تنفيذ 983 مشروعًا ضمن برامج التدخل المباشر في مجالات الطرق والحواجز والسدود والتعليم والصحة والخدمات. دعم 3470 من المبادرات المجتمعية المنفذة في جميع المحافظات

الثورة / يحيى الربيعي

أنشئت وحدة التدخلات المركزية الطارئة بوزارة الإدارة والتنمية المحلية الريفية بموجب قرار رئيس المجلس السياسي الأعلى رقم (3) لسنة 1444هـ، كخطوة استراتيجية لتعزيز التنمية المجتمعية المستدامة في اليمن.

تهدف هذه الوحدة إلى تحقيق رؤية وطنية شاملة لبناء دولة حديثة تلبي احتياجات جميع فئات المجتمع.
تأتي فكرة إنشاء وحدة التدخلات المركزية استجابةً للتوجيهات الرائدة لقائد الثورة، السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، حيث تهدف الوحدة إلى معالجة التحديات التي تواجه المجتمعات المحرومة والفقيرة. من خلال توفير الخدمات الأساسية ذات الأولوية، تسعى الوحدة إلى تحسين ظروف المعيشة وتعزيز قدرة المجتمعات على التعافي والنمو. كما تُعتبر تعزيز الشراكة مع المجتمع المحلي أحد أولويات الوحدة، مما يُسهم في الحد من ظاهرة الفقر وتوسيع قاعدة التنمية في مختلف المجالات.
مواجهة التحديات
رغم التحديات الكبيرة التي تواجه اليمن، نجحت وحدة التدخلات المركزية في تحقيق إنجازات ملحوظة منذ تأسيسها على مدار العامين الماضيين. من خلال تنفيذ خطط استراتيجية مدروسة، استطاعت الوحدة تحسين مستوى الخدمات التنموية في معظم المناطق، وخاصةً في المناطق الريفية النائية التي تعاني من نقص خدمات التنمية.
يعكس التقدم الملموس الذي حققته الوحدة جهودها الدؤوبة في تلبية احتياجات المجتمعات الأكثر حرمانًا. من خلال تبني سياسة مرنة واستجابة سريعة للتحديات المتعددة، تمكنت الوحدة من تحويل الأزمات إلى فرص حقيقية، مما أتاح لها تنفيذ مشاريع حيوية في مجالات وأساسية. تشمل هذه المشاريع تحسين شبكات الطرق، وتوفير مياه الشرب النقية، وإنشاء الحواجز والسدود، مما يسهم في تعزيز الاستقرار وتحسين جودة الحياة للسكان.
في تقرير لها -حصلت الثورة على نسخة منه- استعرضت الوحدة بعضا من البرامج والمشاريع التي تُنفذ الوحدة في جميع المحافظات. تم تنفيذ 983 مشروعًا ضمن برامج التدخل المباشر، في حين بلغ عدد مشاريع دعم المبادرات المجتمعية 3470 مشروعًا. تتوزع هذه المشاريع بين 440 مشروعًا في مجال الطرق بالإضافة إلى 342 مشروعا في مجال المياه عبر برنامج التدخل المباشر، و2964 مشروعًا في مجال الطرق، و214 مشروعا في مجال المياه ضمن برنامج دعم المبادرات المجتمعية.
وفي مجال الحواجز والسدود، تم تنفيذ 17 مشروعًا ضمن التدخل المباشر و126 مشروعًا في إطار دعم المبادرات المجتمعية. أما في مجالات التعليم والصحة والخدمات. فيما بلغت المشاريع المنفذة وقيد التنفيذ في مجالات التعليم والصحة والجانب الخدمي 137 مشروعاً ضمن مشاريع التدخل المباشر بالإضافة إلى 166 مشروعا ضمن برنامج دعم المبادرات المجتمعية. وفي مجال الطاقة المتجددة تتضمن المشاريع المنفذة من قبل الوحدة 47 مشروعاً عبر برنامج التدخل المباشر.
الرؤية المستقبلية
حرصًا على إنجاح المشاريع المجتمعية، خصصت الدولة موارد لدعم المبادرات، حيث تم توفير مادتي الأسمنت والديزل عبر وحدة التدخلات المركزية، بالإضافة إلى تجهيز المعدات اللازمة لتنفيذ الأعمال المطلوبة. يُعتَبَر هذا الدعم حجر الزاوية في تعزيز مشاركة المجتمع المحلي، مما يحفز السكان على تبني المزيد من المشاريع التنموية ويعزز الأمل في مستقبل أفضل.
تؤكد الأرقام نجاح وحدة التدخلات في خلق بيئة تعاونية بين الحكومة والمجتمع، مما يسهم في تحقيق التنمية المحلية والريفية ويعزز صمود الشعب اليمني. يُعَدّ هذا النجاح مصدرًا للأمل ويعكس تطلعات المجتمع نحو غدٍ أفضل.
تُعتبر إنجازات وحدة التدخلات المركزية إضافة مهمة لأهداف حكومة التغيير والبناء، حيث تُظهر تكامل الجهود بين الحكومة والمجتمع المحلي، وتجسد المبادرات المجتمعية روح الصمود والعزيمة لدى الشعب اليمني، وقدرته على تجاوز الصعوبات التي خلفها العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي.
تشكل النجاحات السابقة حافزًا لتكثيف الجهود الميدانية وتنفيذ مشاريع جديدة، مما يعزز الصمود الاقتصادي والاجتماعي في مواجهة التحديات. مع كل مشروع يُنجز، تتحقق خطوات إضافية نحو البناء والتنمية، مما يزيد من قدرة المجتمع على مواجهة الصعوبات واستمرار السعي لتحقيق التنمية المستدامة.
وانطلاقاً من هذه الإنجازات، تؤكد حكومة التغيير والبناء على دعمها المتزايد للمبادرات المجتمعية، مع التركيز على القطاع الزراعي لتحقيق الاكتفاء الذاتي وتنمية الموارد الريفية. يُبرز هذا التأكيد أهمية الدور الحيوي لوحدة التدخلات المركزية في تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز قدرات المجتمع.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

