تناقضت مواقف المسؤولين السودانيين من المبادرة التركية للوساطة بين السودان والإمارات. فبعد أسبوعين من ترحيب رئيس مجلس السيادة الانتقالي، القائد العام للجيش، عبد الفتاح البرهان، برز موقف مختلف من وزارة الخارجية السودانية حمل لهجة حادة في الرد على البيان الإماراتي بخصوص وساطة أنقرة.

وكانت تركيا قد توسّطت لإنهاء حالة التوتر بين السودان والإمارات خلال اتصال هاتفي أجراه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مع قائد الجيش السوداني في منتصف ديسمبر (كانون الأول) الحالي.

وأبدى البرهان موافقته على أي دور تركي يمكن أن يُسهم في وقف الحرب التي اتّهم ما وصفها بـ«ميليشيا الدعم السريع المتمردة» بالتسبب فيها، مؤكداً ثقته بمواقف الرئيس التركي وحكومته.

وعزّز رأس الدبلوماسية السودانية، علي يوسف الشريف، هذا الموقف، إذ قال في مقابلة أجرتها معه وكالة «الأناضول» التركية، الجمعة الماضي، إن «المبادرة التركية سيكون لها مردود إيجابي، ونأمل أن تنجح». وأكد أن السودان تربطه «علاقات طيبة جداً» مع الإمارات.

لكن «الخارجية» السودانية عادت ليلة الأحد لتوجيه اتهامات إلى الإمارات، رداً على بيان أصدرته نظيرتها الإماراتية التي أعلنت ترحيب دولة الإمارات العربية المتحدة بالوساطة التركية الرامية إلى إنهاء الحرب في السودان.

وأبدت «الخارجية» الإماراتية، الأحد، استعدادها للتنسيق والتعاون مع تركيا لإنهاء الصراع في السودان، مشددة على الوقف الفوري لإطلاق النار والاقتتال الداخلي في السودان بين القوات المسلحة و«قوات الدعم السريع».

وأكدت «الخارجية» الإماراتية، في البيان، أن الحوار والتفاوض هما السبيل الوحيد لإنهاء الصراع، بما يؤدي إلى قيام عملية سياسية لتشكيل حكومة مدنية.

بدورها، رحّبت «الخارجية» السودانية باستعداد تركيا «الصديقة» للتوسط بين السودان والإمارات، وقالت إن هذا الموقف يستحق التشجيع والتعاطي الإيجابي معه، مؤكدة أن تركيا محل ثقة وتقدير من السودان. وتضمّن البيان اتهامات جديدة للإمارات. كما رفض بيان «الخارجية» السودانية ما سماه «الاتهامات المبطنة» للجيش السوداني بشأن عدم مشاركته في محادثات جنيف التي جرت في أغسطس (آب) الماضي، مشيراً إلى «عدم جدوى وجدية هذه المحادثات» في وقت تواصل فيه «قوات الدعم السريع» تصعيد «مجازرها» ضد المدنيين. وأشار البيان في هذا الإطار إلى أن «الميليشيات الإرهابية» (في إشارة إلى «الدعم السريع») واصلت قصف معسكرات النازحين في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، مستخدمة المدفعية الثقيلة بعيدة المدى، بما يتوافر لها من دعم خارجي.

وقالت مصادر لــ«الشرق الأوسط» إن هذا الموقف ضد الإمارات يعبّر على الأرجح عن تيار من الإسلاميين بات يتحكم إلى حد كبير في القرارات التي تصدر عن وزارة الخارجية السودانية. وقالت المصادر التي فضّلت عدم كشف هويتها، إن هذا التيار له تأثير كبير في قيادة الجيش السوداني، ولديه أيضاً نفوذ واسع في كل مؤسسات الدولة، مضيفة أن هذا التيار لن يقبل بأي وساطة بين الجيش و«قوات الدعم السريع»، وسيعمل على إفشال مبادرات الحوار والتفاوض السلمي؛ لأنه يريد الحسم العسكري ضد ما يعدها «ميليشيات متمردة».

