الغلاء يهدد «عمل الخير»
تاريخ النشر: 2nd, February 2025 GMT
مسئولو الجمعيات: تراجع الصدقات عن الأعوام الماضية.. وارتفاع الأسعار طحن الجميع
تزايد الفقراء.. وانخفاض أعداد المتبرعين
شهدت الأعمال الخيرية العديد من التحديات غير المسبوقة، التى أثرت بشكل سلبى على قدرة هذا القطاع فى تقديم الدعم للمحتاجين، وذلك بسبب الأزمة الاقتصادية التى تمر بها معظم فئات المجتمع، وانعكس هذا على تراجع حجم التبرعات، وارتفاع تكاليف الخدمة، وصعوبة توفير الاحتياجات الأساسية للأسر الفقيرة، كل هذه العوامل جعلت الجمعيات الخيرية تحت ضغط، ووضعت الفقراء فى مأزق كبير، ورغم أن شهر رمضان على الأبواب والذى كانت تنشط فيه أعمال الخير، إلا أن الكثير من الجمعيات تشكو من نقص التبرعات التى تعد المصدر الأساسى لتمويل معظم هذه الجمعيات، ولكن مع تزايد الأعباء المالية على الأفراد بسبب ارتفاع الأسعار، وصعوبة الظروف المعيشية، تراجعت التبرعات بشكل كبير، وهو ما يمثل مأزقا كبيرا للعديد من الجمعيات الصغيرة التى لا تستطيع الإعلان عن نفسها عبر وسائل الإعلام واستدرار عطف المواطنين، والتى أصبحت فى موقف لا تحسد عليه إلى جانب التراجع فى التبرعات، يواجه القطاع الخيرى أزمة إضافية تتمثل فى ارتفاع تكاليف الخدمات التى تقدمها الجمعيات، فزيادة الأسعار فى مختلف القطاعات، من الطعام إلى الأدوية، تجعل الجمعيات أمام تحد كبير لتقديم نفس مستوى الدعم الذى كانت تقدمه فى السنوات الماضية.
وقد أظهرت الدراسات التى أُجريت فى العام الماضى أن أكثر من 30% من الجمعيات الخيرية فى مصر تعرضت لانخفاض ملحوظ فى التبرعات، وقال أيمن الكرفى المسئول بإحدى الجمعيات الخيرية، إن الجمعيات تواجه تحديات كبيرة فى الفترة الحالية بسبب العديد من العوامل التى تؤثر على قدرتها فى دعم الفئات الأكثر احتياجًا.
وأوضح الكرفى أنه من أبرز الأسباب التى تسببت فى تدهور الوضع هى قلة الموارد المالية فى ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التى نمر بها، مشيرا إلى أن نسبة الأشخاص الأكثر احتياجًا قد زادت بشكل ملحوظ، الأمر الذى ضاعف الأعباء على الجمعية.
وأضاف الكرفى أن التبرعات التى كانت تصل من المتبرعين بشكل منتظم قد شهدت تراجعًا كبيرًا، خاصة من الذين كانوا يساهمون بمبالغ بسيطة، مما أدى إلى نقص حاد فى الموارد المالية، وأوضح أن الجمعيات أصبحت تعتمد بشكل متزايد على التواصل مع المتبرعين عبر الهاتف لمحاولة تحفيزهم على العودة للتبرع، وهو ما يمثل تحديًا جديدًا فى ظل ضغوط الحياة التى يمر بها الجميع.
وأكد الكرفى أن الضغط على الجمعيات أصبح غير مسبوق، حيث إن زيادة عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى الدعم يتطلب المزيد من التبرعات والموارد، ولكن مع تراجع التبرعات، تواجه الجمعيات صعوبة فى تلبية احتياجاتهم. وطالب الكرفى بضرورة تكاتف المجتمع والمساهمة الفعالة من قبل الأفراد والمؤسسات لضمان استمرار العمل الخيرى وتقديم الدعم للمحتاجين فى ظل هذه الظروف الصعبة.
ارتفاع الأسعار
وعلى الجانب الآخر أشار أحمد عبد العليم مسؤول بإحدى الجمعيات الخيرية بالقاهرة إلى أن «أسعار المواد الغذائية ارتفعت بشكل كبير، وهذا أثر فى القدرة على تغطية متطلبات الأسر المحتاجة. حتى الأدوات الطبية التى نقدمها للمحتاجين أصبحت عالية السعر».
