وصول وزير الثقافة، الدكتور أحمد فؤاد هنو، لتقديم واجب العزاء في السيناريست بشير الديك، بمسجد الشرطة في منطقة السادس من أكتوبر.

عزاء بشير الديك 


بدأ منذ قليل عزاء السيناريست الراحل بشير الديك بمسجد الشرطة في منطقة السادس من أكتوبر، حيث تجمع عدد من محبيه وزملائه في الوسط الفني لتقديم واجب العزاء، مما يعكس مكانة الفقيد الرفيعة في الوسط الفني.

عزاء بشير الديك

السيناريست بشير الديك، الذي رحل عن عالمنا بعد صراع طويل مع المرض، كان أحد أبرز الكتاب السينمائيين في تاريخ السينما المصرية.

وُلد بشير الديك في مدينة دمياط عام 1944، ودرس في كلية التجارة بجامعة القاهرة حيث حصل على شهادة بكالوريوس التجارة في عام 1966، رغم دراسته في مجال التجارة، لم يكن ذلك عائقًا أمام شغفه بالأدب والكتابة، حيث بدأ مسيرته الأدبية من خلال الكتابة للصحف والمجلات الأدبية، وشارك في العديد من الدورات الأدبية المختلفة.

كان أول عمل سينمائي له هو فيلم "مع سبق الإصرار"، الذي كتب له القصة والحوار وأخرجه المخرج أشرف فهمي في عام 1978، ورغم أن هذا كان بداية مشواره السينمائي، إلا أن الديك استطاع أن يثبت نفسه كأحد أبرز الكتاب الذين تركوا بصمة واضحة في السينما المصرية من خلال تعاونه مع المخرج عاطف الطيب.

تُعد شراكته مع عاطف الطيب من أهم فترات حياته المهنية، حيث قام بكتابة العديد من الأفلام التي حققت نجاحًا كبيرًا وحققت شهرة واسعة في السينما المصرية.

من أبرز هذه الأفلام: "سواق الأتوبيس"، "ضربة معلم"، "ضد الحكومة"، "ناجي العلي"، "ليلة ساخنة"، "شبكة الموت"، و"عصر القوة"، كانت أفلامه تتميز بموضوعات جريئة وواقعية تعكس قضايا اجتماعية وسياسية في المجتمع المصري، وهو ما جعله يكتسب احترام الجمهور والنقاد على حد سواء.

لقد ترك بشير الديك بصمة لا تُمحى في صناعة السينما المصرية، من خلال أفلامه التي تتسم بالعمق الفكري والقدرة على معالجة القضايا الاجتماعية والإنسانية بأسلوب مميز، وهو ما جعله واحدًا من أبرز السيناريستات في تاريخ الفن المصري.

حمدي الوزير يقدم واجب العزاء في الراحل بشير الديك

 

بشير الديك محامي المهمشين في السينما المصرية

بين الواقعية والتجريب السينمائي، اهتم السيناريست الراحل بشير الديك في أفلامه بتناول قضايا الطبقة المهمشة وهمومها، سواء من الجانب الإنساني أو الإجتماعي، فدائمًا كان حريصًا على تسليط الضوء على مشاكل وهموم الإنسان المصري بأسلوب واقعي وبسيط.

سواق الأتوبيس 
يتربع "سواق الأتوبيس" أحد أساطير بشير الديك في السينما، على عرش أفلامه التي سلط من خلالها الضوء على الطبقة المهمشة ومعاناتها في الحياة، بالتعوان مع الرائع عاطف الطيب، وفي الوقت نفسه رسمت طريق نجاح مشوار كبير للفنان القدير الراحل نور الشريف حيث كان الفليم بمثابة بمثابة ميلاد جديد له وعلامة فارقة في تاريخه الفني الحافل بالنجاحات المميزة.

سواق الأتوبيس 
ولعلنا نتطرق إلى وصف بشير الديك للفنان نور الشريف في حوار تليفزيوني له حينما قال عنه إنه رجل سينما من الطراز الأول، وعندما تدخل معه فيلم تثق أنك ستنتهي منه في الموعد المتفق عليه، بفضل عمله بصورة كبيرة على الشكل الخارجي للشخصية، ولكن تلك العلاقة القوية بين الديك والشريف لم تبدأ فقط من هذا الفيلم وإنما منذ عام 1979 في أولى أفلامه "مع سبق الإصرار".

