هل حديث كل قرض جر نفعا فهو ربا صحيح؟.. 5 حقائق تقيك الوقوع بالمحظور
تاريخ النشر: 28th, December 2024 GMT
ينبغي الوقوف على حقيقة هل حديث كل قرض جر نفعا فهو ربا صحيح ؟، خاصة وأن القروض البنكية أصبحت من المعاملات المنتشرة والشائعة، التي يلجأ إليها الكثير من الناس في عصرنا هذا ، وحيث إن الربا من موجبات لعنة الله تعالى ورسوله -صلى الله عليه وسلم- وسبب الشقاء والبلاء في الدنيا، من هنا ينبغي معرفة هل حديث كل قرض جر نفعا فهو ربا صحيح ؟.
قال الشيخ محمد كمال، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية: إن الحديث القائل "كل قرض جر نفعًا فهو ربا" ليس حديثًا صحيحًا منسوبًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، منوهًا بأن هذا الحديث لا يجوز الاستناد إليه في مسائل الفقه الإسلامي.
وأوضح " كمال " في إجابته عن سؤال : هل حديث كل قرض جر نفعا فهو ربا صحيح ؟، أن هذه القاعدة هي قاعدة فقهية وليست حديثًا نبويًا، ورغم انتشارها بين بعض الناس، إلا أن العلماء والفقهاء قد ضعفوا هذا الحديث، سواء عبر محركات البحث أو في مؤلفاتهم.
وأضاف أن المشايخ الذين يتبنى البعض آرائهم حول تحريم معاملات البنوك استنادًا لهذا الحديث يجب عليهم أن يعلموا أنه ليس صحيحًا، فإذا كان الحديث ضعيفًا، فهذا يعني أنه لا يمكن استخدامه في إصدار أحكام فقهية.
وتابع: ولكن هناك قاعدة فقهية صحيحة تُطبق في حالة القروض بين الأفراد، حيث يُعتبر أخذ فائدة أو نفع إضافي على القرض ربا محرمًا، أما في حالة البنوك، فإن المعاملات تختلف.
وأشار إلى أن البنك هو مؤسسة اعتبارية لا تمتلك الأموال بشكل شخصي، بل هي تعمل كوسيط بين المودعين والمقترضين، والبنوك لا تملك الأموال التي تقدمها كقروض، بل هي أموال المستثمرين والمودعين، وبالتالي لا تجري عليها الأحكام نفسها التي تُطبق على القروض بين الأفراد.
ونبه إلى أن الربا يُحكم عليه في المعاملات بين الأشخاص الطبيعيين، أما المؤسسات المالية فهي لا تُحاكم بنفس الطريقة، لكن في حال استغلال الحاجة بين الأفراد، مثلما يحدث بين شخصين، فإن هذا يُعتبر استغلالًا محرمًا.
هل الاستثمار والتمويل رباوبين "أمين الفتوى" أن التمويل والاستثمار في البنوك لا يدخل تحت حكم الربا، مشيرًا إلى أن العمليات التمويلية التي تتم في البنوك، وفقًا لقانون البنك المركزي المصري منذ عام 2004، لا تُعتبر ربا كما يعتقد البعض.
ونوه بأن البنوك لا تقدم "قروضًا" بمعناها التقليدي، بل تقدم "تمويلات" أو "استثمارات" تعتمد على نوع الطلب الذي يقدمه العميل، لافتًا إلى أنه في سنة 2004، قام قانون البنك المركزي بتحديد أن البنوك لا تعمل على تقديم قروض كما كان يُعتقد سابقًا.
وأردف: بل تقوم بتقديم تمويلات أو استثمارات، بحسب نوع الخدمة التي يطلبها العميل، هذا التحديد يعني أن الفائدة التي يحصل عليها العميل أو المودع ليست ربا، بل هي نتيجة لاستثمار الأموال".
واستطرد: "البنك يعمل كوسيط بين من يودع المال فيه وبين من يحتاج إلى تمويل، فعندما يطلب العميل من البنك تمويلًا لإنشاء مشروع وتشغيل العمال، يقوم البنك بتوفير الأموال التي سيتم استخدامها لدفع الرواتب وشراء المعدات والخدمات اللازمة، والبنك يحصل على نسبة معينة مقابل تقديم هذه الخدمة وتوفير البيئة المناسبة لإتمام العملية، هذه النسبة ليست ربا لأنها ناتجة عن نشاط تجاري واستثماري، لا عن قرض بسيط".
وأكمل : "عندما يودع شخص ما أمواله في البنك ويأخذ عليها أرباحًا، فهذا ليس ربا، بل هو استثمار، لأن البنك هنا يعمل كوسيط يتعامل مع الأموال ويستثمرها في مشروعات مختلفة، وهذا النوع من العمليات يدخل تحت مبدأ 'المضاربة' في الفقه الإسلامي، ولكن بعض العلماء قد يرون أن هذا لا يدخل في إطار المضاربة التقليدية".
