رسالة سعودية سورية جديدة تستحق قراءة سودانية متأنية
تاريخ النشر: 3rd, February 2025 GMT
محمد المكي أحمد:
في أول حدث من نوعه، بعد تنصيبه رئيسا، بعد نجاح الثورة السورية، وإطاحة نظام بشار الأسد ، سجل رئيس سوريا السيد أحمد الشرع زيارة إلى السعودية في ( 2 فبراير 2025).
هذه الخطوة شكلت حدثا تاريخيا، لأسباب عدة، في صدارتها أنها أول زيارة إلى دولة في المنطقة و العالم، بعد تنصيبه رئيسا لسوريا في 29 يناير 2025.
اختيار القيادة السورية الجديدة، الرياض، وجهة أولى، تعكس وعيا سياسيا، وقراءة واعية لأهمية الدور السعودي، وحيويته، وقدرة القيادة السعودية على المساهمة الفاعلة في دعم سوريا الجديدة، كي تستقر، وتعالج جراحها، وتخرج من عزلتها.
والأهم أن تُبني قاعدة مصالح مشتركة مع بلد يتمتع باقتصاد متين، وخارطة علاقات ، دولية واقليمية، ومكانة قيادية، فاعلة، في مجلس التعاون الخليجي ( قطر، الكويت، ، سلطنة عمان، الإمار ات، البحرين، السعودية) .
اختيار الشرع الرياض محطة خارجية أولى، تعكس واقعية تفكيره، وفهمه لخارطة العلاقات الأقليمية والدولية ، التي تقف الرياض في قلبها، استنادا إلى مبادراتها، وسياستها الحالية ، زكنت وصفتها في مقالات غير مرة بأنها باتت في هذه المرحلة تصنع الأحداث ولا تجلس على رصيفها.
السعودية بادرت باعلان دعمها لسوريا بعد اطاحة بشار، وأكدت دعمها لاستقرارها ووحدة أراضيها ، وزار وزير خارجيتها الأمير فيصل بن فرحان دمشق في 24 يناير 2025 والتقى الشرع، وقبل الزيارة وبعدها أطلقت جسور دعم واغاثة جوية، وبرية عبر الأرد،ن لتلبية احتياجات حياتية للشعب السوري.
ولم يقف الأمر في حدود ذلك بل استضافت 3 مؤتمرات عربية ودولية في الرياض في 12 يناير 2025 لدعم سوريا، بمشاركة 18 دولة، وهاهي تتحرك حاليا وتقود جهودا لرفع عقوبات دولية كانت مفروضة على سوريا في عهد بشار.
القيادة السعودية حريصة على التعاون مع القيادة السورية الجديدة لأسباب عدة ، من أهمها ما يتعلق بأمن المنطقة ، إذ أن استقرار سوريا يدعم استقرار دول المنطقة، ويساهم في جهود اقليمية ودولية تُركز على مكافحة ممارسات تنظيمات متطرفة وإرهابية ، هذا فضلا عن أن دمشق تزخر بفرص استثمارية كبيرة وواعدة.
القيادة السعودية قرأت تفكير الشرع من خلال خطابه السياسي فور دخوله إلى دمشق، وقبل وبعد تنصيبه رئيسا.
تابعت الخطاب السياسي للشرع ( الثائر) ، بعد انتصار الثورة السورية في 8 ديسمبر 2024 وقبل تنصيبه ،وبعدما تولى الرئاسة.
أرى أنه منذ اليوم الأول لدخوله دمشق منتصرا، اختار لغة خطاب سياسي معتدلة، تخلو من مفردات التهريج السياسي التي درج على استخدامها بعض (الثوار) و( الانقلابيين) في المنطقة العربية، الذين يجلسون على كراسي الحكم بعد ثورة شعبية أو إنقلابات .
خطاب الشرع يخلو من عنتريات ( الأنا) و يتسم بمكاشفة وتوضيح لحقائق انتمائه التنظيمي بالأمس واليوم، وكيف تطور فكره السياسي من مرحلة جبهة النصرة ، الى ( هيئة تحرير الشام) وبعدما صار رئيسا.
الشرع منذ اليوم الأول لدخوله دمشق أطل بشخصية رجل دولة يسعى لتحقيق الحرية والعدالة والحياة الكريمة لشعبه، وهذا ما يشكل تحديا أمامه اليوم وغدا، ومن دون أدنى شك فان اقتران الأقوال بالأفعال هو ما يعزز ويرسخ قناعة شعبه ودول المنطقة والعالم باعتداله وسمات شخصيته القيادية ، الواعية، المعتدلة.
