تحظى الدعوة إلى الله بأهمية كبيرة في الشريعة الإسلامية؛ فهي رسالة جميع الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام، وقد خاطب الله تعالى نبيه الكريم ﷺ فقال (ادعو إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة) وخطاب الرسول موجه إلى الأمة كلها (لقد كان لكم في رسول الله إسوة حسنة)، والخطاب الدعوي محدد بأسلوب ومنهج محدد من الله تعالى، متضمن للموعظة والحكمة الحسنة وحسن القول، مصاحب للعمل الصالح؛ لتتمثل فيه القدوة والإسوة الحسنة (ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين).
وخير الإسوة والقدوة في الدعوة إلى الله هو سيد المرسلين الذي وصفه ووصف نجاح دعوته (وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ).
وأسلوب الدعوة توفيقي وليس توقيفي. متعدد الأوجه والطرق والأساليب، التي تمكن الداعية من الوصول إلى قلوب الناس من خلال اتباع عدة طرق ووسائل نسبية، بحسب ما يقتضيه الحال للمدعوين، وحسب ما يحيط بهم من ظروف، وبحسب خلفياتهم الثقافية والفكرية والسياسية والاعتقادية. وهذا يحتاج إلى علم بمنهج الدعوة وعلم الداعية وذكائه وفطنته؛ من خلال استخدام منهج النسبية في الدعوة إلى الله تعالى، الذي يتمثل في الآتي:
إقالة ذوي الهيئات عثراتهم
للستر على ذوي المروءات هناتهم أثر كبير في النفوس لفتح باب التوبة للناس كافة ولأصحاب المكانة الاجتماعية المرموقة؛ فهذا المنهج يساهم في ترقيق القلوب وفتح مجال التوبة لمن زلّت به قدمه على الرجوع إلى الله خاصة ممن كانت له مروءة واستزله الشيطان فقال صلى الله عليه وسلم: {أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم إلا الحدود}، رواه أحمد. في هذا الحديث إرشاد وتوجيه نبوي بإقالة ذوي الهيئات عثراتهم إلا في حد من حدود الله كما في الحديث، والنَّاس في ذلك على ضربين: أحدهما ..من كان مستورًا لا يُعرف بشيءٍ مِنَ المعاصي، فإذا وقعت منه هفوةٌ، أو زلَّةٌ، فإنَّه لا يجوزُ كشفها، ولا هتكُها، ولا التَّحدُّث بها، لأنَّ ذلك غيبةٌ محرَّمة.
وكان الستر أسلوب من أساليب رسول الله ﷺ في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعلى الداعية أن يسلك منهج الرسول في التعامل مع هنات أصحاب المروءات.
التمييز بين الممدوح والمذموم من القول أو العمل
على الداعية أن يميز بين الأقوال والأفعال بحسب المكان والزمان ومقتضى الحال قبل أن يصدر الأحكام ويدعو الناس وفق منهج المعرفة بحال المدعو، ولا ينهي عن أشياء قد تكون حسنة في موضعها كما حدث في إحدى غزوات الرسول قبل بداية المعركة قام النبي صلى الله عليه وسلم حتى يرفع همة الرجال فقال: (من يأخذ هذا السيف بحقه؟)، فقام كثير من الصحابة، وأبى النبي صلى الله عليه وسلم إعطاءهم، ثم قام أبو دجانة وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعنيه، فهو يعرف طبيعة الرجال فقال: (من يأخذه بحقه؟ قال: وما حقه يا رسول الله؟! قال: يضرب به هامات الكفار حتى ينحني، قال: أنا آخذه يا رسول الله فهو إذا ربط العصابة الحمراء على رأسه فإنه يقاتل حتى الموت، فربط العصابة، وأخذ يتبختر بين الصفوف متمايلاً، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: {إن هذه مشية يكرهها الله ورسوله إلا في هذا الموطن}
مراعاة الظروف والمساحة المسموحة للدعوة
تمر الدعوة بعدة مراحل أو مستويات في حالتها من حين الظهور في العلن أو تضطر بسبب الظروف للعمل وفق ما هو مسموح به إذا كانت في بيئة قمعية أو محاربة للدعوة كما حدث مع بداية نزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت الخاصة الخاصة ثم للعشيرة الأقربين، ثم حين سمحت الظروف ودخل الإسلام من يدافع عنه ويحمي الدعوة كعمر بن الخطاب وحمزة بن عبد المطلب جاء الأمر من الله بإعلان الدعوة والمجاهرة بها، وكذلك تمر الدعوة بحالة من القمع من بعض الأنظمة الدكتاتورية الشمولية المعادية للدين والتدين فيضطر الدعاة إلى الدعوة بما يتناسب مع الواقع، وبما لا يعرضهم ويعرّض الدعوة للتنكيل أو الإبادة. بينما في الأماكن التي لا تتعرض فيها الدعوة للقمع والتضييق ينطلق الدعاة بحسب ما يُسمح لهم بالدعوة واستخدام كل الوسائل والمساحات المسموح بها لتحقيق الدعوة إلى الله ووصولها كما أمر.
