سقط عدد من القتلى والجرحى في هجوم شنته مجموعة من مجموعة مجرمين ومخمورين، قرب قصر الرئاسة في نجامينا بتشاد، خلال تواجد الرئيس التشادي داخل القصر الرئاسي، وتمكنت القوات التشادية التصدي للهجوم وتصفية المعتدين.

 

وأعلن وزير الخارجية المتحدث باسم الحكومة عبدالرحمن كلام الله، عن السيطرة على الوضع بالكامل، والقضاء على محاولة زعزعة الاستقرار هذه برمّتها، ومحاسبة المجموعة التي هاجمت القصر الرئاسي وتكونت من "24 شخصا" سقطوا جميعا بين قتيل وجريح، والحصيلة هي 18 قتيلا وستة جرحى، بينما سقط في صفوف الأمن الرئاسي الذي أحبط الهجوم قتيل واحد وثلاثة جرحى اثنان منهم إصابتهما خطرة.

 مجموعة مجرمين ومخمورين

ونفي الوزير أن المهاجمين إرهابيين، مشيرا إلى أنهم مجموعة مجرمين ومخمورين ومخدّرين، هاجموا القصر بملابس مدنية من حي فقير في جنوب العاصمة حاملين أسلحة وسواطير وسكاكين، وترجلوا من شاحنة مقطورة أمام القصر الرئاسي وطعنوا الحراس الأربعة الذين كانوا يحرسون المبنى بالسكاكين، وحالتهم خطرة.

 

وأكد وزير الخارجية المتحدث باسم الحكومة عبدالرحمن كلام الله، أن المهاجمين كانوا يحملون معهم زجاجات مليئة بالكحول، وأن الـ 6 المتبقيين منهم على قيد الحياة، كانوا تحدت تأثير المخدّرات.

 المهاجمين كانوا مدججين بالأسلحة

ونفي أن الأخبار التي أعلنت أن المهاجمين كانوا مدججين بالأسلحة، مؤكدا: لم تكن بحوزتهم أيّ أسلحة حربية فقط سكاكين وزجاجة خمر، مشيرا إلى أن الهجوم كان في نهاية المطاف محاولة يائسا تماما وغير مفهوم بتاتا.

 

وأكد كلام الله على أنه لا يوجد حاليا أي تهديد للبلاد ومؤسّساتها.

 وأعلنت القوات التشادية حالة الطوارئ وأغلقت قوات الأمن كل الطرق المؤدية إلى الرئاسة أمام حركة المرور، وانتشرت دبابات في الشوارع، بما في ذلك واحدة أمام مركز الشرطة المركزي، ونشرت الشرطة عناصر مسلحين عند نواصي الشوارع.

 

يذكر أن تشاد أعلنت بشكل مفاجئ في نهاية نوفمبر فسخ الاتفاقات العسكرية والأمنية المبرمة بينها وبين فرنسا، في خطوة مثلت نهاية التعاون العسكري بين البلدين والذي استمر 60 عاما أي منذ انتهاء الاستعمار الفرنسي.

 

وغادرت تشاد ديسمبر الماضي كل الطائرات المقاتلة الفرنسية المتمركزة في هذا البلد منذ عقود وذلك في أعقاب قرار نجامينا فسخ تلك الاتفاقيات.

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مجرمون مخمورون نظام الحكم تشاد نجامينا الرئيس التشادي

إقرأ أيضاً:

“قصر كوير” أو قصر حارة البيبان: أنموذج فريد لتطور بيئة مكة العمرانية

تحتضن مدينة مكة المكرمة عددًا من المعالم التاريخية التي تُجسد تميز وتطور بيئتها العمرانية عبر مختلف العصور، وتعكس تصاميمها الخصائص العمرانية الفريدة، ومن بين هذه المعالم يبرز “قصر كوير” أو قصر حارة البيبان بصفته واحدًا من أقدم وأجمل القصور التاريخية، إذ يجمع بين البعد المعماري الأصيل والبعد الرمزي المرتبط بالتنوع المجتمعي والثقافي في أوائل القرن العشرين، ويمثل القصر أنموذجًا فريدًا للعمارة المحلية، وعلاقتها بالتحولات الاجتماعية في أحياء مكة المكرمة، ومكانتها في الذاكرة المجتمعية للأهالي، وتأكيد أهمية المحافظة عليها.
وتعود ملكيته إلى أحد تجار مكة في أوائل القرن العشرين، الذي اشتهر بلقب “كوير” نسبة إلى تجارته في النورة (الجير) وهي مادة البناء الشائعة آنذاك، إضافة إلى تجارته في العسل والسمن، وهو ما انعكس على هندسة القصر وموقعه الإستراتيجي في حي “البيبان” أحد أبرز أحياء مكة المكرمة.
ووفق رئيس قسم العمارة بجامعة أم القرى الدكتور عمر عدنان أسرة، أوضح أن القصر بني في بدايات القرن العشرين تقريبًا تلك الفترة ما بين (1910-1920م) (أصح الأقوال أنه بني بين عامي 1365- 1370هـ) التي شهدت فيها مكة تحولات اقتصادية واجتماعية وعمرانية كبرى نتيجة دخول الطباعة، والتوسع في الحج، وتطور وسائل النقل، واتضح ذلك في التفاصيل المعمارية المميزة وميلها إلى الفخامة المستمدة من العمارة في مكة، مشيرًا إلى أن القصر يقع على تلة مرتفعة نسبيًا تُطل على حي “البيبان” التاريخي؛ مما يمنحه مشهدًا بانوراميًّا ضمن محيطه العمراني، ويعد المسقط الأفقي للقصر أقرب إلى المربع، وهو تخطيط يميز القصور المكية القديمة، التي تهدف إلى ضمان الخصوصية والتهوية الطبيعية في الوقت ذاته، وقد عرفت المنطقة بكونها متنفسًا لأهالي مدينة مكة، لاعتدال مناخها ووُجود المزارع بها وعدد من القصور الأخرى.
وعن تفاصيل بناء القصر بيّن الدكتور عمر، استخدام عدد من المواد والتقنيات المحلية الشائعة في مكة آنذاك، من أبرزها “الحجر المحلي” أساسًا قويًّا للبناء، والنورة (الجير) لعزل الجدران، والطين والخشب والجص في تغطية الأسطح الداخلية والأسقف، واستخدام أخشاب الساج الهندية الفاخرة في بعض الأبواب والنوافذ، كما زُيِّنَت الواجهات عبر نوافذ خشبية منقوشة تسمى (روشان) وزخارف هندسية ونباتية، أما الأسقف فقد حملت زخارف جصية يدوية تؤكد تفوق الصناع المحليين آنذاك، ويتكون القصر من خمسة أدوار، وهو عدد مرتفع نسبيًا مقارنة بالقصور الأخرى في تلك الفترة، ويحتوي على العديد من القاعات والصالات الواسعة، إضافة إلى ساحات داخلية (أحواش)، تتيح التهوية، وتعزز الخصوصية في آن واحد، وأنه استُخدم مكانَ إقامة الأمير محمد بن عبدالعزيز (حيث كان يستأجره بشكل سنوي)، كما زاره الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- في أثناء وجوده في مكة المكرمة.
وكشف رئيس قسم العمارة من خلال تحليل القصر بأنه يمكن استخلاص عدد من الدروس المعمارية المهمة منها: تكامل الشكل والوظيفة، إذ إن العمارة التقليدية وفّرت حلولًا ذكية للتهوية، والخصوصية، والعزل الحراري، بما يتناسب مع هوية المكان والبيئة المحلية، وبعيدًا عن النسخ المعماري المستورد، ويمكن كذلك توظيف القصر بعد الترميم في عدة مسارات مثل: إنشاء متحف للعمارة المكية التقليدية، يعرض أدوات البناء، وتقنيات التهوية، وتطور أشكال النوافذ والمداخل، واستخدامه كذلك مركزًا ثقافيًّا مجتمعيًّا، لإقامة فعاليات أدبية أو فنية أو معارض تراثية، وأيضًا بيت ضيافة تراثي فاخر، ضمن سياحة التجربة المكانية.
وتحدث رئيس قسم العمارة بجامعة أم القرى عن الدور المقدم في توثيق التراث العمراني بمكة، من خلال جهود أعضاء هيئات التدريس وطلاب أقسام العمارة في الجامعات السعودية وبشكل خاص في جامعة أم القرى، بوصفه رافدًا أكاديميًّا وعمليًّا مهمًّا في عمليات توثيق وحفظ التراث العمراني للعاصمة المقدسة وأحيائها، وأسهمت هذه الجهود الأكاديمية في تسليط الضوء على القيمة المعمارية والثقافية لقصور والمباني التاريخية، إذ وجه أعضاء هيئة التدريس المتخصصين في: (العمارة الإسلامية، والحفاظ العمراني، وتخطيط المدن) مشاريع التخرج والأبحاث الطلابية التي تُعنى بتوثيق المعالم المعمارية في مكة مستخدمين في ذلك منهجيات أكاديمية دقيقة تشمل “الرفع المساحي والمعماري، والتوثيق الفوتوغرافي عالي الجودة لتفاصيل الزخارف والنوافذ والأبواب، إضافة إلى المقابلات مع السكان المحليين وأبناء العوائل المالكة للمباني لتسجيل الرواية الشفوية، وقد أثمرت تلك الأعمال توثيق طلاب قسم العمارة ضمن مساق “الحفاظ على التراث المعماري” عددًا من القصور مثل قصر المعابدة الملكي، وقصر التيسير؛ مما ساعد على حفظ سجل بصري ومعماري لتلك المباني.

مقالات مشابهة

  • الناشط أنس حبيب لـعربي21: نظام السيسي متواطئ ضد غزة.. وحراكنا الشعبي لن يتوقف
  • “قصر كوير” أو قصر حارة البيبان: أنموذج فريد لتطور بيئة مكة العمرانية
  • عدد المواد والمسارات ونظام الامتحانات في البكالوريا المصرية .. تفاصيل هامة للطلاب
  • يُطبق 2026.. نشر تفاصيل نظام تملُّك غير السعوديين للعقار
  • انتهاء الموجة الحارة قريبًا.. «الأرصاد» تكشف تفاصيل الطقس حتى نهاية يوليو
  • هل بات الأزهر رهينة في يد نظام السيسي؟
  • وزير الأوقاف يحيل مجموعة من المخالفات إلى التحقيق العاجل.. تفاصيل
  • مزورون حاولوا الاستيلاء على أراضي الدولة في نينوى
  • الموافقة على نظام تملك غير السعوديين للعقار.. (تفاصيل القرار وأهم بنوده)
  • برشلونة يتعرض لعملية احتيال كبرى.. مباراة اليابان الملغاة تكشف تفاصيل صادمة!