بوابة الوفد:
2025-12-01@09:55:33 GMT

سوريا فى الفخ

تاريخ النشر: 25th, December 2024 GMT

قالها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب وقد صدق، تركيا هى اللاعب الرئيسى فى دمشق، فكل المؤشرات تؤكد أن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان هو من سيقرر مصير سوريا، وليس كما يعتقد السوريون أنهم الذين سيقودون أنفسهم، فمن النفوذ الإيرانى الشيعى إلى النفوذ التركى الغربى يا قلبى لا تحزن، سوريا وقعت فى الفخ.

وبعد أن كانت تركيا تمارس الضغوط من خلف الستار، صارت تلعب علنًا وتمضى لشرعنة «الشرع» وتغيير جلده وعقله وتجهيزه رئيسًا عقب انتهاء الفترة الانتقالية، وإعلان دستور جديد للبلاد فى مارس المقبل، وإن كنت أشك فى هذا الموعد؛ وسط كل هذا الغموض وتلك التربيطات الخفية بين كل من يريدون تفتيت سوريا دويلات.

تحركات تركية سريعة، برًا وجوًا شرق نهر الفرات؛ لفرض حدود جديدة للانتقام من الأكراد، وقتال قوات سوريا الديمقراطيةـ المدعومة من أمريكاـ فى (بمبج وعين العرب وكوبانى)؛ تمهيدًا لاغتصاب القرى والأراضى المتاخمة للحدود التركية، وهو ما تفعله تمامًا إسرائيل فى منطقة «القنيطرة» جنوب سوريا وإرغام سكانها على النزوح.

هكذا لا تختلف كثيرًا أطماع أردوغان عن نتنياهو؛ فالهدف واحد والطريقة مكشوفة، الأول عينه على النفط والقضاء على الشعب الكردى واستعادة مجد الأجداد، والثانى يستولى على المزيد من الأراضى خلف الجولان المحتل؛ للسيطرة على مصادر المياه؛ ولتصبح الجولان شيئًا من الماضى القديم، لا ينبغى الحديث عن عودتها للوطن الأم سوريا، ويكون أى تفاوض مستقبلى على الخروج من جبل الشيخ وريف حماة وغيرهما من الأراضى التى احتلها الكيان عنوة بعد سقوط نظام بشار الأسد فى 8 ديسمبر الماضى.

ويبقى السؤال: هل ينجح الرئيس التركى فى إكمال السيناريو المرسوم سلفًا، ويضمن عدم تمرد أو انشقاق أى فصيل إذا وجد نفسه خارج التشكيل؟ وهل ستستجيب حركة سوريا الديمقراطية لنداء «الشرع» وتسلم السلاح وتفرط فى كل ما أنفقته فى صراعها مع تركيا وقتال الدواعش، «وتخرج من المولد بلا حمص»؟! وهل ستصمت الأقليات المسيحية والدرزية والعلوية على ممارسات فصائل هيئة تحرير الشام، ومنها حرق شجرة عيد الميلاد قرب ريف حماة وتفجير إحدى الكنائس وتفخيخ السيارات وغيرها من أساليب الاضطهاد وتقييد الحريات العامة والمعتقدات من قبل المقاتلين الأجانب والعناصر المتطرفة ذات التاريخ العدائى الطويل للمسيحيين؟

الصورة ضبابية، رغم كل المحاولات التى يبذلها أردوغان لتجميل وجه «الشرع» وجماعته، ونحن لسنا ضد هذا التجميل بشرط ألا يقود الشعب السورى إلى حرب أهلية بسبب اضطهاد الأقليات وعدم ضم وجوه مدنية سياسية فى الحكومة والجيش، والإصرار على أن يكون للميليشيات والفصائل بعد توحيدهاـ دون غيرهم- السيطرة على الوزارات السيادية ومقاليد الحكم فى البلاد، وهو ما رأيناه بالفعل فى اختيار مرهف أبو قصرة القائد العام للجناح العسكرى بهيئة تحرير الشام وزيرًا للدفاع، وتولى أسعد الشيبانى وزارة الخارجية.

باختصار.. نريد إخراج سوريا من الفخ؛ لتبقى عربية قادة وشعبًا، لا تتحول دمية فى يد الأتراك والأكراد ولا تقودها «القاعدة» و«الدواعش» وغيرهم ممن يغيرون الجلد والوجه، نريد سوريا بعيدة عن قبضة «أردوغان» الذى حاول إضعاف مصر بإنقاق المليارات لدعم المشروع الإخوانى، وعندما فشل اتجه إلى ليبيا فسيطر على غربها، ويحاول فى السودان والصومال، قبل أن يتجه بأموال الشعب التركى لتحقيق حلم إعادة الإمبراطورية العثمانية من الأرض السورية، بصمت مدفوع الثمن من قبل أمريكا وروسيا وإسرائيل والحلفاء.

