صحيفة التغيير السودانية:
2025-08-15@21:55:38 GMT

حقوق الإنسان.. انتهاكات لا تتوقف

تاريخ النشر: 13th, December 2024 GMT

حقوق الإنسان.. انتهاكات لا تتوقف

حقوق الإنسان.. انتهاكات لا تتوقف

حيدر المكاشفي

مرت علينا يوم الثلاثاء الموافق العاشر من ديسمبر، الذكرى السادسة والسبعين لليوم العالمي لحقوق الإنسان، الذي درج العالم على الاحتفاء به في ذات الموعد من كل عام، منذ إجازة الأمم المتحدة للإعلان العالمي لحقوق الإنسان في العام 1948 بالعاصمة الفرنسية باريس، في أعقاب الحرب العالمية الثانية وبداية الحرب الباردة، كما سبق الإعلان بعام واحد إجازة اتفاقيات جنيف الأربع التي تعنى بقانون الحرب والقانون الدولي الإنساني، وهي بلا شك ذكرى عظيمة تذكر بواحد من أكثر التعهدات العالمية ريادة، حيث تكرس هذه الوثيقة التاريخية، الحقوق غير القابلة للتصرف التي يحق لكل فرد أن يتمتع بها، غض النظر عن العرق أو اللون أو الدين أو الجنس أو اللغة أو الرأي السياسي أو الأصل القومي أو الاجتماعي أو أي صفة أخرى، وحدد الإعلان لأول مرة حقوق الإنسان الأساسية التي يجب حمايتها عالمياً.

. وللأسف تحل علينا هذه الذكرى التي تجاهلتها تماماً حكومة الأمر الواقع في بورتسودان، وهذا طبيعي ومتوقع إذ كيف لحكومة والغة حتى المشاش في ارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان على مدى عمرها البالغ الآن خمس سنوات، منذ استيلاء جنرالاتها (جنرالات الجيش والدعم السريع) على السلطة بانقلاب اكتوبر (2021)، أن تحيي ذكرى ما يذكرها بجرائمها وما ارتكبته وما تزال ترتكبه من فظائع وانتهاكات لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، والردة الكبيرة التي حدثت في ملف حقوق الإنسان بعد التحسن الكبير الذي طرأ عليه نتيجة الجهود الحثيثة التي بذلتها الحكومة المدنية بقيادة د. حمدوك، والتي بموجبها تم إخراج السودان من مقصلة ما يعرف بالإجراءات الخاصة التي كان يرزح تحتها منذ سنوات انقلاب الإنقاذ الأولى، لتتواصل وتستمر الانتهاكات منذ انقلاب اكتوبر (2021) وإلى يوم الحرب العبثية هذا، دعك مما سبق ذلك من انتهاكات جسيمة ترقى لمستوى جريمة الإبادة الجماعية، وهل جريمة فض الاعتصام تقل عن هذه الجرائم الفظيعة، فقد كشفت ممارسات الانقلابيين المنتهكة لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني والمصادرة للحريات التي صاحبت تنفيذ الانقلاب وأعقبته، حقيقة انقلابهم وزيف وبطلان ادعاءاتهم بأن ما قاموا به هو تصحيح لمسار الثورة السلمية في مفارقة مضحكة، حيث لم يتركوا سوأة انقلابية إلا طبقوها، اعتقلوا ونكلوا وضيقوا على حريات الإعلام والتنقل، فأغلقوا بعض الإذاعات وأغلقوا الكباري، وفرضوا حالة الطوارئ، وكل هذا كوم وما مارسوه من عنف مفرط وقاتل مع المحتجين ورافضي الانقلاب كوم آخر، إذ تسببت آلة العنف الانقلابية في قتل عشرات الشهداء إضافة إلى مئات الجرحى، ثم من بعد كل هذه الجرائم والفظائع يتبجحون بأن هدفهم هو تصحيح مسار الثورة، فأي ثورة هذه التي يزعمون تصحيح مسارها بهذه الطريقة، هي بأي حال ليست ثورة ديسمبر السلمية الحضارية التي ما اندلعت إلا لمناهضة مثل هذه الممارسات التعسفية الانقلابية، ولو كانوا قالوا إننا نريد حرف مسار الثورة والعودة بالبلاد القهقرى لما كان عليه النظام المباد وإعادة رموزه وقياداته لصدقوا، فقد وضح جلياً أن ذلك كان هو هدف الانقلاب..

