صحيفة الاتحاد:
2025-05-25@22:16:46 GMT

د. عبدالله الغذامي يكتب: شيخات القصايد

تاريخ النشر: 1st, February 2025 GMT

يشيع مصطلح (شيخات القصايد) في الشعر النبطي، وغالباً يركزون على ما تتضمنه القصيدة من نوادر الأبيات التي تتردد على الألسن وتنتشر بين الناس، وهناك من يشير إلى دور الميول القبلية في اختيار القصائد ويجري التنافس أو التنازع بين الرواة في التسليم بهذه أو تلك أو ترجيح واحدة على أخرى ولكن شرط ما في القصيدة من شواهد سائرةً هو الشرط الأكثر موضوعيةً حيث يحتكم على الذائقة الحرة التي أساسها واقع الاستشهادات ودرجة الحضور الذهني لقصيدة ما.


وهذه صيغة قديمة من حيث ممارسات الرواية الشعرية، والتي لا تحظى بها الفنون الأخرى مثل فن الحكي والسرد أو فن الخطابة والكتابة، وإنما الذي برز بقوة هو مصطلح المعلقات ومضت الروايات بأنها عشر أو تسع أو سبع، وأنها كانت تعلق على الكعبة المشرفة في مكة المكرمة من باب تخليدها وتعظيمها وتثبتت الفكرة في زمن التدوين وحظيت المعلقات بالشروحات والتحقيق والدراسة والاعتراف المؤسسي على مر القرون، وتعززت فكرة التعليق وكونها صحيحةً عبر مكتشفات الفاو في جنوب المملكة، التي تولتها جامعة الملك سعود في منطقة الأحقاف حيث اكتشفوا معابدَ مطمورةً من تحت الرمال لحضارة عربية قديمة تسبق الميلاد بألفي سنة، وتظهر الآثار وجود ألواح ضخمة فيها نصوص شعرية معلقة من حول جدران المعبد الذي هو على شكل مكعب وقد تواترت المرويات أن في جزيرة العرب سبع َ كعبات، ومنها كعبة مكة وهي الأكبر والأشهر والأهم، ولكن الذي يبدو من ذلك كله أن فكرة تعليق النصوص الشعرية ممارسةّ ثقافية سائدة في الجزيرة العربية مع تكرر صيغة المعابد وصيغة الطقوس، وتلك ثقافة متوارثة في الزمن القديم.
وفي عصر التدوين والكتابة جاءت الكتب لتواصل هذا التقليد حيث تصدى سلاطين الرواية والتدوين لوضع مختارات محددة العدد تتضمن التفضيلات الشعرية مثل مفضليات الظبي وأصمعيات الأصمعي، وكذلك شيخات الشعر النبطي، وبين هذا وذاك طرح ابن خلدون مقولته عن أمهات كتب الأدب وحددها بأربعة هي أدب الكاتب لابن قتيبة، وكتاب الكامل للمبرد، وكتاب البيان والتبيين للجاحظ وكتاب النوادر لأبي علي القالي، وظلت هذه الكتب موضع تركيز في مؤسسات التعليم التقليدي وأصبحت من معلقات الثقافة وأمهاتها، ويقابلها اليوم بدعة الأكثر مبيعاً التي سادت مع زمن الثقافة الرأسمالية، وتسلم الناشرون زمام التفضيل ورسم خريطة الذوق. وأصبحت المبيعات ليست قيمةً اقتصاديةً فحسب بل معايير لتوجيه رغبات القراءة ومن ثم صناعة ذوق ثقافي مرتبط بالأرقام.
كاتب ومفكر سعودي
أستاذ النقد والنظرية/ جامعة الملك سعود - الرياض

أخبار ذات صلة انطلاق المرحلة قبل النهائية من «أمير الشعراء» «قصائدُ.. هنَّ».. أمسية شعرية وموسيقية في «مكتبة محمد بن راشد»

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: القصائد الشعر الغذامي الشعر النبطي عبدالله الغذامي

إقرأ أيضاً:

إبراهيم النجار يكتب: دبلوماسية تحت الرصاص

بين رصاص جنين، وتنديد العواصم، تل أبيب، تغرق في تسونامي سياسي، كما وصفها إعلامها. 

