وسام العباسي أسير مقدسي انضم عام 2001 إبان انتفاضة الأقصى إلى خلية سلوان التابعة لكتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، تحت قيادة وائل قاسم أحد أبرز قادة المقاومة الفلسطينية في القدس أثناء الانتفاضة.

شارك في تنفيذ عمليات فدائية وتفجيرات عدة ألحقت أضرارا بشرية ومادية كبيرة بإسرائيل، اعتقل عام 2002 وحكمت عليه المحكمة المركزية في القدس بالسجن 26 مؤبدا و40 عاما، وهدمت سلطات الاحتلال بيته بعد 5 أشهر من اعتقاله، ثم سحبت منه الإقامة وبطاقة هويته المقدسية.

الولادة والنشأة

وُلد وسام سعيد موسى العباسي في 24 مارس/آذار 1977 في بلدة سلوان بالقدس.

توفي والده وعمره لم يتجاوز 13 سنة، مما اضطره إلى مغادرة مقاعد الدراسة للمساهمة في إعالة عائلته المكونة من 6 أفراد.

كان عمره 15 عاما عندما اعتقل لأول مرة، وسجن 5 أشهر بتهمة التخطيط لإلقاء قنبلة.

تزوج عام 2001 ورزق بابنته الوحيدة إيمان، وكان يعمل في مصنع "شيروت" للزجاج بمنطقة "ريشون ليتسيون" في تل أبيب.

المسار الدراسي

تلقى تعليمه الأساسي في مدرسة دار الأيتام، ثم انتقل بعدها إلى مدرسة راس العامود، ترك الدراسة في المرحلة الثانوية للعمل من أجل مساعدة عائلته.

تقدم بطلب استكمال دراسته في السجن، فدرس التوجيهي ثم التحق بالكلية الجامعية للعلوم التطبيقية والمهنية في غزة وحصل منها على دبلوم في الفقه، ثم اتجه لدراسة التاريخ في الجامعة نفسها.

التجربة النضالية

انضم إلى خلية سلوان القسامية عام 2001، ولم يتردد عندما عرض عليه وائل قسام أحد أبرز قادة المقاومة الفلسطينية في القدس أثناء انتفاضة الأقصى الانضمام إلى مجموعة عسكرية بهدف تنفيذ عمليات داخل إسرائيل ووافق فورا.

إعلان

أوكلت له مهمة اختيار أماكن تنفيذ العمليات والاستطلاع والاستكشاف، نظرا لمعرفته بالداخل المحتل بحكم سنوات عمله في أحد مصانع الزجاج بتل أبيب.

الأسير المقدسي وسام العباسي مع والدته (مواقع التواصل الاجتماعي)

 

كانت أول عملية شارك فيها هي تفجير "مقهى مومنت" في تل أبيب، والذي لم يكن يفصله سوى 75 مترا عن بيت رئيس وزراء إسرائيل حينها أرييل شارون.

كان دور وسام هو استكشاف مكان العملية والطريق المؤدي إليه، قبل أن يفجر الاستشهادي فؤاد الحواري نفسه داخل المقهى في 9 مارس/آذار 2002، مما أدى إلى مقتل 11 إسرائيليا وإصابة 65 آخرين.

بعدها اقترح وسام على مسؤول الخلية وائل قاسم تنفيذ عملية في أحد نوادي منطقة "ريشون ليتسيون" حيث كان يعمل، وشرع في رصد النادي واستطلاع محيطه برفقة الأسير علاء الدين العباسي، واستمر ذلك أياما عدة.

وفي 7 مايو/أيار 2002 نقل وسام منفذ العملية الاستشهادية محمد جميل معمر بسيارته إلى النادي وهناك فجّر نفسه، وأسفرت العملية عن مقتل 17 إسرائيليا وإصابة 60 آخرين.

بعد ذلك فكرت الخلية في تنفيذ عمليات تعتمد على التفجير عن بعد عوض التدخل البشري المباشر، وكان وائل قاسم قد طور في تلك الفترة تكنولوجيا للتفجير عن بعد بالهاتف المحمول.

