التغيير في سوريا وأثره على السودان
تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT
زين العابدين صالح عبد الرحمن
السؤال الذي يحتاج إلي إجابة أن قائد القوى العسكرية التي اسقطت النظام البعثي في سوريا هو " أبو محمد الجولاني" تلميذ " أبو مصعب الزرقاوي" و هو أحد أمراء تنظيم القاعدة، و طرحت أمريكا عشرة مليون دولار لمن يقدم معلومات عنه و أماكن تواجده، و أطلقت عليه صفة الإرهابي، الآن الإعلام الأمريكي يصفه محرر دمشق من النظام البعثي الذي أصبح تحت أمرة القيادة الايرانية، كيف تحول من إرهابي في نظر الإدارات الأمريكية المتعاقبة إلي أن يصبح بطل تحرير؟
يذكرنا مقولة رئيس الوزراء البريطاني في زمن الحرب العالمية الثانية ويستون تشرشل الذي قال (ليست هناك صداقات دائمة و لا عداوات دائمة بل هناك مصالح دائمة) و مصالح الدول هي الثابته، و لكن الوجوه التي تتعامل معها هي المتغيرة.
أن القوى المتحالفة التي يقودها أحمد الشرع " الجولاني" هي قوى مدعومة بقوة من قبل انقرة، و خطاب الشرع من داخل الجامع الأموي في دمشق له مدلولات سياسية و عقدية، و إشارة واضح أن النفوذ الإيراني في دمشق قد أنتهى، و هو بداية لنفوذ جديد سياسي و ديني جديد مغاير تماما لإستراتيجية استمرت طويلا أكثر من ست عقود متواصلة، هذا التغيير لابد أن يكون له أنعكاسات في المنطقة، و تغيير في التحالفات، و أيضا ينعكس على روسيا الحليف الإستراتيجي الذي كان لنظام أبناء الأسد الذي منح روسيا موقعا استراتيجيا في البحر الأبيض المتوسط في مواجهة الدول الأوروبية، هل النظام الجديد سوف يسمح لروسيا البقاء في المواني السورية، أم أنه سوف يطالبها بالمغادرة؟.. هنا يأتي دور الغرب في الصراع من أجل تبني و إحتواء النظام الجديد حتى يصبح طاردا للوجود الروسي، هذا الأمر سوف يجعل روسيا تبحث عن مواقع جديدة أكثر تأثيرا في مجرى التجارة العالمية، و تعود لفكرة تواجدها في البحر الأحمر، و الذي تمر عليه أكثر من 75% من التجارة العالمية، هذه التحولات لها أثرها المباشر على مجريات الأحداث في المنطقة، و سوف تحدث متغيرات كبيرة في التحالفات.. أن العديد من الدول خاصة الامارات سوف تجد نفسها أمام خيارات أصعب من قبل، و هذا سوف يجعلها تعيد حساباتها في الشأن السوداني..
إذا نظرنا إلي أثرها على دول المحيط نجد أن سوريا تقع وسط المناطق المشتعلة، إسرائيل و العراق و فلسطين و تركيا و الأردن و لبنان.. بالضرورة سوف تحاول العديد من الدول أن تمد أرانب أنوفها في الشأن الداخلي السوري، و تخلق تكتلات و تحالفات داخلية لكي تخدم أجندتها الخاصة دون الآخرين، و تحتاج ألي قدرة عالية في إدارة الأزمة، إذا استطاعت القوى الجديدة أن تفتح بابا للحوار الوطني و الوصول لتوافقات تخدم استقرار و أمن سوريا و تحافظ على وحدتها و استقلالها..
كما أن التغيير في سوريا أكد أن الأفكار لا تموت، و لا تقتل، لذلك يجب التعامل معها بكياسة و حكمة سياسية تقود البلاد إلي حوار سياسي دون ممارسة الفيتو الذي درجت عليه القوى السياسية اليسارية، و رغم أنها لا تملك القاعدة الاجتماعية التي تسندها في المجتمع.. كما أثبت الأحداث في ثورية أن فكرة التغيير لم تنطفي جذوتها، رغم كثافة الرماد الذي يغطيها، لذلك أفضل طريق للاستقرار هو الحوار الوطني بعيدا عن الفوذ الخارجي الذي لا يبحث إلا عن مصالحه و استغلال الآخرين.. أن القيادات السياسية السودانية يجب أن تدرك أن السلطة التي تبحث عنها في عواصم دول الجوار و الغرب مرهونة بالمساومات التي تديرها تلك العواصم، و ليست قناعة في القيادات التي قدمت نفسها خدمة لأجندة العواصم الخارجية..
