مصر – أكدت مصر وقبرص واليونان أن المرحلة الحالية في تاريخ سوريا تتطلب تضافر جهود أبناء شعبها لإطلاق عملية سياسية شاملة تحت ملكية وطنية سورية بدون تدخل أجنبي تشمل جميع الأحزاب الوطنية.

وذكرت الدول الثلاث في بيان مشترك عقب قمة عقدت في القاهرة امس الأربعاء، أن العملية السياسية يجب أن تتماشى مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.

كما أعربوا عن “القلق بشدة من الانتهاك المنهجي لسيادة سوريا”.

وشددت الدول الثلاث على أنه “يجب احترام وحدة سوريا واستقلالها وسيادتها وسلامة أراضيها ضمن حدود آمنة، وفقا للقانون الدولي”، كما أكد البيان المشترك “أهمية حماية أعضاء الأقليات الدينية والعرقية والحفاظ على التراث الثقافي لسوريا”.

وتناول البيان الأوضاع في غزة وفلسطين، وجاء فيه “نعبر عن قلقنا العميق بشأن الحرب في غزة التي تسببت في وضع إنساني كارثي، ونكرر دعواتنا لتنفيذ القرارات ذات الصلة الصادرة عن مجلس الأمن الدولي، بما في ذلك الوقف الفورى والكامل والشامل لإطلاق النار، مع إطلاق سراح الرهائن والمعتقلين والسجناء، وتوزيع المساعدات الإنسانية بشكل آمن وفعال على نطاق واسع في جميع أنحاء قطاع غزة لجميع المدنيين الفلسطينيين”.

ودع البيان المشترك “المجتمع الدولي وأصحاب المصلحة الرئيسيين لمعالجة الأسباب الجذرية لعدم الاستقرار في الشرق الأوسط من خلال التزامهم بحل الدولتين، وخاصة من خلال إقامة الدولة الفلسطينية على خطوط 4 يونيو 1967، مؤكدين على “رؤية دولتين، إسرائيل وفلسطين تعيشان جنبا إلى جنب ضمن حدود آمنة ومعترف بها وفقا لقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة”.

وأشاد رئيس قبرص ورئيس وزراء اليونان “بالجهود المستمرة والدؤوبة التي تبذلها مصر لإدارة هذه الأزمة” وعبرا عن “دعمهما لهذه الجهود”.

فيما يتعلق بليبيا، رحبت الدول الثلاث بالتزامات اللجنة العسكرية المشتركة نحو إعادة توحيد المؤسسة العسكرية والأمنية الليبية، مؤكدين “ضرورة إحراز تقدم في المسارات السياسية والأمنية، بما في ذلك الانسحاب الكامل لجميع القوات الأجنبية والمرتزقة”.

وأكد البيان “ضرورة وجود حكومة وطنية موحدة جديدة وإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في آن واحد، في إطار عملية سياسية شاملة مملوكة ومدارة من قبل الليبيين”.

كما أكدت قبرص واليونان على “الدور الكبير لمصر في إنهاء الأزمة في السودان”، وتابع البيان: “نجدد رؤيتنا المشتركة لإنهاء هذا النزاع، من خلال تحقيق وقف إطلاق نار شامل ودائم وفوري على مستوى البلاد، يليه استئناف لعملية انتقالية مملوكة ومدارة من قبل السودانيين، بالإضافة إلى ضمان نفاذ إنساني غير مقيد، وتوصيل المساعدات المنقذة للحياة لجميع السودانيين، مع احترام سيادة السودان ووحدة أراضيه، والحفاظ على مؤسسات الدولة”.

المصدر: RT

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

إقرأ أيضاً:

وول ستريت جورنال: ترامب وبوتين يُجريان قمة ألاسكا بأهداف متضاربة وسط رهانات سياسية عالية

ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، في عددها الأخير، أن الرئيس دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين يستهلان محادثات بدأت اليوم الجمعة في ولاية ألاسكا بأهداف متضاربة للغاية وُصفت بأنها "عالية الرهانات"، حيث بدا كل طرف منهما ساعيًا لتحقيق أهداف متباينة بشأن الحرب في أوكرانيا.

