تفحص لجنة تدمير كاتدرائية التجلى المتضررة بعد هجوم صاروخى فى أوديسا فى ٢٣ يوليو، نتائج التدمير، وسط الغزو الروسى لأوكرانيا. 
تعد خاركوف وسومى مدينتين أو مناطق مهمة للأمن القومى لروسيا، لذا فإن الروس لم يعد بإمكانهم الوثوق بالغرب، وبالتالى سيلعبون أوراقهم حتى النهاية وسيتعين على أولئك الذين ليسوا سعداء التعامل معهم لم تعد مشكلتهم أنهم يلعبون على المدى الطويل.

. أود أن أوضح موقفى من أوديسا؛ أتفق مع جميع المحللين على أن أوديسا قضية مهمة للغاية بالنسبة لروسيا لعدة أسباب:
إن منع أوكرانيا استراتيجيًا عن الوصول إلى البحر الأسود يزيل خطر رؤية قاعدة حلف شمال الأطلسى تُقام فى مواجهة سيفاستوبول وبعد بحر آزوف، فإن هذا من شأنه أن يجعل البحر الأسود بحرًا روسيًا؛ البعد الاقتصادى لأنه سيجبر أوكرانيا على الاتفاق مع روسيا على تصدير حبوبها.
وطبقا للتاريخ كانت هذه المدينة روسية لمدة ثلاثة قرون: بناها مواطن فرنسى، ابن شقيق ريشيليو عام ١٧٩٤، بأمر من إيكاترينا وأخيرًا، عاطفى، بسبب ٤٢ روسيًا ماتوا فى ٢ مايو ٢٠١٤ فى مقر النقابة، الذين أثارت صورة أجسادهم المتفحمة ثورة روسيا وما زالت ذكراهم حية إلى حد كبير.
لكن التكلفة على المدى الطويل ستكون أيضًا كبيرة جدًا ومع فشل الهجوم المضاد الأوكرانى، نشعر أن القادة الغربيين يغرسون تدريجيًا فكرة أن المناطق الأربعة التى ضمتها روسيا وشبه جزيرة القرم ضاعوا نهائيًا من كييف، وأخشى أن يؤدى فقدان أوديسا إلى إعادة تعبئة الأنجلو- السكسونيين والأوروبيين لأنه بالإضافة إلى الجانب الاستراتيجى الذى سيكون بمثابة ذريعة وهنا ستلعب فى هذا الإطار عدة قوى.
كل ما هو فاسد فى الغرب له مصالح فى أوديسا والعديد من القادة مسيطر عليهم من قبل المافيا التى تسيطر هناك عن طريق الجريمة المنظمة والفساد الأوكرانى الأسلحة والمخدرات والمرأة وغيرها من المصالح!
وقام الأمريكيون والبريطانيون بتثبيت منصات الحب والجنس على الإنترنت وأيضا النوادى الليلية والمطاعم التى تتدفق فيها الأموال مملوكة لعصابات تدعم النازيين الجدد وأخشى أن تضع شبكات المافيا هذه السكين فى حنجرة القادة الغربيين الذين تحت نفوذهم حتى لا تسمح لروسيا بالسيطرة على هذه المدينة واستعادة «القوة العمودية» العزيزة على فلاديمير بوتين وستطالبهم بمواصلة القتال.
وعلى المستوى العسكرى، لضمان الحدود الشمالية لأبلايت خيرسون وميكولاييف وأوديسا ضد الهجمات المضادة بين الشمال والجنوب، فهى جبهة جديدة بطول ٤٠٠ كيلومتر دون عوائق طبيعية مثل نهر دنيبر وسيضطر الروس إلى تحصينها والوقوف عليها. تواجه الشمال بجيشين على الأقل أو ١٠٠٠٠٠ رجل.