وأوضح أن الجمعيات تواجه تحديًا إضافيًا يتمثل فى محدودية المخزون المتاح لديهم من المساعدات. ومع تناقص التبرعات، يصبح من الصعب شراء الكميات الكافية لتلبية احتياجات جميع المستفيدين. وأدى ذلك إلى تقليص حجم المساعدات المقدمة، فبدلًا من تقديم سلة غذائية متكاملة تحتوى على مواد متنوعة، قد يتلقى المستفيدون كرتونة تحتوى على بعض السلع الأساسية فقط، مما يقلل من فعالية الدعم المقدم لهم.
اختيار صعب
وتقول لمياء إحدى المتطوعات بالجمعيات الخيرية التى تسهم فى تجهيز العرائس: « إن الوضع أصبح مختلفا هذا العام تمامًا عن العام الماضى فلم يعد الكثير من الناس قادرين على التبرع مثل السابق، فالجميع يعانى من ضيق الحال، وفى السنوات الماضية كان لدينا ميزانية ثابتة، وكان لدينا أمل فى تلبية احتياجات أكبر عدد من الأسر. أما الآن فقد أصبحنا نختار بين الأسر الأكثر احتياجًا – وهو اختيار صعب- ونضطر أحيانًا إلى إخبار البعض أننا لا نستطيع مساعدتهم هذا الشهر».
وأكدت أن المشاكل لم تقتصر على الأوضاع المالية فقط، بل امتدت إلى الجانب الإدارى والنفسى أيضا. فالكثير من العاملين والمتطوعين يشعرون بالضغط النفسى نتيجة للعمل فى بيئة متوترة حيث يتوجب علينا تقديم حلول عاجلة ومؤقتة لتلبية احتياجات الفئات المستحقة، مع قلة الموارد المتاحة.
تراجع
وعلق أحمد عبدالله أحد المتطوعين «أن العديد من الجمعيات الخيرية فى الفترة الأخيرة شهدت تراجعًا كبيرًا فى التبرعات، مما أدى إلى توقف علاج بعض الحالات وتأخر صرف الرواتب الشهرية. ويعود هذا الوضع المؤسف إلى الظروف الاقتصادية الصعبة التى يمر بها أغلب الناس. ومع ذلك وفى ظل هذه الضغوط، تبرعك لا يقتصر على مساعدات مالية للأسر المحتاجة لتغطية احتياجاتها الأساسية فقط، بل يعينها على الحفاظ على كرامتها ويمنع تعرضها للضغوط الاجتماعية الناتجة عن انقطاع الدعم، وأضاف أنه يمكن لكل فرد تنزيل تطبيقات مثل «فودافون كاش» أو «اتصالات كاش» للتبرع ويساهم بما يستطيع حتى ولو بمبلغ صغير مثل 10 جنيهات، فهذا المبلغ قد يكون له تأثير كبير فى هذه الحالات. وتعتبر هذه الطريقة أكثر أمانًا وفعالية من التبرع للأشخاص فى الشوارع، الذين قد لا يكونون فى حاجة فعلية للصدقة.
البحث عن بدائل
فى ظل هذه التحديات، بدأت بعض الجمعيات الخيرية فى التفكير فى حلول غير تقليدية للتكيف مع الوضع، فالبعض بدأ فى البحث عن تمويل عبر منصات التواصل الاجتماعى التى تتيح لها الوصول إلى جمهور أوسع سواء داخل مصر أو خارجها. كما بدأ البعض الآخر فى تنظيم فعاليات خيرية مبتكرة لجذب الدعم المالى، مثل المزادات الخيرية والأنشطة التى تتيح للناس التبرع بطرق مختلفة.
من ناحية أخرى، تسعى بعض الجمعيات إلى تحسين إدارة الموارد المتاحة وتقليص النفقات التشغيلية. وهى خطوة تعتبر مهمة لضمان الاستمرارية، خاصة فى ظل الوضع الاقتصادى الحالى. وأصبح من المهم أن تواصل الجمعيات العمل على تحسين كفاءة عملياتها. إذا كانت هناك مجالات يمكن تقليص التكاليف فيها دون التأثير على جودة الخدمات، يجب أن تُنفذ هذه الخطوات».
وتعتبر إدارة الجمعيات الخيرية فى هذه الظروف بمثابة اختبار حقيقى لمهاراتهم فى التعامل مع الأزمات. ففى وقت يشهد فيه القطاع الخيرى انخفاضًا فى الموارد، يصبح التركيز على الفئات الأكثر احتياجًا أمرًا بالغ الأهمية. وتحتاج الجمعيات إلى تكثيف جهودها فى البحث عن مصادر تمويل بديلة وتبنى استراتيجيات مبتكرة لزيادة التبرعات.