تحل علينا هذه الأيام ذكرى اليوم العالمي لحقوق الإنسان، متزامنة مع مرور قرابة العامين على الحرب التي أهلكت الحرث والنسل وقضت على الأخضر واليابس، وما تزال الانتهاكات مستمرة ومتزايدة يوماً بعد يوم، وتتزايد أعداد الضحايا من المدنيين على يد طرفي الحرب، فما يزال المواطنون العزل الأبرياء الذين اضطرتهم ظروفهم للبقاء داخل السودان، عرضة للقتل والموت تحت أية لحظة، وما تزال النساء والفتيات عرضة للاغتصاب والتعنيف، بل وما تزال كل الانتهاكات والفظائع قائمة ومحتملة طالما أن هذه الحرب اللعينة مستمرة، ولن يتوقف عناء السودانيين وتنتهي عذاباتهم إلا بإيقافها..

الوسومالأمم المتحدة الجيش الحرب العالمية الثانية الدعم السريع السودان اليوم العالمي لحقوق الإنسان انقلاب اكتوبر 2021 انقلاب الإنقاذ باريس حقوق الإنسان حيدر المكاشفي فض الاعتصام

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الأمم المتحدة الجيش الحرب العالمية الثانية الدعم السريع السودان اليوم العالمي لحقوق الإنسان انقلاب اكتوبر 2021 انقلاب الإنقاذ باريس حقوق الإنسان فض الاعتصام العالمی لحقوق الإنسان حقوق الإنسان وما تزال

إقرأ أيضاً:

السفير محمود كارم: الاستثمار في الشباب يمثّل قوة لتجديد بنية حقوق الإنسان

أكد المجلس القومي لحقوق الإنسان برئاسة السفير محمود كارم، أن الاستثمار في قدرات الشباب وإتاحة الفرص أمامهم للمشاركة الفعّالة في الحياة العامة يمثّل قوة دافعة لتجديد بنية حقوق الإنسان وإطلاق إمكانات التنمية المستدامة.

جاء ذلك في إطار اليوم العالمي للشباب والذي يُحتفل به سنوياً في الثاني عشر من أغسطس لتسليط الضوء على القضايا الشبابية.

وأشار رئيس المجلس إلي أن الشباب يمثلون القوة الحاسمة في صياغة مسار التغيير الإيجابي وبناء المستقبل، وأن تمكينهم لا يتحقق إلا عبر سياسات عامة شاملة تضمن لهم حق التعليم، والعمل الكريم، والرعاية الصحية المتكاملة، والمشاركة السياسية المؤثرة، وحرية التعبير، وتفسح المجال أمام الإبداع وريادة الأعمال، لضمان مستقبل أكثر إشراقاً يصون الكرامة الإنسانية.

وشدد كارم على حرص المجلس على تعزيز المبادرات الشبابية النوعية، وتنمية وعي الأجيال الجديدة بحقوقهم وتمكينهم ليصبحوا قوة تغيير مجتمعي قادرة على ترسيخ قيم العدالة والمساواة، مؤكدًا أن نشر ثقافة حقوق الإنسان بين الشباب هو استثمار في أمن واستقرار المجتمع، وذلك بالتعاون مع مؤسسات الدولة والمجتمع المدني والجهات الدولية.

وأضاف السفير محمود كارم، أن إشراك الشباب في دوائر صنع القرار ومجالات العمل العام هو خطوة استراتيجية لإعادة صياغة المشهد المجتمعي على أسس أكثر شمولًا وإنصافًا، وبناء منظومة حقوق إنسان قادرة على التجدد والاستجابة لتطلعات الأجيال القادمة.

طباعة شارك المجلس القومي لحقوق الإنسان السفير محمود كارم التنمية المستدامة اليوم العالمي للشباب

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة: قرار إسرائيل بناء مستوطنة جديدة بالقدس الشرقية خطوة غير قانونية
  • "كارم": نشر ثقافة حقوق الإنسان بين الشباب استثمار في أمن واستقرار المجتمع
  • "القومي لحقوق الإنسان" يشارك في وضع الآليات التنفيذية لقانون العمل الجديد
  • السفير محمود كارم: الاستثمار في الشباب يمثّل قوة لتجديد بنية حقوق الإنسان
  • آليات تنفيذ قانون العمل الجديد على أجندة القومي لحقوق الإنسان
  • الهيئة الأوروبية لحقوق الإنسان تدين 732 انتهاكاً حوثياً في 70 يوماً وتطالب بالتحرك الدولي العاجل
  • أدانت انتهاكات السلطات الإسرائيلية.. مريم العطية: اغتيال الصحفيين جريمة مروعة تضاف لجرائم الإبادة
  • عضو بالقومي لحقوق الإنسان: الإخوان وإسرائيل تياران تم بناؤهما على العنصرية
  • جنوب إفريقيا تدين أمريكا بسبب تقرير حقوق إنسان
  • رفع دعوى قضائية أمام الجنائية الدولية بشأن استهداف إسرائيل للصحفيين في غزة