نيوزويك: جدران السجون تكشف آخر رسائل معتقلي الأسد
تاريخ النشر: 18th, January 2025 GMT
قالت مجلة نيوزويك إن سجون نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد أصبحت مرادفة للوحشية منذ عام 2011 كما تشهد على ذلك الكتابات المخيفة التي حفرها السجناء المعذبون على الجدران تعبيرا عن معاناتهم وتحديهم وحبهم.
وأوضحت الصحيفة -في تقرير بقلم أمير دفتري- أن هذه الكتابات والرسومات اليدوية، التي اكتشفت بعد الإطاحة بالنظام في ديسمبر/كانون الأول الماضي، تعطي لمحة عن عشرات الآلاف من المعتقلين الذين اختفوا في شبكة من مراكز الاحتجاز، واجهوا فيها التعذيب والاكتظاظ والإعدام الجماعي، وتحملوا معاناة لا يمكن تصورها.
وتعد هذه الرسائل المنحوتة على جدران الزنازين -حسب الصحيفة- جزءا من البقايا الملموسة للحياة التي فُقدت هناك أو تركت ندوبا لا تمحى، وهي تضفي طابعا إنسانيا على الضحايا وتحافظ على شظايا من تاريخ غالبا ما يكتنفه الصمت.
وتكشف طبقات الكتابة على الجدران عن أجيال من المعاناة، وذلك بوجود نصوص قديمة تكاد تخفيها نصوص أحدث، وتعكس بعض النقوش الشوق تارة واليأس تارة أخرى، حيث كتب أحد السجناء "أفتقدك"، في رسالة حب إلى متلقٍ مجهول، وترك آخر وراءه رسالة بتاريخ الأول من يناير/كانون الثاني 2024 تقول "لا تحزني يا أمي، هذا هو مصيري".
وحددت بعض الرسومات الوقت بدقة، ورسمت تقاويم مليئة بصفوف من النقاط ومعالم مثل "مرّ عام"، وترددت على الجدران أدعية مثل "يا رب أنزل الراحة" و"الصبر جميل، والله هو الذي نستعين به".
ولم تخل الرسومات، رغم الأهوال، من روح الدعابة السوداء أو الخيال، فالوجوه الكرتونية أو سيجارة حشيش، أو منظر طبيعي متخيل للتلال والذئاب، تقدم لمحات عن محاولات السجناء للهروب تخيّلا من واقعهم القاتم.
إعلان
إرث سجون الأسد
وكان مركز الاحتجاز في فرع فلسطين في دمشق السيئ السمعة شاهدا على القسوة التي عانى منها المعتقلون، حيث كان السجناء يعيشون في زنازين بلا نوافذ، وشاهدوا وفاة زملائهم في الزنزانة، بل إن معظمهم توقعوا الموت فيما كتبوا، ومع ذلك أصبحت رسائلهم اليوم شاهدة على صمودهم وإنسانيتهم في ظل القمع المنهجي.
وتقف هذه الكتابات والرسومات الجدارية اليوم -حسب الصحيفة- دليلا على الفظائع التي ارتكبت في سجون الأسد، وهي تذكير صادم بالتكلفة البشرية للصراع في سوريا، وسيكون الحفاظ عليها ضمانا لعدم نسيان قصص هؤلاء السجناء، ومنطلقا لتحقيق العدالة والمساءلة عن الجرائم التي حدثت في السجون، فضلا عن دعم الناجين وأسرهم.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
حجة.. وفاة شيخ قبلي بارز في سجون الحوثيين عقب ضربه وحرمانه من العلاج
قضى شيخ قبلي بارز من محافظة حجة، الأربعاء 18 يونيو/حزيران 2025، في أحد سجون ميليشيا الحوثي، عقب اعتقاله بتهمة تزويج ابنته لشاب من محافظة مأرب الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية.
وأفاد مصدر قبلي لوكالة خبر، بأن الشيخ السبعيني تاعب طلة، أحد وجهاء مديرية وشحة، توفي في ظروف مأساوية داخل غرفة ضيقة تابعة لنقطة تفتيش حوثية في منطقة الرصعة، بعد تعرضه للتوقيف أثناء توجهه لتلقي العلاج من أمراض مزمنة يعاني منها، بينها السكري والضغط.
وأشار إلى أن الشيخ طلة تعرض للضرب والإهانة من قبل قائد النقطة المدعو أبو عسكر القاضي، ما فاقم حالته الصحية وأدى إلى تدهور مفاجئ في وضعه.
وقال المصدر، إن محاولات إسعافه إلى مستشفى الحرمين في منطقة مستباء باءت بالفشل، حيث فارق الحياة فور وصوله.
وبحسب المصدر، فإن الميليشيا كانت قد حاولت سابقًا استدراج الشيخ واعتقاله على خلفية تزويجه إحدى بناته لأحد أقاربه المقيمين في مأرب، لكنه رفض المثول أمام مشرف الجماعة في المديرية، ليُستهدف لاحقًا أثناء عبوره النقطة ذاتها.
وتتكرر حوادث اختطاف وتعذيب المواطنين من قبل الحوثيين في المناطق الواقعة تحت سيطرتهم، على خلفيات طائفية أو مناطقية أو شخصية، في ظل صمت المجتمع الدولي إزاء الانتهاكات المستمرة التي تطول وجهاء القبائل والمدنيين.
بالتعاون مع الملحن أحمد زعيم.. آدم البنا يطرح أغنية بتاع الصبر