عربي21:
2025-05-28@00:26:18 GMT

هل انتهى شهر العسل بين السيسي وترامب؟

تاريخ النشر: 2nd, February 2025 GMT

هل انتهى شهر العسل بين السيسي وترامب؟

نشرت مجلة "نيوزويك" تقريرًا يسلط الضوء على الرفض المصري الحاسم لخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإعادة توطين اللاجئين الفلسطينيين في سيناء، مشيرًا إلى تداعياتها على الاستقرار الإقليمي.

وقالت المجلة، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إنه بعد ساعات من كشف ترامب عن خططه الرامية إلى مطالبة مصر بالسماح للاجئين الفلسطينيين بدخول شبه جزيرة سيناء من قطاع غزة، أصدرت وزارة الخارجية المصرية رفضًا قاطعًا لهذا الاقتراح، ووصفت القاهرة أي محاولة لتهجير الفلسطينيين بأنها "تعدٍ على الحقوق غير القابلة للتصرف"، وحذرت من أن مثل هذه الإجراءات من شأنها أن تهدد "الاستقرار الإقليمي، وتهدد بمزيد من تصعيد الصراع، وتقوض آفاق السلام والتعايش بين شعوب المنطقة".



إن رفض بالون الاختبار الذي أطلقه ترامب له دلالته، ففي أيار/مايو 2024، انضمت القاهرة إلى جنوب أفريقيا في الدعوى القضائية التي رفعتها جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية، متهمةً إسرائيل بارتكاب جرائم حرب، والآن، مع رفض مصر لخطة ترامب بشأن النقل المؤقت لسكان غزة، يجب على القاهرة أن تفسر موقفها، فإذا كانت تعتقد أن هناك جرائم حرب تحدث في غزة، فإن رفضها قبول اللاجئين يعني أنها طرف في جرائم الحرب، وإذا كانت لا تعتقد أن هناك جرائم حرب تحدث، فعليها أن تتراجع عن هذا الاتهام.

ومن غير الواضح ما إذا كانت مصر قد قدمت طلبًا رسميًا أم لا، حيث لم يحدد وزارة الخارجية ما ستتضمنه تدخلاتها. ومع ذلك، فإن الانطباع السائد في الشرق الأوسط هو أن القاهرة قد انضمت إلى حملة "قانون الحرب".

وأوضحت المجلة أنه بعيدًا عن المعضلة القانونية التي تجد مصر نفسها فيها الآن، هناك أيضًا عنصر من التشويق الدولي. فقد كانت الفترة الأولى لترامب بمثابة عصر ذهبي للعلاقة بين الولايات المتحدة ومصر. كان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من أول القادة العالميين الذين هنأوا ترامب بفوزه في انتخابات 2016، مشيرًا إلى أنه يتطلع إلى "تعزيز الصداقة والعلاقات الاستراتيجية" مع واشنطن. 

وأضافت المجلة أن إشادة ترامب المبالغة بالسيسي بوصفه "رجلًا رائعًا" بعد لقائهما الأول، وإعلانه لاحقًا أن السيسي هو "ديكتاتوره المفضل"، عكست رابطة شخصية فريدة. وترجمت هذه العلاقة إلى دعم مالي، حيث استمرت القاهرة في تلقي حزمة مساعداتها الكبيرة، في حين امتنع البيت الأبيض عن مناقشة انتهاكات السيسي لحقوق الإنسان أو ممارساته الاستبدادية.


وأفادت المجلة أن ترامب كان يرى قيادة السيسي القوية كأصل في جهود مكافحة الإرهاب، خاصة ضد تنظيم الدولة في سيناء. كما كانت مصر السيسي تُعتبر حصنًا ضد الإسلاموية، حيث أطاح الرئيس المصري بالإخوان المسلمين وسجنهم. وبالنسبة للسيسي، قدم دعم ترامب شرعية دبلوماسية ومساعدات مالية، مما عزز قبضته الداخلية وسمح له بتوسيع نفوذ مصر الإقليمي، على حد تعبيرها.

