عائلات فلسطينية تعتصم في دمشق للمطالبة بالكشف عن مصير أبنائها المعتقلين
تاريخ النشر: 13th, December 2024 GMT
#سواليف
اعتصمت عشرات #العائلات_الفلسطينية السورية، في #ساحة_الأمويين بالعاصمة #دمشق، لمناشدة الهيئات الدولية والمنظمات الحقوقية والإنسانية التدخل للكشف عن مصير أبنائهم #المعتقلين في #سجون_النظام_السوري.
ورفع المعتصمون لافتات تطالب بالعدالة والكشف عن مصير المفقودين، مؤكدين معاناتهم المستمرة في ظل غياب أي معلومات عن أحبائهم الذين اختفوا قسريًا أو تم اعتقالهم خلال السنوات الماضية.
وقالت احدى السيدات المشاركات في الاعتصام، وهي والدة السجين ماجد بركات، إن ابنها حاول الانشقاق عن جيش النظام السوري والسفر خارج البلاد عبر البحر. وأوضحت أن المركب الذي كان يستقله غرق قرب مدينة طرطوس، ومن ثم تم اعتقاله من قبل السلطات السورية. وأضافت: “علمنا لاحقًا أنه تعرض للتعذيب، ومنذ ذلك الحين لا نعرف شيئًا عنه.”
مقالات ذات صلة لازاريني: إلغاء عمل “أونروا” في غزة بهدف لتجريد الفلسطينيين من حقهم بالعودة 2024/12/13وقالت سيدة أخرى مشاركة في الاعتصام إن معلومات وصلت للأهالي تفيد بأن النظام السوري قام بنقل سجناء، بينهم فلسطينيون، من سجن صيدنايا إلى جهة غير معلومة. وطالبت الهيئات الدولية والدول المساعدة في الكشف عن مصير أبنائهم. وأعربت عن خيبة أملها قائلة: “الفرحة بتحرير سوريا من نظام الأسد لم تكتمل بسبب فقداننا لأحبائنا في السجون.”
إحصاءات مرعبة
وفي حديث خاص مع قدس برس أوضح فايز أبو عيد مدير مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا، أن أكثر من 3085 معتقلاً فلسطينياً في السجون السورية بينهم (127) امرأة، وأن 643 لاجئ فلسطيني قضوا تحت التعذيب في السجون السورية بينهم 37 امرأة، فيما تم التعرف على 77 منهم خلال صور “قيصر” المسربة لضحايا التعذيب.
كما أن 135 لاجئاً فلسطينياً أُعدموا ميدانياً منذ بداية الأحداث الدائرة في سورية، بينهم 16 أعدموا على يد قوات النظام السوري في حيّ التضامن.
وأشار إلى ان 49 طفلاً فلسطينياً مغيباً قسرياً و336 لاجئاً فلسطينياً مفقوداً منذ بدء أحداث الحرب في سورية، منهم 40 لاجئة فلسطينية.
ونوه أبو عيد أن 40 فلسطينيا سوريا فقط تحرروا من السجون السورية عقب سيطرة الفصائل الثورية عليها
ويرى أبو عيد أن الكسف عن مصير المعتقلين الفلسطينيين أصبح أكثر سهولة وأماناً، خاصة مع قيام قوات المعارضة السورية بتبييض السجون، وإطلاق كافة المعتقلين فيها، والبحث الحثيث عن معتقلات وسجون سرية غيب ذاك النظام الأسدي الوحشي المعتقلين فيها.
ولفت أن مجموعة العمل تقوم بإنشاء وحدة قانونية للمطالبة بمصير المعتقلين والمفقودين الفلسطينيين في سوريا، بهدف تأسيس آلية مؤسسية متخصصة للكشف عن مصير المعتقلين والمفقودين الفلسطينيين في سوريا وضمان حقوقهم القانونية، وتحقيق العدالة، وإنصاف الضحايا، وعائلاتهم.
كما أن تلك الوحدة القانونية سترفع جميع القوائم التي تعمل عليها إلى مجلس حقوق الإنسان، وستتواصل مع الحكومة السورية الجديدة من أجل الكشف عن مصير جميع المعتقلين الفلسطينيين ورفع دعوى قضائية ضد رأس النظام المخلوع.
وفي 12 ديسمبر 2024، شهدت دمشق سقوط نظام بشار الأسد بعد سنوات من الصراع الذي أنهك البلاد وشرد الملايين. ومع دخول المعارضة والفصائل الثورية إلى العاصمة، بدأت على الفور بإجراءات الإفراج عن جميع السجناء من السجون المعروفة، مثل صيدنايا وعدرا، في خطوة وُصفت بأنها استجابة للنداءات الإنسانية التي طالما تجاهلها النظام.
كما شكلت الفصائل لجانًا خاصة للبحث عن المفقودين في المعتقلات السرية والمقرات الأمنية التي استخدمها النظام لإخفاء آلاف الأشخاص. وتعهّدت المعارضة بمواصلة العمل بالتنسيق مع الهيئات الحقوقية والدولية للكشف عن مصير جميع المفقودين وضمان تحقيق العدالة، في مسعى لتضميد جراح سنوات من القمع والاعتقال.
