لغز جبار.. من بطل أميركي يحارب الإرهاب إلى متهم به
تاريخ النشر: 4th, January 2025 GMT
واشنطن- تتساءل أميركا، دون إجابات وافية بعد، عن دوافع شمس الدين جبار البالغ من العمر 42 عاما، الجندي السابق والخبير التكنولوجي، للقيام بعملية دهس بشاحنة (نصف نقل) لأكبر عدد من المحتفلين بقدوم العام الجديد في أحد أشهر شوارع الجنوب الأميركي.
وأقدم جبار على تنفيذ فعلته في شارع "بوربورن" بقلب الحي الفرنسي بمدينة نيو أورليانز، في الساعات الأولى من عام 2025، ليقتل 14 شخصا ويصيب 30 آخرين، قبل أن يتم قتله من قبل رجال الشرطة.
واعتبر مكتب التحقيقات الفدرالي "إف بي آي" الهجوم عملا إرهابيا، خاصة بعدما وجد علما أسود لـ"تنظيم الدولة الإسلامية" في الشاحنة المستخدمة، وأرجع بعض المحللين أن اختيار الشارع ليس من قبيل المصادفة، واعتبروا أن تنفيذ الهجوم ليلة رأس السنة الجديدة -وهي ليلة معروفة بشرب الخمور والاحتفالات الراقصة- يعكس رؤية جبار المتطرفة للمجتمع الأميركي.
ولد جبار أميركيا في عام 1982 لعائلة مسيحية في بومونت بولاية تكساس، وهي مدينة نصف عدد سكانها من الأميركيين الأفارقة، وتقع على بُعد حوالي ساعة شرق مدينة هيوستن، وتظهر السجلات الحكومية أن عائلته لها علاقات قديمة الأمد في شرق تكساس وأجزاء أخرى من الجنوب الأميركي.
ترعرع جبار في شوارع ومدارس المدينة، وتشير تقارير لاعتناقه الإسلام في سن صغيرة، قبل أن يمتلك سجلا حافلا في حياته التعليمية والعسكرية والمهنية.
وخرجت حياته عن مسارها الطبيعي خلال السنتين الأخيرتين لأسباب لا يعرفها أحد وأدت لانهيار زواجه، واضطراب أوضاعه المالية طبقا لرسالة بريد إلكتروني أرسلها جبار إلى محامي زوجته الثانية أثناء إجراءات الطلاق التي أنهاها عام 2022، ولدى جبار صبي من زواجه الثاني، كما له فتاتان من زواجه الأول الذي أنهاه بالطلاق أيضا عام 2012.
إعلانخدم جبار في القوات البرية بالجيش الأميركي من عام 2007 إلى عام 2015، وترك الخدمة برتبة رقيب، لينتقل بعدها لقوات الاحتياط من عام 2015 إلى 2020. وخدم لاحقا بين عامي 2009 و2010 في أفغانستان وتخصص في تكنولوجيا المعلومات.
ونظرا لخدمته العسكرية في أفغانستان، حصل جبار على "ميدالية الحرب العالمية على الإرهاب" من الحكومة الأميركية، والتي يتم من خلالها تكريم الضباط والجنود ممن خدموا في العراق وأفغانستان.
درس جبار تكنولوجيا المعلومات في جامعتي "وسط تكساس" وجامعة "ولاية جورجيا"، وحصل على عدة شهادات في مجالات تكنولوجية متعددة أهلته للتخصص التكنولوجي في جانبه العسكري أثناء خدمته التي امتدت لعقد من الزمان في الجيش الأميركي.
وبعد خروجه من الجيش، انضم لكبريات شركات الاستشارات الإدارية والتنفيذية، "أكسنشر" و"آرنست آند يونغ" و"ديلويت"، وهي من الأكبر والأهم في مجالها بالولايات المتحدة وخارجها، كما كانت لديه رخصة خبير في العقارات التجارية.