وأشارت المجلة إلى أن هناك الآن أسباب كافية للشك في التزام مصر بمكافحة الإرهاب، خصوصًا فيما يتعلق بحركة حماس. فمن الواضح أن مصر تجاهلت تهريب حماس إلى قطاع غزة عبر شبه جزيرة سيناء.

وكانت الأنفاق وعمليات التهريب البرية التي جرت في السنوات التي سبقت سنة 2023 قد ساعدت
حماس في التحضير لأحداث 7 تشرين الأول/ أكتوبر. 

وتابعت المجلة أن الإدارة الأمريكية بقيادة بايدن كانت تحمي مصر من الانتقادات في هذا الصدد، وهو ما فعلته إسرائيل أيضًا، خوفًا من زعزعة استقرار أقدم اتفاقية سلام لها في الشرق الأوسط. وقد يشير طلب ترامب من مصر استيعاب اللاجئين إلى تغيير في الاستراتيجية الأمريكية. ولا يزال موقف إسرائيل غير واضح. في الوقت نفسه، قام ترامب مؤخرًا بتكرار دعوته لمصر (وللأردن) لزيادة دورها.

غير القضايا التي تعاني منها مصر قد تكون أعمق من ذلك. في سنة 2023، كشفت تسريبات استخباراتية عن خطط سرية لمصر لتوريد صواريخ إلى روسيا في تحدٍ سافر للسياسة الأمريكية. وفي تشرين الأول/ أكتوبر 2024، وأثناء مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، غاب السيسي عن اجتماع مهم مع وزير الخارجية الأمريكي آنذاك، أنطوني بلينكن، ليحضر قمة بريكس في روسيا، مما زاد من اختبار إرادة واشنطن. وفي الوقت نفسه، عززت مصر علاقاتها مع الصين، حيث اشترت طائرات مقاتلة صينية، وسمحت لدعاية معادية لأمريكا ومؤيدة للحزب الشيوعي الصيني بالتسلل إلى المؤسسات الحكومية. ترامب، الذي يقدّر الولاء، قد يرى تحوط القاهرة الواضح خيانة.

وقالت المجلة إن الأزمة الاقتصادية المتفاقمة تزيد الأمور تعقيدًا. فمنذ تولى السيسي السلطة، أشرف على ارتفاع التضخم، والديون المشلولة، والبطالة المرتفعة. كما أن الاستياء الداخلي مرتفع، والاضطرابات الاجتماعية تلوح في الأفق. ومن ناحية أخرى، قد يفتح هذا الباب أمام المساعدات الأميركية لشراء الولاء المصري المتجدد. ولكن القاهرة قد لا تكون منفتحة على ذلك. فقد رفضت مصر بالفعل الأموال من دول الخليج للمساعدة في حل أزمة اللاجئين في غزة وعزل حماس.

ولكن بدلاً من ذلك، ولتفادي الإحباطات الداخلية، لجأت القاهرة إلى خطاب لاذع معادٍ لأميركا وإسرائيل، فصوَّرت السيسي باعتباره المدافع عن المصالح العربية والقضية الفلسطينية. وهذا خطاب قومي عربي كلاسيكي، ولكنه في بعض الأحيان يتبنى نقاط حوار إسلامية تروق لهذا القطاع من سكان مصر المتزايدين. 

وربما تكون هذه هي إستراتيجية السيسي لاستقطاب الشارع المصري المضطرب ومنع أي ضرر إضافي لشخصيته المحلية التي زرعها بعناية. ولكن من غير المرجح أن تلقى هذه الإستراتيجية استحسان إدارة ترامب القادمة.

واختتمت المجلة تقريرها قائلة إنه من غير الواضح تمامًا ما إذا كانت هذه العلاقة المريحة سابقًا ستتحول إلى علاقة ذات طابع تبادلي أو تصبح فاترة. إن العلاقة بين الولايات المتحدة ومصر لا شك أنها مهمة، ولكن ما يحدث في غزة لن يبقى في غزة، وقد يدفع الموقف غير المتعاون من القاهرة في نهاية المطاف إلى إعادة تقييم قيمتها.

