قصص مأساوية لأردنيين بسجون الأسد.. أمل يتلاشى بعد سنوات من البحث والابتزاز
تاريخ النشر: 13th, December 2024 GMT
طويت صفحة البحث عن ناجين في سجون النظام السوري المخلوع برئاسة بشار الأسد، بعد إعلان إدارة العمليات العسكرية، والدفاع المدني (الخوذ البيضاء)، انتهاء عمليات البحث داخل السجون، وعدم العثور على أية مراكز احتجاز سرية.
وشكّل هذا الإعلان فاجعة لعشرات آلاف الأسر السورية، والتي لم تتلق أي نبأ عن أبنائها في السجون، وهو ما يرجح إعدامهم أو وفاتهم في وقت سابق.
وتتشارك هذا الألم، عشرات العائلات الأردنية، والتي اختطف نظام الأسد أبناءها منذ ثمانينات القرن الماضي.
أكثر من 200
تعود آخر قائمة رسمية أعلنت عنها الحكومة الأردنية لمعتقليها في سوريا إلى شباط/ فبراير من العام 2008 أي قبل نحو 17 عاما، وضمت حينها 236 اسما.
القائمة التي أعدتها "اللجنة الوطنية للدفاع عن المعتقلين الاردنيين في السجون السورية"، تجاهلها النظام السوري المخلوع، وباتت كل محاولات الخارجية الأردنية للإفراج عن مواطنيها، أو معرفة ظروف اعتقالهم بالفشل.
وبغياب رقم دقيق عن عدد المعتقلين الأردنيين حتى سقوط نظام الأسد، لفتت المنظمة العربية لحقوق الإنسان، إلى أن آخر رقم دقيق هو 236 معتقلا مختفي بشكل قسري.
وضمت القائمة 7 سيدات لم يتم العثور على أي منهن في سجون نظام الأسد بعد تحريرها، في حين جرى الإفراج عن عدد قليل من الأردنيين خلال الأيام الماضية.
قصة البزور
"عربي21" تواصلت مع أسرة المعتقل المختفي قسريا أسامة البزور، والذي لم يتم العثور عنه، أو التوصل إلى أي خبر يتعلق بمصيره حتى بعد سقوط نظام الأسد، وتحرير سجونه.
وذكرت شقيقته "مي" في حديث لـ"عربي21" أن مأساة العائلة بدأت في العام 1988، حيث كانوا في زيارة إلى أسامة بسوريا، والذي كان بدوره طالبا للسنة الثالثة في كلية الهندسة بجامعة اللاذقية، مضيفة أنه بعد عودة العائلة الأردن بيوم واحد فقط، انقطع الاتصال به.
وأشارت مي البزور إلى أن شقيقها الذي كان يبلغ من العمر حينها 23 عاما، لم يتم التوصل إلى أي معلومة حوله منذ ذلك اليوم.
ونوهت إلى أن تلك الفترة شهدت اعتقال أو اختطاف مجموعة من الأردنيين، بينهم عمّها زياد البزور، والذي كان طالبا في جامعة حلب.
وتابعت أن وزارة الخارجية الأردنية وبعد متابعة حالات المعتقلين، تلقت أجوبة من نظيرتها السورية بنفي وجود هؤلاء في سجونها، إلا أن العائلة متأكدة من وجودهم في المعتقلات، لا سيما أن شقيقها وعمّها كانت لديهم توجهات سياسية.
ابتزاز ممنهج
كشفت البزور عن تعرض عائلتها إلى ابتزاز ممنهج من أطراف سورية، بهدف الحصول على الأموال، مقابل "أوهام" تتعلق بحرية شقيقها، أو تحسين حالته داخل السجون.
وطيلة العقود الثلاثة الماضية، كشفت مي البزور أن عائلتها تعرضت إلى ابتزاز متكرر من قبل أشخاص يقدمون أنفسهم على أنهم على صلة بمسؤولين سوريين، وبمسؤولي سجون كان يعتقد أن شقيقها يمكث فيها.
وأضافت "مرة حكولنا إنه بسجن تدمر، ومرة بفرع فلسطين، ومرة في صيدنايا".
وتابعت أن العائلة اضطرت إلى التعاطي مع المبتزين، ودفعت أموالا مقابل خدمات مزعومة لشقيقها داخل السجن، مثل منحه ملابس وغيرها.
وأضافت "لكن مرة حكولنا ادفعوا 12 ألف دينار (17 ألف دولار) وراح يطلع من السجن، لكن رحنا على سوريا بدون حمل المصاري معنا، ولما شافونا قالوا تشابه أسماء، وأخوكم ما راح يطلع".
وبرغم ذلك، قالت مي البزور، "لو سمعنا خبر عنه اليوم راح نرد ندفع، لإنه الغرقان بيتعلق بقشة".
إحباط
ذكرت مي البزور أن شعورا بالإحباط يصيب العائلة عند تواصل أي شخص معهم يخبرهم بقراءة اسم ابنهم أسامة في إحدى قوائم المعتقلين المفرج عنهم، حيث أن تلك القوائم جميعها تعود للمعتقلين في الثمانينات، ويجري تداولها بحسن نية اليوم على أنها للمفرج عنهم.
وأضافت "نحن أوصلنا هذه القوائم للمحاميين ولجهات الاختصاص قبل عقود، واليوم يجري تداولها على أنها لمعتقلين جرى تحريرهم من سجون سوريا".
وناشدت البزور ذوي المعتقلين الأردنيين في سوريا، لا سيما المفرج عنهم بضرورة تشكيل قناة تواصل فيما بينهم، لمعرفة مصير أبنائهم".
وعلقت "بدنا أي طرف خيط، أعرف أخوي عايش ولا ميت، عمّي عايش ولا ميت".