وسبق وخالف جبار القانون في شبابه، وتم القبض عليه بسبب سرقة من محل، وحُكم عليه بالخدمة المجتمعية 9 أشهر، ثم ألقي القبض عليه لقيادته سيارة برخصة منتهية، وألقي القبض عليه مرة أخيرة لقيادته سيارة تحت تأثير الكحول، ولم يتم سجنه، واكتفت السلطات بحضوره بعض الدروس والقيام ببعض الخدمات العامة.
وقال جبار، في مقطع فيديو على موقع يوتيوب، يعود إلى عام 2020 بعنوان "مقدمة شخصية" إنه كان يخدم في الجيش، وقد تعلم فيه "معنى الخدمة العظيمة وما يعنيه أن تكون متجاوبا، وتأخذ كل شيء على محمل الجد للتأكد من أن الأمور تسير دون أي عوائق"، وفي الفيديو، جلس جبار بجوار ملصق مؤطر عليه كلمة "الانضباط" بخط عريض، وبالقرب من كتاب بعنوان "القيادة".
ذئب منفردتدفع طبيعة هجوم نيو أورليانز وكونه بسيطا وغير معقد، ولا يتطلب تدريبا متخصصا، وعدم وجود الحاجة للحصول على متفجرات، إلى زيادة المخاطر من هذه الأنواع التي يستحيل توقعها، خاصة مع وجود الكثيرين ممن يتعرضون لمتاعب حياتية تسهل اتجاههم نحو التطرف.
إعلانوترى مورغان تاديتش المحاربة المتقاعدة من الجيش الأميركي والخبيرة بالمجلس الأطلسي (مؤسسة بحثية غير حكومية) أن "الهجوم الإرهابي يوم رأس السنة الجديدة يشترك في العديد من الخصائص مع الاعتقالات الإرهابية الأخيرة في الولايات المتحدة وكندا".
وأوضحت "في جميع الحالات، بدأ الرجال الساخطين على حياتهم في التفاعل عبر الإنترنت مع المؤثرين والمواقع المرتبطة بتنظيم داعش، وفي حين أن تفاصيل تفاعلات جبار عبر الإنترنت غير واضحة بعد، فإن وجود علم داعش في شاحنته المستأجرة بالإضافة إلى التقارير المبكرة عن مقاطع الفيديو التي نشرها تروج لمحتوى متطرف، يشير إلى أنه كان متطرفا على الإنترنت".
وأضافت "قبل السنوات القليلة الماضية، بدا أن جبار يعيش حياة طبيعية نسبيا، ومع انهيار حياته الشخصية، أصبح أكثر تطرفا".
كما أشارت تقارير إلى تسجيل جبار عدة فيديوهات قصيرة قبل ساعة من ارتكاب جريمته وبثها في حسابه على منصة فيسبوك، تحدث فيها عن التخطيط لقتل عائلته، وعن أحلام ساعدت في إلهامه للانضمام إلى تنظيم الدولة الإسلامية.
وبعد مقتل جبار، يبقى الدافع وراء ما قام به غامضا، رغم تسرع الخبراء لربط الهجوم بظاهرة الإرهاب العالمي، خاصة بعد تأكيد الرئيس جو بايدن أن جبار قام بالهجوم منفردا، ولا ينتمي لأي خلية أو تنظيم إرهابي، وهو ما يوصف بتعبير "الذئاب المنفردة"، ويطلق على من يقوم بعمل إرهابي بصورة فردية، وليس كجزء من خلية أو تنظيم أكبر.
ودفع ذلك بمارك بوليميروبولوس، الخبير بمشروع مكافحة الإرهاب بالمجلس الأطلسي، والذي سبق له العمل لمدة 26 عاما في وكالة الاستخبارات المركزية، للتحذير على موقع المجلس، والزعم أن "الذئب المنفرد أكثر إثارة للقلق والخطورة بالنسبة لمسؤولي مكافحة الإرهاب الأميركيين".
