الرئيس الإيراني يزور موسكو لتوقيع اتفاقية شراكة إستراتيجية
تاريخ النشر: 17th, January 2025 GMT
وصل الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى موسكو اليوم الجمعة، لإجراء محادثات مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، تمهيدا لتوقيع اتفاقية شراكة إستراتيجية بين البلدين.
وتشمل المباحثات بين الجانبين تعزيز التعاون الثنائي في مجالات متعددة، منها الأمن والدفاع والطاقة وتكنولوجيا الفضاء والاقتصاد، بالإضافة إلى مناقشة أهم القضايا الإقليمية والدولية، خاصة الأوضاع في سوريا والشرق الأوسط.
وأكد الجانبان الروسي والإيراني أن الاتفاقية ليست تحالفا عسكريا ولا تستهدف دولا أخرى، بل تهدف إلى تعزيز الأمن المشترك وحماية القيم الإنسانية. كذلك أشار الجانب الإيراني إلى أن الاتفاقية ستسهم في تعزيز التعاون في إنشاء خط "شمال-جنوب" الذي يربط روسيا بالمحيط الهندي عبر إيران.
ويأتي توقيع الاتفاقية في ظل ظروف إقليمية ودولية معقدة، حيث تراجع النفوذ الروسي والإيراني في الشرق الأوسط بعد التطورات الأخيرة في سوريا ولبنان. كذلك سيتم التوقيع قبل أيام قليلة من تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب المعروف بانتهاجه سياسة "الضغوط القصوى" تجاه إيران خلال فترة ولايته الأولى.
إعلانويعكس هذا الاتفاق التحالف المتنامي بين روسيا وإيران، خاصة في ظل العقوبات الدولية المفروضة على البلدين، وتقاربهما في مواجهة النفوذ الأميركي والأوروبي. ومن المتوقع أن يعقد الرئيسان مؤتمرا صحفيا بعد مراسم التوقيع، وفقا لما أعلنته الرئاسة الروسية.
وكان آخر لقاء بين بوتين وبزشكيان خلال قمة مجموعة "بريكس" التي عقدت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي بمدينة كازان الروسية، حيث أكد بوتين أهمية العلاقات الودية والبناءة بين البلدين ودعا إلى تعزيز التعاون الاقتصادي.
تطوير ممر إستراتيجيوتتطلع روسيا، على وجه الخصوص، إلى تطوير مشروع ممر لوجستي، بما في ذلك السكك الحديد والسفن، بين موسكو وباكو وطهران على محور الشمال والجنوب.
وفي مقال نشرته وكالة الأنباء الروسية ريا نوفوستي، كتب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي "هي خطوة نحو عالم أكثر عدلا وتوازنا. فإيران وروسيا، إدراكا منهما لمسؤوليتهما التاريخية، ترسيان أسس نظام جديد". وكشف أن الفكرة تقضي بأن يحل "التعاون" محل "الهيمنة"، في تلميح إلى القوى الغربية.
وصرح نظيره الروسي سيرغي لافروف الثلاثاء بأن الهدف من هذه المعاهدة يقوم على "تطوير قدرات" البلدين، لا سيما من أجل "ضمان قدرة دفاعية موثوقة".
وشدد على أن الاتفاق "ليس موجها ضد أحد"، مشيرا إلى أن الغرب يسعى "دوما" إلى إظهار أن "روسيا وإيران والصين وكوريا الشمالية تدبّر شيئا ما ضد جهة ما".
وما زالت ملامح الاتفاق غير واضحة، غير أن موسكو أبرمت اتفاقا يحمل الاسم عينه العام الماضي مع كوريا الشمالية ينص في أحد بنوده على "مساعدة عسكرية فورية" إن تعرّض أحد البلدين لاعتداء من طرف آخر.
لكن وزير الخارجية الإيراني أكد هذا الأسبوع، بحسب وسائل إعلام روسية، أن المعاهدة مع طهران لا ترمي إلى "إنشاء تحالف عسكري" شبيه بذاك المبرم بين موسكو وبيونغ يانغ.
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
روسيا تعلن إسقاط 25 مُسيرة أوكرانية وترامب يدعو البلدين لمبادلة الأراضي
أعلنت وزارة الدفاع الروسية إسقاط 25 طائرة مسيرة أوكرانية فوق أراضيها، ومن جانبه دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب أوكرانيا وروسيا لمبادلة بعض الأراضي من أجل إنهاء الحرب.
ونقلت وكالة تاس الروسية عن وزارة الدفاع قولها إن "الدفاعات الجوية أسقطت خلال الليل 25 مُسيرة أوكرانية بمنطقتي روستوف (وسط) وستافروبول (غرب) روسيا".
بدورها، اتهمت سلطات جمهورية دونيتسك الشعبية الموالية لروسيا (شرق أوكرانيا) القوات المسلحة الأوكرانية بقتل 4 مدنيين جراء قصفها المتواصل بالمدفعية لمناطقة سكنية.
وتتبادل القوات الروسية والأوكرانية بشكل يومي هجمات بالطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية تستهدف المدن ومنظومة الطاقة ومصانع مدنية ومواقع عسكرية.
مقترح ترامبسياسيا، قال الرئيس الأميركي إنه سيُجري محادثات بناءة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين الجمعة المقبلة في ولاية ألاسكا الأميركية بشأن إنهاء الحرب في أوكرانيا.
وأضاف ترامب -خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض– أنه يرغب في ترتيب لقاء الرئيسين الروسي والأوكراني، مؤكداً أن التسوية المقبلة ستتطلب تبادلاً للأراضي، حسب تعبيره.
ومن جانبها، نقلت تاس عن سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي أن بلاده تأمل أن يعطي الاجتماع المرتقب بين الرئيس ونظيره الأميركي زخما لتطبيع العلاقات بين البلدين.
وفي المقابل، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن بوتين لا يستعد لوقف إطلاق النار وإنه يسعى فقط لتحقيق انتصار شخصي بلقائه ترامب.
وأضاف زيلينسكي أن التقارير الاستخباراتية تشير إلى أن القوات الروسية ماضية في التمهيد لشن هجمات جديدة، وأنه لا توجد إشارات لإنهاء الحرب.
وفي غضون ذلك، يخطط القادة الأوروبيون والرئيس الأوكراني للتحدث إلى الرئيس الأميركي قبل قمته مع بوتين.
وقالت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كايا كالاس إن أي اتفاق بين أميركا وروسيا يجب أن يشمل أوكرانيا والاتحاد الأوروبي، مشددة على أن الوحدة عبر الأطلسي ودعم أوكرانيا والضغط على روسيا أمور ضرورية لإنهاء الحرب ومنع العدوان الروسي على أوروبا في المستقبل.
إعلانوحذرت كالاس من تقديم تنازلات لموسكو، وقالت إنه ما دامت روسيا لم توافق على وقف إطلاق النار الكامل وغير المشروط، فما ينبغي حتى مناقشة أي تنازلات.
ومنذ 24 فبراير/شباط 2022، تشن روسيا هجوما عسكريا على جارتها وتشترط لإنهائه تخلّي أوكرانيا عن الانضمام لكيانات عسكرية غربية، وهو ما تعتبره كييف "تدخلا" في شؤونها.