المسؤولية المجتمعية يشدد على أهمية منظومة الوقف التعليمي داخل الجامعات العربية

استضافت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالقاهرة، النسخة الثانية من مؤتمر اليوم العربي العالمي للمسؤولية المجتمعية والتنمية المستدامة للجامعات العربية، والذي عقد تحت عنوان: "الوقف التعليمي المستدام"، وذلك يوم الخميس الماضي.

عقد المؤتمر تحت رعاية جامعة الدول العربية، وبالتنظيم المشترك بين المجلس العربي للمسؤولية المجتمعية، وإدارة منظمات المجتمع المدني بقطاع الشؤون الاجتماعية بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية، وبالتعاون مع اتحاد الجامعات العربية ووزارة الأوقاف المصرية.

وشهد المؤتمر حضور كل من الدكتور عمرو عزت سلامة، أمين عام اتحاد الجامعات العربية، والدكتور حمد بن عبد العزيز الكوّاري، وزير الدولة ورئيس مكتبة قطر الوطنية، وفضيلة الشيخ الدكتور حسين عبد الباري نائباً عن الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف بجمهورية مصر العربية، والدكتورة راندا رزق، أمين عام المجلس العربي للمسؤولية المجتمعية، إلى جانب مشاركة واسعة من الجامعات العربية والوزارات والجهات التنموية والخبراء وممثلي منظمات المجتمع المدني وطلاب الجامعات العربية.

ويأتي انعقاد المؤتمر في إطار الاحتفال باليوم العالمي للمسؤولية المجتمعية الذي يصادف 25 سبتمبر من كل عام، تزامناً مع الذكرى الثالثة لاعتماد الدول الأعضاء بالأمم المتحدة رسميًا لأجندة التنمية المستدامة 2030.

ويعد اليوم العربي العالمي للمسؤولية المجتمعية والتنمية المستدامة للجامعات العربية مناسبة إقليمية تُخصَّص لإبراز دور الجامعات العربية في تعزيز مبادئ المسؤولية المجتمعية، وترسيخ ممارسات التنمية المستدامة داخل مؤسسات التعليم العالي، وإبراز الجهود الأكاديمية والمجتمعية التي تُسهم في خدمة قضايا المجتمع وحماية البيئة ودعم الابتكار وتنمية الموارد البشرية، فضلًا عن تشجيع المؤسسات الجامعية على تطوير مبادرات مستدامة تسهم في تحقيق الأهداف التنموية الوطنية والعربية بما يتوافق مع أجندة 2030.

وفي كلمتها خلال الجلسة الافتتاحية، أكدت الوزير المفوض إيناس الفرجاني، المشرف على قطاع الشؤون الاجتماعية بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية، أن الجامعات تلعب دورًا فاعلًا في المجتمع؛ فهي لا تقتصر على تقديم الأنشطة التعليمية للطلاب، بل تشارك بفعالية في قضايا التنمية المجتمعية من خلال نشر الوعي وتحويل المجتمع إلى مجتمع معرفي قادر على التعامل مع القضايا التي يحتاجها.

وأشارت الفرجاني إلى أن "الوقف التعليمي المستدام" يسهم بصورة محورية في دعم العملية التعليمية وتمويل برامجها ومبادراتها المختلفة بشكل دائم ومتجدد، باعتباره آلية تمويلية تعتمد على تخصيص أصل ثابت أو رأس مال تُستثمر عوائده بصورة مستمرة.