وأوضحت الصحيفة، في سياق مقال تحليلي أعده مراسلوها في ألاسكا، أن ترامب يأمل في تحقيق ما عجز عنه عبر الاتصالات الهاتفية، وهو بناء شراكة مباشرة مع الكرملين لإنهاء الصراع، بينما يأتي بوتين بهدف الحفاظ على علاقته الجيدة بترامب، مع مواصلة مساعيه لترسيخ نفوذ موسكو على كييف.

ورغم أن ترامب قلل في البداية من أهمية اللقاء واصفًا إياه بـ"اجتماع جسّ نبض"، إلا أنه- حسبما أبرزت الصحيفة- صعّد في الأيام الأخيرة من خطابه، معلنًا عزمه حث بوتين على قبول وقف إطلاق النار، تمهيدًا لإحياء مفاوضات السلام المتعثرة منذ أشهر.

وفي حال موافقة بوتين، يخطط ترامب لدعوة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى ألاسكا لإجراء محادثات معمقة حول اتفاق سلام طويل الأمد، يشمل تنازلات إقليمية وضمانات أمنية لكييف، إضافة إلى صفقات أسلحة أمريكية. أما إذا رفض بوتين، فقد هدّد ترامب بـ"عواقب شديدة للغاية"، من بينها فرض عقوبات على كبار مشتري النفط الروسي مثل الصين أو حتى انسحاب واشنطن من مسار السلام وترك موسكو وكييف لمواصلة القتال الذي أودى بحياة مئات الآلاف.

مع ذلك، حذر مراقبون تحدثوا إلى الصحيفة من أن محاولة ترامب الموازنة بين إرضاء كييف وأوروبا من جهة، وتعزيز علاقاته مع بوتين من جهة أخرى، قد تجعله يخسر الطرفين.

من جانبه، أكد بوتين أنه سيطرح خلال القمة قضايا التجارة وضبط التسلح، مع حرص موسكو على فصل ملف أوكرانيا عن أي صفقات اقتصادية مع واشنطن، بينما يربط ترامب بين إنهاء الحرب وإمكانية تطوير العلاقات الاقتصادية.

وقال بوتين خلال اجتماع مع مساعديه في الكرملين أمس الخميس إن الولايات المتحدة تبذل "جهودًا حثيثة وصادقة لوقف الأعمال العدائية وحل الأزمة والتوصل إلى اتفاقيات تخدم مصالح جميع الأطراف المعنية في هذا الصراع".

واعتبرت "وول ستريت جورنال" نصًا في مقالها أن هذه القمة تعد اختبارًا حقيقيًا لإرادة الطرفين، خاصة في ظل تقاطع المصالح وتناقض الأهداف وحرص كل منهما على تجنب انهيار العلاقات، ولو مؤقتًا.

وستُعقد القمة في قاعدة "جوينت بيس إلمندورف-ريتشاردسون"، التي استخدمها الجيش الأمريكي خلال الحرب الباردة لمراقبة الاتحاد السوفييتي، وتستضيف حاليًا مقاتلات تتولى متابعة الدوريات العسكرية الروسية قرب الأجواء الأمريكية.

ومن المقرر أن يعقد ترامب وبوتين مؤتمرًا صحفيًا مشتركًا في ختام القمة، لكن ترامب أكد أمس الخميس أنه سيتحدث للصحافة منفردًا إذا فشلت المفاوضات، وربما لا يقدّم إحاطة للحلفاء. وأوضح في مقابلة إذاعية:" سوف نتصل بالرئيس زيلينسكي إذا كان الاجتماع جيدًا، أما إذا كان سيئًا فلن أتصل بأحد، وسأعود إلى الوطن".

وأشارت "وول ستريت جورنال" إلى أن بوتين ظل، منذ بداية عملياته في أوكرانيا عام 2022، متمسكًا بمطالبه المتمثلة في الاحتفاظ بالأراضي التي تسيطر عليها روسيا وتمثل نحو 20% من مساحة أوكرانيا وأن تتخلى كييف عن دعمها العسكري من الغرب وتعلن الحياد.

وتابعت أن ترامب وفريقه يعترفون بصعوبة المهمة، إذ قال وزير الخارجية ماركو روبيو الثلاثاء الماضي، في إشارة إلى الأشهر الطويلة من الاتصالات بين الرئيسين عبر الهاتف أو الوسطاء:" لم نصل بعد إلى ما نريده، لذلك يشعر الرئيس بأنه يجب أن ينظر إلى الرجل وجهًا لوجه".

