معرض جدة للكتاب يسلط الضوء على علاقة الفن بالفلسفة والقراءة المتخصصة والكتابة الروائية
تاريخ النشر: 21st, December 2024 GMT
جدة – صالح الخزمري
شهد معرض جدة للكتاب على مدى أيامه السابقة، مع اقتراب ختام فعالياته لهذا العام، إقبالاً كبيراً من الزوار وضيوف البرنامج الثقافي، الذين تفاعلوا مع فعاليات ثرية، شملت ندوات وورش عمل وأمسيات شعرية وحديث كتاب.
هذا التفاعل أسهم في إبراز المعرض بوصفه منصة ثقافية، تجمع بين الأدب والفن والفكر، وسط حضور مميز لأسماء بارزة من داخل المملكة وخارجها.
ووسط أجواء ثرية بالإبداع والتفكير النقدي، سلَّط معرض جدة للكتاب 2024 الضوء على العلاقة المتشابكة بين الفن والفلسفة من خلال ورشة عمل مميزة قدَّمها الدكتور بدر الدين مصطفى.
الورشة التي كانت جزءاً من البرنامج الثقافي للمعرض جمعت تحت سقفها نخبة من الفنانين التشكيليين المهتمين بالمجال الأدبي والفلسفي، وصُنَّاع الأفلام، في نقاش فكري ممتع وملهم.
وفي حديثه أشار الدكتور مصطفى إلى أن الفلسفة تُعنى بفهم العالم عبر التفكير النقدي والتحليل العقلي المجرد. وأوضح أن القوانين التي تحكم المجتمع هي ذاتها التي تُشكِّل لغته وإدراكاته ومفاهيمه وقيمه وفنونه، وقال: “على ضوء هذه القوانين برزت ثقافتنا مثالاً على وجود نظام متكامل، وجميع معارفنا وفنوننا تدين لهذا النظام”.
وأضفى مصطفى بُعداً عملياً على الورشة من خلال عرض مجموعة متنوعة من الأعمال الفنية، بما في ذلك الرسومات والصور والأفلام، وناقش كيفية تناول الفلسفة لهذه الأعمال لخلق مفاهيم متعددة، وعلَّق: “الفن دائمًا مجال للتأويل؛ إذ تتعدد وجهات النظر حوله. لا يمكننا محاكمة الفن فلسفياً، ولكن من المشروع قراءة الفن من زاوية فلسفية”.
* فيما استعرضت ورشة عمل “القراءة المتخصصة” الأسس التي تجعل من القراءة المتخصصة أداة فعالة لتطوير الفكر والمعرفة.
وركزت الورشة على أربعة عوامل رئيسية، هي: التأسيس، والتركيز، والتراكم، والتكامل، التي تقود القارئ إلى خلاصة التجربة الفكرية.
وأوضح المتحدث في الورشة عبدالرحمن الطارقي أن القراءة ليست مجرد نشاط اعتيادي، بل هي فعل وجودي، يعكس حالة من الانبعاث الفكري.
وأشار إلى دور القراءة الدقيقة في فك رموز النصوص، والوصول إلى أعماقها، مستشهدًا بمقولات الجاحظ التي تؤكد أن القراءة تجربة تفاعلية مع النصوص.
وأضاف الطارقي بأن فهم النصوص يتطلب توظيف المعارف السابقة؛ إذ تصبح القراءة مهارة لغوية، تسهم في بناء بيئة معرفية متكاملة. كما أشار إلى أن الكتابة منذ نشأتها، كانت وسيلة للتطور الفكري، موضحًا أن الكتب الجيدة لا تكتفي بإشباع فضول القارئ، بل تفتح أمامه أبواب تساؤلات جديدة، تعزز البحث المستمر.
وأكَّد أن القراءة المتخصصة تُعد بوابة لفهم أعمق للعالم والعلوم المختلفة؛ إذ تجمع بين تحليل المعرفة المكتسبة وإضافة أبعاد جديدة من خلال التساؤل والبحث، ولفت إلى أن هذه العملية تُفضي إلى تكامل فكري يدفع القارئ إلى استكشاف المزيد.
* وكشفت ندوة (من الهواية إلى الاحتراف: الكتابة الروائية) عن تجارب ملهمة لثلاثة كُتَّاب: رزان العيسى، وغدير هوساوي، وناصر السنان، الذين شاركوا قصصهم عن مواجهة التحديات وتحقيق النجاح بدعم الحاضنات الأدبية.
وقد أجمع المشاركون على أهمية الورش الإبداعية والإرشاد الشخصي في صقل مواهبهم وتوجيههم نحو الاحتراف.
