تشاد.. مجموعة مسلحة تهاجم القصر الرئاسي
تاريخ النشر: 9th, January 2025 GMT
شنّت مجموعة من 24 مسلّحاً، مساء أمس الأربعاء، هجوماً على القصر الرئاسي في نجامينا، حيث دارت اشتباكات بينهم وبين القوات التشادية انتهت بسقوط قتيل واحد في صفوف الأمن الرئاسي، والقضاء على معظم المهاجمين الذين اعتبرتهم الحكومة "زمرة مجرمين خُرقِِ ومخمورين ومخدّرين".
وقال وزير الخارجية، المتحدّث باسم الحكومة عبد الرحمن كلام الله، في مقطع فيديو بثّ مباشرة على الهواء عبر فيس بوك إنّ "الوضع تحت السيطرة بالكامل.
Gunfire heard near the presidency of Chad's capital, military vehicles seen https://t.co/SMDFBxinCP pic.twitter.com/esPofogxyj
— Reuters Africa (@ReutersAfrica) January 8, 2025ولاحقاً، أوضح الوزير أنّ المجموعة التي هاجمت القصر الرئاسي تألّفت من "24 شخصاً"، سقطوا جميعاً بين قتيل وجريح، مشيراً إلى أنّه في صفوف المهاجمين الحصيلة هي "18 قتيلاً و6 جرحى".
وأضاف أنّ الحصيلة في صفوف الأمن الرئاسي الذي أحبط الهجوم هي "قتيل واحد و3 جرحى، اثنان منهم إصابتهما خطرة".
وسمع دوي إطلاق نار كثيف في الأحياء القريبة من القصر الرئاسي، استمر زهاء ساعة. وفي رسالته الرامية إلى طمأنة المواطنين، لم يكشف الوزير الذي تحدث مع سلاح على خصره ومحاطاً بجنود من القصر الرئاسي، مزيداً من التفاصيل حول منفّذي الهجوم.
Chad's government said security forces had foiled an attempt to destabilise the country on Wednesday evening, after bursts of gunfire rang out near the president's office in the capital N'Djamena.https://t.co/bb4IPTtEsi#MonitorUpdates
— Daily Monitor (@DailyMonitor) January 9, 2025 ليسوا إرهابيينوسرعان ما سرت شائعات مفادها، أنّ المهاجمين ينتمون إلى جماعة بوكو حرام الإرهابية التي تقاتلها قوات الأمن التشادية، في منطقة بحيرة تشاد (غرب) المتاخمة لكل من الكاميرون ونيجيريا والنيجر. غير أنّ الوزير نفسه عاد ونفى عبر التلفزيون الرسمي هذه الشائعات، بقوله إنّ الهجوم "لم يكن على الأرجح إرهابياً".
وأضاف كلام الله أنّ "المهاجمين هم زمرة مجرمين خُرقِِ ومخمورين ومخدّرين، أتوا بملابس مدنيّة من حيّ فقير في جنوب العاصمة، حاملين أسلحة وسواطير وسكاكين". موضحاً أنّ المهاجمين ترجّلوا من شاحنة مقطورة أمام القصر الرئاسي، وطعنوا بالسكاكين الحراس الـ4 الذين كانوا يحرسون المبنى، مشيراً إلى أنّ حالة اثنين من هؤلاء الجرحى خطرة.
وبحسب رواية وزير الخارجية، فقد عمد المهاجمون بعد أن طعنوا الحرّاس إلى دخول القصر الرئاسي، حيث أطلق عنصر في الحرس الرئاسي النار لتحذير رفاقه، مؤكّداً أنّ المهاجمين "تمّ التغلّب عليهم بسهولة شديدة".
ولفت كلام الله إلى أنّ المهاجمين كانوا يحملون معهم زجاجات صغيرة "مليئة بالكحول"، وأنّ من بقي منهم على قيد الحياة، وهم 6 جرحى، كانوا "بالكامل تحدت تأثير المخدّرات".
وبعد أن أفادت مصادر أمنية عديدة في بادئ الأمر، بأنّ أفراد الوحدة المهاجمة كانوا مدجّجين بالأسلحة، أكّد الوزير أنّ المهاجمين "لم تكن بحوزتهم أيّ أسلحة حربية". وأضاف أنّ الهجوم كان في نهاية المطاف "يائساً تماماً" و"غير مفهوم بتاتاً" وغير مدفوع بأيّ دوافع "خطرة".