للاطلاع إلى النص الأصلي (هنا)


المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية المصري الولايات المتحدة السيسي مصر السيسي الولايات المتحدة صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المجلة أن فی غزة

إقرأ أيضاً:

مجلة أمريكية: شركات الشحن لن تعود للبحر الأحمر قبل انتهاء العدوان على غزة… والهيمنة الأمريكية تتآكل أمام صمود اليمن

يمانيون | تقرير
في تقرير صدر اليوم الاثنين، تناولت مجلة ناشيونال إنترست الأمريكية أبعاد العدوان الأمريكي على اليمن، وسلطت الضوء على التحولات الاستراتيجية المتسارعة في البحر الأحمر، وعلى وجه الخصوص، التداعيات التي طالت الأمن البحري العالمي، بعد أشهر من تصاعد العمليات اليمنية الموجهة ضد المصالح الأمريكية والصهيونية في المنطقة.

المجلة الأمريكية، ذات التوجه المحافظ والمقرّبة من دوائر صنع القرار في واشنطن، كشفت في تقريرها عن جملة من الاعترافات الضمنية بفشل الحملة العسكرية الأمريكية التي بدأت في يناير الماضي ضد اليمن، وأكّدت أن “الولايات المتحدة فشلت في تحقيق تفوق جوي حاسم في سماء البحر الأحمر، رغم كل ما تمتلكه من ترسانة عسكرية وموقع استراتيجي وقواعد جوية بحرية في المنطقة”.

خيبة أمريكية أمام عزيمة يمنية
بحسب التقرير، فإن العدوان على اليمن – الذي بدأ بذريعة “حماية الملاحة الدولية” – سرعان ما انكشفت حقيقته بصفته امتداداً مباشراً للعدوان الصهيوني على غزة، وجزءاً من محاولة فاشلة للضغط على صنعاء لوقف دعمها للمقاومة الفلسطينية. لكن المجلة أكدت أن “الحملة كانت مضللة منذ بدايتها، ولم تكن ضرورية من منظور استراتيجي أمريكي”، بل أفضت إلى نتائج عكسية، وأظهرت حدود القوة الأمريكية في المنطقة، لا سيما بعد أن تراجعت الطائرات والسفن الحربية الأمريكية عن خطوط الاشتباك المباشر عقب أسابيع فقط من بدء القصف.

وفي هذا السياق، أشارت المجلة إلى أن “واشنطن فشلت في فرض معادلة ردع فاعلة”، بل وجدت نفسها أمام واقع جديد فرضته صنعاء، حيث لم تتوقف الهجمات اليمنية النوعية على السفن المرتبطة بالكيان الصهيوني، بل امتدت إلى العمق الصهيوني، في عملية تنسيق واضحة مع فصائل المقاومة الفلسطينية.

لا عودة إلا بوقف العدوان على غزة
تقرير ناشيونال إنترست شدّد على أن القيادة اليمنية وضعت منذ البداية خطوطاً واضحة لقواعد الاشتباك، مفادها أن “عمليات البحر الأحمر لن تتوقف إلا بانتهاء العدوان الصهيوني على قطاع غزة وإدخال المساعدات الإنسانية”، وهو موقف قال التقرير إنه “عكس ثباتاً غير مألوف لدى دولة من خارج المعادلة التقليدية للقوى الكبرى في المنطقة”، وأضافت المجلة أن اليمن لم يستهدف السفن الأمريكية بشكل مباشر إلا بعد أن بادرت الولايات المتحدة بالعدوان، مؤكدة أن “الهجمات اليمنية اقتصرت منذ البداية على السفن المرتبطة بالعدو الصهيوني”.

ووفقًا لما نقلته المجلة، فقد اعترف مسؤول أمريكي – بعد توقيع اتفاق وقف العدوان – بأن “اليمن لا يزال يحتفظ بقدرات عسكرية كبيرة”، ما يعني أن العدوان الأمريكي لم يُضعف قدرة صنعاء على الاستمرار في تنفيذ عملياتها أو فرض شروطها السياسية والعسكرية.