ووفقًا لصحيفة الواشنطن بوست، يتبنى العديد من مواطنى أوكرانيا مزاجًا أكثر قتامة بشأن الحرب مع روسيا، وبدأت الوحدة الوطنية فى التدهور. يأتى التغيير فى المعنويات مع فشل هجوم كييف المضاد الربيعى فى استعادة مناطق كبيرة على الرغم من تزايد الخسائر.
كما ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» أن «الأوكرانيين، الذين هم فى أمس الحاجة إلى الأخبار الجيدة، لا يحصلون عليها ببساطة» حيث قال الأوكرانى علاء بليزنيوك، فى مقابلة مع وسائل الإعلام الأمريكية، «[فى الماضي] كان الناس متحدين» أما الآن، هناك شعور «بخيبة أمل جماعية».
وفى الحقيقة، الشعور باليأس ناتج عن خسائر فادحة فى هجوم كييف المضاد. وقال بليزنيوك إن معظم الجنود الذين أرسلوا إلى الجبهة يموتون فى غضون يومين أو ثلاثة أيام فقط وذكرت صحيفة بوليتيكو الأسبوع الماضى أن كييف قد أرسلت ١٥٠ ألف جندى للقتال على ثلاث جبهات.
ومع ذلك، يعترف البنتاجون بأن القوات الأوكرانية لم تحقق مكاسب كبيرة. كما تزعم واشنطن علنًا أنها زودت كييف بكل ما تحتاجه أوكرانيا لشن هجوم مضاد ناجح. ومع ذلك، اعترف مسؤولون غربيون لصحيفة وول ستريت جورنال أن القوات الأوكرانية تفتقر إلى المعدات الأساسية.
«عندما شنت أوكرانيا هجومها المضاد الرئيسى هذا الربيع، كان المسؤولون العسكريون الغربيون يعلمون أن كييف لم يكن لديها كل التدريب أو الأسلحة، من القذائف إلى الطائرات المقاتلة، كانت بحاجة لطرد القوات الروسية.» يتابع التقرير: «لكنهم كانوا يأملون أن تكون شجاعة وبراعة الأوكرانيين بمثابة الضربة. لم يفعلوا ذلك». 
قالت آنا أولينيك، وهى مجندة من أوكرانيا، للصحيفة إنها تأمل فى أن تكون الخسائر التى تم دفعها تساوى ما حدث للجنود وأضافت: «لقد عاد كل هؤلاء الرجال من الجبهة بلا أطراف». «أريد أن يكون السعر الذى دفعوه معقولًا وإلا فإن ما مروا به ومافقدوه لا طائل من ورائه!».
وقال زوج آنا، وهو جندى أيضًا وفقد إحدى ساقيه، للصحيفة إنه لن يلتحق بالجيش إذا كان لديه الخيار مرة أخرى، مضيفًا أن كييف ترسل جنودًا غير مدربين إلى الخطوط الأمامية مؤكدا: «إنهم يأخذون الجميع إلى الخارج ويرسلونهم إلى الخطوط الأمامية دون تحضير مناسب ولا أريد أن أكون بصحبة أشخاص غير مدربين ولا متحمسين».
معلومات عن الكاتب: 

جان برنارد بيناتيل جنرال فرنسى وقائد سابق للبحرية الفرنسية، يكتب عن أهمية أوديسا بالنسبة للجانب الروسى.

 

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الغزو الروسي

إقرأ أيضاً:

روسيا: سندعم قدرات إيران الدفاعية بعد هجوم إسرائيل

صراحة نيوز- أكد نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، أن بلاده تعتزم تعزيز التعاون مع إيران في مختلف المجالات، بما في ذلك دعم قدراتها الدفاعية.

وقال ريابكوف، خلال تصريحات أدلى بها في السفارة الإيرانية بموسكو، إن “التعاون العملي مع إيران سيتوسع في جميع القطاعات، ومن الضروري تعزيز قدراتها الدفاعية، ونحن نمتلك خبرات مهمة في هذا المجال وسنواصل العمل استنادًا إليها”.

وتأتي هذه التصريحات في أعقاب العملية العسكرية التي شنتها إسرائيل ضد إيران في 13 تموز/يوليو، متهمة طهران بتطوير برنامج نووي عسكري سري. وقد استهدفت الغارات الإسرائيلية منشآت نووية، وقواعد جوية، إلى جانب اغتيال جنرالات وعلماء نوويين بارزين.

وفي المقابل، نفت إيران الاتهامات، وردّت بهجمات صاروخية على مواقع داخل إسرائيل. واستمرت المواجهات العسكرية بين الجانبين لمدة 12 يومًا، قبل أن يعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

مقالات مشابهة

  • السفير الإسرائيلي في كييف: ملتزمون بدعم أوكرانيا
  • روسيا تشن أضخم هجوم جوي على كييف بـ550 مسيّرة وصاروخا
  • يوم عصيب على أوكرانيا.. روسيا تهاجم كييف بعدد قياسي من المسيرات
  • روسيا تستعيد مجموعة عسكريين من أراض تسيطر عليها كييف
  • كييف: هجوم روسي مكثف بالمسيرات على العاصمة
  • د.حماد عبدالله يكتب: مصر التى فى خاطري !!
  • بوتين لترامب: روسيا لن تتخلى عن أهدافها في أوكرانيا
  • لماذا روسيا قوة دفاع وأميركا قوة هجوم وإيران توسّع نفوذها؟
  • أمريكا تقلل من أهمية تعليق تسليح أوكرانيا… وترامب يحتفظ بخيارات دعم كييف
  • روسيا: سندعم قدرات إيران الدفاعية بعد هجوم إسرائيل