نفذت المجموعة أول عملية بالمرحلة الجديدة في مايو/أيار 2002 عندما استهدفت صهاريج الوقود الإسرائيلية بالعبوات الناسفة وفجرتها عن بعد بهاتف محمول، وكان وسام العباسي ورفيقه محمد عودة مسؤولين عن تتبع هذه الصهاريج.

انتقلت الخلية بعدها إلى التخطيط لتفجير القطارات وسكة الحديد الإسرائيلية، وكان وسام يذهب مع أحد رفاقه إلى موقع السكة للاستطلاع وفحص مكان زرع العبوة، ثم يعطي الإشارة لتفجيرها عن بعد عند اقتراب القطار من مكان زرع العبوة.

وهكذا فجرت الخلية سكة الحديد في مدينة اللد في يونيو/حزيران 2002، وأسفرت العملية عن جرح 4 إسرائيليين وتخريب السكة والقطار، كما نفذت عملية مماثلة في منطقة "كفار غبيرون" الواقعة شمال بلدة "يبنا" جنوب الرملة في يوليو/تموز من العام نفسه.

إعلان الاعتقال والتبادل

اعتقل وسام العباسي عند حاجز عسكري في بلدة بيت أكسا فيما كان في طريق عودته إلى منزله بالقدس في 18 أغسطس/آب 2002، وفي اليوم نفسه اعتقل أعضاء خليته وائل قاسم وعلاء الدين العباسي، وبعدها بيومين اعتقل محمد عودة، وتعرضوا أثناء التحقيق معهم في مركز المسكوبية لشتى أنواع التعذيب الجسدي والنفسي.

وُجهت إلى وسام العباسي تهمة الضلوع في أعمال المقاومة بمدينة القدس المحتلة، والمشاركة في تنفيذ عمليات عسكرية كبيرة، وبعد 5 أشهر من اعتقاله هدمت السلطات الإسرائيلية منزله في بلدة سلوان.

أصدرت المحكمة المركزية في القدس حكما في حقه بالسجن 26 مؤبدا و40 عاما، كما أصدرت سلطات الاحتلال في القدس قرارا بسحب إقامته وبطاقة هويته المقدسية.

تعرّض في السجن لوعكة صحية فماطلت سلطات الاحتلال في علاجه، قبل أن تنقله إلى مستشفى الرملة وتسمح له بإجراء عملية جراحية في عينه.

رفض الاحتلال الإسرائيلي إدراج اسمه وأسماء أفراد خليته في قائمة التبادل بصفقة "وفاء الأحرار" عام 2011 حين بادل الجندي جلعاد شاليط مقابل 1027 أسيرا فلسطينيا.

وبعد اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل بداية 2025 تم الإفراج عن وسام العباسي وأُبعد إلى خارج فلسطين.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات تنفیذ عملیات فی القدس عن بعد

إقرأ أيضاً:

ما مميزات الصاروخ متعدد الرؤوس الذي استخدمته إيران ضد إسرائيل؟

أثار الجيش الإسرائيلي -الخميس- الكثير من الجدل والتكهنات بشأن طبيعة الصاروخ الذي استخدمته إيران في ضرباتها الأخيرة، إذ قال إنه "متعدد الرؤوس الحربية، مما يشكل تحديا جديدا لدفاعاتنا".

ووفق الخبير العسكري العقيد حاتم كريم الفلاحي، فإن الصاروخ متعدد الرؤوس ذو إمكانيات كبيرة جدا يصعب على منظومات الدفاع التصدي إليه.

ويلفت الفلاحي -في حديثه للجزيرة- إلى أن إيران استخدمت اليومين الأخيرين عددا قليلا من الصواريخ لكن بتأثير كبير، مستدلا باختراقها منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية ووصولها إلى أهداف ومنشآت إستراتيجية في إسرائيل محدثة دمارا واسعا.