التهمة: أردني
قصة مأساوية أخرى وقعت في سوريا بعد نحو عام من الثورة، كان ضحيتها الشاب محمد سمير العبيدي (حينها كان يبلغ من العمر 24 عاما).
وبحسب ما روى شقيقه ماهر لـ"عربي21"، فإن محمد من مواليد سوريا، وكان يقيم فيها، وهو موظف في شركة الاتصالات "إم تي إن" بمجال تركيب الأبراج.
وأوضح أنه وبينما كان شقيقه ينتظر الحافلة التي تقله إلى عمله في دمشق، طلب رجال أمن منه ومن مجموعة أخرى كانت تنتظر الحافلة، إبراز هوياتهم، وعندما وجدوا أنه يحمل إقامة، وجنسيته أردني اقتادوه على الفور.
وأشار إلى أن العائلة حصلت على معلومات تشير إلى أن الدورية الأمنية قامت بتسليم شقيقه على الفور إلى حاجز يتبع للمخابرات الجوية، ومنها جرى تحويله إلى سجن المزة.
وبحسب ماهر العبيدي فإن آخر معلومة وردتهم عن مصير شقيقه، كانت عام 2020، وأبلغوا حينها أنه يتواجد في ما يعرف بـ"فرع المهام" في سجن المزة.
مأساة عائلة عبيدات
فُجعت عائلة عبيدات في محافظة إربد قبل نحو 38 عاما، باختفاء ابنيها هاني وشقيقته وفاء، في العاصمة دمشق.
وكانت وفاء حينها بعمر 24 عاما، وتدرس السنة الأخيرة بطب الأسنان في جامعة دمشق، فيما جاء شقيقها هاني (26 عاما) إلى سوريا للعمل كسائق سيارة، ليتم اعتقاله دون معرفة الأسباب. وبعد اعتقاله، ذهبت شقيقته وفاء للسؤال عنه، إلا أن الأمن السوري قام باعتقالها هي الأخرى.
وكانت والدة وفاء وهاني، ذكرت في تصريحات صحفية سابقة قبل وفاتها، إنها جابت كل أنحاء سوريا لمدة 17 عاما للبحث عن ابنيها، وتم إبلاغهما أن تهمتهما التعاون مع الأجهزة الأمنية الأردنية، مؤكدة عدم صلتهما بأي شيء.
وفي جلسة مجلس النواب الاثنين، طالب النائب صالح العرموطي من الحكومة بالعمل على معرفة مصير الأخوين عبيدات، وغيرهما من الأردنين.
ولفت العرموطي إلى أن عبيدات وشقيقها هما حفيدا أول شهيد أردني في فلسطين كايد مفلح عبيدات.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سوريا الاردنيين صيدنايا سوريا الاردن صيدنايا المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة نظام الأسد إلى أن
إقرأ أيضاً:
سوريا تُحبط عملية تهريب مخدرات كبيرة.. قادمة من لبنان
أعلنت وزارة الداخلية السورية أن "إدارة مكافحة المخدرات أحبطت محاولة تهريب كميات كبيرة من المواد المخدرة عبر الحدود السورية اللبنانية بعملية أمنية محكمة أسفرت عن إلقاء القبض على المتورطين وضبط المواد المخدرة".
ونقلت قناة "الإخبارية السورية" الرسمية، عن الوزارة أن "إدارة مكافحة المخدرات أحبطت محاولة تهريب 400 ألف حبة من مادة الكبتاغون المخدرة كانت مخبأة بطريقة متقنة داخل مركبتين احتوت كل واحدة منهما على 200 ألف حبة، بعد ورود معلومات موثوقة تشير إلى محاولة إدخال المخدرات من لبنان إلى الأراضي السورية بطرق غير مشروعة.
وكانت الداخلية قد كشفت الثلاثاء، أن إدارة مكافحة المخدرات نفذت عملية نوعية دقيقة، استنادًا إلى معطيات استخباراتية موثوقة، أسفرت عن توقيف المدعوين “ف.م” و”أ.ز”، المتهمين بمحاولة تهريب مواد مخدرة إلى خارج البلاد، وذلك عقب رصد ومتابعة حثيثة، وأوضحت الوزارة عبر معرفاتها الرسمية، أن العملية أسفرت عن مصادرة نحو 43 ألف حبة من مادة الكبتاغون، كانت مخفية بطريقة متقنة داخل قطع قماش معدة للتهريب، حيث تم ضبطها بالكامل من قبل الجهات المختصة.
وفي 26 حزيران/يونيو 2025، أكدت الأمم المتحدة أن تجارة الكبتاغون قد جلبت مليارات الدولارات لنظام الأسد وحلفائه، وأشارت إلى أن تغير موقف البلاد تجاه هذه التجارة بشكل ملحوظ بعد سقوط الأسد في كانون الأول/ديسمبر 2024، ووصول حكومة إلى السلطة تعهدت بتعطيل سلسلة التوريد وقد أثبتت ذلك من خلال التدمير العلني لكميات كبيرة من الكبتاغون التي تم ضبطها.
ومع ذلك، فإن أحدث إصدار من التقرير العالمي للمخدرات، الذي أصدره مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة مؤخرًا، يحذر من أن سوريا لا تزال مركزا رئيسيًا لهذا المخدر، على الرغم من الحملة الأمنية.
وحسب تقديرات الحكومة البريطانية، فإن النظام المخلوع في سوريا كان مسؤولًا عن 80 بالمئة من الإنتاج العالمي لمادة الكبتاغون المخدرة، وتفيد تقديرات بأن القيمة السنوية لتجارة الكبتاغون العالمية تبلغ نحو 10 مليارات دولار، وكان الربح السنوي لعائلة الأسد قرابة 2.4 مليار دولار.