وأرجع ذلك "لأنه من الصعب جدا على كل من سلطات إنفاذ القانون ومجتمع الاستخبارات اختراق العملية نفسها، ويتفاقم هذا الأمر أكثر إذا تحول المهاجم إلى التطرف الذاتي، وتلقى الإلهام والتوجيه تقريبا من دعاية داعش، على سبيل المثال".
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الجیش الأمیرکی من عام
إقرأ أيضاً:
البابا الأميركي اللاتيني.. كيف تتفاعل البيرو مع ليو الرابع عشر؟
المشهد المصور غير واضح كثيرا. إطار الكاميرا غير ثابت. وفي لحظة ما، يظهر هاتف محمول آخر في مجال الرؤية ليلتقط المشهد.
لكن ذلك الفيديو انتشر كالنار في الهشيم في بيرو لسبب واحد وجيه: إنه يصور لحظة عفوية ومرحة للرأس الجديد للكنيسة الكاثوليكية البابا ليو الرابع عشر، الذي بدأ مؤخرا قيادته للكنيسة بقداس تنصيبي في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ضم وتهويد.. إسرائيل تسابق الزمن لابتلاع "سبسطية" الأثرية بالضفةlist 2 of 2"مفكرة عابر حدود".. حكايات مأساوية وسخرية سوداء من واقع الهجرةend of listلقد غيرت بابويته التاريخ. وُلد ليو الرابع عشر في شيكاغو، وهو أول بابا على الإطلاق ينحدر من الولايات المتحدة. ولكن بالنسبة لسكان بيرو في مدينة تشيكلايو الشمالية فهو بطل محلي، والفيديو المنتشر من عام 2014 هو دليل على جذوره اللاتينية.
في ذلك المقطع، يترنم ليو الرابع عشر -المعروف آنذاك باسم روبرت بريفوست- بأغاني عيد الميلاد في مكبر صوت محمول باليد تحت أضواء الفلورسنت وديكورات متناثرة.
يغني "فيليز نافيداد! فيليز نافيداد" (Feliz Navidad = أغنية إسبانية تعني "عيد ميلاد مجيد")، مدعومًا بفرقة من شباب تشيكلايو تعزف على الغيتار، متمايلاً على الإيقاع "أتمنى لكم عيد ميلاد مجيدا".
في الفترة التي سبقت بابويته، لعبت تشيكلايو، خامس أكبر مدينة في بيرو، دورًا محوريا في صعود ليو الرابع عشر في مراتب الكنيسة الكاثوليكية.
إعلانمنذ عام 1985، خدم ليو في بعثات كاثوليكية مختلفة في جميع أنحاء شمالي البلاد. ولكن على مدى العقد الأخير من حياته المهنية، كانت تشيكلايو قاعدته الرئيسية. شغل منصب أسقف هناك من 2015 إلى 2023، وخلال تلك الفترة أصبح أيضًا مواطنًا بيروفيا.
قال الأب خوسيه أليخاندرو كاستيو فيرا، وهو زعيم كنسي محلي التقى ليو الرابع عشر لأول مرة عام 2014، "لقد كسب محبة الناس".
وبينما احتضنت المنطقة بحرارة "بابا تشيكلايانو" -أي باباها القادم من تشيكلايو-، يعكس الوضع في أميركا اللاتينية أيضًا الصراعات التي تواجه منصب ليو الجديد.
بطل محلييُعتقد أن الكاثوليكية في تراجع في أميركا اللاتينية. وجد استطلاع أجرته شركة استطلاعات الرأي العام "لاتينوباروميترو" (Latinobarometro) أنه في الفترة من 1995 إلى 2024، انخفض عدد الكاثوليك المصرحين عن أنفسهم من حوالي 80% إلى 54%.
وفي بيرو، تضررت صورة الرأي العام في أعقاب فضيحة اعتداء جنسي ظهرت عام 2015.