لقطات من تصوير فيلم سواق الأتوبيس

حصد فيلم سواق الأتوبيس الذي عرض في عام 1982، على إشادات كبيرة من جانب النقاد والجمهور نظرًا لتطرقه إلى تجسيد شخصية تبدو مهمشة في المجتمع وهو "سائق الأتوبيس" الذى حارب على الجبهة وعاد منتصرًا بعد حرب 1973 ليجد كل من حوله اغتنوا، مما يضعه في مأزق كبير مع والده الذى جسد دوره العبقري عماد حمدي بعدما بات مفلسًا ويضطر لبيع كل ما يملك، مع محاولات من الابن لحل تلك الأزمات ولكن دون جدوي خاصًة مع عدم مساندة شقيقاته له وأزواجهم.

النمر الأسود
ومن الأفلام أيضًا التي سلط خلالها بشير الديك الضوء على حياة المهمشين، فيلم "النمر الأسود" الذي جسد فيه ببراعة الإمبراطور الراحل أحمد زكي دور " محمد حسن " الذي يسافر إلى ألمانيا ليعمل خراطًا بأحد المصانع، يعاني منذ يومه الأول من متاعب كثيرة كاختلاف اللغة والثقافة والعنصرية.

وتبدأ يزدهر ربيع حياته بمجرد أن يتعرف على فتاة ألمانية " وفاء سالم" تعرف بعض العربية وتساعده على تعلم الألمانية، بينما يتعرف على مدرب الملاكمة اليوناني الذي يجيد العربية الذي جسده العظيم أحمد مظهر؛ فيساعده ويدعمه حتى يصبح بطلًا.

الحريف
يسعى الديك دائمًا إلى تجسيد واقع الحياة المصرية من خلال سرد حكايات حقيقية تخرج من رحم الواقع الذي نعيشه، بل وتعكس أيضًا ما وراء الكواليس، ومن بين تلك القصص شخصية "فارس" في فيلم "الحريف" إخراج المبدع محمد خان، التي جسدها الزعيم عادل إمام ببراعة وتميز على الرغم من اختلافه عن نوع الكوميديا الذب اعتاد على تقديمه خلال تلك الفترة.

ويروي الفيلم قصة فارس الذي يعمل بمصنع أحذية ويقيم بغرفةٍ على سطح أحد المنازل بعد ان انفصل عن زوجته بسبب اعتدائه عليها مرارًا بالضرب، ويهوى ممارسة كرة القدم "الشراب" في الشوارع والساحات الشعبية مقابل المراهنات، مما يعرضه للفصل من عمله لإهماله الشديد.

ضد الحكومة
ومن المستحيل أن نتحدث عن إنجازات بشير الديك الفنية وننسى واحدًا من روائعه الفنية وهو فيلم “ضد الحكومة” للمخرج المبدع عاطف الطيب، والإمبراطور أحمد زكي الذى ظهر فيه لأول مرة بشخصية مغايرة تمامًا عن بقية أدواره الفنية.

مشهد المحكمة من فيلم ضد الحكومة كلنا فاسدون لا أستثني أحد
ضد الحكومة
استلهم “الديك" فكرة الفيلم التي لازالت منذ العرض الأول للفيلم وحتى يومنا هذا تشعل ثورة كبرى كلما عٌرض مشهدًا واحدًا من أحداث الفيلم، من خلال مقالات الكاتب وجيه أبو ذكرى الذى كتب مقالات عن محامي التعويضات بجريدة "الأخبار"، ليقرر بعدها كتابة فيلم على نفس النهج.

فيلم ضد الحكومة

"ضد الحكومة" من روائع بشير الديك التي لا تًنسى
وتدور قصة الفيلم حول مصطفى خلف المحامي والذي يجسده "أحمد زكي"، الذي يتجه بعد فصله من النيابة العامة لسوء سلوكه، إلى المحاماة، ويتخصص في الدفاع عن المشبوهين والخارجين عن القانون مستغلًا براعته في الإلمام بثغرات القانون.

كما يبرز نشاطه في قضايا التعويضات مستغلًا أوجاع البشر في الكسب المادي، إلى أن يجد ابنه الوحيد ضحية حادث سير، فتنقلب الأمور ويتطهر مصطفى خلف المحامي من فساده ويطالب بمحاسبة الحكومة بأكملها".


مشهد المحاكمة في فيلم “ضد الحكومة” عن قصة حقيقية: كلنا فاسدون لا أستثني أحدًا  
وفي حوار سابق للراحل بشير الديك، صرح بأن مشهد المحاكمة في فيلم “ضد الحكومة” كان مقتبسًا عن  قصة حقيقية، وكذلك مشهد “حتة حشيش ملناش دعوة بيها”، مسنودًا أيضَا عن واقعة حقيقية، كان قد قرأها في أحد الصحف.

