة عن التعبير.

رأيت طلابي يلعبون في الحديقة. ناديتهم قائلة: "هيا، يا طلاب، عودوا إلى أهلكم. انتهت الحصة". لكنهم توسّلوا: "رجاءً، أستاذة، دعينا نلعب قليلا".

تطايرت أجسادهم في الهواء

بعد 5 دقائق فقط، سمعت صوت صاروخ يصيب المبنى المجاور مباشرة للحديقة. لا يزال ذلك الصوت يتردد في أذني حتى الآن. في تلك اللحظة، سقطتُ أرضا، وصرخت. ثم صرخت مجددا، وأنا أتحسس جسدي، أتحقق من ذراعيّ وساقيّ، خائفة من أن أكون قد فقدت شيئا منها.

عندما سقط الصاروخ، تحوّل المكان إلى ضباب كثيف. لم أكن أرى شيئا، ولا حتى طلابي. بعضهم، طارت أجسادهم الصغيرة الهشة، في الهواء. وبعضهم الآخر نجا لأنه غادر المدرسة قبل القصف بلحظات.

بدأت الإدارة تصرخ: "اخرجوا، وانظروا من ما زال حيا ومن مات!". وقفتُ وركضتُ. وجهي شاحب من الصدمة، وجسدي منهك، وروحي مذعورة.

وصل عمي بسيارته ليأخذني إلى عائلتي. وفي طريقنا توقفنا عند المستشفى، وأخذنا معنا بعض المصابين، بينهم بنات ممرضة كانت تعمل في المدرسة. لم نخبرهن أن والدتهن ما زالت تحت الأنقاض.

 

نجت بأعجوبة

وبعد أكثر من شهرين من نجاتي من مجزرة مدرسة النصر، وجدت الشجاعة لأعود إلى المكان الذي كدتُ أفقد فيه حياتي. لم أصدق أنني كنتُ على بعد 600 متر فقط من موقع سقوط الصاروخ ونجوت. حتى مديرة المدرسة قالت لي:

"يا نور، كيف كنتِ بهذا القرب من الصاروخ ونجوتِ، بينما مات طلاب كانوا أبعد؟ إنه حقا معجزة".

والآن أسأل نفسي:

هل نجوتُ لكي أروي لكم ما حدث في تلك اللحظات؟

في ذلك اليوم، رأيت طالبي نور الدين مقداد، الذي فقد عائلته كلها في قصف المدرسة.

كان قد خرج لشراء شيء، ولم يعلم أن لا أحد سيكون في انتظاره عند عودته. كانت عائلته تأكل وجبتها الأخيرة. أتذكّر كيف كانت والدته تقول لي: "نور الدين تلميذ ذكي، لكنه عنيد وصعب. معلموه كانوا صبورين معه. الحرب غيّرته".

بعد القصف، أمضى نور الدين أسابيع وهو يعانق قبور أمه وأبيه وإخوته.

ماذا سيفعل الآن؟

كيف له أن يتحمل ما فعلته الحرب به؟

لقد سرقت منه كل شيء… وبات وحيدا.

مقالات مشابهة

  • وفاة القمص جورجيوس بشارة شقيق الأنبا باخوميوس
  • بحضور الأنبا رافائيل.. انعقاد اجتماع مجمع كهنة كنائس وسط القاهرة
  • بحضور لفيف من الأساقفة.. حفل استقبال نيافة الأنبا أولوجيوس في قطاع كنائس عين شمس
  • البابا تواضروس يعزي بطريرك أنطاكية في ضحايا الهجوم على كنيسة مار إيلياس بدمشق
  • البابا تواضروس الثاني يستقبل مجموعتين من شباب من أمريكا وكندا
  • البابا خلال افتتاحه فصلا للتعليم الفني بالكاتدرائية: بناء الإنسان وتمكين الشباب من أولويات الكنيسة
  • البابا تواضروس يلتقي سفراء مصر الجدد في عدد من دول العالم
  • الكنيسة الأرثوذكسية تدين العمل الإرهابي بكنيسة القديس إلياس في سوريا
  • مدرّسة فلسطينية: نجوتُ من مجزرة بغزة لكن طلابي أصبحوا ملائكة
  • زيارة رعوية لكنيسة السيدة العذراء بمدينة السادات.. صور