هذا التحول التاريخي يُعد بداية جديدة لسوريا، حيث تتطلع العائلات التي فقدت أحبّاءها إلى طي صفحة المآسي، والبدء بمرحلة من المصالحة الوطنية وإعادة بناء البلاد على أسس العدالة والحرية.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف العائلات الفلسطينية ساحة الأمويين دمشق المعتقلين سجون النظام السوري النظام السوری عن مصیر
إقرأ أيضاً:
بين الدولة السورية و«قسد» برعاية أمريكية.. اجتماع دمشق الثلاثي يرسم ملامح تفاهم جديد
البلاد (دمشق)
شهدت العاصمة السورية دمشق، أمس (الأربعاء)، اجتماعًا وُصف بالحاسم، جمع الرئيس السوري أحمد الشرع وقائد “قوات سوريا الديمقراطية” مظلوم عبدي، بحضور المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا توم باراك، في تطور لافت في مسار العلاقة المعقّدة بين الحكومة المركزية في دمشق والإدارة الذاتية الكردية، وسط رعاية أمريكية غير معلنة رسميًا.
مصادر مطلعة أفادت بأن مظلوم عبدي وصل إلى دمشق على متن مروحية أمريكية أقلته من قاعدة “الوزير” الواقعة في ريف الحسكة، برفقة مروحيتين تابعتين للتحالف الدولي، ما يعكس حجم الاهتمام الأمريكي بمسار هذا الاجتماع ومستوى التنسيق العسكري والأمني العالي بين” قسد” وواشنطن. رافق عبدي وفد رفيع المستوى من قوات سوريا الديمقراطية، وسط حالة من التكتم على تفاصيل جدول الأعمال.
الاجتماع الذي جمع طرفي النزاع الداخلي منذ سنوات طويلة، عُقد في أجواء وُصفت بالإيجابية، وفق مصادر كردية، وتم خلاله استعراض عدد من الملفات الشائكة، وفي مقدمتها مستقبل اتفاق العاشر من مارس الماضي، الذي سبق أن وُقّع بين عبدي والرئيس الشرع، ونصّ في أبرز بنوده على دمج الهياكل الإدارية والمدنية والعسكرية في شمال شرقي سوريا ضمن مؤسسات الدولة، ووقف إطلاق النار على كامل الأراضي السورية، وضمان عودة المهجرين، ورفض خطاب الكراهية والتقسيم، إضافة إلى تشكيل لجان تنفيذية مشتركة لتطبيق الاتفاق قبل نهاية العام الجاري.
المباحثات تناولت أيضًا ملف التعاون الأمني في مواجهة تنظيم “داعش”، الذي عاود نشاطه في بعض مناطق البادية السورية، وسط تحذيرات أمريكية من احتمال تدهور الوضع الأمني، خصوصًا مع تصاعد العمليات، التي تستهدف القوات الكردية والنقاط التابعة للجيش السوري على حد سواء. وكشفت مصادر مقربة من المباحثات أن المبعوث الأمريكي أبدى قلقًا متزايدًا إزاء هشاشة الوضع الأمني في الشمال والشرق السوري، ورغبته في الحفاظ على مستوى متقدم من التنسيق بين التحالف الدولي و”قسد” في المرحلة المقبلة.
الدعم الأمريكي لـ”قسد” لا يقتصر على الدعم السياسي، فقد سبق أن أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية قبل يومين عن تخصيص 130 مليون دولار من موازنة عام 2026 لصالح القوات الكردية وفصائل أخرى متحالفة معها، بهدف دعم جهود مكافحة الإرهاب، وتعزيز الاستقرار في المناطق الخارجة عن سيطرة دمشق سابقًا. هذا الدعم المالي يعكس التزام واشنطن المستمر بدور”قسد” كحليف رئيسي في حربها ضد “داعش”، لكنه في الوقت نفسه يحمل رسائل غير مباشرة إلى أطراف إقليمية تعتبر النفوذ الكردي تهديدًا إستراتيجيًا.
الاجتماع الثلاثي في دمشق لا يبدو معزولًا عن السياق الإقليمي والدولي المتوتر، خاصة في ظل التحديات التي تواجه الدولة السورية في ملفات إعادة الإعمار، واللاجئين، وترتيب المشهد العسكري في الشمال الشرقي، الذي ظل لسنوات خارج السيطرة المركزية. وتمهد المباحثات لمرحلة جديدة من التفاهمات بين دمشق والإدارة الذاتية، قد تؤسس لاحقًا لصيغة حكم محلي لا تمس وحدة البلاد، لكنها تعترف بتعددها المجتمعي والسياسي.
النتائج النهائية للاجتماع لم تُكشف حتى الآن، لكن أجواء التفاؤل التي رشحت عنه تعكس رغبة الأطراف في كسر الجمود الطويل، وبناء أرضية مشتركة قد تُفضي إلى استقرار نسبي بعد أكثر من عقد من النزاع، خاصة مع وجود طرف دولي راعٍ يملك أدوات ضغط وتحفيز، مثل الولايات المتحدة.
ويبقى أن الأيام المقبلة، وما سيليها من اجتماعات استكمالية، ستحدد ما إذا كانت هذه الخطوة تمثل مجرد انفتاح تكتيكي مؤقت، أم بداية لتحول إستراتيجي يعيد صياغة العلاقة بين الحكومة المركزية والمكوّن الكردي، ضمن إطار وطني جامع، تتعدد فيه الأدوار دون أن تنقسم السيادة.