كما أشار إلى أن الراحل أحمد زكي أثناء تصوير هذا المشهد كان مرهقًا ومريضًا ويشعر بألم شديد في معدته، ولكن على الرغم من ذلك أصر على تصويره كاملًا، ليخرج المشهد بالصورة التي رأيناها ويكون واحدًا من أهم وأعظم مشاهد السينما المصرية.

فيلم “ضد الحكومة” يضم نخبة مميزة من نجوم ونجمات الفن وهم أحمد زكي، ولبلبة، وعفاف شعيب،  وأبو بكر عزت، والمنتصر بالله، وأحمد خليل، ومحمد نجاتي.


وفاة ابن بشير الديك لحظة احتفاله بعيد ميلاده الـ14
ما لا يعرفه الكثيرون عن بشير الديك، هو فقدانه لإبنه "أحمد" بعمر 14 عامًا، والذي تأثر بموته جدًا، حيث راح ضحية حادث سيارة أليم في مشهد بالغ القسوة كاد أن يصيب "الديك" بالجنون على حد وصفه، حيث قال: "ابني مات اثناء الاحتفال بعيد ميلاده صدمة كبيرة غريبة لكن ربنا الحمد لله ساعدنى ان اجتاز هذه الأزمة".

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو بشير الديك السيناريست بشير الديك عزاء بشير الديك السینما المصریة سواق الأتوبیس واجب العزاء ضد الحکومة فی السینما بشیر الدیک عاطف الطیب واحد ا من أحمد زکی من خلال مشهد ا

إقرأ أيضاً:

قصور الثقافة تحتفي بالفائزين في مسابقتي مصر ترسم ومصر تقرأ على مسرح السامر

نظمت الهيئة العامة لقصور الثقافة، الثلاثاء، حفل توزيع جوائز مسابقتي "مصر ترسم" و"مصر تقرأ"، وذلك بمسرح السامر بالعجوزة، تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، في إطار برامج وزارة الثقافة، لاكتشاف ودعم الموهوبين وصقل قدراتهم في مختلف المجالات الثقافية والفنية.

شهد الحفل اللواء خالد اللبان، مساعد وزير الثقافة لشئون رئاسة الهيئة، والكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، وبحضور المايسترو الكبير سليم سحاب، د. حنان موسى، رئيس الإدارة المركزية للدراسات والبحوث، الفنان أحمد الشافعي، رئيس الإدارة المركزية للشئون الفنية، محمد يوسف، رئيس الإدارة المركزية لشئون مكتب رئيس الهيئة، والباحث أحمد عبد العليم، رئيس المركز القومي لثقافة الطفل، ولفيف من القيادات التنفيذية والإعلاميين.

جاء الحفل لتكريم الفائزين في المسابقتين اللتين طرحتهما الهيئة للأطفال والشباب، ضمن مبادرة "مصر تبدع"، واستهلت الفعاليات بجولة تفقدية للمعرض الفني الذي ضم أعمال الفائزين والمشاركين في مسابقة "مصر ترسم" التي عنيت باكتشاف الموهوبين في مجالات الفنون التشكيلية من الأطفال والشباب وذوي الهمم.

وتنوعت الأعمال الإبداعية المقدمة ما بين المجسمات واللوحات الفنية، بالإضافة إلى أعمال أخرى بتقنية الكولاچ، عن موضوعات خاصة بمفردات البيئة وخصوصيتها الثقافية، أثر التغيرات المناخية الحالية والمستقبلية عليها، المشروعات القومية، وغيرها، وذلك بخامات متنوعة.

في كلمته، رحب اللواء خالد اللبان بالحضور، معربا عن فخره واعتزازه بما قدمه المشاركون من أعمال وإبداعات، قائلا: نحتفي معا بالمواهب الواعدة في مجالي الفن والقراءة، ونعبر عن فخرنا بما قدمه أبناؤنا من إبداعات مبهرة تعكس قدراتهم وطاقاتهم.

وأكد "اللبان" على إيمان الدولة المصرية، ممثلة في وزارة الثقافة، بأهمية رعاية الموهبة منذ الصغر، باعتبارها ضرورة لبناء جيل مثقف واع، مشيرا إلى دور الهيئة في الوصول إلى الموهوبين في جميع ربوع مصر، لا سيما في المناطق الحدودية.