واندلعت الحرب في السودان في أبريل (نيسان) 2023، بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان و«قوات الدعم السريع» بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، أدت إلى مقتل الآلاف من المدنيين، ونزوح ملايين آخرين داخل البلاد وخارجها.

نيروبي: الشرق الأوسط: محمد أمين ياسين  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: قوات الدعم السریع فی السودان

إقرأ أيضاً:

الحكومة السودانية ترحب ببيان لمجلس الأمن الدولي

متابعات ـ تاق برس- رحبت الحكومة السودانية بالبيان الصحفي الذي أصدره مجلس الأمن الدولي ـ التابع للأمم المتحدة، صباح اليوم الأربعاء.

وكان مجلس الأمن الدولي قد أصدر بيانا أعلن فيه رفضه التام لتشكيل حكومة موازية في السودان، باعتبارها تمثل تهديداً مباشراً لوحدة وسلامة أرض السودان.

وأكد مجلس الأمن الدولي التزامه الثابت بسيادة السودان واستقلاله ووحدة أراضيه، وحذّر من تبعات ما قامت به قوات الدعم السريع وتحالفها السياسي لأنه يهدد مستقبل السودان والإقليم ككل.

واستذكر مجلس الأمن قراره بالرقم 2736 – (2024) الذي طالب فيه الدعم السريع برفع الحصار عن مدينة الفاشر ووقف القتال، وحثها على السماح بوصول المساعدات الإنسانية دون أي عوائق.

ونوهت وزارة الخارجية السودانية فى بيان لها اليوم مجلس الأمن بالاعتداءات على العمليات الإنسانية من قبل قوات الدعم السريع، ودعتها إلى الالتزام بالقانون الدولي الإنساني ومبادئ العمل الإنساني.

وأثنت حكومة السودان على الحيثيات التي وردت في بيان مجلس الأمن الدولي التي أدانت فيها بشكل لا لبس فيه ورفضت ما قامت به قوات الدعم السريع.

وتعكس البيانات السابقة المماثلة التي صدرت عن المنظمات الإقليمية والدولية، والأمين العام للأمم المتحدة والدول والجهات الأخرى، الإجماع الدولي الرافض لقوات الدعم السريع وتحالفها السياسي.

وجددت الحكومة السودانية التزامها الصارم بالمحافظة على سلامة وأمن واستقرار ووحدة البلاد وسيادتها على أراضيها.

وأكدت استعدادها للعمل مع المجتمع الدولي وفقاً للأسس والقوانين التي تخدم مصالح الشعب السوداني.

 

 

 

 

الخارجية السودانيةحكومة تأسيس. حكومة موازية في السودانمجلس الأمن الدولي يرفض

مقالات مشابهة

  • البرهان: لا مهادنة مع «الدعم السريع» وتحالف «تأسيس» يردّ على مجلس الأمن
  • عناوين الصحف والمواقع الإلكترونية السودانية.. اليوم
  • حركة العدل والمساواة السودانية: السلام العادل والمستدام لن يترسخ إلا بالحسم الكامل لتمرد مليشيا الدعم السريع
  • البرهان: لا مهادنة مع قوات الدعم السريع والقتال مستمر مهما كان الثمن
  • البرهان يتحدى الضغوط الدولية: لا مصالحة مع الدعم السريع مهما كانت الكلفة
  • إبراهيم شقلاوي يكتب: سويسرا .. فصل جديد من العلاقات السودانية الأمريكية
  • السودان يرحب ببيان أممي يدين خطط الدعم السريع لتشكيل حكومة موازية
  • الحكومة السودانية ترحب ببيان لمجلس الأمن الدولي
  • عاجل.. مجلس الأمن الدولي يرفض تكوين حكومة موازية في السودان.. ويطالب الدول بعدم التدخل
  • مجلس الأمن يرفض إنشاء سلطة حكم موازية فى مناطق ميليشيا الدعم السريع بالسودان