ومع ذلك، يسود التفاؤل في تشيكلايو بأن قيادة ليو الرابع عشر يمكن أن تعيد الحيوية إلى المؤمنين الكاثوليك نظرًا لسجله الحافل في الخدمة العامة.
قالت يولاندا دياز، وهي معلمة تبلغ من العمر 70 عامًا في تشيكلايو ومستشارة وطنية للاتحاد الوطني للطلاب الكاثوليك، "أعتقد أنه يمكنه تعزيز مساحة للحوار".
وتعتقد أن ليو الرابع عشر سيساعد في "دفع التغييرات التي نريد أن نراها في الكنيسة إلى الأمام، شيئًا فشيئًا".
حدد ليو الرابع عشر ملامح بابويته في وقت مبكر. في أول تصريحات له بعد انتخابه، انتقل من الإيطالية إلى الإسبانية لمخاطبة مدينته التي تبنته مباشرة.
وقال "إذا سمحتم لي بكلمة، تحية للجميع وبشكل خاص لأبرشيتي الحبيبة تشيكلايو، في بيرو، حيث رافق شعب مؤمن أسقفه، وشارك إيمانه وقدم الكثير، الكثير، لمواصلة كونها كنيسة وفيّة ليسوع المسيح".
إعلانسرعان ما أشار مراقبو الفاتيكان إلى أنه اختار عدم مخاطبة الولايات المتحدة، بلد مولده، أو التحدث بلغته الأم الإنجليزية.
في الأيام التي تلت ذلك، تدفق آلاف الأشخاص إلى الساحة الرئيسية في تشيكلايو للاحتفال بالبابا الجديد، يرقصون ويتناولون القربان المقدس في ظل كاتدرائيتها ذات اللون الأصفر الزبدي.
في خضم هذا الحماس، لمحت الشركات المحلية فرصة اقتصادية. اقترح رئيس الرابطة الوطنية لوكالات السفر والسياحة "إبافيت" (APAVIT) ريكاردو أكوستا إنشاء مسار سياحي تحت عنوان "البابا".
وعلقت المطاعم في تشيكلايو لافتات خارج أبوابها "أكو كوميو إل بابا" أي: "البابا أكل هنا".
مواجهة فقر بيرويؤثر الفقر في المنطقة الشمالية من بيرو على ما يقرب من ربع السكان. وقد جادل المدافعون المحليون بأن المدينة والمناطق المحيطة بها تعاني من عدم كفاية البنية التحتية العامة.
برزت تلك المشكلة بشكل صارخ خلال جائحة كورونا خلال عام 2020 وما تلاه عندما أفادت الأمم المتحدة بأن أكثر من ألف عائلة في تشيكلايو كانت تفتقر إلى مياه الشرب.
كما كانت موارد الرعاية الصحية تحت ضغط شديد. سجلت بيرو أعلى معدل وفيات للفرد، حيث قُدّر بـ665.8 حالة وفاة لكل 100 ألف شخص.
يتذكر الأب كاستيو الأمين العام لمنظمة "كاريتاس تشيكلايو" (Caritas Chiclayo)، وهي منظمة إغاثة كاثوليكية، أن ليو الرابع عشر لعب دورًا حاسما في جمع الأموال لشراء الأكسجين الطبي لعلاج المرضى.
أوضح الأب كاستيو "لقد توصل إلى فكرة إطلاق حملة لدعم المجتمع للحصول على محطة أكسجين".
من خلال جهودهم الجماعية، تم جمع أكثر من 380 ألف دولار أميركي لشراء أنظمة توليد الأكسجين.
قال الأب كاستيو "لقد ناشد جميع السكان والسلطات ورجال الأعمال أيضًا". "في النهاية، كان الله الإله عظيما ولم يكن هناك مال لمحطة واحدة فحسب، بل لبناء محطتي أكسجين".