شركات الشحن ترفض العودة رغم وقف العدوان
وفي ما يمثل اعترافاً واضحاً بفعالية الضغط اليمني، اختتمت المجلة تقريرها بالإشارة إلى أن “معظم شركات الشحن الكبرى لا تخطط للعودة إلى مسارات البحر الأحمر قبل أن ينتهي العدوان على قطاع غزة”، ما ينسف السردية الأمريكية بأن الحملة على اليمن كانت تهدف لاستعادة الأمن البحري، ويكشف بالمقابل أن اليمن بات يتحكم عملياً بإحدى أهم بوابات التجارة الدولية.

هذا الموقف من شركات الشحن، كما تفيد المجلة، لا يعكس فقط المخاوف الأمنية، بل يدلّ على إدراك متزايد لدى الشركات العالمية بأن أمن الملاحة في البحر الأحمر لم يعد بيد الأسطول الأمريكي، وإنما أصبح مرهونًا بقرار سياسي وأخلاقي مرتبط بمصير العدوان على غزة.

نهاية “الهيمنة السهلة” لأمريكا في البحر الأحمر
خلصت ناشيونال إنترست إلى أن العدوان الأمريكي لم يُفضِ إلا إلى تآكل صورة الهيبة العسكرية الأمريكية، وأن الانسحاب المبكر للقطع الأمريكية من خطوط المواجهة جاء بعد أن أصبحت “تكاليف البقاء والمغامرة في البحر الأحمر أكبر من المكاسب المحتملة”.

هذا التحول الاستراتيجي الذي كشفته المجلة لا يمثل فقط انتصاراً ميدانياً لصنعاء، بل يؤشر إلى بداية نهاية ما وصفته المجلة بـ”الهيمنة السهلة” التي كانت تتمتع بها واشنطن لعقود في الممرات البحرية الدولية، وخصوصاً في البحر الأحمر وخليج عدن، وهي مناطق لم تعد تخضع للمنظومة الغربية بصورة تلقائية، كما كان الحال قبل سنوات قليلة.

اليمن يفرض واقعاً جديداً
مع كل ما ورد في التقرير، بات من الواضح أن اليمن – من خلال صموده العسكري وربطه بين الميدان البحري والموقف الإنساني من غزة – نجح في إعادة تعريف قواعد الاشتباك على المستوى الإقليمي والدولي. وفيما تبحث واشنطن عن مخارج تكتيكية تحفظ ما تبقى من ماء الوجه، ترسّخ صنعاء موقعها كفاعل رئيسي في معادلة الأمن البحري والسيادة الإقليمية.

وفي هذا السياق، لا يبدو أن سفن الشحن ستعود إلى البحر الأحمر، ولا أن الاستقرار البحري سيُستعاد، إلا بقرار سياسي بإنهاء العدوان على غزة، وهو ما يعكس حجم التحول الذي أحدثته العمليات اليمنية في معادلات الحرب والسلام والاقتصاد في المنطقة والعالم.

مقالات مشابهة

  • مكالمة حادة بين نتنياهو وترامب حول إيران.. كيف توترت المحادثة؟
  • روسيا تعلن سيطرتها على 4 قرى أوكرانية وترامب يلوح بعقوبات على موسكو
  • ميلوني تدعو لقمة في يونيو لاحتواء التصعيد التجاري بين أوروبا وترامب
  • روسيا تشن أكبر هجوم بالمسيّرات على أوكرانيا وترامب يتهم بوتين بـالجنون
  • مجلة أمريكية: شركات الشحن لن تعود للبحر الأحمر قبل انتهاء العدوان على غزة… والهيمنة الأمريكية تتآكل أمام صمود اليمن
  • حدث ليلا| الكهرباء: لا تخفيف للأحمال خلال الصيف.. ياسمين عبد العزيز عن سبب تألقها: عشان بقيت سنجل.. وترامب: مستاء من أفعال بوتين
  • كواليس المكالمة الهاتفية بين بوتين وترامب
  • اتصال بين المفوضية الأوروبية وترامب للتوصل لاتفاق تجاري جيد
  • جامعة قطر تصدر مجلتها الفصلية "الحرم الجامعي"
  • أخبار العالم | الاحتلال يعلن تأجيل خطة توزيع الغذاء في غزة.. وتحقيق يكشف استخدام إسرائيل للفلسطينيين كدروع بشرية.. وترامب يعتزم تخفيف العقوبات على إيران