أوقاف الفيوم تعقد ندوة علمية بمسجد ناصر الكبير بسنورس بعنوان: ”ضوابط بناء الأسرة ”
تاريخ النشر: 17th, December 2024 GMT
نظمت مديرية أوقاف الفيوم، اليوم الإثنين، ندوة علمية بعنوان "ضوابط بناء الأسرة" بمسجد ناصر الكبير بسنورس.
وجاءت الندوة بتوجيهات من وزير الأوقاف، الدكتور أسامة السيد الأزهري، وبمشاركة لفيف من علماء الدين، من بينهم الدكتور محمود الشيمي، وكيل وزارة الأوقاف بالفيوم، والشيخ يحيى محمد، مدير الدعوة، والشيخ أحمد سيد عبد الله، مدير الإدارة، إلى جانب أئمة المسجد، الشيخ جمعة عبد الفتاح والشيخ أحمد طه، وبحضور عدد كبير من رواد المسجد.
الأسرة أساس المجتمع
خلال الندوة، أكد العلماء أن الأسرة هي اللبنة الأساسية في بناء المجتمع وصمام أمانه. بصلاح الأسرة تستقيم المجتمعات، بينما يؤدي تفككها إلى خلل اجتماعي خطير.
وشدد المتحدثون على أن الإسلام وضع أسسًا راسخة لبناء الأسرة على قواعد السكن والمودة والرحمة، مستشهدين بقول الله تعالى: «وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً».
أوقاف الفيوم... انطلاق فعاليات الأسابيع الثقافية: تحت عنوان "حسن الظن بالله" جامعة الفيوم تستضيف الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقافوأشار العلماء إلى التكافؤ الذي يدعو إليه القرآن الكريم في العلاقات الأسرية، حيث وصف المرأة بأنها "زوج" للرجل، في دلالة على المساواة والتوازن بين الطرفين.
واستشهدوا بقول النبي صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع: «ألا وإن لكم على نسائكم حقًا، ولنسائكم عليكم حقًا».
حقوق متبادلة بين أفراد الأسرة
تطرقت الندوة إلى أهمية الحقوق المتبادلة داخل الأسرة، سواء بين الأزواج أو بين الآباء والأبناء. وأكد المتحدثون على مكانة الوالدين في الإسلام، مشيرين إلى أن برهما يأتي مباشرة بعد طاعة الله عز وجل في القرآن الكريم، حيث قال تعالى: «وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا».
دعوة إلى مكارم الأخلاق
اختتم العلماء الندوة بالدعوة إلى إقامة العلاقات الأسرية على أسس الرحمة والبر ومكارم الأخلاق، مشددين على أن التحلي بهذه القيم من شأنه أن يحصن المجتمع من التفكك، ويحقق رضا الله سبحانه وتعالى. وأكدوا أن المسؤولية الأسرية واجب مشترك، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: «كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته».
تأتي هذه الندوة كجزء من جهود وزارة الأوقاف لترسيخ القيم الأسرية وتعزيز الوعي المجتمعي بأهمية بناء أسر قوية ومتماسكة تقوم على المحبة والاحترام المتبادل.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: أسامة السيد الأزهري الدكتور أسامة السيد الأزهري الدكتور محمود الشيمي انطلاق فعاليات اليوم الثاني برنامج لقاء الجمعة للأطفال لقاء الجمعة للأطفال وكيل أوقاف الفيوم وكيل وزارة الاوقاف بالفيوم أوقاف الفیوم
إقرأ أيضاً:
الحضارة بلسان الملكات.. مصر تفتح كنوز نسائها بمعرض كراكاس الدولي للكتاب
ضمن فعاليات مشاركة جمهورية مصر العربية كضيف شرف في الدورة الحالية من معرض كراكاس الدولي للكتاب، احتضنت صالة "مصر" ندوة فكرية ثرية تحت عنوان "ملكات مصر"، ألقاها الدكتور ممدوح الدماطي، أستاذ علم المصريات بجامعة عين شمس ووزير الآثار الأسبق، كانت الندوة بمثابة جسر حضاري يربط بين الماضي العريق والحاضر، ويسلط الضوء على الدور الريادي للمرأة المصرية في صنع التاريخ، مؤكدًا أن الحضارة المصرية لم تكن مجرّد أطلال، بل ذاكرة حيّة تنبض بالحكمة والجمال، خاصة حين يكون لسانها امرأة.
استعرض الدكتور الدماطي في هذا اللقاء شخصيات نسائية بارزة، لعبت أدوارًا محورية في السياسة والإدارة والفكر، منذ فجر التاريخ وحتى العصور الإسلامية، مشددًا على أن المرأة في مصر القديمة لم تكن ظلًا للرجل، بل كانت شريكًا فعليًا في صنع القرار، ومكوّنًا رئيسيًا في بنية الدولة والمجتمع.
ومن بين الأسماء التي أضاءها العرض: الملكة حتشبسوت، التي أمسكت بزمام الحكم في الأسرة الثامنة عشرة، وأدارت البلاد ببراعة سياسية، أرسلت البعثات، وشيدت المعابد، ورفعت المسلات شاهدةً على عصر من الاستقرار والتوسع.
أما كليوباترا السابعة، فقد تجاوزت صورتها النمطية لتظهر كامرأة مثقفة وماهرة في فنون السياسة والدبلوماسية، عقدت التحالفات مع القوى العظمى، وسعت للحفاظ على استقلال مصر وسط عواصف الإمبراطوريات.
وفي التاريخ الإسلامي، تبرز شجر الدر كحالة استثنائية، وصلت من صف الجواري إلى سدّة الحكم، وأدارت معركة المنصورة الشهيرة مع المماليك، وأسرت الملك الفرنسي لويس التاسع، قبل أن تطيح بها التقاليد الذكورية رغم عبقريتها السياسية.
كما أضاءت الندوة نماذج نسائية أخرى من عمق المجتمع المصري القديم، مثل القاضية "نبت" في الأسرة السادسة، والطبيبة "بسشت" التي تولّت الإشراف على الأطباء والكهنة، والكاتبات اللواتي وصلن إلى أعلى مراتب الإدارة، في دلالة على أن المرأة لم تُقصَ عن المجال العام، بل شاركت فيه بأدوار رائدة.
وتعكس النصوص المصرية القديمة هذا التقدير، حيث نجد وصايا مثل: "إذا أردت رضا الله، فأحب شريكة حياتك واعتنِ بها، فإنها توأم روحك"، تعكس تصورًا حضاريًا يُعلي من قيمة المرأة ويمنحها مكانتها المستحقة.
وقد لاقت الندوة تفاعلًا كبيرًا من الحضور الفنزويلي، الذين أعجبوا بتفاصيل الحياة اليومية والدور الفعّال للمرأة المصرية في مجالات الأسرة، والاقتصاد، والدين، والإدارة.
"ملكات مصر" لم تكن مجرد سرد لتاريخ ماضٍ، بل كانت رسالة حضارية تنبض بالحياة، تؤكد أن المرأة المصرية —منذ آلاف السنين وحتى اليوم— كانت حاضرة في قلب المشهد، صانعة للحضارة، لا شاهدة عليها.