[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ن الرئيس التركى

إقرأ أيضاً:

في ذكرى تحرير المدينة.. الرئيس السوري يلقي كلمة في قلعة حلب

أكد الرئيس السوري أحمد الشرع أن هذه اللحظة التاريخية تمثل ولادة جديدة لحلب ولسوريا بأكملها، مشيراً إلى أن الشعب السوري قدّم تضحيات جسيمة وسالت دماء غزيرة على أسوار المدينة حتى تحقق التحرير، و ذلك خلال كلمة ألقاها اليوم في قلعة حلب بمناسبة ذكرى تحرير المدينة.

سبب مواقفها الداعمة لفلسطين.. إسرائيل تصف دبلن بـ" عاصمة معاداة السامية في العالم"البرلمان العربي يدعو إلى شراكات استراتيجية مستدامة ومشروعات تنموية بين ضفتي المتوسط

وأعرب الرئيس الشرع عن سعادته بوجوده بين أهالي مدينة حلب قائلاً: “أنتم اليوم تكتبون التاريخ بأيديكم يا أهل حلب، سوريا كلها تنظر إليكم اليوم”.

تحرير حلب من النظام البائد

وقال الرئيس الشرع: “في مثل هذه اللحظات كانت تختلجنا المشاعر ونحن نرقب دخول الأبطال إلى مدينة حلب لتحرير أهلها من النظام البائد، وفي مثل هذه اللحظات ولدت حلب من جديد، ومع ولادتها ولدت سوريا بأكملها، ومن أسوار هذه القلعة الشامخة رأينا الشام محررة ورأينا المجاهدين في قلب دمشق، فحلب كانت بالنسبة لنا البوابة لدخول سوريا بأكملها”.

وأضاف الرئيس الشرع: “إن تحرير حلب أعاد الأمل إلى الأمة كلها، فبعد أن كُسر قيد حلب حررت السجون وعادت البسمة إلى أطفال سوريا، وبعد أن حررت حلب عاد الأمل للأمة بعودة سوريا إلى أحضانها، واليوم ليس مجرد احتفال بحلب فحسب بل هو عنوان لتاريخ جديد يرسم لسوريا بأكملها وللمنطقة برمتها”.
وأشار الرئيس الشرع إلى أن تحرير المدينة يفتح الطريق أمام إعادة البناء والإعمار، وقال: “قد حررت حلب وشُق أمامنا طريق طويل ببنائها وإعمارها، وإعمار حلب جزء رصين وأساسي في بناء سوريا بأكملها، فالواجب على المجاهدين في تحريرها قد مضى، وبات العبء عليكم أيها الشعب لإعادة بناء سوريا من جديد، حلب منارة للاقتصاد ومنارة للعمران ومنارة للبناء والازدهار”.

وتابع الرئيس الشرع: “نحن لم نكتف فقط بتحرير حلب بل المشوار قد بدأ بالفعل منذ اللحظة الأولى للتحرير، فنعمل جميعاً بكل جهد لإعادة بناء سوريا من جديد”.

طباعة شارك الرئيس السوري حلب الشعب السوري قلعة حلب سوريا

مقالات مشابهة

  • واشنطن تعلن استهداف مخازن أسلحة لتنظيم داعش في سوريا
  • الشرع يتحدث عن الاعتداءات الإسرائيلية: سوريا ليست دولة ضعيفة (شاهد)
  • أردوغان: نتنياهو قاتل وإسرائيل تنتهك وقف النار في غزة
  • المجلس الوطني الكوردي يحمّل الشرع مسؤولية تصاعد الكراهية في سوريا
  • أردوغان: نبذل جهودا لإيصال المساعدات إلى غزة
  • الشرع: حلب كانت بالنسبة لنا بوابة دخول سوريا بأكملها
  • في ذكرى تحرير المدينة.. الرئيس السوري يلقي كلمة في قلعة حلب
  • أمينة أردوغان: الوقوف بجانب الشعب الفلسطيني واجب تمليه الإنسانية
  • الرئيس الشرع يدعو السوريين للنزول إلى الشوارع احتفالًا بذكری سقوط النظام السابق
  • قسد تطالب بممثلين لـ«الطائفة العلوية».. الرئيس السوري يدعو الشعب للنزول للساحات