منافع الصدقة
ومن جانبه أوضح دكتور أحمد متولى سعد الأستاذ بكلية التربية جامعة الأزهر أن للصدقة منافع كثيرة تعود على المجتمع بالخير العميم، ومن أهمها: أنها تؤدى إلى وجود نوع من التضامن والتكافل والتعاون والمساعدة المتبادلة والتراحم بين أفراد المجتمع، وفى ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «المُؤْمِن للمؤمنِ كالبُنْيانِ يشدُّ بَعضُهُ بعضًا»، كما تؤدى الصدقة إلى طهارة المجتمع كله أغنيائه وفقرائه من آفات الكره والحسد والحقد، كما تحمى من عوامل الهدم والتفرقة والصراع والفتن، وتساهم فى تضييق الفجوة بين الغنى والفقير، فمن خلال الصدقة يراعى الغنى حقوق وكرامة الفقير والمحتاج، وبالتالى يسود التكافل والتماسك والانسجام والوحدة بين كافة أفراد المجتمع.
وأشار إلى أنه مع تأثير الأزمات الاقتصادية فى الوقت الحالى يمكن للفرد المتصدق أن يوازن بين احتياجاته الشخصية والتصدق على الغير، أو أن يوازن بين التصدق فى أوقات اليسر وأوقات العسر بأن يداوم على التصدق حتى ولو بالقليل، فخير التصدق بما يستطيع الإنسان مع القلة والحاجة، ودليل ذلك سُئِل النبى صلى الله عليه وسلم-: «أيُّ الصَّدقةِ أفضلُ؟ قال: جُهْدُ المقِلِّ»، والمُقِلُّ: هو الفقير الذى معه شيء قليل من المال: أى أن أفضل الصَّدقة هى صدقة الفقير قليل المال الذى يتصدق على قدْر طاقتِه ووُسْعِه مع مَشقَّة ذلك عليه.
وللصدقة أنواع أخرى غير الصدقة بالمال؛ ومنها الصدقة بالبدن سواء بالقول أو بالعمل، وسواء فيه نفع قاصر على صاحبه أو متعد إلى الغير، ويتضح ذلك فى أن من لم يجد المال ليتصدق به، فإن الله تعالى فتح له أبواب الصدقة بالبدن، ومنها الصدقات القولية والتى تتعدى نفعها إلى الغير كالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، والنصيحة، وتعليم القرآن الكريم أو تعليم العلم النافع، والدعاء للغير والاستغفار لهم، كذلك هناك صدقات قولية نفعها قاصر على صاحبها، ومنها تلاوة وحفظ القرآن الكريم، والتفقُه فى الدين، والذكر والتسبيح، وإمساك اللسان عن الغيبة والنميمة.
وأضاف أنه توجد صدقات عملية يتعدى نفعها إلى الغير، ومنها إغاثة الملهوف، وإماطة الأذى عن الطريق، والإصلاح بين المتخاصمين، والتعاون، ومساعدة الغير، كذلك هناك صدقات عملية نفعها قاصر على صاحبها، ومنها الصلاة فى المسجد، والإكثار من صلاة النوافل، وصيام النوافل، إلى غير ذلك من الأعمال التى تعد صدقة من الشخص على نفسه.
وأوضح أن هناك من صنف الصدقة إلى نوعين وهما الصدقة بالمال والصدقة بالطعام، واختلف العلماء فى أفضلية إخراجها مالًا أو طعامًا؛ فقد كان كثير من السلف يفضل إطعام الطعام للفقراء؛ ففيه أجر عظيم لفاعله، فقال تعالى: وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا. إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُورًا، كما فضل البعض الآخر إخراجها مال للفقير ليشترى به ما يُريد من احتياجاته، والحاصل أن كلًاّ من الصدقة بالمال وإطعام الطعام له فضل كبير، فلا تجب فى شيء معين بل بما يجود به الإنسان من غير تحديد.
وأكد أن الصدقة تعتبر من أعظم الأعمال التى شرعها الإسلام، لما لها من فوائد وحكم عظيمة تعود بالنفع على الفرد والمجتمع. ومن أبرز فوائدها أنها تُعد سببًا رئيسيًا لزيادة الرزق، حيث تحفظ المال وتبارك فيه، وتكون وسيلة لتجديده وإخلافه من الله تعالى بما هو أنفع وأكثر.
