“واشنطن بوست”: تصريحات ترامب بشأن تهجير أهل غزة تضع الشركاء العرب في حالة حذر
تاريخ النشر: 27th, January 2025 GMT
#سواليف
نشرت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية، مقالاً للكاتب #ديفيد_إيغناتيوس، رأى فيه أنّ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد #ترامب، ارتكب أول خطأ كبير له في السياسة الخارجية، عندما صرّح أمام الصحافيين أنه يريد “تطهير #غزة من سكانها من خلال نقل بعض سكانها إلى #الأردن و #مصر ودول عربية أخرى”.
وقال إيغناتيوس إنه “ربما كان اقتراح ترامب يمثّل دافعاً شخصياً أكثر من كونه سياسة مخططاً لها”، مشيراً إلى أنّ تصريحه أذهل شركاء الولايات المتحدة #العرب الذين كانوا يتطلعون إلى العمل معه، مشيراً إلى أنّ “نقل #الفلسطينيين من شأنه أن يزعزع استقرار الحكومات العربية المعتدلة في جميع أنحاء المنطقة”.
وفيما وصف الكاتب ترامب بكونه “مخرّباً”، لكنه رأى أنّ هذا كان أقرب إلى “إلقاء #قنبلة”.
مقالات ذات صلة حماس: سلمنا إسرائيل قائمة بأسماء 25 أسيرا على قيد الحياة 2025/01/27وكانت وسائل إعلام أميركية نقلت تصريحات ترامب، التي أدلى بها خلال جلسة لمدة 20 دقيقة مع الصحافيين على متن الطائرة الرئاسية، قال فيها إنه “ناقش رؤيته في مكالمة هاتفية، في وقت سابق، مع ملك الأردن عبد الله الثاني”، وإنه “سيتحدّث مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي” بهذا الشأن.
وأشار الكاتب إلى أنّ ردّ الفعل على تصريحات ترامب في الشرق الأوسط كان “سريعاً وسلبياً بشكل حادّ”. وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، إنّ معارضة الأردن لتهجير الفلسطينيين “حازمة ولن تتغيّر”. فيما أعادت السفارة المصرية نشر تعليق يعود لعام 2023 لسفيرها معتز زهران، قال فيه إنّ “مصر لا يمكن أن تكون جزءاً من أيّ حلّ يتضمّن نقل الفلسطينيين إلى سيناء”.
ورأى الكاتب أنّ التصريح الذي أدلى به ترامب يظهر الاتجاه الذي كان واضحاً منذ انتخابه، “ميله إلى بدء معارك غير ضرورية حول مشاريع مفضّلة”، حيث أنه (ترامب) اختار الشجار مع حليفته في حلف شمال الأطلسي (الناتو) الدنمارك بشأن غرينلاند، وهدّد باستعادة قناة بنما. وسخر مراراً وتكراراً من كندا بسبب اختلال التوازن التجاري لديها، وطلب أن تصبح كندا الولاية الأميركية الرقم (51)، مشيراً إلى أنّ “ترامب يبدو أنه نسي أنّ السياسة الخارجية ليست طريقاً باتجاه واحد.. حتى القوى العظمى تحتاج إلى أصدقاء”.
كذلك رأى الكاتب أنّ “تعطيل الشرق الأوسط أمر غير حكيم بشكل خاص الآن”، عندما تحاول المنطقة التعافي من حرب مدمّرة، مشيراًَ إلى أنّ وقف إطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح الأسرى الذي يتفاخر ترامب بمساعدته في تيسيره أصبح هشّاً على نحو متزايد.
وأكّد أنّ إشعال نيران جديدة في المنطقة يقلّل من قدرته على إخماد النيران المشتعلة بالفعل.
وختم الكاتب في “واشنطن بوست” تقريره بالإشارة إلى أنّ لدى ترامب بعض الأفكار الجيدة للسياسة الخارجية، وخصوصاً إنهاء الحرب في أوكرانيا. لكنه رأى أن “ترامب يخاطر بأفكاره الجيدة” من خلال تقديم “وابل من الأفكار السيئة”، مع نهج غير مركّز، في وقت واحد.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف ترامب غزة الأردن مصر العرب الفلسطينيين قنبلة إلى أن
إقرأ أيضاً:
ترامب يلوح بإعلان حاسم بشأن البرنامج النووي الإيراني.. تفاؤل مشوب بالحذر
في خضم التوترات المتصاعدة والمفاوضات المتأرجحة، أطل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتصريحات أثارت اهتمام المراقبين، حيث تحدث عن تقدم في ملف البرنامج النووي الإيراني، ملمّحًا إلى إمكانية صدور إعلان خلال اليومين المقبلين. ورغم تحفظه على التفاصيل، إلا أن تصريحاته أعادت إحياء الجدل حول مستقبل العلاقة بين واشنطن وطهران، وسط ترقب دولي لأي تحول في هذا الملف الشائك.