إعلانومع ذلك، تم إغلاق كلتيهما منذ ذلك الحين بسبب نقص الأموال اللازمة للصيانة. ومع ذلك، قال الأب كاستيو للجزيرة الإنجليزية إنه يأمل أن يواصل البابا ليو الرابع عشر دفاعه عن الفقراء أثناء وجوده في الفاتيكان.
وقال "كلنا نأمل أن يستمر في كونه ذلك الصوت، ليس فقط لنا نحن البيروفيين، ولكن للجميع". وأضاف "الكثير من الناس بحاجة للخروج من البؤس، من الفقر".
من مهاجر إلى آخربالنسبة لدياز، المعلمة، كانت إحدى أعز ذكرياتها عن البابا الجديد هي العمل معًا على قضية ملحة أخرى تواجه بيرو: الهجرة.
منذ عام 2018، أصبحت بيرو واحدة من الوجهات الرئيسية للمهاجرين وطالبي اللجوء من فنزويلا، حيث دفع القمع السياسي وعدم الاستقرار الاقتصادي أكثر من 7.9 ملايين شخص إلى الخارج.
تقدر الأمم المتحدة أن بيرو استوعبت ما يقرب من مليوني شخص من هؤلاء المهاجرين. وهذا يجعلها ثاني أكبر مستقبل للفنزويليين في أميركا اللاتينية.
قالت دياز للجزيرة الإنجليزية إنها شهدت تأثير تلك الموجة من الوافدين في تشيكلايو. عملت هي وليو الرابع عشر معًا في لجنة جديدة أسسها كأسقف لمعالجة الهجرة والاتجار بالبشر.
تذكرت دياز "شهدنا تدفقًا كبيرًا". "رأينا ما يصل إلى 20 ألف شخص يصلون إلى تشيكلايو، أكثر من 3 آلاف عائلة، بما في ذلك الأطفال والشباب. كان بإمكانك رؤيتهم ينامون في الساحة الرئيسية، وفي الشوارع، وفي مداخل الكنائس، وخارج شركات السفر".
أثار هذا التدفق مشاعر معادية للمهاجرين بين بعض البيروفيين، ووردت تقارير عن تعرض اللاجئين للتمييز.
لكن دياز لاحظت أن ليو الرابع عشر حاول إزالة وصمة العار عما يعنيه أن تكون أجنبيا في بيرو عندما زار مجتمعات المهاجرين.
تتذكر دياز قوله: "أنا مهاجر.. أعرف ماذا يعني أن تصل كمهاجر إلى أرض مجهولة بثقافة مختلفة".
رأت ذلك دليلا على قدرته على رأب الصدع في دوره الجديد بوصفه بابا، "إنه يفهم أن هناك تنوعًا في الكنيسة".
إعلان مواجهة فضائح الاعتداء في الكنيسةولكن بينما يُنظر إلى البابا ليو الرابع عشر إلى حد كبير على أنه شخصية موحدة في تشيكلايو، أعادت بابويته إشعال بعض الجدل العالق داخل الكنيسة الكاثوليكية.
من بين أكثر الاتهامات إدانة مزاعم الاعتداء الجنسي في الأبرشيات الكاثوليكية في جميع أنحاء العالم، من الولايات المتحدة إلى تشيلي إلى أيرلندا.
الكنيسة الكاثوليكية في بيرو ليست استثناءً. تركز الكثير من التدقيق على مجموعة واحدة على وجه الخصوص، وهي "سوداليتيوم كريستياناي فيتاي" (Sodalitium Christianae Vitae – SCV)، أي جماعة حياة مسيحية.
تأسست في بيرو عام 1971 ونمت لتشمل أعضاء في جميع أنحاء أميركا اللاتينية.
ولكن في عام 2011 بدأت الكنيسة الكاثوليكية في تلقي شكاوى رسمية حول مؤسسها لويس فرناندو فيغاري وقادة آخرين في تلك الحركة.