وحسب الخبير العسكري، قد يكون الصاروخ متعدد الرؤوس عابرا للقارات، إذ يطلق إلى الفضاء الخارجي عبر القارات، ثم يتشظى وتنطلق منه رؤوس متعددة متجهة كل منها إلى هدفه حسب البرمجة لهذا الصاروخ.

وكذلك، فإن الصواريخ الباليستية والفرط صوتية تكون بسرعة كبيرة وتحمل رأسا حربيا قادرا على الانشطار والتشظي إلى مساحات واسعة عندما تصطدم بالأرض.

واستخدمت إيران صواريخ نوعية في ضرباتها الأخيرة مثل "سجيل" و"فتاح" و"خرمشهر" وهو الصاروخ الذي قال الفلاحي إنه متعدد الرؤوس، ولديه قدرة انفجارية عالية ويحدث خسائر كبيرة.

وأطلقت إيران -الخميس- دفعة صواريخ ومُسيرات جديدة تجاه مناطق واسعة من إسرائيل هي الأكبر خلال 48 ساعة، مما أسفر عن إصابة العشرات، فضلا عن دمار واسع داخل تل أبيب.

وبشأن ما إذا كان أحد الصواريخ الإيرانية التي أطلقت ذا طبيعة عنقودية، أوضح الخبير العسكري أن القنابل العنقودية والصواريخ المستخدمة بهذا المجال تنفجر قبل أن تصل إلى الأرض و"عندما تصل تبدأ بالانفجار في مناطق متعددة أو باتجاهات متعددة".

لكن عندما يصطدم صاروخ بالأرض، ثم بعد ذلك تتشظى منه كثير من الرؤوس الحربية، فهذا يعني -وفق الفلاحي- أن هناك نمطا جديدا من الصواريخ يمكن أن تعمل عليه إيران بهذا الاتجاه.

إعلان

واستدرك الخبير العسكري بالقول إن بعض المتفجرات من القنابل العنقودية يمكن أن "تنفجر ولا تنفجر في الوقت ذاته، إذ تبقى تعمل كألغام بمجرد اللمس أو القرب منها".

وخلص إلى أن ما جرى اليوم يتمثل بـ"صاروخ يحوى (قنبلة انشطارية أو عنقودية) يتشظى إلى أماكن متعددة".

وأشار الفلاحي إلى أن دولا قليلة في العالم تمتلك صواريخ متعددة الرؤوس مثل الولايات المتحدة والصين وروسيا والهند، لافتا إلى أن إيران تمتلك تقنية هذه الصواريخ التي تتشظى بعد ذلك إلى عدة صواريخ تنطلق كل منها باتجاه هدف معين، حسب البرمجة التي وضعت.

وكانت إيران قد بدأت ضرباتها الصاروخية -ردا على هجمات إسرائيلية واسعة النطاق على أراضيها- بصواريخ من طراز "عماد" و"قدر" و"خيبر شكن" واستهدفت شمالي إسرائيل ووسطها وجنوبها.

مقالات مشابهة

  • ما مميزات الصاروخ متعدد الرؤوس الذي استخدمته إيران ضد إسرائيل؟
  • الرقابة العسكرية.. قصة الجهاز الذي يمنعنا من معاينة الأضرار في إسرائيل
  • غموض في الأجواء.. ما الذي ضربته إيران ولم تعلن إسرائيل عنه؟
  • العليا الإسرائيلية تُصدر قرارا بإخلاء عائلتين من سلوان من منزليهما
  • الحق اشتري.. فيات بونتو بـ 150 ألف جنيه
  • الداخلية التركية تعلن: “الشارع الذي تدخلونه هو طريق مسدود!” عملية أمنية ضخمة في أنطاليا
  • عملية مشتركة للمقاومة والاحتلال يعلن وقوع حدث أمني صعب بغزة
  • تضامن المنوفية تنفيذ 12625 عملية عيون للمرضى غير القادرين
  • في عملية مشتركة.. المقاومة تقتل جنديا إسرائيليا قنصا في خانيونس
  • القسام وسرايا القدس تدمران في عملية مشتركة ناقلتي جند صهيونيتين في غزة