وأضافت أن هذا النوع من الوقف يعد أداة استراتيجية تعزز جودة التعليم وتوفر مصادر تمويل مستقرة تُسهم في تنمية القدرات البشرية، وضمان استمرارية الخدمات التعليمية وتطويرها عبر الأجيال، بما يجعله موردًا مستدامًا يضمن استمرار البرامج التعليمية، ويقدم دعماً إضافياً لتطوير المناهج، وتحديث البنية التحتية التعليمية، ورفع كفاءة المؤسسات التعليمية.

كما نوهت الفرجاني بأن جامعة الدول العربية تواكب الإنجازات والمبادرات التي تطلقها منظمات المجتمع المدني، والتي تُسهم في تجسير الهوة بين القطاعين الحكومي والخاص، من خلال نهج تشاركي يعزز المسؤولية المشتركة بين مختلف الأطراف في سبيل تحقيق تطلعات الشعوب العربية.

وأكدت أن الأمانة العامة تعمل على رعاية واحتضان العديد من الفعاليات التي تستعرض فيها أنشطتها وعلاقاتها بمؤسسات المجتمع المدني، وتسعى من خلالها لطرح قضايا تُعد من أولويات العمل العربي المشترك.

وعقب الجلسة الافتتاحية، قام الحضور بزيارة المعرض المتحفي لجامعة الدول العربية "سيرة ومسيرة"، واطلعوا على القصص السردية التي تروي تاريخ جامعة الدول العربية منذ تأسيسها، ودورها المحوري في دعم حركات التحرر بالقارة العربية، وتعزيز التعاون الاقتصادي والاجتماعي والثقافي بين الدول الأعضاء.

وفي ختام أعمال المؤتمر، أعلن المشاركون مجموعة من التوصيات والمخرجات الرئيسية، التي أكدت على الدور الفاعل لمنظمات المجتمع المدني كرافعة رئيسية في تعزيز الاهتمام بالمسؤولية المجتمعية، وضرورة مراعاة أولويات وتحديات المرحلة الراهنة على المستوى الإقليمي والدولي.

كما شددت التوصيات على أهمية تعزيز منظومة الوقف التعليمي داخل الجامعات العربية، ودوره في تعظيم التعليم ذي الجودة العالية بما يسهم في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة.

وأكد المشاركون أهمية الربط بين التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار التكنولوجي كمنظومة متكاملة تشكل عنصرًا أساسيًا في تعزيز التنافسية الاقتصادية، بالإضافة إلى ضرورة تبنّي نماذج ابتكارية للوقف التعليمي تهدف إلى دعم الطلاب وتمويل البحث العلمي وتطوير البنية التحتية للجامعات العربية.

ودعت التوصيات إلى تعزيز التعاون مع وزارات الأوقاف العربية لتفعيل صيغ وقفية حديثة تلبي احتياجات التعليم المستدام، وتدعم تعزيز الموارد الذاتية للجامعات العربية.

طباعة شارك الأمانة العامة لجامعة الدول العربية اليوم العربي العالمي للمسؤولية المجتمعية الوقف التعليمي المستدام المجلس العربي للمسؤولية المجتمعية وزارة الأوقاف المصرية اتحاد الجامعات العربية الجامعة العربية جامعة الدول العربية التعليم العالي التعليم الحكومي القطاع الخاص التعليم الجامعي التنمية المستدامة

مقالات مشابهة

  • المسؤولية المجتمعية يشدد على أهمية منظومة الوقف التعليمي داخل الجامعات العربية
  • نواب البرلمان: زيادة إيرادات السياحة ركيزة أساسية لدعم الاقتصاد وتعزيز التنمية الوطنية
  • تمكين الأسر الأولى بالرعاية أولوية لتعزيز التنمية المستدامة بقرى سمالوط
  • محافظ المنيا: تمكين الأسر الأولى بالرعاية أولوية لتعزيز التنمية المستدامة بقرى سمالوط
  • انطلاق القافلة المجتمعية المتكاملة التاسعة بمركز التنمية الشبابية في مطروح
  • برلمانية: زيادة إيرادات السياحة محور رئيسي لدعم الاقتصاد الوطني وتعزيز فرص التنمية
  • بدء مشروع مُبادرة رصف طريق الحم في عتمة
  • التطوع ركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة والشمولية في الأردن
  • التنمية الاجتماعية بولاية طاقة تناقش توسيع المبادرات والشراكات لخدمة المجتمع
  • رئيس «السعودي للدراسات والبحوث»: مجتمعنا يتمتع بوعي متزايد نحو تفعيل المبادرات المجتمعية