أولويات التربية بحسب المكان والزمان.
للتربية أولوية في العمل الدعوي ومن أهم مقومات تأهيل الداعية إلى الله تعالى ومن يتصدر للدعوة يجب أن يتحلى بتربية إسلامية، من خلال المحاضن التربوية في المدارس والجامعات والمساجد والخلوات والمراكز الفكرية والجماعات الدعوية التي تعمل في حقل الدعوة ولديها باع ورصيد كبير من الخبرة والتجربة والمعرفة التراكمية المكتسبة من كتاب الله وسيرة رسوله، والرعيل الأول ممن حمل راية الدعوة الكرام من الصحابة والتابعين، ومن السائرين في طريقهم وعلى منهجهم الذي فُتحت أمامه جميع الأبواب لنشر دعوة الله من المحيط الأطلسي غربا إلى المحيط الهندي غربا ومن أوروبا شمالا إلى رأس الرجاء الصالح جنوبا..
تنوع أساليب الدعوة بحسب ظروف كل مرحلة:
وعى رسول الله ما يجب أن تكون عليه الدعوة من التأنّي، وعدم الاستعجال في الوصول إلى المطلوب، وهي قاعدةٌ ينبغي على الدُعاة جميعهم اتِّباعها في دعوتهم؛ حيث يبدأ التدرُّج بأن تكون الدعوة سرّيةً، ثمّ يتمّ الإعلان عنها فيما بعد، أمّا فيما يتعلّق بطول مدّة سرّيتها؛ فيختلف بحسب الظروف الواقعة فيها، ومع أنّ الرسول كانت دعوته في بدايتها سرّيةً، إلا أنّ هذا المبدأ غير مشروطٍ في كلّ دعوةٍ، وإنّما يُقرَّر وجوده بحسب الواقع؛ من حيث الزمان، والمكان. كما سار المسلمون في مكّة على نهج اعتبار الدعوة مبدأ ثابتاً ينبغي السير عليه، ومع ارتباط فكرة سرّية الدعوة بالتدرُّج فيها، إلّا أنّ التخلّي عن مبدأ السرّية لا يعني ترك التدرُّج في الدعوة؛ فالتدرُّج قاعدةٌ من قواعد الشريعة الإسلاميّة بمجالاتها جميعها. ومن أمثلة ذلك ما أوصى به رسولُ الله معاذ بن جبل حين أرسله إلى اليمن، حيث قال له: (إنَّكَ تَأْتي قَوْمًا مِن أهْلِ الكِتابِ، فادْعُهُمْ إلى شَهادَةِ أنَّ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأَنِّي رَسولُ اللهِ، فإنْ هُمْ أطاعُوا لذلكَ، فأعْلِمْهُمْ أنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عليهم خَمْسَ صَلَواتٍ في كُلِّ يَومٍ ولَيْلَةٍ، فإنْ هُمْ أطاعُوا لذلكَ، فأعْلِمْهُمْ أنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عليهم صَدَقَةً تُؤْخَذُ مِن أغْنِيائِهِمْ فَتُرَدُّ في فُقَرائِهِمْ، فإنْ هُمْ أطاعُوا لذلكَ، فإيَّاكَ وكَرائِمَ أمْوالِهِمْ، واتَّقِ دَعْوَةَ المَظْلُومِ، فإنَّه ليسَ بيْنَها وبيْنَ اللهِ حِجابٌ).
التدرج في الإصلاح
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل من البعض كل مالهم مثل أبي بكر، ومن آخر النصف مثل عمر ومن غيرهم أقل، فكل هذه نسبيات لا إطلاق فيها؛ بل هي نسبية بينية متغيرة بحسب حال وقدرة وإمكانية كل فرد.
ولا بد أن ندرك أن عملية التغيير الشامل في بناء الأفراد والأمم ليس بالأمر اليسير، ولا سيما وأنت تتعامل مع رواسب قرون وأعوام خلت كان لها أثرها البالغ في تكوين الأفراد والأمم أي أننا نعالج أمورا كبر عليها الصغير وفني فيها الكبير حتى أصبحت ثوابت، وبالتالي حتى تُصلح وتُغير سواءً في الأفكار أو القيم أو الأخلاق والنظم، فلا بد من جهد جهيد وصبر ومصابرة، وعقل وعاطفة، فسنة الله في خلقه التدرج في النمو، والمرحلية في التغيير، والأولوية في التنفيذ، وهذا مقتضي النسبية في الدعوة إلى الله تعالى يجب على الداعية الوعي بها والعمل وفق قانونها السنني.