قال ترامب في حديث: "لقد أجرينا محادثات جيدة للغاية مع إيران.. لا أعرف ما إذا كنت سأخبركم بشيء جيد أو سيء خلال اليومين المقبلين، لكن لدي شعور بأنني قد أخبركم بشيء جيد".
تصريحات ترامب حملت طابعًا يغلب عليه التفائل، لا سيما مقارنة بتصريحات الوسطاء الإقليميين، مثل الوسيط العماني الذي وصف التقدم الأخير في المحادثات بأنه جزئي ولكن ليس حاسمًا، في إشارة إلى الجولة الخامسة من المفاوضات التي عُقدت في العاصمة الإيطالية روما.
خلفية المفاوضات.. من الانسحاب إلى إعادة المحاولةتأتي هذه التطورات في سياق محاولات واشنطن إعادة التفاوض على اتفاق نووي جديد، بعد أن انسحبت إدارة ترامب في ولايته الأولى من الاتفاق التاريخي الذي وقعته إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما عام 2015. ويهدف المسار الجديد من المحادثات إلى تقليص القدرات النووية الإيرانية مقابل تخفيف تدريجي للعقوبات الاقتصادية التي أثقلت كاهل طهران.
ورغم تكرار دعوات واشنطن للعودة إلى طاولة المفاوضات بشروط صارمة، إلا أن إيران تطالب برفع شامل للعقوبات كشرط أساسي لأي اتفاق جديد، ما يضع الطرفين في حالة شد وجذب مستمرة.
موقف أمريكي حازم لا تخصيب مقابل اتفاقأبرز مواقف إدارة ترامب جاءت على لسان المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الذي أكد: "لا يمكننا القبول باتفاق مع إيران يشمل قدرتها على تخصيب اليورانيوم". وأضاف أن ترامب عبّر مرارًا عن رغبته في حل النزاع مع إيران دبلوماسيًا، بل ووجه رسائل مباشرة إلى المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي.
هذا الموقف يعكس توجهًا واضحًا من قبل واشنطن لوضع خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها، في مقدمتها منع إيران من مواصلة تخصيب اليورانيوم الذي يُعتبر جوهر البرنامج النووي الإيراني.
الإعلان المرتقب قد يكون نقطة تحول محفوفة بالمخاطر
يرى اللواء نبيل السيد، الخبير الاستراتيجي، أن أي تطور في هذا الملف قد تكون له تداعيات تتجاوز حدود السياسة، مشيرًا إلى أن تصعيدًا محتملاً مع إيران قد يؤدي إلى اضطرابات في أسواق النفط العالمية، خصوصًا إذا مسّ صادرات إيران أو هدد أمن مضيق هرمز، الشريان الحيوي لنقل الطاقة في العالم.
وأضاف السيد أن الإعلان الذي ألمح إليه ترامب قد يشكل نقطة تحول حقيقية في العلاقات الأمريكية الإيرانية، لكنه "محفوف بالمخاطر"، مؤكدًا أن نجاح أي اتفاق محتمل سيتوقف على قدرة الجانبين على التوصل إلى تسوية وسطية.
وأشار إلى أن إيران تطالب برفع شامل للعقوبات، في حين تصر واشنطن على إيقاف تخصيب اليورانيوم. لذلك، فإن أي اتفاق جزئي كأن يتم تجميد البرنامج النووي مقابل تخفيف محدود للعقوبات قد يفتح بابًا لمزيد من المفاوضات لكنه لن يكون نهاية للأزمة.
بين التفاؤل والتصعيد.. لحظة حاسمة في العلاقات الأمريكية الإيرانيةويرى السيد أن تصريح ترامب ليس مجرد تلميح عابر، بل هو تعبير عن لحظة دقيقة في العلاقات بين البلدين، حيث تتقاطع الرغبة في إيجاد حل دبلوماسي مع احتمال حدوث تصعيد جديد. ويعتقد أن استخدام ترامب لعبارة "أخبار جيدة" قد يكون تكتيكًا تفاوضيًا للضغط على إيران أو وسيلة لحشد الدعم الداخلي والدولي لأي تحرك دبلوماسي قادم.
ترقب عالمي لقرار قد يغيّر المعادلةفي ظل هذه الأجواء المشحونة، تترقب العواصم العالمية ما سيعلنه ترامب خلال الأيام القادمة. فإما أن يكون الحديث عن تقدم حقيقي يمهد الطريق لتسوية تاريخية، أو يكون مجرد محاولة أخرى ضمن سلسلة طويلة من الضغوط السياسية. في كلتا الحالتين، العالم يراقب عن كثب تطورات هذا الملف الحساس الذي تتقاطع فيه خيوط الأمن والطاقة والدبلوماسية.