في عام 2015، بعد سنوات من التحقيق، نشر الصحفيان بيدرو ساليناس وباولا أوغاز كتابًا عن الشكاوى صدم المجتمع البيروفي، ولفت انتباه العالم إلى القضية.
الكتاب، الذي يحمل عنوان "نصف رهبان نصف جنود"، فصل أكثر من 30 حالة اعتداء، بما في ذلك مزاعم الاعتداء النفسي، والإجبار على اللواط، وأضرار أخرى ارتُكبت.
قالت أوغاز للجزيرة إن البابا ليو المستقبلي كان داعمًا لجهودها في التحقيق.
وقالت في بيان مكتوب: من بين الأساقفة الذين دعمونا حتى النهاية روبرت بريفوست، وهو شخص متعاطف يدرك أن هذه القضية حاسمة لبابويته.
نفى فيغاري باستمرار ارتكاب أي مخالفات. لكن سلف ليو في الفاتيكان البابا فرانشيسكو أرسل في النهاية مبعوثين إلى بيرو، بما في ذلك رئيس أساقفة، للتحقيق في المجموعة.
في عام 2024، أصدرت سلطات الكنيسة في بيرو بيانًا يؤكد أن التحقيق وجد حالات "اعتداء جسدي بما في ذلك السادية والعنف"، بالإضافة إلى إجراءات أخرى تهدف إلى "كسر إرادة المرؤوسين".
إعلانفي نهاية المطاف، تم طرد فيغاري وأعضاء بارزين آخرين من المنظمة. ولاحقًا، اتخذ البابا فرانشيسكو خطوة نادرة بحل المجموعة بالكامل. دخل مرسوم الحل حيز التنفيذ قبل أسبوع واحد فقط من وفاة فرانشيسكو في أبريل/نيسان الماضي، مما ألغى المجموعة فعليًا.
لكن البابا ليو نفسه واجه تدقيقًا بشأن ما إذا كان قد فشل في التصرف بناءً على الشكاوى التي تلقتها أبرشية تشيكلايو أثناء توليه منصب الأسقف.
في مارس/آذار الماضي، على سبيل المثال، أصدرت مجموعة تسمى شبكة الناجين ممن تعرضوا للاعتداء من قبل الكهنة "إس إن إيه بي" (SNAP) رسالة تزعم أن ثلاث نساء في عام 2022 أبلغن الأبرشية عن تعرضهن للاعتداء الجنسي، ليواجهن صمتا مؤسسيا.
كتبت "إس إن إيه بي": هناك سبب جدي للاعتقاد بأن الكاردينال بريفوست لم يتبع الإجراءات التي وضعها الكرسي الرسولي (Holy See= السلطة البابوية) لإجراء التحقيقات بعد ورود بلاغات الاعتداء.
ومع ذلك، صرح ليو الرابع عشر لصحيفة "لا ريبوبليكا" (La Republica) البيروفية في الماضي بأنه يرفض "التستر والسرية". وفي الأسبوع الماضي، نفى الأب جوردي برتوميو فارنوس، وهو محقق بالفاتيكان، هذه التقارير.
قال برتوميو فارنوس لوسائل الإعلام البيروفية في روما "روبرت بريفوست لم يتستر على أي شيء.. لقد فعل كل شيء وفقًا للبروتوكولات المعمول بها لدينا في الفاتيكان".
تقول الصحفية أوغاز إنها لا تزال متفائلة بقدرة ليو الرابع عشر على تنفيذ الإصلاح.
وأشارت إلى أنه في أيامه الأولى بوصفه بابا، عقد ليو الرابع عشر اجتماعًا مع الكاردينال شون أومالي، الذي يرأس لجنة بالفاتيكان لحماية الأطفال من الاعتداء. كما ذكرت كلمات التشجيع التي قدمها لها مؤخرًا ولشريكها الصحفي.
إعلانوقالت "لقد طلب منا مواصلة عملنا، وأن نتوقع أخبارًا عن بيرو قريبًا".