وأكد أن البنوك اليوم تمثل شخصيات اعتبارية، وليست كيانات خاصة تمتلك الأموال، وبالتالي لا تُطبق عليها نفس أحكام الربا التي تندرج على القروض بين الأفراد.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: المزيد بین الأفراد البنوک لا التی ت ا صحیح إلى أن
إقرأ أيضاً:
ما دلالات وتداعيات حديث إيران عن مؤامرة إسرائيلية ضد عراقجي؟
أثار ما أعلنه مسؤول إيراني بأن الأجهزة الأمنية في البلاد "أحبطت مؤامرة إسرائيلية كبرى" ضد وزير الخارجية عباس عراقجي قبل أيام في العاصمة طهران تساؤلات بشأن الدلالات والتداعيات على مسار الحرب والتفاوض.
ووفق الباحثة الأولى في مركز الجزيرة للدراسات فاطمة الصمادي، فإن عراقجي لديه خبرة تفاوضية كبيرة، إذ يعد ممن أنجزوا الاتفاق النووي عام 2015 (انسحب منه الرئيس الأميركي دونالد ترامب في ولايته الأولى)، كما أنه يتمسك بحق إيران في تخصيب اليورانيوم.
وأوضحت الصمادي -للجزيرة- أن عراقجي من أبناء الحرس الثوري الإيراني، ويحظى بثقة كبيرة لدى المرشد علي خامنئي، مشيرة إلى أنه "اسم مهم في الدبلوماسية الإيرانية، ولدى القيادتين العسكرية والعليا في إيران".
وعُين عراقجي -المعروف بكبير المفاوضين السابقين- وزيرا للخارجية في حكومة الرئيس مسعود بزشكيان، الذي فاز في انتخابات رئاسية مبكرة في يوليو/تموز 2024.
وأعربت الصمادي عن قناعتها بأن محاولة اغتيال عراقجي "ضربة للدبلوماسية الإيرانية، لكونه يقود الدفاع عن مصالح بلاده على طاولة المفاوضات".
وتندرج أيضا في سياق ضرب العملية التفاوضية مستقبلا، إضافة إلى محاولة تجريد خامنئي من رجاله العسكريين والسياسيين المقربين، وفق الباحثة الصمادي.
توقيت لافتبدوره، وصف مدير مكتب الجزيرة في طهران عبد القادر فايز الإعلان الإيراني وتوقيته باللافت، إذ يأتي قبيل ساعات من اجتماع عراقجي مع وزراء خارجية ألمانيا وفرنسا وبريطانيا لإجراء محادثات نووية اليوم الجمعة بجنيف.
ووفقا لفايز، فإن المصطلحات المستخدمة في الإعلان الإيراني تشير إلى أن "فريقا ما موجود على الأرض يتعامل مع الموساد الإسرائيلي"، قام بعملية "تتبع" لكي يضع عراقجي "خارج المعادلة".
ولم يوضح إعلان المسؤول الإيراني موعد "المؤامرة ضد وزير الخارجية، وما إذا كانت اغتيالا أو اختطافا" -حسب فايز- الذي رجح أن الحادثة وقعت خلال زمن الحرب.
إعلانوأعرب فايز عن قناعته بأن غياب عراقجي يغير ماهية التفاوض، وقد يؤدي إلى استبدال محددات جديدة بخطوط طهران الحمراء بشأن المفاوضات النووية.
والخميس، قال عراقجي إن القوات المسلحة الإيرانية "ستواصل دك المجرمين الذين يستهدفون شعبنا حتى يتوقفوا ويدفعوا ثمن عدوانهم"، داعيا الإسرائيليين إلى الالتزام بأوامر الإخلاء الصادرة عن إيران وتجنب البقاء قرب مواقع عسكرية واستخباراتية.
من جانبه، رجح توماس واريك، المسؤول السابق في الخارجية الأميركية، تشكيك واشنطن في الرواية الإيرانية بشأن عراقجي، خاصة في ظل ما سمّاه "ترددا إيرانيا بعقد لقاء بين وزير الخارجية والمسؤولين الأميركيين".
ولم يستبعد واريك إمكانية النظر في أدلة أخرى "قد تشير إلى احتمال مغاير لرواية إيران بمحاولة اغتيال وزير خارجيتها".
أما في حال كانت الرواية الإيرانية صحيحة، فإن ترامب سيشعر بالغضب، إذ يريد التوصل لحل دبلوماسي لإنهاء الحرب الحالية، مشيرا في هذا الصدد إلى المهلة الجديدة التي منحها لإيران، مؤكدا في الوقت ذاته أن عراقجي يعد أساسيا في العملية التفاوضية.
وأعرب واريك عن قناعته بأن ترامب سيتحدث -في هذه الحالة- بنبرة عالية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية– مضمونها بأن هذه العملية "لا تصب في مصلحة إسرائيل والولايات المتحدة".
ومنتصف الشهر الجاري، أعلن سعيد خطيب زاده نائب وزير الخارجية الإيراني تعرض أحد مباني الوزارة في طهران إلى قصف إسرائيلي، أسفر عن إصابة عدد من المدنيين بينهم دبلوماسيون إيرانيون.
ووصف زاده القصف بأنه "هجوم متعمد ووحشي نفذه النظام الإسرائيلي المجرم".
وبدأت إسرائيل فجر 13 يونيو/حزيران الجاري، بدعم أميركي، هجوما واسع النطاق على إيران بقصف مبانٍ سكنية ومنشآت نووية وقواعد صواريخ واغتيال قادة عسكريين بارزين وعلماء نوويين.