كما أن الصدقة لا تقتصر على النفع المادى فحسب، بل تُسهم فى تزكية النفس، حيث تطهرها من البخل، وتنمى فيها صفات الجود والكرم والإيثار وتعد وسيلة لغفران الذنوب ورفع البلاء، مما يبرز دورها فى حماية المؤمن من الشدائد والمصائب.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الأعمال الخيرية التحديات غير المسبوقة الدعم للمحتاجين احتیاج ا
إقرأ أيضاً:
إنسانية محمد بن راشد.. يد الخير ممدودة من الإمارات إلى العالم
متابعات: «الخليج»
مسافة الكلام، قد تعجز أحياناً عن مجاراة مسافة الفعل، هذا بالضبط يحدث عندما نتناول مواقف القائد الملهم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، فسموّه قائد يمثل قصة حياة متفردة الجوانب، صاحب رؤية يحوّل الأحلام إلى حقيقة في مستقبل يزهو بأحلام الأجيال القادمة، حيث تكفّل سموه بعلاج الطفلة السورية يقين إبراهيم، التي تعاني مرضاً جينياً نادراً، لتختلط مشاعر الفرحة بالدموع من جانب أسرتها بعد أن أثلجت تلك المكرمة صدورهم.
إنه ليس مجرد موقف إنساني عابر بل هو امتداد حقيقي لنهج قيادة مباركة وضعت الإنسان في قلب أولوياتها، منذ عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، إنها يد الخير الممدودة من الإمارات إلى العالم
قال صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، «تحية لمن يرسم ابتسامة.. أو يدخل فرحة على قلب».
وأضاف سموه: «سر نجاحنا خدمة الناس.. وتسهيل حياتهم.. ودوام التواصل معهم...».
وجاءت الأفعال والمكرمات من سموه لتدخل السرور على قلوب الكثيرين.
تكفّل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بعلاج الطفلة السورية يقين إبراهيم، التي تعاني مرض ضمور العضلات الشوكية.
وكان خال الطفلة قد نشر مقطع فيديو على منصات التواصل الاجتماعي، ناشد فيه مساعدتها لإنقاذ حياتها، وقال إن «يقين تعاني مرضاً جينيّاً نادراً يتطلب علاجاً عاجلاً، وتتجاوز كُلفته 7 ملايين درهم، ولا يتوافر إلا في عدد محدود من دول العالم ومن ضمنها مستشفى الجليلة في دبي».
مكرمة تثلج الصدوروجاءت هذه المكرمة من سموه لتثلج صدور أفراد أسرتها بعد أن ضاقت بها كل السبل، لعدم قدرتها على تحمل كُلف العلاج، فضلاً عن عدم توافره في سوريا، وأعرب إبراهيم كناكر، والد الطفلة، عن عظيم امتنانه وبالغ شكره إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، على هذه المكرمة الإنسانية النبيلة، سائلاً المولى عز وجل أن يجعل ذلك في ميزان حسناته، وأن يمنّ الله على سموه بموفور الصحة والعافية، وعلى دولة الإمارات وشعبها بالأمن والأمان دائماً في ظل قيادتها الرشيدة.
ووصف كناكر دولة الإمارات بأنها دولة الإنسانية والرحمة والتسامح والعطاء، مؤكداً أن العالم أجمع يعرف هذه الصفات منذ عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.
وأكد أن مكتب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، تواصل معه بشكل مباشر، وأبلغه بأن سموه سيتكفل بكامل كُلف علاج ابنته، مشيراً إلى أنها كانت تعاني منذ ولادتها في سوريا مرض ضمور العضلات الشوكية، وهو من الأمراض الوراثية النادرة التي تصيب الأطفال في سن مبكرة، وتؤثر في قدراتهم الحركية، لذلك قرر المجيء إلى دولة الإمارات خصيصاً لطلب العلاج بعد أن سمع عن مكارم حكامها.
بلد الإنسانية والرحمةوأضاف: «هنا في بلد الإنسانية والرحمة وجدنا الرعاية والاهتمام من قيادة لا تعرف المستحيل، عندما علمنا بالاستجابة لنداء علاج ابنتي، اختلطت مشاعر الفرحة والدموع والاستغراب من الاستجابة السريعة التي أثلجت صدورنا».
