“بين الكرم العراقي والرفض المقنّع .. تساؤلات تبحث عن إجابة”
تاريخ النشر: 22nd, December 2024 GMT
بقلم : سمير السعد ..
في الوقت الذي شكّل فيه العراق رمزًا للكرم الأخوي بموقفه الذي كان بمثابة “عين غطى وعين فراش”، نجد في المقابل رفضًا مبطنًا من الكويت تجاه الحضور العراقي، باستثناء أصحاب المناصب والمقربين. ورغم أن كل دول الخليج رفعت عنها الحواجز، إلا أننا نجد أنفسنا أمام عوائق لا تنتهي، وسط صمت مستغرب من المسؤولين الذين يُفترض أن يدافعوا عن حقوقنا، لكنهم إما خجلًا أو تهربًا من المواجهة يفضلون الصمت.
نحن العراق، نضيف للبطولة ولا تضاف لنا، فلماذا لا نعتز بأنفسنا؟ مسؤولوهم يخدمون شعوبهم، بينما مسؤولونا يقفون مكتوفي الأيدي، وكأن “وجع الرأس” هو ما يخيفهم.
قد نفهم مسألة تحديد أعداد الجماهير أو الصحفيين، ولكن عندما نمثل الاتحاد العراقي للصحافة الرياضية ونحصل على كتاب رسمي من الاتحاد العراقي لكرة القدم يؤكد أننا جزء من الوفد الرسمي، كيف يمكن تفسير عدم منحنا تأشيرات الدخول؟ البطولة انطلقت، والجمهور يحصل على تأشيرته خلال ساعات، بينما الوفد الصحفي الرسمي يُترك معلقًا بلا تفسير.
هل هناك قصدية وراء الأمر؟ أم أنه مجرد سوء تنظيم؟ مهما كان السبب، تبقى الحقيقة أن القائمين على الأمر فينا يتحملون مسؤولية هذا الوهن. مؤسف أن نجد أنفسنا في هذا الموقف، نبحث عن إجابات من مسؤولين يبدو أنهم اختاروا الصمت على المواجهة.
إن هذا الواقع يطرح تساؤلات كثيرة، ليس فقط حول كيفية تعامل بعض الدول مع الوفود الرسمية، بل أيضًا حول طريقة إدارتنا لأمورنا كعراقيين. كيف يمكن لدولة مثل العراق، بكل ثقله وتاريخه، أن يجد ممثلوه أنفسهم في موقف كهذا؟ أين هي الهيبة التي يجب أن تعكس مكانة العراق؟
إن الكارثة ليست في التعامل غير المنصف الذي قوبلنا به، بل في غياب أي رد فعل جاد أو حازم من المسؤولين العراقيين ( اتحاد الكرة ) كان يفترض أن تكون هناك مواقف واضحة، وقرارات تُثبت أننا لا نقبل أن يُهضم حق أي عراقي، سواء كان من الجمهور أو الصحافة أو أي جهة رسمية.
إن الاعتزاز بالنفس يبدأ من الداخل. إذا لم نتمسك بحقوقنا ونطالب بها بقوة ووضوح، فكيف نتوقع من الآخرين احترامنا؟ نحن لا نحتاج إلى شعارات ولا مجاملات، بل إلى أفعال تؤكد أن العراق دولة لها وزنها، وأن من يمثلون العراق يستحقون معاملة تليق بهذا الاسم العظيم.
يبقى السؤال . متى سنرى مسؤولين يدافعون عن حقوقنا بجرأة؟ متى سنكسر دائرة الصمت والخضوع؟ ربما الإجابة تبدأ من هنا: أن نرفض الوهن ونطالب بما نستحقه، بكل ثقة واعتزاز. حسين الذكر
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
الجهل بالذات
قد يعيش الإنسان عمره كاملاً، ويتقن كل شيء حوله.. العمل والعلاقات الواجبة، لكنه يعجز عن فهم نفسه. يركض خلف الإنجاز. يرضي الجميع، ويتكيّف مع الضغوط، لكنه لا يسأل من أنا؟ وماذا أريد حقًا؟ الجهل بالذات ليس نقصًا في المعرفة؛ بل غياب عن الذات وانفصال مؤلم عن الجذور.
الجهل بالذات يجعلنا نُعيد نفس الأخطاء، ونقع في نفس العلاقات، ونختار ما لا يناسبنا، ثم نتساءل.. لماذا نتعثر كل مرة؟ لأننا ببساطة لا نعرف من نحن، وكيف نُحب دون أن نفهم احتياجاتنا؟ كيف ننجح دون أن نُدرك قدراتنا؟ وكيف نعيش بسلام دون أن نصادق أنفسنا أولًا؟
حين نجهل ذواتنا؛ نصير فرائس سهلة لصوت الآخرين، نعتمد على تقييماتهم ونقيس قيمتنا برضاهم، نخاف من الرفض؛ لأننا لم نمنح أنفسنا القبول أولاً، نُرهق بمحاولة التشبه فنفقد أصالتنا شيئًا فشيئًا؛ حتى نصبح غرباء حتى عن أنفسنا.
ومع كل هذا، لا يُعد الجهل بالذات حكمًا مؤبدًا بل دعوة للاستيقاظ. رحلة المعرفة تبدأ حين نتوقف عن الهرب ونواجه أسئلتنا بصدق لماذا أغضب؟ لماذا أُرضي؟ لماذا أهرب من الوحدة؟ ومن أين يأتي هذا الحزن العالق في صدري؟ تلك الأسئلة تفتح أبواب النور، وتعيد الإنسان إلى نفسه.
ويجب أن لا يخفى علينا أن لا شيء أكثر تحررًا من أن تعرف من تكون. أن تمشي في الحياة بثبات لأنك صادق مع ذاتك؛ فمعرفة النفس ليست رفاهية؛ بل ضرورة وهي أول خطوة نحو حياة مليئة بالمعنى، والسلام والاختيار الواعي.
fatimah_nahar@