بوابة الوفد:
2025-10-12@11:06:17 GMT

ما هو سبب اندلاع الحرب في سوريا؟

تاريخ النشر: 2nd, January 2025 GMT

 

اندلعت الحرب في سوريا نتيجة تداخل معقد للأسباب السياسية والاجتماعية والاقتصادية، التي تفاعلت على مدار عقود قبل أن تنفجر في عام 2011. هذا الصراع الذي تحول لاحقاً إلى أزمة عالمية ذات أبعاد إنسانية وسياسية خطيرة، لا يمكن اختزاله في سبب واحد، بل هو نتيجة تضافر عوامل متعددة، في هذا المقال بعض الأخبار السياسية عن سوريا.

جذور الأزمة السياسية

لطالما كانت سوريا بلداً يعيش في ظل نظام سياسي مستقر، لكنه يعاني من انغلاق سياسي وقمع للحريات. سيطرة حزب البعث على السلطة منذ عام 1963 أوجدت نظاماً تسلطياً ركز السلطة في يد القيادة، مما أوجد فجوة بين الشعب ومؤسسات الدولة. غياب الحوار السياسي وتهميش المعارضة خلق شعوراً متراكماً بالإحباط لدى العديد من السوريين.

التأثير الاقتصادي والاجتماعي

شهدت سوريا في السنوات التي سبقت الحرب تحديات اقتصادية كبيرة، كان من أبرزها الجفاف الذي ضرب البلاد بين عامي 2006 و2010، مما أدى إلى تدهور القطاع الزراعي، وهو مصدر رزق أساسي لشريحة واسعة من السكان. هذا الجفاف أجبر مئات الآلاف من المزارعين على النزوح إلى المدن، مما زاد من الضغوط على البنية التحتية وأوجد شعوراً بالتهميش والفقر.

إضافة إلى ذلك، أدت السياسات الاقتصادية إلى زيادة الفجوة بين الطبقات الاجتماعية، حيث اتسمت العقود الأخيرة بخصخصة القطاعات العامة والتركيز على المصالح الخاصة للنخب، مما عزز الشعور بعدم المساواة وأضعف الروابط الاجتماعية.

التأثير الإقليمي والدولي

لم يكن الوضع السوري معزولاً عن سياق إقليمي متوتر. تأثرت سوريا برياح التغيير التي اجتاحت العالم العربي في عام 2011، والمعروفة بـ "الربيع العربي". المظاهرات التي بدأت في تونس ومصر وليبيا ألهمت شريحة واسعة من السوريين للتظاهر سلمياً، مطالبين بالإصلاحات السياسية والاقتصادية.

لكن التدخلات الخارجية، سواء من قبل دول إقليمية أو قوى عالمية، ساهمت في تصعيد الأوضاع إلى نزاع مسلح. الدعم العسكري والمالي للأطراف المختلفة أدى إلى تعقيد النزاع، وتحويله إلى ساحة صراع دولية.

الشرارة الأولى

اندلعت الاحتجاجات في مدينة درعا في مارس 2011 بعد اعتقال أطفال كتبوا شعارات مناهضة للنظام على الجدران. كانت هذه الحادثة بمثابة الشرارة التي فجرت الاحتقان الشعبي. الرد الأمني العنيف من قبل السلطات أدى إلى تصاعد المظاهرات، وتحولت سريعاً من مطالب إصلاحية إلى دعوات لإسقاط النظام.

هل كان بالإمكان تفادي الحرب؟

يرى الكثيرون أن الخيارات السياسية التي اتخذتها الأطراف المعنية ساهمت في تأجيج النزاع بدلاً من حله. غياب الحوار الفعلي بين النظام والمعارضة، واعتماد العنف كوسيلة للتعامل مع الاحتجاجات، ساهم في تعميق الانقسامات. وفي ظل هذا الوضع، تدخلت قوى إقليمية ودولية بمصالح متضاربة، مما حول الأزمة إلى حرب شاملة.

