عربي21:
2025-08-01@11:48:43 GMT

الأفراح في دمشق والمناحة في القاهرة

تاريخ النشر: 24th, December 2024 GMT

مع تواصل احتفالات الشعب السوري بمختلف أطيافه، بنجاح ثورته بعد هروب الجزار بشار الأسد، ومع تقاطر الوفود الديبلوماسية من الغرب والشرق على سوريا الجديدة لتهنئة أهلها بالحرية، ولبحث مستقبل التعاون مع نظامها الجديد، وتبادل وجهات النظر حول مستقبل سوريا التي دمرها النظام الساقط، ومنها عدد من وفود الدول العربية من السعودية وقطر والأردن.

. يواصل النظام المصري وأبواقه المناحة والعويل والصراخ وكأنهم من يتامى بشار الأسد، ويبدو أن توابع زلزال سقوط بشار هزت قصور السيسي في عاصمته الجديدة.

نظام السيسي وزع مؤخرا مادة فيلمية (برومو) تذاع على كل وسائل الإعلام المرئية التي يملكها جهاز المخابرات، وهي مقتطفات من خطاباته في اليومين السابقين تذاع في الفواصل، يقول فيها علنا بأن ما حدث في سوريا يهدف لإسقاط الدولة المصرية!! وأنهم يهدفون لكسر تماسك المصريين والوحدة بين المسيحيين والمسلمين!! وأن الاستراتيجية التي وضعوها (لا نعلم من الذي وضعها) تقول إن مصر إذا سقطت سادت الفوضى في العالم كله!!

ردود الفعل العصبية التي لم يستطع نظام السيسي التحكم فيها، تعني رفضهم الاعتراف بحق الشعب السوري في اختيار نظامه السياسي، وحقهم في تحقيق العدالة التي يستحقها الضحايا من المجرمين الذين ولغوا في دمائهم ومارسوا كل صنوف الإرهاب ضدهم
ويحذر المصريين بقوله: "خللي بالكم: مهمتهم في سوريا خلصت.. هم دمروا سوريا الان، وكل الجهود تبذل الآن لضرب الاقتصاد المصري.. وضرب السلام الاجتماعي في مصر"!!

ويضيف مهددا: "تاني.. وأرجو أن تكون هذه الرسالة واضحة للجميع، نحن لن نتردد في حماية شعبنا من الشر وأهله". ويختم بتحذيره للمصريين: "اوعوا.. انتبهوا.. وحافظوا على تماسككم".

الطغاة بعضهم أولياء بعض

السيسي يحسب أن كل صيحة عليه، ويكذب كما يتنفس، ويخيل له شيطانه أن ما حدث في سوريا هو مؤامرة دولية تستهدف إسقاط نظامه هو!! فهو نظام مرعوب رغم كل ما يمارسه من قمع غير مسبوق في تاريخ مصر.

وفي المقابل تنوح أبواقه في برامجهم التلفزيونية كل ليلة بالعويل والصراخ، وهم يسبون ثوار سوريا وحكامها الجدد ويصفونهم بالإرهابيين، رغم كل ما شاهدوه من أفراح السوريين، وما يراه العالم من خطوات ملموسة تستهدف استقرار سوريا، ورغبة شعبها في بناء مستقبل أفضل، وبدلا من أن تبادر أكبر دولة عربية بتقديم المساعدة لسوريا، وتظهر الاحترام لإرادة السوريين في التغيير، بعد أن خاب ظنهم وقد كانوا يمنون أنفسهم -للأسف- بحمامات الدم في المدن السورية، ليشمتوا ويبرروا سياسات القمع والقتل والإعدامات والانتهاكات المنهجية لحقوق الإنسان التي يقومون بها في مصر، فخيب الله ظنهم بالاستقرار والفرح والوحدة التي ظهر بها السوريون.

ردود الفعل العصبية التي لم يستطع نظام السيسي التحكم فيها، تعني رفضهم الاعتراف بحق الشعب السوري في اختيار نظامه السياسي، وحقهم في تحقيق العدالة التي يستحقها الضحايا من المجرمين الذين ولغوا في دمائهم ومارسوا كل صنوف الإرهاب ضدهم.