وأوضحت رزان العيسى أن البدايات كانت متعثرة، لكنها تمكنت من تجاوز الصعوبات بفضل الدعم المستمر والرغبة في التطوير، مؤكدة أن الإصرار كان المفتاح للوصول إلى مراحل متقدمة في الكتابة.
أما غدير هوساوي فقد أشارت إلى أن شغفها بالكتابة بدأ منذ الطفولة؛ إذ كانت حصص التعبير المدرسي نافذة لاكتشاف موهبتها، مؤكدة أن القراءة وتوسيع آفاق البحث كان لهما دور كبير في تطوير قدراتها الأدبية.
من جانبه، تحدث ناصر السنان عن التحدي الذي واجهه في تحقيق التوازن بين حياته المهنية كونه مهندساً وحياته الأسرية وشغفه بالكتابة، مشيرًا إلى أنه كان يضطر للاستيقاظ مبكراً لكتابة رواياته.
وأكَّد السنان أن الحاضنة الأدبية لعبت دوراً كبيراً في تطوير شخصيات رواياته وأفكارها، بفضل الإرشاد المستمر والمراجعات التفصيلية.
وأجمعت هوساوي والسنان على أن الدعم الذي قدمته الحاضنات الأدبية كان حاسماً في تخطي التحديات وتحقيق التقدم؛ إذ عمل المرشدون معهم خطوة بخطوة لتطوير أفكارهم وتخطيط رواياتهم بشكل احترافي.
المصدر: صحيفة الجزيرة
كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية أن القراءة إلى أن التی ت
إقرأ أيضاً:
مسؤولة المراكز الطبية المتخصصة بالإسكندرية: الصحافة الصحية ضرورة مجتمعية وحائط الصد الأول في مواجهة الشائعات
وجّهت الدكتورة ميرفت السيد، مدير المركز الأفريقي لخدمات صحة المرأة والمشرف العام على مستشفيات أمانة المراكز الطبية المتخصصة بالإسكندرية، برقية شكر وتقدير إلى الصحفيين المصريين، تقديرًا لدورهم الحيوي ورسالتهم النبيلة في دعم التوعية الصحية ومواجهة الشائعات.
وأعربت السيد عن فخرها وامتنانها لما يقدمه الصحفيون من جهود مخلصة وشجاعة في سبيل نقل الحقيقة وتنوير الرأي العام والدفاع عن قضايا الوطن، مشيرة إلى أن يوم 10 يونيو يحمل دلالة تاريخية منذ صدور المرسوم الملكي بإنشاء نقابة الصحفيين عام 1941، ليصبح هذا اليوم رمزًا لتكريم الصحافة المصرية وتقدير إسهاماتها الوطنية.
وأكدت السيد، أن الصحفي الصحي يلعب دورًا محوريًا في نقل المعلومة الطبية من مصادرها المعقدة إلى المواطن بلغة مبسطة، مما يسهم في نشر الوعي الصحي ومكافحة الشائعات والمعلومات المضللة، خاصة في ظل التحديات الصحية المتزايدة من أوبئة وأمراض مزمنة.
وأضافت مدير المركز الأفريقي لخدمات صحة المرأة، أن الصحافة الصحية لم تعد تقتصر على تغطية بيانات الجهات الرسمية، بل أصبحت شريكًا فاعلًا في تحسين السلوكيات الصحية، عبر التغطيات الميدانية والتقارير المعمقة والحملات الإعلامية التي تسهم في التوعية بالخدمات الصحية المتاحة، وتشجيع الكشف المبكر، وتوصيل شكاوى المواطنين التي ترصدها التغطيات إلى صناع القرار لضمان تحسين الخدمات والاستجابة الفورية.
وشدّدت السيد على أهمية دور الصحفي الصحي في التحقق من المعلومات وتقديمها للجمهور بأسلوب علمي مبسّط، خالٍ من التهويل أو الإثارة، لاسيما خلال الأزمات الصحية، حيث تصبح الكلمة الدقيقة عاملًا حاسمًا في إنقاذ الأرواح موضحه أن للصحافة دورًا جوهريًا في التثقيف الصحي المستدام، من خلال نشر الثقافة الصحية في المدارس، وأماكن العمل، ومنصات الإعلام المختلفة، ما يسهم في تعزيز الممارسات الصحية السليمة بين أفراد المجتمع، مثل التغذية المتوازنة، والنشاط البدني، والالتزام بالتطعيمات.
واختتمت كلمتها مؤكدة أن الصحافة الصحية لم تعد رفاهية، بل هي ضرورة مجتمعية لحماية الوعي العام من التضليل. ودعت إلى دعم هذا القطاع من الإعلام وتوفير التدريب والتأهيل اللازمين للعاملين فيه، ليواصلوا أداء رسالتهم في خدمة الإنسان والصحة العامة.