من جانبه، قال الدكتور خالد عبدالوهاب الخاجة، الأمين العام لهيئة الأعمال الخيرية العالمية، إنّ تكفّل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بعلاج الطفلة يقين، لا يُعدّ مجرد موقف إنساني عابر، بل هو امتداد حقيقي لنهج قيادة مباركة وضعت الإنسان في قلب أولوياتها، وجعلت من الرحمة والكرامة دستوراً في تعاملها مع المحتاجين.
وأضاف أن هذه المبادرة النبيلة من سموه، جاءت في الوقت المناسب وقبل فوات الأوان، وتؤكد أن الإمارات بقيادتها، لا تترك من ينادي ويعاني بمفرده».
وأوضح: «تابعنا في الهيئة حالة الطفلة يقين منذ أن وردتنا مناشدة أسرتها، وكانت كلفة العلاج فوق طاقة أي أسرة محدودة الدخل، لكننا كنا نؤمن بأن أيادي الخير في هذه الدولة المباركة لا تتأخر، واليوم، نُشهد العالم على هذا النموذج الفريد في العطاء، الذي تتجسد فيه القيادة الرشيدة بوجهها الأبويّ ويدها السخية، وقلبها المفتوح لكل صاحب حاجة».
ولفت إلى أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، لم يُنقذ حياة طفلة فحسب، بل أعاد الحياة لعائلة كاملة وزرع الأمل في نفوس كل من يظنون أن ظروفهم أكبر من قدرتهم على المواجهة، حيث إن هذه ليست أولى مبادرات سموه التي تحمل نفس البعد الإنساني والكرم النبيل.واختتم الخاجة: «نرفع لسموه أسمى آيات الشكر والعرفان، وندعو الله أن يبارك في عمره، ويحفظه ذخراً لهذا الوطن وأبنائه وكل من يقيم على أرضه الطيبة».
إنسانية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله» منقطعة النظير، حيث المواقف بلا عدد، والعطايا متواصلة، والمساندة لا تتوقف، والدعم يتوالى، في أعلى درجات رهافة الحسّ، وجياشة المشاعر الحنونة، وطيب الخلق الرفيع، وأصالة المنبت الرفيع.
وتجسد نتائج الأعمال الخاصة بمؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية المنجز الإنساني والتنموي والمجتمعي الذي حققته المبادرات والمشاريع والبرامج والمؤسسات التي تندرج تحت مظلة المؤسسة الأم خلال عام 2023، حيث أثبتت برامج ومبادرات ومشاريع المؤسسة نجاحها في مأسسة العمل الإنساني للارتقاء بواقع المجتمعات، وتسخير كافة الموارد والإمكانات المتاحة لرفع المعاناة عن الإنسان في كافة أرجاء العالم، وإحداث تغيير شامل مستدام لتحقيق الرفاه العام والاستقرار، وبما يترجم رسالة المؤسسة المتمثلة في صناعة الأمل وصياغة المستقبل وبناء عالم أكثر استقراراً ونماء.
مكافحة المرضيعدّ محور الرعاية الصحية ومكافحة المرض من مرتكزات أعمال مؤسسة «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية» الخمسة، والذي يتم من خلاله إطلاق مبادرات وحملات علاجية ووقائية وبرامج توعوية لاحتواء المشكلات الصحية، ومكافحة الأمراض المعدية والأوبئة، ورفع المعاناة عن الأفراد في المناطق الأقل حظاً في كافة أرجاء العالم.
مشاريغ إغاثية
تواصل مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، الكبرى من نوعها في المنطقة في مجال العمل الخيري والإنساني والإغاثي والمجتمعي، نجاحاتها وتوسعة تقديم برامجها ومبادراتها وحملاتها ومشاريعها الإغاثية والمجتمعية لتشمل 105 دول، ولتؤكد مكانتها التي رسختها على مدى سنوات كأكبر منظومة إقليمية للعمل الإنساني، والإغاثي، والتنموي، والمجتمعي.
على مدار 8 سنوات بين 2016 و2023 أنفقت «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية» عبر 35 مؤسسة تندرج تحت مظلتها 11.6 مليار درهم على جميع المبادرات الإنسانية والتنموية والبرامج المجتمعية، فيما استطاعت بجهود مئات الموظفين وعشرات آلاف المتطوعين الوصول وإحداث أثر إيجابي في حياة 111 مليون مستفيد في 105 دول حول العالم خلال عام 2023 وحده.
وفي الإجمالي وصل عدد المستفيدين من «المبادرات» طوال 8 سنوات إلى 639 مليون إنسان.