السيسي وبشار وجهان لعملة واحدة.. ولم يعد هناك ما يمكن إخفاؤه

السيسي لم ينس يوما أنه قائد انقلاب عسكري فاشي استولى بالقوة والتآمر على كرسي الحكم في مصر، ولا يزال مسكونا بالخوف من الأغلبية التي يعتبرهم أهل الشر، ولهذا هو مرعوب مما حدث في سوريا رغم البعد الجغرافي
لا يريد السيسي استيعاب الدرس السوري، ويستمر في وصف المعارضة المصرية بأهل الشر، وهو يسجن نحو مائة ألف منها في سجونه شديدة القسوة، ويمنع كبار السياسيين المنتخبين والوزراء السابقين من رؤية عوائلهم منذ سبعة أعوام كاملة، بينما أصدر العفو عن المجرمين وأسس لهم مليشيات مسلحة، وقتل قرابة ألف معتقل في سجونه تحت التعذيب أو بسبب انعدام الرعاية الصحية، ومنهم الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي رحمه الله الذي سقط على مرأى من الجميع في قفصه الزجاجي الذي صُمم له لتكميم فمه، رغم أنه كان دائم الشكوى من سوء الرعاية الصحية ورفضهم لعلاجه.

وهناك مئات الآلاف ممن هجرهم للخارج، بينما يكمم أفواه باقي الشعب، ويصف معارضيه بأنهم أهل الشر، كما يردد نتنياهو ما جاء في سفر أشعياء: "نحن أبناء النور بينما هم أبناء الظلام"، وهي نفسها عين الأوصاف التي كان يطلقها نظام بشار الأسد على معارضيه، لتعزيز الانقسام والطائفية السياسية التي لا تساهم إلا في تكريس الفاشية وحكم الفرد وإرهاب الدولة، كلهم ملة واحدة.

السيسي لم ينس يوما أنه قائد انقلاب عسكري فاشي استولى بالقوة والتآمر على كرسي الحكم في مصر، ولا يزال مسكونا بالخوف من الأغلبية التي يعتبرهم أهل الشر، ولهذا هو مرعوب مما حدث في سوريا رغم البعد الجغرافي.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الأسد سوريا المصري السيسي سوريا مصر الأسد السيسي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة صحافة صحافة اقتصاد سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة ما حدث فی سوریا فی مصر

إقرأ أيضاً:

كيف تعيد السعودية رسم التوازنات في سوريا؟.. تحول لحلبة اقتصادية

نشر موقع "ليه ديبلوماتيه" تقريرًا سلّط فيه الضوء على تحوّل الساحة السورية من ميدان للصراع المسلح إلى حلبة للاستثمار الاقتصادي، مع عودة لافتة للسعودية عبر وفد ضخم زار دمشق وأبرم اتفاقات شراكة بقيمة 5.6 مليار دولار، ما يكرّس دور الرياض كلاعب محوري في إعادة إعمار سوريا.

وقال الموقع، في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إنه بعد أربعة عشر عامًا من الحرب الأهلية، تجد سوريا نفسها في قلب دينامية جديدة: لم تعد دينامية السلاح، بل دينامية الاستثمارات، فقد زارها وفد سعودي مكوّن من أكثر من 150 ممثلًا عن القطاعين العام والخاص دمشق، تحت قيادة وزير الاستثمار خالد الفالح.

وأوضح الموقع أن العنصر الأساسي يتألف من اتفاقيات شراكة بمجموع 5.6 مليارات دولار، وهو ليس بالأمر الهيّن، بل يمثل عودة الرياض إلى الساحة السورية، هذه المرة عبر بوابة إعادة الإعمار.