 

الدور الإعلامي وتأجيج الصراع

لعب الإعلام دوراً بارزاً في تطور الأزمة السورية وتحولها إلى نزاع مستمر. فقد أسهمت وسائل الإعلام المحلية والدولية في تسليط الضوء على الأحداث، لكنها في كثير من الأحيان انحازت لروايات معينة، مما ساهم في تأجيج الخلافات وتعميق الانقسام بين الأطراف المختلفة.

وسائل الإعلام المعارضة ركزت على انتهاكات النظام وممارساته القمعية، بينما ركز الإعلام المؤيد للنظام على خطر الجماعات المسلحة والإرهابية التي نشأت في خضم الصراع. هذا التباين في الروايات ساهم في خلق صورة مشوشة للوضع في سوريا، وأدى إلى تضليل الرأي العام العالمي. في الوقت نفسه، استُخدم الإعلام كأداة لحشد الدعم الدولي والإقليمي لطرفي النزاع، مما حول الأزمة إلى حرب إعلامية موازية على أرض الواقع.

ختاماً

اندلاع الحرب في سوريا هو نتاج تفاعل معقد بين العوامل الداخلية والخارجية. هي أزمة كشفت عن ضعف الأنظمة السياسية والاقتصادية في مواجهة مطالب الشعب، وعمّقتها التدخلات الخارجية التي وضعت المصالح الجيوسياسية فوق مصلحة الشعب السوري. اليوم، تبقى سوريا نموذجاً مؤلماً لنتائج غياب الحلول السياسية والاستجابة الفاعلة لمطالب الشعوب.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: سوريا

إقرأ أيضاً:

“حماس”: المجازر التي يرتكبها العدو تؤكد إصراره على مواصلة الإبادة حتى اللحظة الأخيرة

الثورة نت/..

أدانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، مساء اليوم الخميس، “المجزرة البشعة التي ارتكبتها طائرات الاحتلال الفاشي على منزل عائلة غبّون غرب مدينة غزة، وأسفرت عن استشهاد وإصابة أكثر من سبعين مدنيًّا من الأبرياء العزّل، معظمهم لا يزال تحت الأنقاض”.

وعدت الحركة في تصريح صحفي، هذه المجزرة “جريمة وحشية جديدة، تهدف من خلالها حكومة مجرم الحرب نتنياهو إلى خلط الأوراق، والتشويش على جهود الوسطاء، وتعطيل مساعي تنفيذ اتفاق وقف الحرب والعدوان على غزة”.

وقالت: “إنّ المجازر والجرائم الممنهجة التي يرتكبها الاحتلال بحقّ المدنيين العزّل، من نساءٍ وأطفالٍ وشيوخ، تجسّد الوجه الحقيقي لهذا الكيان البغيض المتعطش للدماء، وتكشف إصرار حكومته الفاشية على مواصلة الإبادة حتى اللحظة الأخيرة”.

وطالبت “الوسطاء والإدارة الأمريكية، بتحمّل مسؤولياتهم تجاه هذه الجرائم الوحشية، وإدانتها، والتدخّل الفوري لإلزام الاحتلال بوقف استهداف الأطفال الأبرياء والمدنيين العزّل”.

مقالات مشابهة

  • الوطنيون..!
  • مستشار الرئيس الفلسطيني: وقف الحرب بداية جيدة.. ونوجّه الشكر لمصر التي أنقذت الدم الفلسطيني
  • لاحتواء الأزمة السياسية.. الرئيس الفرنسي يدعو لاجتماع طارئ
  • كيف يتأثر الخط التحريري في المؤسسات الإعلامية بالأجندات السياسية؟
  • داخلية غزة: سنبدأ الانتشار بالمناطق التي انسحب منها الاحتلال
  • داخلية غزة ستبدأ الانتشار بالمناطق التي انسحب منها الاحتلال
  • أجهزة التنفس التي جعلت إسرائيل حيّة إلى اليوم
  • “حماس”: المجازر التي يرتكبها العدو تؤكد إصراره على مواصلة الإبادة حتى اللحظة الأخيرة
  • دعوات إسرائيلية للاعتناء بالمجموعات التي قاتلت بالقطاع
  • «لا تهجير حتى لو طبع العرب».. أبرز 10 تصريحات للرئيس السيسي منذ اندلاع الحرب في غزة