أن أحزاب البعث في السودان التي فشلت في الممارسة الديمقراطية و تشظت لعديد من المنظومات البعثية، أن تجربة القومية العربية السياسية قد فشلت في الحكم، إذا كان في العراق أو في سوريا، و لم تقدم أية نماذج يمكن ذكرها بعيدا التسلط و الديكتاتورية و انتهاكات الحقوق و القتل و السحل، لذلك عليهم أن يرجعوا إلي رؤية المفكرين الراحلين " محمد على جادين و عبد العزيز حسين الصاوي" في إعادة قراءة القضية المركزية للبعث. و النظر إليها من خلال رايات الديمقراطية.. أي أن تصبح الديمقراطية هي محور الصراع ليس في السودان و لكن في الوطن العربي، لأنها هي وحدها التي تخلق الوعي الشعب و المشاركة الشعبية.. نسأل الله حسن البصيرة..
[email protected]
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: القومیة العربیة فی سوریا
إقرأ أيضاً:
فوز جامعة الأزهر ضمن التحالفات القومية في المبادرة الرئاسية “تحالف وتنمية”
أعلن اليوم الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، نتائج المبادرة الرئاسية "تحالف وتنمية” الذي فازت خلاله جامعة الأزهر ضمن (9) تحالفات فائزة على مستوى جميع الجامعات الحكومية والخاصة والتكنولوجية والأهلية؛ حيث فازت جامعة الأزهر ممثلة في (كلية الهندسة بنين قنا ومركز الابتكار وريادة الأعمال ونقل التكنولوجيا "رواق").
وذلك برعاية كريمة من فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، وبحضور الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء نائبًا عن فخامة السيد رئيس الجمهورية، وخلال انعقاد المؤتمر العالمي للبحث العلمي والابتكار IRC Expo 2025 الذي يقام في العاصمة الإدارية الجديدة.
صرح بذلك فضيلة الدكتور سلامة جمعة داود، رئيس الجامعة، الذي شارك في مراسم توقيع فوز جامعة الأزهر ضمن التحالفات القومية في المبادرة الرئاسية"تحالف وتنمية" يرافقه الدكتور محمد جلال، عميد كلية الهندسة بقنا.
وأوضح رئيس الجامعة أن إعلان الجامعات الفائزة جاء خلال احتفالية رسمية شهدت توقيع البروتوكولات الخاصة بالتحالفات الفائزة، مشيرًا إلى أن فوز جامعة الأزهر يعد وسامًا كبيرًا يضاف إلى أوسمة الجامعة العديدة التي تحققت بجهد وعلم ورؤية الدكتور محمد جلال، لافتًا إلى أن التحالفات المشاركة وصلت إلى 104 من مختلف الأقاليم والجامعات الحكومية والخاصة، وبمشاركة (808)أعضاء، و(553) جهة مشاركة.
وقال رئيس الجامعة: إن التقييم النهائي أسفر عن إعلان فوز جامعة الأزهر متمثلة في كلية الهندسة للبنين بقنا ومركز الابتكار للجهود المتميزة في مجال نقل وتوطين تكنولوجيا الطاقة الجديدة والمتجددة في إقليم جنوب الصعيد.
وأشار رئيس الجامعة إلى أن التحالفات القومية تركز في المقام الأول على توطين تصنيع مكونات تكنولوجيا الطاقة المتجددة محليًّا، وبناء قدرات وكوادر متخصصة، وإنشاء معامل تطبيقية متقدم وإعداد جيل جديد من رواد الأعمال والشركات الناشئة في مجال الطاقة الجديدة والمتجددة.
وبيَّن رئيس الجامعة أن هذه الجهود المبذولة تتم بالتعاون مع جامعة أسوان الشريك الرئيس للتحالف وجامعة السويدي للتكنولوجيا ومؤسسة السويدي للطاقة الشمسية ومؤسسات نور نيشن وسنابل وأتومس للطاقة الجديدة والمتجددة ومؤسسة أم حبيبة للتنمية المجتمعية المستدامة.
وأضاف رئيس الجامعة أن التحالف يهدف إلى زيادة إسهام مصر في سلاسل القيمة العالمية لقطاع الطاقة المتجددة من خلال التعاون بين البحث العلمي والصناعة والقطاع الخاص ومراكز الابتكار وريادة الأعمال والتكنولوجيا.
وأكد رئيس الجامعة أن مشاركة جامعة الأزهر الفاعلة ضمن أحد التحالفات والمبادرات الرئاسية الفائزة يعكس مكانتها العلمية والبحثية وقدرتها على الإسهام بفاعلية في دعم الاقتصاد القائم على المعرفة وتحويل المخرجات البحثية إلى حلول عملية تخدم خطط الدولة في التنمية المستدامة وتدعم رؤية مصر 2030م.