أحمد المسلماني: نعيش في عالم متقلب مع تولي ترامب رئاسة أمريكا
تاريخ النشر: 1st, February 2025 GMT
استضافت القاعة الرئيسية في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته السادسة والخمسين، لقاء للكاتب الكبير أحمد المسلماني، رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، بعنوان «حالة المعرفة في عالم متغير»، وأدارت اللقاء الإعلامية ريهام الديب، بحضور الدكتور أحمد بهي الدين، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب.
في البداية، تحدث الدكتور أحمد المسلماني، عن تطور النظام العالمي الذي بدأ منذ تاريخ 1492، وما بعده، حيث كان ذلك تاريخ وصول «كريستوفر كولومبوس» إلى أمريكا، والذي أدى إلى إبادة ملايين من السكان الأصليين في قارة أمريكا، وهو ما ساهم في التغيير الجذري الذي نعيش فيه اليوم، بعدها خرج المسلمون من الأندلس، وانتهى العصر الإسلامي في إسبانيا والبرتغال، ليتم اكتشاف «طريق رأس الرجاء الصالح» عام 1498، وكان هذا الاكتشاف يشكل تحولًا في الفكر الجغرافي، حيث كان الاعتقاد أن السفن التي تعبر من خلاله ستغرق في الفضاء».
وتابع المسلماني: «مصر كانت الأكثر ازدهارًا في ذلك الوقت، لكن مركزها الاستراتيجي تراجع ما أدى لدخول العثمانيين إليها، وفي عام 1648م، حدثت حرب كاثوليكية بين «الكاثوليك» و«البروتستانت»، وهي الحرب التي عُرفت بحرب «الثلاثين عامًا» وانتهت بمعاهدة أسست للدولة الوطنية الحديثة التي تأسست على الحدود، والشرطة، والقضاء، أما في مصر، فقد كانت في حالة سائبة جغرافيا».
وأضاف المسلماني: «في عام 1815م، اكتسح نابليون أوروبا بعد أن عانت القارة من العديد من الحروب، وانتهت بمعاهدة سميت «معاهدة السلام» الذي أنهى كل الحروب، وعاشت أوروبا في سلام نسبي حتى الحرب العالمية الأولى والثانية، كان هناك مقهى في فيينا، حيث كان يجتمع المثقفون والمشاهير، وكان من بين هؤلاء فرويد، وجوزيف ستالين، وجوزيف تيتو، وأدولف هتلر، وصحفي يبحث عن مشروع لليهود هو هرتزل».
وتابع: «إن الثقافة هي المحرك الرئيس للتاريخ كما يرى «أنطونيو جرامشي»، وقد بدأت الحرب العالمية الثانية وازدهرت الشيوعية، وشارك فيها «سبعون مليون» إنسان قُتلوا، ثم تبعتها الحرب الباردة، وتفكك الاتحاد السوفيتي، واليوم نعيش في عالم متقلب مع تولي دونالد ترامب الرئاسة الأمريكية».
واستعرض المسلماني تطور القوة العالمية قائلاً: «عام 1900م كانت أمريكا هي الأكثر تعليمًا، وعام 1920م، كانت أقوى دولة في العالم، ومن عام 2020م فصاعدًا، سيكون القرن المقبل صراعًا بين أمريكا والصين، وفي هذا السياق يرى مؤرخو العلم، أن القرن التاسع عشر، كان عصر الهندسة المعمارية، والعشرون كان عصر الهندسة الكهربائية، والحادي والعشرون هو عصر الاتصالات».
وبالحديث عن صعود الصين كقوة نووية، أوضح المسلماني أن هناك جدل كبير حول قدراتها النووية، حيث تقول الصين إنها لم تتجاوز بضع رؤوس نووية، بينما تؤكد أمريكا أن الصين لديها آلاف الصواريخ النووية، وأضاف: «الصين استعادت -هونغ كونغ- و-ماكاو-، وهي ترى -تايوان- جزءًا منها، وتسعى لاستعادتها، مستفيدة من استراتيجية الصبر الاستراتيجي بعيد المدى».
كما تحدث المسلماني عن المشروع الاقتصادي الصيني «الحزام والطريق»، الذي يهدف إلى ربط الصين بالعالم عبر بنية تحتية ضخمة، مشيرًا إلى أن الهند تحاول منافسة الصين في هذا المجال، أضاف: «الصين تحيي ثقافتها القديمة وتراثها، وقد عملت على إعادة إحياء -كونفوشيوس- من جديد من خلال وسائل الإعلام والسينما، حيث أصبح التراث مكونًا رئيسًا في الثقافة الصينية، وإذا وصل الصراع بين الصين وأمريكا إلى مرحلة من النزاع المباشر، فإن ذلك سيشكل خطرًا على العالم أجمع».
وتحدث عن التحديات التي تواجهها روسيا، قائلاً: «روسيا تواجه تحديًا تاريخيًا، إذ أن لديها تاريخ إمبراطوري من الإمبراطورية الروسية القيصرية، مرورًا بالاتحاد السوفيتي، وصولًا إلى روسيا الاتحادية، هي دولة لا يمكن أن تعود إلى الوراء، ولهذا تسعى لتوسيع مجالها الجغرافي».