كما توجه بالشكر لوزير الثقافة لدعمه الكبير لفعاليات الهيئة ولكل من ساهم في إنجاح المسابقتين، من إداريين وفنانين ومشرفين ولجان تحكيم، وأسر الأطفال، قائلا: "أبارك لكل الفائزين، وأدعو الجميع إلى الاستمرار في هذا الطريق، فهذه ليست النهاية بل بداية لمشوار طويل من الإبداع والنجاح. تحيا مصر، وتحيا ثقافتها، وتحيا عقول أبنائها المبدعين".

من ناحيته، أعرب الكاتب محمد ناصف، عن سعادته بفوز المشاركين في المسابقتين، وتوجه بالشكر إلى وزير الثقافة لحرصه على دعم المبادرة.


وأوضح أن المسابقة عنيت باكتشاف المواهب في مجالي الفنون التشكيلية والقراءة، وقسمت إلى ثلاث فئات عمرية، الأولى من 6 إلى 12 عاما، الثانية من 13 إلى 18 عاما، الثالثة من 19 إلى 27 عاما.

وأضاف أن مسابقة "مصر تقرأ" استهدفت تلخيص إصدارات وزارة الثقافة من قبل الفئات العمرية نفسها، وشملت أيضا مشاركة ذوي الإعاقة، بما فيهم المكفوفين، الذين أرسلوا ملخصاتهم بصيغ متعددة مثل "برايل" أو مقاطع صوتية، مشيرا إلى أن الوزارة أعدت تطبيقات مخصصة للفئة العمرية الثالثة، بالإضافة إلى تطبيق "توت" لكتب ومجلات الأطفال.

وفي كلمتها، عبرت د. حنان موسى، عن سعادتها بالمشاركات الثرية والإبداعات المميزة، وأشارت إلى أن لجنة التحكيم واجهت تحديا كبيرا في عملية التقييم، نظرا لتنوع الأعمال المشاركة التي تجاوز عددها 1200 عمل فني، وهو ما يعكس حجم التميز والإبداع لدى المشاركين.

وشهدت فعاليات الحفل عرضا فنيا قدمته الفرقة المصرية للموسيقى والغناء بقيادة المايسترو د. مازن دراز، تضمن باقة من الأغاني الطربية والوطنية وسط تفاعل كبير، منها: نسم علينا الهوى، سألوني الناس، سألتك حبيبي، جانا الهوى، مطلوب من كل مصري، ومصر التي في خاطري.

وفي الختام تم تكريم الفائزين في مسابقة "مصر تقرأ" والبالغ عددهم 82 مشاركا من مختلف محافظات الجمهورية، وذلك بمنحهم شهادات تقدير وجوائز مالية، وعينية شملت حقائب تحتوي على 25 كتابا لكل فائز.

وتكريم الفائزين في مسابقة "مصر ترسم"، والبالغ عددهم 76 فائزا، حصل منهم 46 مشاركا على جوائز مالية، فيما حصل باقي الفائزين على جوائز عينية عبارة عن حقائب تضم أدوات رسم، تشجيعا على مواصلة الإبداع الفني. كما تم تكريم أعضاء لجان تحكيم مبادرة "مصر تبدع" وأعضاء لجنة فرز الأعمال المشاركة.

طباعة شارك الهيئة العامة لقصور الثقافة مصر ترسم مصر تقرأ مسرح السامر الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة

مقالات مشابهة

  • منصة رقمية جديدة.. وزير الأوقاف: تحريك العقول للإبداع والابتكار واجب أصيل للخطاب الديني
  • قصور الثقافة تحتفي بالفائزين في مسابقتي مصر ترسم ومصر تقرأ على مسرح السامر
  • الرئيس عون التقى وزير الثقافة... هذا ما تم بحثه
  • لطيفة توجه رسالة شكر لكل من قدم لها واجب العزاء في شقيقها نور الدين
  • وزير الثقافة يشارك في إزاحة الستار عن ستديو نجيب محفوظ بماسبيرو
  • وزير الثقافة يترأس اجتماع وضع توصيات لجنة دراسة التأثيرات الاجتماعية للدراما والإعلام تمهيدًا لرفعها لرئيس الوزراء
  • وزير الثقافة : لا مساس بحرية الإبداع
  • وزير الثقافة يصل مبني ماسبيرو لافتتاح استديو نجيب محفوظ
  • وزير الثقافة يشهد عرض “كارمن” بمسرح الطليعة.. ويشيد بصناعه| صور
  • مسؤولون وأعيان يواسون أسرة آل ساب في فقيدهم زاهد