من جهتها، حذرت توري تاوسيج، التي عملت في البيت الأبيض خلال إدارة الرئيس السابق جو بايدن في ملف الشئون الأوروبية، من أن لقاء ترامب-بوتين قد يُنظر إليه على أنه "يالطا 2.0"، في إشارة إلى قمة عُقدت عام 1945 واقتسمت فيها الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد السوفييتي مناطق النفوذ بعد الحرب العالمية الثانية. وأضافت أن أي قمة بلا استراتيجية منسقة بعناية مع كييف والحلفاء الأوروبيين "لن تقرّب الحرب من نهايتها". كذلك، تتباين مقاربات الزعيمين بشكل حاد- حسب وصف الصحيفة- فترامب يرى نفسه رجل صفقات يستخدم عنصر المفاجأة والحدس لمحاولة حل أعقد العقد الجيوسياسية.

أما بوتين فيُصوّر نفسه استراتيجيًا بارعًا يجري تعديلات تكتيكية عند الحاجة، لكنه لا يحيد عن هدفه البعيد المدى المتمثل في إخضاع أوكرانيا. ويستعد لمثل هذه اللقاءات بأسلوب منهجي، مستفيدًا من خبرة تراكمت على مدى 25 عامًا في الحكم طوّر خلالها أساليب متعددة لإرباك خصومه.

وأكدت الصحيفة الأمريكية أن استراتيجية ترامب بعد عودته إلى البيت الأبيض تمثلت في محاولة استمالة بوتين والضغط على زيلينسكي لإنهاء الحرب، حتى إنه وبّخ الرئيس الأوكراني خلال اجتماع في المكتب البيضاوي في فبراير الماضي. واستغرق الأمر عدة أشهر وعددًا من المكالمات الهاتفية غير المثمرة مع بوتين قبل أن يغيّر ترامب مساره، مانحًا بوتين مهلة انتهت الجمعة الماضية للتوصل إلى اتفاق سلام أو مواجهة عقوبات جديدة على صادرات النفط الروسية وشركائها التجاريين.

ومنذ المحادثات رفيعة المستوى بين الولايات المتحدة وروسيا في السعودية خلال فبراير، أخذت موسكو تروّج لصفقات محتملة مجزية مع واشنطن في مجالات الطاقة والمعادن الاستراتيجية واستكشاف الفضاء، بل وأرسلت مسئولين إلى العاصمة الأمريكية للضغط من أجلها. وقال جون بولتون، الذي شغل منصب مستشار الأمن القومي الثالث لترامب قبل أن يتحول إلى أحد أبرز منتقديه: "كلما تمكن بوتين من توسيع نطاق الحديث بما يجعل ترامب يشعر بأن السحر القديم مع فلاديمير قد عاد، كان ذلك أفضل بالنسبة له".

مقالات مشابهة

  • البيان العربي الإسلامي يدين تصريحات نتنياهو ويصفها بالخطيرة والمستفزة
  • وول ستريت جورنال: ترامب وبوتين يُجريان قمة ألاسكا بأهداف متضاربة وسط رهانات سياسية عالية
  • «بن غفير» يقتحم زنزانة البرغوثي.. الفلسطينيون يدعون المجتمع الدولي للتحرك
  • أستاذ علوم سياسية: العلاقات الأمريكية الأوروبية تمرّ بأصعب حالاتها
  • مجلس المصدّرين الأتراك: إرادة سياسية قوية لتطوير العلاقات مع سوريا
  • روسيا تتقدم بحل إلى مجلس الأمن يفضي إلى وقف الغارات الإسرائيلية على مليشيا الحوثي في اليمن
  • رفض جائزة مصرية لأسباب سياسية.. رحيل صنع لله إبراهيم ومسؤولون ينعونه
  • وزير الكهرباء يبحث مع كوبولوزيس مشروع الربط الكهربائي بين مصر واليونان
  • كشف وعلاج بالمجان لـ 600 مواطن في قافلة سكانية شاملة بالبحيرة
  • فيدان: ندعم استقلال سوريا وسيادتها والحفاظ على وحدة أراضيها ونحن متفائلون بإيجاد حلول جذرية لجميع المشاكل التي تواجهها شرط عدم التدخل في شؤونها الداخلية وخاصة من قبل الذين يريدون نشر الفوضى