إسرائيل تمنع المساعدات عن غزة وأوروبا أمام اختبار الإرادة السياسية هل تترجم مواقفها إلي أفعال؟ لم تكن زيارة الدبلوماسيين عادية، 25 سفيرا ومبعوثا أوروبيا وعربيا، دخلوا إلي مخيم جنين ليشهدوا علي ما خلفه الاجتياح الإسرائيلي الأخير. لكن، ما شاهدوه لم يكن دمارا فقط. إنما رصاص حي أطلق نحوهم مباشرة من جنود الاحتلال. رصاص لم يخطئ هدفه الرمزي. لا تحذير لا التباس، ولا حتي محاولة للإخفاء إعلان صارخ عن سقوط كل حصانة دبلوماسية، وانكشاف فج لعقلية الاحتلال، التي تضرب بالاتفاقيات والمعايير الدولية، عرض الحائط.

من بروكسيل إلي مدريد، من روما إلي باريس، ارتفعت الأصوات. وزراء الخارجية استدعوا السفراء الإسرائيليين، بيانات التنديد توالت. الاتحاد الأوروبي، طالب بالتحقيق الفوري والمحاسبة. فرنسا، وصفت الاعتداء بالتهديد المباشر لدبلوماسييها. إيطاليا، رأت في إطلاق النارانتهاكا غير مقبول. وأسبانيا، نددت بشدة. والدبلوماسية الأوروبية، اهتزت تحت وقع رصاصا كان يمكن أن يشعل أزمة مفتوحة. 

من جنين حيث صدي الرصاص تتحرك الأسئلة نحو أبعد من مجرد حادث ميداني. هل فقدت إسرائيل، القدرة علي التمييز بين عدو ومراقب، أم أنها قررت ببساطة أن الجميع في مرمي النار؟ حلفاء تقليديون باتوا يراجعون اتفاقية الشراكة، ويهددون بالعقوبات. بينما تتسع دائرة الغضب الأوروبي، علي حكومة نتانياهو، من الضفة إلي غزة. إن كان وفد الدبلوماسية قد نجا من الرصاص. فهناك من لا ينجو في غزة. حيث لا سفراء ولا وفود. يستمر القصف بلا توقف. ويحاصر الهواء والماء والدواء. هناك لا يكتفي بالتحذير، بل يتفذ الحكم. 

رصاصة جنين، كانت تحذيرا للعالم أما في غزة، فالتحذير قد انتهي منذ زمن. هناك لا صوت يعلو فوق صوت الحرب. ولا أحد يراقب. سوي الكاميرا حين تتاح لها فرصة النجاة.

طباعة شارك جنين تل أبيب إسرائيل

مقالات مشابهة

  • إبراهيم النجار يكتب: دبلوماسية تحت الرصاص
  • جامعة عمان الأهلية تهنىء بمناسبة عيد الاستقلال
  • ابتسام الشيخ: فكرة (منبر نساء لأجل السلام والعدالة) جاءت لبناء مجتمع متصالح
  • د.حماد عبدالله يكتب: إعلاء القانون فوق الجميع !!!!
  • أباعود: إدارة الهلال تدرس فكرة انتقال رونالدو للفريق.. فيديو
  • مصطفى الشيمي يكتب: أحمد من غزة
  • كريم وزيري يكتب: أرباح الحروب التي لا نراها في نشرات الأخبار
  • هيدي كرم تثير الجدل بسبب تقبلها فكرة الزواج من غير ديانتها
  • د. عبدالله الغذامي يكتب: المثقف من قرامشي إلى «تويتر»
  • د.حماد عبدالله يكتب: " العشوائيــــــات " فى عقول المصريين