والتعجل في مثل هذه الأمورة العظيمة عواقبه وخيمة، ولا يصل بنا إلى الهدف المنشود.
ويمكن أن نستمد من سيرة الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز خامس الراشدين ما يعلمنا كيف نأخذ بقانون النسبية ودليل نجاح للداعية وأسلم طريق لتحقيق هدف الدعوة، فقد أراد عمر رحمه الله أن يعود بالناس إلى هدي الخلفاء الأربعة، وذلك بعد على مُكث وتدرج، ولكن ابنه الشاب أنكر على أبيه عدم إسراعه في إزالة كل بقايا الانحراف والمظالم التي كانت سائدة، ورد الأمور إلى سنن الراشدين، فقال له يومًا: ما لك يا أبتي لا تنفذ الأمور؟ فوالله ما أبالي لو أن القدور غلت بي وبك في الحق!
فكان جواب الأب الفقيه المؤمن: لا تعجل يا بني، فإن الله ذم الخمر في القرآن مرتين، وحرمها في الثالثة، وإني أخاف أن أحمل الناس على الحق جملة فيدعوه جملة، فيكون من ذا فتنة
ومما يجب أن يتمتع به المتصدر للدعوة:
معرفة أسرار النفس فيمنحه الدقة في خطابه ويتحاشى توليد الضرر المعنوي وأنواع الإحباط والانغلاق والتشاؤم؛ بل يجعل من النفس مركزا للدعوة والأمل الانفتاح؛ فيجعل أصل الدعوة لبناء النفس السوية الوسطية قاعدة وأصل ويجعل ما سواها استثناء. على الداعية أن يديم إجالة بصره في الخلائق من خلال علم حركة الحياة (البيولوجي) فيمنحه تركيزه بنظرة عميقة لمعنى التوازن لتحقيق التوازن والتكامل في حياة الناس كما يتحقق التكامل في هذا الكون المتناسق المتكامل. إحاطة الداعية بعلوم الإدارة يضعه في موقف المتمكن في دعوته مميزا في تقديره بين المنازل المتدرجة بين الحزم والتسيب والمركزية واللامركزية والحذر والمغامرة والتخطيط والارتجال وأثر كل ذلك في أدائه الدعوي. إحاطة الداعية بالنظريات المعمارية والهندسية مع طول تأمل في الجماليات الطبيعية والهندسية التي تؤثر في روحه وتوسع مداركه وخياله فتنمي فيه معدلا النسبية والتناسب في خطابه الدعوي مع تنمية إحساس التناسق وآثار التدرج والتناظر فتأتي دعوته هينة لينة بعيدة عن الشدة والشذوذ بعيدة عن التكلف سائرة مع فطرة السجية الطبيعية في كل إنسان. كما يجب على الداعية ألا يغفل فقه المقاصد الشرعية التي تمكنه من استنباط أحكام نازلة جديدة في قضايا معاصرة لم تكن معروفة لدى السابقين ولم تكون محل نظر سابق. ولا يغفل الداعية الاطلاع على الأدب بكافة تنوعه وتشعبه وفصوله وأبوابه وصوره وأشكاله، الذي لا يخلو من جماليات القصص والملاحم والعبر وحكم الشعر ومأثر السلف وفوائد النثر من جوامع الكلم والأمثال والعبر وهو إحدى أدوات الدعوة التي لا يمكن إغفالها من الداعية. ومما يجب أن يتحلى به الداعية أن يتبع منهج النسبية في تعليم الناس الحلال والحرام والنواهي والأوامر؛ بمواعظ واستدلالات عقلية وبتذكير بالفطرة السوية واطراد السنن الكونية والظواهر الحيوية بشيء من الاتزان والاعتدال والتجانس، دون خلل وعدم الإغراب مع معرفة للنفس البشرية بكل خلجاتها ورغباتها وميلها وفطرتها التي فطرها الله عليها ومراعاتها.وبهذا يتحقق نجاح الداعية إلى الله بدعوته وفق منهج النسبية من خلال عمل منظم ومعد ومخطط له تخطيط بعيد المدى عميق الأثر منطلق من كتاب الله وسنة رسوله، مهتدٍ بطريقة الدعاة والمصلحين وبالتجارب الدعوية الناجحة في تاريخ الأمة الإسلامية عبر عصور ازدهارها ونجاح تجاربها الدعوية والإصلاحية.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: النبی صلى الله علیه وسلم الدعوة إلى الله على الداعیة الله تعالى النسبیة فی الداعیة أن رسول الله فی الدعوة من خلال ما یجب یجب أن
إقرأ أيضاً:
كيف تبدأ الدعاء؟.. 4 خطوات تستجاب بها الدعوة وتكون أقرب للقبول
الدعاء من أهم العبادات في حياة المؤمن وبه يلجأ إليه لطلب العون والتوفيق من الله في شئون حياته، و الدعاء ليس عبادة تجمع بين الخضوع والرجاء وله آداب وسنن وقد دعا الله عباده للتوجه إليه في جميع الحاجات عبر الدعاء في قوله عز وجل "قال ربكم ادعوني أستجب لكم"، وفي السطور التالية نتعرف على أهم خطوات تجعل الدعاء مستجابا.
