قرار وزير التعليم العالي بوقف الدراسة.. تعطيل الاستجابة وانتظار المجهول
تاريخ النشر: 18th, August 2023 GMT
لن تواجه الأمة السودانية في مقبل أيامها تحدي مثل ما فرضه واقع الحرب التي تدور رحاها منذ 15 أبريل 2023م ولربما لن يمدها الدهر بمثل هذه الفرصة الذهبية المستكنة في جوف المأساة، إلا بقدر ما يمكن أن تستنبطه من إستجابات تقارب به هول هذه المأساة بإجتراح الحلول بعد الإفاقة من هول الصدمة. وهنا بالتحديد يجب استدعاء المؤرخ والفيلسوف أرنولد جوزف توينبي الذي رسم معالم نهضة الأمم من خلال نظريته المشهورة (التحدي والاستجابة، Challenge & Response ) والتي خلص فيها الي نتيجة مفادها أن نهضة الأمم مرهونة بكيفية الاستجابة لما قد يعتريها من تحديات.
فمشرق الشمس هنا ليس شروقاً ذاتياً، تعلن عن حضوره أشعة الشمس، وإنما هو عملية تُستشرق فيه استشراقاً.. فعملية إستشراق الشمس هي بعينها عملية الاستجابة وكيفيتها. وهي ما عبر عنه ذات يوم الشاعر المترع بالآمال محمد المكي إبراهيم بقوله (وسنُبدع الدنيا الجديدة وَفَق ما نهوى) فالابداع في حقيقة الأمر ليس مجرد أماني لشاعر رومانسي، وإنما هو رهين بالحركة وهذه الأخيرة رهينة بالارادة والارادة بدورها رهينة بإدراك حجم التحدي.
مؤخراً أصدر وزير التعليم العالي والبحث العلمي المكلف قرارا قضى بتعطيل الدراسة بكل الجامعات الحكومية والخاصة والأهلية الي حين إشعار آخر... جاء هذا القرار بعد أن بدأت إدارات معظم الجامعات المتواجدة في الخرطوم على الاستفاقة من هول صدمة الحرب، واستكناه آليات عمل لتسأنف الدراسة فيها، ووضع الخطط التنفيذية الكفيلة بانجاح هذه المهمة. وفي ذلك مكاسب شتى تعيها إدارات هذه الجامعات ويعيها معظم الطلاب وذويهم، بل ويعيها ويقرها منطق التاريخ وكيفيات النهضة في ظل الكوارث والملمات.. وقد كان فيما يمكن أن يُستخلص من تجربة كارثة انتشار مرض الكرونا ما يكفل لتجربة إعادة فتح الجامعات في ظرف الحرب ما يُمكن أن يُعتبر كدروس مستفادة Lessons learnt لإنجاح هذه التجربة. مع استحضار نظرية توينبي ليس فقط في مجال التعليم العالي، وإنما في كل ضروب الحياة من تجارة وصناعة وزراعة وإدارة وكل ما يتصل بتسيير شؤون الحياة اليومية، فقد كان جدير بالجامعات أن تجرب عملية الاستجابه للتحدي الماثل باستحابة واقعية مرنة تستصحب حقوق الطلاب الذين لن تسمح لهم ظروفهم بمواكبة العملية التعليمية بحفظ حقهم إن تأخروا عن التحصيل أو الإمتحان وهذا ما فطنت له معظم إدارات الجامعات التي قررت استئناف الدراسة حتى لا يُضار أي من الطلاب، وفي الوقت ذاته تمضي الدراسة بكل ما يتيسر من سبل تعليم عن بُعد في مراكز محددة حيثما وجد الطلاب والأساتذة في مواقع غير متأثرة بالحرب لإنقاذ العام الدراسي ولتنداح العملية التعليمية مع صعوبة ما قد يكتنفها من تحديات. غير أن قرار الوزير قد جاء ليعطل ممكنات الاستجابة في أهم قطاع كان يمكن أن تكون مصدر إلهام لبقية القطاعات لتستكشف كيفية الاستجابة لأكبر تحدي، فإن كان قرار الوزير يرمي للإنتظار حتى تضع الحرب أوزارها، فذلك أمر قد يطول، لتظل لحظة الاستجابة مجمدة تحت عنوان الضياع العريض. لتذهب على الأثر الفكرة سُدى بين يدي أيدي مرتجفة لم تستطع أن تقدر مستوى الفرصة داخل التحدي وبذلك تبددت أحلام وآمال عراض لتكون النتيجة جمود وانتظار للمجهول مع تطاول أمد التحدي.