أشار المسلماني إلى الهند قائلًا: «الهند أصبحت قوة اقتصادية مُهمة بفضل التعليم المنتظم، والبحث العلمي الدقيق، حيث يُعد المعهد الهندي للتكنولوجيا من أبرز المعاهد العلمية في العالم، كما أن كوريا الجنوبية صعدت بفضل الاستثمار في التعليم والبحث العلمي»، وتطرق المسلماني أيضًا إلى التحديات التي تواجهها أوروبا، قائلاً: «أوروبا لو استمرت في هذه السلبيات الليبرالية، فإن مستقبلها سيكون مجهولًا، حيث إن المسيحية في أوروبا، أصبحت في تراجع مستمر، وهو ما يعكس تأثير الثورة الفرنسية وانتشار الإلحاد، وأضاف: « لقد أظهرت إحصائيات في بريطانيا أنها لم تعد دولة مسيحية، حيث أصبح المسيحيون أقل من 50%، كما يتوقع أن المسيحيين في أمريكا سيشكلون أقل من 30% بحلول عام 2070».
وأشار المسلماني إلى أن العالم يعيش في حالة من «اللا يقين» أكثر من «اليقين»، وأن الرؤية أصبحت صعبة في ظل التطورات الحالية، وقال: «إيلون ماسك عبقري لكنه عبثي في أفكاره»، وتحدث كذلك عن السياسة العالمية، قائلاً: «النظام العالمي لا يُبالي، والسياسيون الكبار لا يستشيرون في قراراتهم، وعندما غزت أمريكا العراق، قالوا إنهم يبحثون عن أسلحة دمار شامل، لكن اتضح لاحقًا أن ذلك كان خطأً، وتم الاعتذار، وكذلك في فيتنام، حيث مات 4 ملايين مواطن، وانتهى الأمر باعتذار بعد كل تلك الأرواح».
وفيما يتعلق بالتطورات السياسية الراهنة بالقضية الفلسطينية، قال المسلماني: «الرئيس السيسي عبّر عن رؤية مصر في قضية غزة منذ بداية الحرب، وكان الشعب المصري واضحًا في موقفه تجاه القضية الفلسطينية، مصر أعلنت تأييدها للحق الفلسطيني بوضوح».
كما أوضح المسلماني أن مصر تمتلك قوة ناعمة تفوق أي دولة أخرى في العالم، وأنها من بين أفضل 10 دول في العالم من حيث ترتيب القوة الناعمة، حيث تحتل مصر المركز السابع عالميًا.
كما أشار المسلماني إلى أن الهيئة الوطنية للإعلام، تسعى لإعادة «ماسبيرو» إلى مكانته المرموقة، وقال: «هدفنا هو إعادة ماسبيرو إلى مستواه العالي، ونحن في مفارقة بين مطالب اقتصادية واجتماعية في المبنى، ومطالب الشعب، لذلك نتطلع إلى تحقيق توازن في هذا الأمر»، وأوضح أن الهيئة الوطنية للإعلام، تُولي اهتمامًا خاصًا بالقارة الإفريقية، حيث أكد أن مصر لم تكن حاضرة بما فيه الكفاية في مجال الدراما والبرامج هناك، وفي هذا الصدد، أضاف: «نعمل على ترجمة مسلسلات مصرية إلى اللغات الإفريقية، مثل مسلسل«أم كلثوم»، و«ليالي الحلمية»، و«الإمام الليث بن سعد»، ونهدف إلى تقديم مصر بتراثها الثقافي والحضاري إلى العالم».
كما اختتم المسلماني حديثه مؤكدًا أن مصر تسعى إلى تعزيز قوتها الناعمة على الساحة العالمية، مشيرًا إلى أن الإعلام المصري سيعزز من ثقافته، عبر زيادة اهتمامه بالثقافة والتاريخ، وسيعمل على رفع كفاءة برامج الأطفال، مع تطوير «قناة ماسبيرو الثقافية».
كما أشاد الدكتور أحمد بهي الدين، رئيس الهيئة العامة للكتاب، بهذا اللقاء الفكري البناء، للدكتور المسلماني، والذي يتسق في محاوره ومضامينه مع رؤية معرض القاهرة، والمستمدة بالطبع، من رؤية الدولة المصرية، موضحًا أن كلمة المسلماني تؤكد أن «الثقافة محرك للحياة»، وأشاد بهي الدين بالدور الحيوي الذي تضطلع به الهيئة الوطنية للإعلام، في تطوير المنظومة الإعلامية المصرية، بما يحقق أهداف الدولة إزاء بناء الإنسان القادر على تلبية طموحات الوطن التنموية، مثمنًا حرص المسلماني، على طرح هذه الرؤى البناءة للمصريين، ولجمهور معرض القاهرة الدولي للكتاب، والذي يُعد مِنصة مُهمة ومُلهمة تُمثل أحد أقطاب القوة الناعمة المصرية.