كيف تبدأ الدعاء؟وقد بيّن عدد كبير من الفقهاء أن الدعاء يبدأ بحمد الله تعالى والثناء عليه، تعظيمًا لقدره واعترافًا بنعمه، فيقول الداعي: "بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه كما يحب ربنا ويرضى، الحمد لله الذي هدانا لهذا، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله".
ووضّح العلماء حول تصريحاتهم عن كيف تبدأ الدعاء؟ بأنه يجب بعد ذلك للداعي أن يثني بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم امتثالًا للسنة، فيقول: «اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد»، وبعد ذلك يشرع العبد في طلب حاجته من ربه بما يرجوه ويحتاج إليه.
وعن ما يتعلق بختم الدعاء، يوصي أهل العلم بأن يختمه الداعي بالتضرع وطلب الرحمة، ومن الأدعية الواردة: «يا قاضي الحاجات ويا مجيب الدعوات اقض حوائجنا وحوائج السائلين، اللهم لا تجعلني بدعائك رب شقيًا، وكن بي رؤوفًا ورحيمًا يا أكرم المعطين».
دعاء الله – عز وجل – له عدد من الشروط والآداب وهى:
- إخلاص النية لله -عز وجل-.
- التيقن بإجابة الدعاء، والثقة في الدعاء.
- عدم الاستعجال في إجابة الدعاء.
- الخشوع أثناء الدعاء.
- تجنب الدعاء على الأهل، والولد، والنفس، والمال.
- الامتناع عن تكلف السجع في الدعاء.
- الإكثار من الأعمال الصالحة.
- أن يكون المشرب، والمأكل حلالا.
أوقات يستجاب فيها الدعاءأولًا الدعاء ليلة القدر: ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال لعائشة لما قالت له: «أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر، ما أقول فيها؟ قال: قولي: «اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني».
ثانيًا من أوقات يستجاب فيها الدعاء هو جوف الليل: الدعاء مستجاب في جوف الليل وهو وقت السحر ووقت النزول الإلهي فإنه سبحانه يتفضل على عباده فينزل ليقضي حاجاتهم ويفرج كرباتهم فيقول: «من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له» رواه البخاري (1145).
ثالثًا الدعاء مستجاب دبر الصلوات المكتوبات: الدعاء مستجاب دبر الصلوات المكتوباتوفي حديث أبي أمامة «قيل يا رسول الله أي الدعاء أسمع؟ قال جوف الليل الآخر، ودبر الصلوات المكتوبات» رواه الترمذي (3499)، مشيرة إلى أن الدعاء مستجاب أيضًا بين الأذان والإقامة فقد صح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «لا يرد الدعاء بين الأذان والإقامة» رواه أبو داود.
رابعًا الدعاء مستجاب عند الأذان والتحام الصفوف في المعركة: الدعاء مستجاب عند النداء للصلوات المكتوبة، وعند التحام الصفوف في المعركة، كما في حديث سهل بن سعد مرفوعًا: «اثنتان لا تردان، أو قلما تردان الدعاء عند النداء وعند البأس حين يلحم بعضهم بعضًا» رواه أبوداود.
سادسًا الدعاء مستجاب عند نزول الغيث: من أوقات استجابة الدعاء، عند نزول الغيث كما في حديث سهل بن سعد مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم: «ثنتان ما تردان: الدعاء عند النداء وتحت المطر» رواه أبو داود.
سابعًا الدعاء مستجاب في ساعة بالليل: توجد في الليل ساعة يستجاب فيها الدعاء، كما قال عليه -الصلاة والسلام-: «إن في الليل ساعة لا يوافقها مسلم يسأل خيرًا من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه وذلك كل ليلة"» رواه مسلم (757).
ثامنًا الدعاء مستجاب في يوم الجمعة: يوجد ساعة يوم الجمعة يستجاب فيها الدعاء فقد ذكر رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يوم الجمعة فقال: «فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم قائم يصلي يسأل الله تعالى شيئًا إلا أعطاه إياه» وأشار بيده يقللها. رواه البخاري (935).
تاسعًا الدعاء مستجاب عند شرب زمزم: الدعاء مستجاب عند شرب زمزم، فعن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ماء زمزم لما شرب له» رواه أحمد.
عاشرًا الدعاء يستجاب في السجود: يستجاب أيضا في السجود قال صلى الله عليه وسلم: «أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء» رواه مسلم (482).