د. محمد عبد الحميد
////////////////////////
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
وزير التعليم العالي: رفع كفاءة المستشفى الجامعي وغرف المرضي بتكلفة 350 مليون
أكد الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي أن المستشفيات الخدمية تقدم رسالة إنسانية لخدمة المواطن البسيط وجزء كبير منها مجاني وأنه لاصحة لما يتم ترويجه أن الاستثمارات الجديدة لتحسين الخدمات في كل المستشفيات على مستوي الجمهورية عامة وبنها الجامعي خاصة والتي تهدف إلي تحويل المستشفيات الجامعية إلي مدن طبية بالمحافظات والعواصم لخدمة المواطنين سيكون له تأثير في رفع أسعار الخدمة أو حرمان المواطن من الخدمة المجانية والخدمات المدعمة.
جاء ذلك خلال افتتاح وزير التعليم العالي مستشفي الجراحة الجديد بمستشفيات بنها الجامعية بعد تطويره ورفع كفاءة المستشفي وغرف المرضي بتكلفة 350 مليون جنية يرافقه المهندس ايمن عطية محافظة القليوبية والدكتور ناصر الجيزاوي رئيس جامعة بنها والدكتور محمد الاشهب رئيس مجلس إدارة المستشفيات الجامعية وعميد طب بشري بنها والدكتور عمرو الدخاخني المدير التنفيذي لمستشفيات بنها الجامعية.
أضاف الوزير، أن خطة الدولة 2026 لدعم موازنة المستشفيات الجامعية الجديدة بمختلف الجامعات والمحافظات اعتبارا من العام المالي الجديد في يوليو المقبل غير مسبوقة لخدمة جموع المترددين علي المستشفيات من أبناء المحافظات وتحويل هذه المستشفيات إلي قلاع طبية لإنقاذ المرضي والحالات الحرجة.
أشار الدكتور عمرو الدخاخني المدير التنفيذي لمستشفيات بنها الجامعية أن أعمال رفع الكفاءة التى تمت بمستشفي الجراحة الجديدة ببنها الجامعي ضمت إضافة توسعات بالمبنى الاقتصادى من خلال توسيع عدد الغرف والعناية المركزة، وكذلك 17 كبسولة جراحية على أحدث المواصفات ووفقا للأكواد العالمية،، حيث كان يضم قبل التطوير 135 سرير وبعد التصميمات الجديدة والتعديلات الإنشائية وصل إلى 216 سرير، عبارة عن 52 غرفة إقامة للمرضى بإجمالي 208 سرير إقامة، بكل غرفة 4 أسرة، بالإضافة إلى 2 غرفه عزل فردي، و6 غرف كشف بالسونار فى كل دور.
أضاف المدير التنفيذي لمستشفيات بنها الجامعية أن المبنى أيضا يضم دور مخصص إدارى وأكاديمى يضم 7 أقسام للجراحة، بالإضافة إلى 2 قاعة للمحاضرات الواحد تضم 25 طالب، وهو تأكيد على الدور التعليمى للجامعة وطلابها.
وأشار المدير التنفيذي لمستشفيات بنها إلى أنه على الرغم من أعمال التطوير التى كانت تتم بالمستشفيات الجامعية لم تتأثر الخدمة الطبية المقدمة للمواطنين، بل على العكس كان يصل إجمالي المترددين على المستشفيات الجامعية للاستفادة من الخدمة الطبية حوالى مليون مواطن خلال العام، سواء من أبناء محافظة القليوبية أو المحافظات المجاورة.