في أحد الأيام الهادئة بمركز العسيرات جنوب محافظة سوهاج، تسللت المأساة بهدوء إلى منزل عائلة "عبد الله" الصغيرة، لم يكن صباح ذلك اليوم مختلفًا عن غيره؛ أصوات العصافير تملأ الأجواء، والأطفال يمرحون في الخارج، بينما كانت "آية"، الفتاة ذات الخمسة عشر عامًا، تجهز نفسها ليوم جديد.

كانت "آية" كعادتها فتاة مليئة بالحياة، تحب الضحك والمزاح، وكانت تُعرف بين أصدقائها برقتها وحبها للدراسة، في تلك الليلة التي سبقت الحادثة، اجتمعت العائلة على العشاء، ودار الحديث عن أحلام "آية"، التي كانت تتمنى أن تصبح معلمة لتساهم في تعليم الأطفال من قريتها.

بعد تناول الطعام، لم تشعر "آية" بأي شيء غير طبيعي، الطعام كان معدًا مسبقًا، لكنه تُرك خارج الثلاجة بسبب انقطاع الكهرباء، ولم يخطر على بال أحد أن تلك اللحظات ستكون الأخيرة لها بينهم.

مع بزوغ فجر اليوم التالي، بدأت "آية" تشكو من آلام شديدة في بطنها، حاولت والدتها، "نفيسة"، التخفيف عنها بطرق تقليدية، لكن الألم لم يهدأ.

شعرت العائلة بالقلق عندما بدأت حالتها تتدهور، فقرر والدها نقلها إلى مستشفى سوهاج الجامعي الجديد، حيث استُقبلت في حالة حرجة.

في المستشفى، كان الأطباء يحاولون إنقاذها، لكن التسمم كان قد انتشر في جسدها، كانت "آية" تتألم بينما تمسك بيد والدتها، تُخبرها أنها تخشى الموت ولم تكن مستعدة للرحيل.

ضمن "حياة كريمة".. 3204 مشروعات بتكلفة تجاوزت 50 مليار جنيه بالمنيابدء أعمال استكمال تطوير كورنيش كفر الزيات لتحويله لوجهة حضاريةتسمم طالبة في سوهاج

حاولت "نفيسة" طمأنتها، لكن قلب الأم كان يعلم أن الأمر خطير، بكلماتها الأخيرة، نظرت "آية" لوالديها وقالت: "خلي بالكم من بعض.. أنا بحبكم" ثم أغمضت عينيها إلى الأبد.

داخل المنزل، ساد الصمت المطبق. لعبت الدموع دورها، حيث جلس الوالد "عبد الله" في ركن الغرفة، يحدق في صورة ابنته التي كانت تحمل أحلامها، أما "نفيسة"، فكانت ترتب سرير "آية"، وكأنها تنتظر عودتها من الخارج.

في تقرير مفتش الصحة، كُتب أن الوفاة كانت نتيجة "هبوط حاد بالدورة الدموية والتنفسية" بسبب تناول طعام فاسد، لكن ذلك التقرير لم يستطع أن يصف حجم الألم الذي حلّ بالعائلة.

وفي جنازتها، اجتمع أهل القرية في مشهد مهيب، يحملون النعش وسط دموع الأصدقاء والجيران، حكت إحدى صديقاتها: "آية كانت بتحب الحياة، عمرها ما زعلت حد.. إزاي تسيبنا فجأة كده؟"

ترك رحيل "آية" أثرًا لا يُمحى في قلوب والديها وجميع من عرفوها. وباتت قصتها تحذيرًا لكل من يترك طعامًا دون حفظ، ولتذكير الجميع بأن الحياة قد تنقلب رأسًا على عقب في لحظة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: سوهاج تسمم أخبار محافظة سوهاج آية المزيد

إقرأ أيضاً:

مصرع طالبة على يد والدها بسبب عدم مساعدته فى العمل برشيد في البحيرة

شهدت مدينة رشيد بمحافظة البحيرة واقعة مأسوية، إثر قيام صاحب محل تجارى بالتعدى على نجلته بالضرب حتى لفظت إنفاسها بزعم تأديبها لعدم الامتثال إلى أوامره.

الأجهزة الأمنية تتلقى إخطارا بالواقعة

تلقت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن البحيرة، إخطارًا من مأمور مركز شرطة رشيد، يفيد ورود بلاغا من المستشفى العام بوصول نعمة ا.ر، 15 عاما، طالبة بالصف الثاني الإعدادى، مقيمة برشيد جثة هامدة.

بالإنتقال والفحص وبسؤال شهود الواقعة، قرروا قيام والد المجنى عليها بالتعدى عليها بالضرب بعصا خشبية أمام المكتبة التى يمتلكها  ، وذلك لرفضها مساعدته فى العمل مما تسبب فى إصابتها التى أودت بحياتها.

تمكنت الأجهزة الأمنية بالبحيرة  من ضبط الاب المعتدى، وتم تحرير محضر بالواقعة، وتحرر عن ذلك المحضر اللازم تمهيدا لاحالتة للنيابة العامة للتحقيق ومعرفة أسباب وملابسات الواقعة.

 



مقالات مشابهة

  • في وداع ريشة كانت تراقص الحياة
  • جنازة مهيبة لعروس المنوفية.. وداع مُؤلم لإيمان علاء بعد مصرعها في حادث سيارة الزفاف
  • وداعًا للتوك توك من شوارع مصر | سيارات صغيرة بديلة في الجيزة .. ومحافظ سابق: هذه ضوابط نجاح المبادرة
  • دعوى قضائية ضد جامعة بار-إيلان بعد منع طالبة فلسطينية من الدراسة بسبب النقاب
  • تسمم شخصين بالغاز في جيجل
  • بسبب النقاب… طالبة فلسطينية ترفع دعوى ضد جامعة بار-إيلان
  • وداعًا لتعب الكعب العالي... اكتشفي بوتوكس القدمين!
  • وزير التعليم العالي يعلق حول حادث دهس طالبة في بومرداس وهذا قاله !
  • 24 ساعة تهز سوهاج.. شاب ينهي حياة شقيقه.. قطار يدهس طالبة.. وضبط لحوم عشار بالسوق
  • مصرع طالبة على يد والدها بسبب عدم مساعدته فى العمل برشيد في البحيرة