اقرأ أيضاًإقبال جماهيري غير مسبوق في ثالث أيام معرض الكتاب تزامنا مع عيد الشرطة
منذ الساعات الأولى.. إقبال جماهيري كثيف في اليوم الثامن لمعرض الكتاب 2025
بحضور نخبة من الخبراء.. معرض الكتاب يستعرض أهمية المتاحف المصرية المتخصصة
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: معرض الكتاب معرض القاهرة الدولي للكتاب رئيس الهيئة الوطنية للإعلام معرض القاهرة للكتاب معرض الكتاب بالقاهرة نصائح معرض الكتاب معلومات عن معرض الكتاب أسرار معرض الكتاب معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025 تفاصيل معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025 أحمد المسلماني معرض الكتاب 2025 أحمد المسلماني رئيس الهيئة الوطنية للإعلام معرض الكتاب الدولي 2025 الهیئة الوطنیة للإعلام فی العالم إلى أن رئیس ا فی هذا
إقرأ أيضاً:
بقائي: أمريكا أصبحت أكبر تهديد للأمن في العالم بسلوكها
الثورة نت /..
أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي أن أمريكا أصبحت أكبر تهديد للأمن في العالم بسلوكها، مشيرا الى أن المسؤولين الأمريكيين يكررون تهديداتهم ضد فنزويلا وكوبا ونيكاراغوا، وحتى البرازيل والمكسيك، ومشددا على أن إعلان إغلاق المجال الجوي لأي دولة إجراء غير مسبوق يتعارض مع جميع المعايير واللوائح الدولية، بما في ذلك اللوائح المتعلقة بسلامة الطيران.
وقال بقائي في مؤتمر صحفي عقده صباح اليوم الاثنين، ونقلته وكالة “مهر” الإيرانية، “أصبحت الولايات المتحدة بسلوكها أكبر تهديد للأمن. نشهد أفعالاً قائمة على القوة المجردة في أجزاء من العالم. في نصف الكرة الغربي، يكرر المسؤولون الأمريكيون تهديداتهم ضد فنزويلا وكوبا ونيكاراغوا، وحتى البرازيل والمكسيك. إن إعلان إغلاق المجال الجوي لدولة ما هو إجراء غير مسبوق ويتعارض مع جميع المعايير واللوائح الدولية، بما في ذلك اللوائح المتعلقة بسلامة الطيران”.
وأضاف بقائي: “كما أن التهديد الأمريكي للدول الأفريقية، بما في ذلك حرمان جنوب أفريقيا من حق المشاركة في قمة مجموعة العشرين، هو دعم شامل للكيان الصهيوني، وجعل الولايات المتحدة شريكة له. في الظروف العادية، ينبغي على مجلس الأمن الدولي اعتبار الإجراءات الأمريكية انتهاكاً صارخاً للسلم والأمن الدوليين”.
وحول التطورات الإقليمية قال بقائي في مؤتمره الصحفي” نشهد تطورات متسارعة على الصعيد الدولي. وأهم قضية في المنطقة هي تهديد الكيان الصهيوني. نشهد جرائم ضد لبنان وسوريا ودول أخرى في المنطقة. ورغم وجود وقف إطلاق النار، تتزايد الانتهاكات بشكل حاد. وقد ارتُكبت مئات الآلاف من انتهاكات وقف إطلاق النار في لبنان، واغتيل عدد كبير من المواطنين اللبنانيين”.
وأضاف بقائي: “في غزة، بلغ عدد انتهاكات وقف إطلاق النار 600 حالة”.
وبشأن ما يُقال عن وصول الملف النووي إلى طريق مسدود، قال بقائي: “موقفنا واضح. ما نقوم به هو التركيز على ممارسة حقٍّ مكفول لإيران ولأي دولة أخرى بموجب القانون الدولي ومعاهدة عدم الانتشار. الملف النووي الإيراني لا يمكن أن يكون موضوع قلق دولي. هذا الموضوع فُرض منذ البداية على إيران والمنطقة ومجلس الأمن ومجلس محافظي الوكالة. وهو في الأصل لا يمتلك موضوعية كـ”قضية”، وبالتالي فإن الحديث عن طريق مسدود لا وجاهة له. على الأطراف الأخرى أن تمتنع عن سياساتها القائمة على الإكراه وأن تتراجع عن مطالب لا أساس لها في القانون الدولي أو المنطق. الحل لعدم اعتبار الملف النووي موضوعاً للنزاع هو أن يُعترف بالحق الإيراني وفق معاهدة عدم الانتشار؛ لا بمعنى الاعتراف الشكلي، بل بمعنى عدم التعرّض لهذا الحق”.
وأضاف: “إيران عازمة على استخدام هذا الحق، وقد تم التأكيد على ذلك في المحادثات مع الأطراف الأخرى”.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بشأن استعداد الدول الأوروبية الثلاث للتفاوض: “يجب النظر إلى هذا التصريح بوصفه دعاية إعلامية عامة، وليس موقفاً يستند إلى حسن نية وجدية”.
وفيما يتعلق بتصريحات ترامب المتناقضة، قال بقائي: “مثل هذا التناقض لا يمكن تبريره منطقياً. الملف النووي كان دائماً ذريعة للولايات المتحدة لفرض الضغط على الشعب الإيراني”.