الدعم السعودي
فبعد الإطاحة ببشار الأسد في ديسمبر/كانون الاول 2024 وصعود أحمد الشرع إلى السلطة بدعم من الرياض، برزت السعودية كالدعامة الرئيسية للحكومة السورية الجديدة، وتستهدف الاستثمارات قطاعات حيوية: البنية التحتية، والطاقة، والطيران، وتقنيات الاتصالات، والصناعة الثقيلة، والسياحة والعقارات. ومن بين المشاريع البارزة: مصنع إسمنت في عدرا بقيمة 20 مليون دولار، ومشروع تجاري بقيمة تقارب 100 مليون دولار.


وقد عُقد منتدى دمشق للاستثمار رغم أعمال العنف الطائفية الأخيرة في السويداء، التي أسفرت عن مئات الضحايا. والهدف المعلن للسلطات السورية والسعودية واضح: جعل الاقتصاد الرافعة الرئيسية للاستقرار، حتى في سياق لا يزال هشًا، كما كانت لرفع العقوبات الأميركية دور حاسم. فقد قام دونالد ترامب، بعد لقائه مع الشرع في السعودية، بإضفاء الطابع الرسمي على إنهاء العقوبات ضد سوريا في شهر يوليو، استجابةً لطلبات الرياض وأنقرة. وقد أتاح ذلك تسديد الديون السورية للبنك الدولي، وجذب الشركات الأميركية، خصوصًا في قطاع الطاقة.

لفت الموقع إلى أنه يشارك كل من قطر والإمارات العربية المتحدة في هذه المبادرة، فقد وقّعت الدوحة اتفاقًا في مجال الطاقة بقيمة 7 مليارات دولار، بينما تعمل شركة "دي بي وورلد" ومقرها دبي، على تطوير البنى التحتية للموانئ. وهكذا بدأت تتبلور عملية إعادة اصطفاف إقليمي: إبعاد سوريا عن المدار الإيراني وربطها بنظام سني جديد تقوده الممالك الخليجية.

واختتم الموقع تقريره بالتأكيد على أنه حاليًا يجري تشكيل مجلس تجاري مشترك بين دمشق والرياض، بهدف تنظيم الاختراق الاقتصادي السعودي من خلال نهج مستدام ومؤسسي. لقد أصبحت عملية إعادة الإعمار ساحة معركة جيو-اقتصادية، وساحة تنافس بين القوى الإقليمية لتحديد المستقبل السياسي والاقتصادي والدبلوماسي لسوريا. إنها مرحلة انتقالية مهمة: من القنابل إلى الاستثمارات، ومن التحالفات العسكرية إلى الاتفاقيات الاقتصادية. فالشرق الأوسط يدخل مرحلة جديدة يُبنى فيها النفوذ من خلال المليارات، ومشاريع البناء، والاتفاقات الاستراتيجية.

مقالات مشابهة

  • كيف تعيد السعودية رسم التوازنات في سوريا؟.. تحولت لحلبة اقتصادية
  • وزير الخارجية السوري: نريد بناء علاقات مع الشركاء الدوليين المحليين والإقليميين
  • كيف تعيد السعودية رسم التوازنات في سوريا؟.. تحول لحلبة اقتصادية
  • الشيباني: لا نية عدوانية لدينا تجاه إسرائيل.. والأخيرة تكشف موقفها من الجنوب السوري
  • الشيباني: لا نية عدوانية لدينا تجاه إسرائيل.. والأخيرة تكشف عن موقفها من الجنوب السوري
  • بوتين يستقبل وزير الخارجية السوري في الكرملين ويؤكد دعم سوريا
  • مدير الشؤون القانونية في الهيئة العامة للطيران المدني السوري هادي قسام لـ سانا: توقيع اتفاقية استثمار الإعلانات في مطار دمشق الدولي مع شركة “فليك” الإماراتية، جاء بعد فوزها في المزايدة التي أُجريت وفق الأصول واستيفائها لكامل الشروط الفنية والق
  • العراق والسعودية تبحثان الأوضاع في سوريا
  • الواقع القضائي في سوريا والتحديات التي تواجه عمل العدليات خلال اجتماع في وزارة العدل
  • استعدادات مكثفة لإنجاح الدورة الـ 62 من معرض دمشق الدولي التي تقام خلال الفترة من الـ 27 من شهر آب المقبل حتى الـ 5 من أيلول