وفي محاولة إضافة منه لطمأنة أبناء بلده، الذي اعتاد في تاريخه الحديث على الانقلابات والمحاولات والهجمات الإرهابية والمتمردة، شدّد كلام الله على أنّه "لا يوجد حالياً أيّ تهديد للبلاد ومؤسّساتها". وأكّد وزير الخارجية أنّ رئيس الجمهورية محمد إدريس ديبي إتنو، كان في القصر الرئاسي وقت الهجوم، من دون مزيد من التفاصيل.
ووقع الهجوم بعد ساعات قليلة على زيارة قام بها وزير الخارجية الصيني وانغ يي إلى نجامينا، حيث أجرى لقاءات مع قادة البلاد وفي مقدّمهم رئيس الجمهورية الذي استقبله في القصر الرئاسي.
????TCHAD ????????| Des tirs nourris d'armes à l'intérieur du Palais de la présidence à #NDjamena ce mercredi soir. Des sources rapportent que des hommes armés ont attaqué le complexe. "Rien de grave...la situation est sous contrôle" dit Aziz Mahamat Saleh, ministre des infrastructures. pic.twitter.com/X6J4rZVj8t
— Nanana365 (@nanana365media) January 8, 2025 عملية ضد الإرهابيينوبعيد بدء الهجوم، أغلقت قوات الأمن كلّ الطرق المؤدية إلى الرئاسة أمام حركة المرور، كما انتشرت دبّابات في الشوارع، بما في ذلك واحدة أمام مركز الشرطة المركزي، ونشرت الشرطة عناصر مسلّحين عند نواصي الشوارع.
وفي هذه الأحياء الواقعة وسط العاصمة، بدا القلق واضحاً على الناس الذين سارعوا إلى ركوب سياراتهم أو دراجاتهم النارية والعودة إلى منازلهم.
وكانت تشاد أعلنت بشكل مفاجئ في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، فسخ الاتفاقات العسكرية والأمنية المبرمة بينها وبين فرنسا، في خطوة مثّلت نهاية التعاون العسكري بين البلدين والذي استمر 60 عاماً أي منذ انتهاء الاستعمار الفرنسي. وقبل شهر تقريباً، غادرت تشاد كل الطائرات المقاتلة الفرنسية المتمركزة في هذا البلد منذ عقود، وذلك في أعقاب قرار نجامينا فسخ تلك الاتفاقيات.
وظلّت طائرات قتالية فرنسية متمركزة في تشاد تقريباً بلا انقطاع منذ استقلال البلد في العام 1960، بهدف تدريب العسكريين التشاديين، وتوفير دعم جوّي سمح في أكثر من مرّة بالتصدّي لتقدّم المتمرّدين الطامعين في الاستيلاء على السلطة. وفي نهاية الشهر الماضي، ردّت باريس إلى نجامينا قاعدة فايا العسكرية الفرنسية.
وكانت فرنسا تنشر حوالي ألف جندي في تشاد في 3 قواعد عسكرية، في سياق خطّة كان من المفترض أن تفضي إلى تخفيض عدد الجنود الفرنسيين، إثر إعادة هيكلة الانتشار الفرنسي العسكري في السنغال وساحل العاج وتشاد.
وتشاد، وهي بلد صحراوي كان محوراً أساسياً للانتشار الفرنسي في أفريقيا، تشكّل آخر نقطة تمركز في منطقة الساحل لباريس التي فوجئت بقرار فسخ الاتفاقات الأمنية والدفاعية الثنائية.
وفي أواخر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أسفر هجوم شنّته جماعة بوكو حرام الإرهابية على قاعدة عسكرية تشادية في منطقة بحيرة تشاد، عن مقتل 15 ضابطاً، وفقاً للسلطات التشادية. وردّاً على هذا الهجوم، أطلق الرئيس ديبي "شخصياً" عملية ضد الإرهابيين، أطلق عليها اسم "حسكانيت"، وقادها من مقاطعة بحيرة تشاد لمدة أسبوعين في مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب خليجي 26 إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الحكومة تشاد القصر الرئاسی وزیر الخارجیة کلام الله
إقرأ أيضاً:
حميد الأحمر: المجلس الرئاسي فشل في مهامه وتمكين الحوثي من طائرات اليمنية مسرحية تستوجب التحقيق والمساءلة
طالب عضو مجلس النواب الشيخ حميد الأحمر، بفتح تحقيق في تمكين جماعة الحوثي، من الإستيلاء على أربع طائرات تابعة للخطوط الجوية اليمنية، والتي تعرضت مؤخرا للدمار بعد قصف طيران الاحتلال مطار صنعاء الدولي.
وقال البرلماني الشيخ الأحمر، في بيان له على موقعه الرسمي على الشبكة العنكبوتية: "استمعت إلى توضيح الأخ رئيس مجلس القيادة حول ملابسات قرار استئناف رحلات اليمنية إلى مطار صنعاء، وبغض النظر عن اتفاقي مع القرار من عدمه، فإنّي أشكر له توضيحه وشفافيته، وأثق في أن اجتهاده نابع من حرصه على الصالح العام".
وأستدرك الأحمر، على تعقيب العليمي بقوله: "إلا أن هذا التوضيح لا يُغني عن التوجيه بفتح تحقيق شفاف حول كيفية تمكين عصابة الحوثي العام الماضي من الاستيلاء على ثلاث من طائرات الخطوط الجوية اليمنية، وكذا تمكينهم من تشغيلها".
وأضاف: "بلغني من شخصية وطنية موثوقة أنه تواصل العام الماضي بالمدير التجاري في اليمنية محسن حيدرة، وأبلغه بأن عصابة الحوثي تنوي الاستيلاء على طائرات اليمنية، وحذّره من أن يتم تسيير أكثر من رحلة في نفس الوقت إلى مطار صنعاء، وعدم السماح بهبوط أي طائرة إلا بعد أن تغادر الطائرة التي قبلها، ومع ذلك قام حيدرة بإرسال ثلاث طائرات متجاهلًا التحذير الصريح، وللأسف لم يُتخذ أي إجراء ضد هذا الشخص".
وأكد الأحمر، أن "مثل هذه الفضيحة لو كنا في دولة تحترم نفسها كافٍ أن يبادر الوزير ورئيس اليمنية إلى تقديم استقالاتهما دون الانتظار لقرار الإقالة المتوجب اتخاذه بعدما حدث".
وأردف: "بعد الاستيلاء على الطائرات الثلاث، كان بإمكان الوزارة ورئاسة اليمنية مخاطبة اتحاد النقل الجوي الدولي (IATA) وإبلاغهم بما تم من استيلاء الحوثيين على الطائرات، ومطالبتهم بعدم إصدار أي تراخيص لرحلات بهذه الطائرات المنهوبة، وهو ما لم يتم".
وأشار إلى أنه كان "بإمكان الوزارة واليمنية مخاطبة الأشقاء في الأردن وغيرها من الدول بعدم السماح باستقبال رحلات بهذه الطائرات، وهذا أيضًا لم يتم"، بالإضافة إلى أنه "كان بإمكان الوزارة واليمنية أيضًا مخاطبة شركتي بوينغ وإيرباص بعدم تزويد هذه الطائرات بأي قطع غيار أو صيانة، وهذا لم يتم".
وتساءل الشيخ الأحمر بقوله: "أليس كل ما سبق يؤكد أن تمكين عصابة الحوثي من الطائرات كان مسرحية تستوجب التحقيق والمسائلة؟".
وجدد مطالبته بالتحقيق فيما جرى وإقالة المسؤولين عن تمكين الحوثي من طائرات اليمنية، مؤكدا أن "وزارة النقل التي لم تقم بواجبها إزاء فضيحة نهب وتدمير طائرات الخطوط اليمنية، هي ذات الوزارة التي لم تقم حتى الآن بمخاطبة خطوط الملاحة البحرية وتحذيرها من التعامل مع عصابة الحوثي، وتحذيرها من إرسال سفنها إلى ميناء الحديدة إلا بتصريح من الوزارة الشرعية، حتى يتم تمكين الشرعية من استئناف تصدير النفط الذي يوقفه الحوثي بالقوة، وتقف الشرعية عاجزة أمام بلطجته حتى بمثل هذه الإجراءات البسيطة".
وقال: "اطلعت على مراسلات رسمية بين اليمنية ووزارة النقل وبين السلطات الأعلى، تؤكد أن الطائرة الرابعة التي تم تدميرها مؤخرًا كان قد تم الاستيلاء عليها من قبل جماعة الحوثي، ولم تعد تحت سيطرة اليمنية، فمن بادر بإهدائها لهم؟ وسأقدّم هذه الوثائق للجنة التحقيق التي من المفترض تشكيلها".
ولفت إلى أنه "لو كان قد تم تمكين مجلس النواب من عمله، ما كنا بحاجة لاستخدام الفضاء الإعلامي العام للمطالبة بمثل هذه الأمور".
وأوضح أن "الحل إزاء كل ما سبق يكمن في أهمية تحرير البلاد من هذه العصابة الكهنوتية، وهذا لن يتم إلا بحل عسكري ناجز، وعجز مجلس القيادة عن القيام بذلك يعني فشله في القيام بمهمته الأساسية المتمثلة في إنهاء الانقلاب".