ارى أن الشعب السوري محظوظ لانه قيادة ثورته جاءت من رحم الثورة، ومن الصف الأول في معارك الخلاص من الديكتاتورية، لا من خارج صفوف الثوار، وهذا ما حدث في السودان.
الشعب السوداني فجر ثورة شعبية باهرة، لكن نتائج التجربة أكدت فشل ( شراكة) قوى حزبية و قيادات عسكرية كانت موجودة في قلب نظام عمر البشير، وهي التي سيطرت على القرار، وهمشت ، كرها أو طواعية، مدنيين شاركوا في السلطة .
وهاهم العسكر الذين خدعوا معظم الناس ، باعلان انحيازهم لثورة الشعب السوداني السلمية التي اندلعت في ديسمبر 2018 يدمرون السودان، أولا بانقلاب عسكري ، ثم بالحرب ، التي يصب الزيت على نارها ويستميت في سبيل استمراريتها ( فلول ) نظام كان يرفع شعارات إسلامية زورا وبهتانا، لكن الحرب الحالية أكدت ىأنهم يسعىون للسيطرة مجددا على السلطة والمال .
( أبطال) الحرب في السودان يرفضون وقف آلة التدمير والقتل ، ولا تهزهم مشاهد قتل الأبرياء بالرصاص والطائرات والمدافع والمرض والجوع والخوف، و تشريد الملايين داخل السودان وخارجه، بعدما جرى اقتحام البيوت ونهبها في مشاهد لم تشهدها أسوأ الحروب في العالم.
الشعب السوري يستحق التهنئة لأن قيادة الشرع تضع هموم الناس وتطلعاتهم في صدارة اهتماماتها، وتنأى بنفسها عن الانتقام ، وليست مهموسة بأيولوجيا متطرفة، تستبيح الدماء، وتحرق الأخضر واليابس، كما جرى ويجري في السودان.
أعتقد بان تصريحات الشرع عن حرصه على العدالة هي من أهم مفاتيح الاستقرار في بلد ساده ليل طويل وظلم شديد، فالعدالة ضرورية، وهذا ما فشل في تحقيقه الذين جلسوا على كراسي الحكم في السودان بعد ثورة شعبية سلمية.
أسباب الفشل كثيرة ، منها أن قيادات عسكرية وبعض المدنيين مارسوا سياسات العرقلة حينا، والمراوغة في أوقات أخرى بشأن العدالة الانتقالية، فساد مناخ الافلات من العقاب، واختفى نهج العدالة والمساءلة، كما خضعت العلاقات الخارجية لأمزجة شخصية وليس لرؤية استراتيجية، تعكسها لغة خطاب سياسي معتدل، تشد أنظار قادة المنطقة الى السودان بعد الثورة الشعبية الباهرة، وتشجع قيادات مهمة في المنطقة لزيارة السودان، وفي مقدمة هؤلاء القيادات السعودية .
في ضوء نهج الشرع ، المُعلن حاليا ،أرى أن اختيار القيادة السورية الرياض محطة أولى ، هي خطوة ذكية تصب في مجرى الدعم لتطلعات الشعب السوري، وهي نتاج نضج سياسي، يُركز على مصالح البلد والناس، لا على الشعارات السياسية والمصالح الشخصية لبعض القيادات العسكرية والحزبية، كما كشفت تجربة الحكم في سودان ما بعد الثورة الشعبية.
أحدث دليل على فشل سياسة القابضين على كراسي الحكم في السودان حاليا بشأن العلاقة مع السعودية أنهم يواصلون اضاعة فرصة نادرة أتاحتها الرياض من خلال (منبر جدة) للتفاوض، كي تقف الحرب ، ويعم السلام، وتبدأ مرحلة إعمار، والمؤكد أن السعودية ودول الخليج هي التي تقود مسيرة الاعمار.
لكن الأزمة تكمن في أن هناك في السودان من يعتقد أنه قادر على حسم المعارك بالبندقية والمدافع والطائرات، ولا يوجد ما يدعو لوقف الحرب بالتفاوض، هؤلاء لا يضعون في حساباتهم وتقديراتهم أن الفرصة التاريخية النادرة إذا ضاعت لا تتكرر.
الأحداث في عالم اليوم تتوالد يوميا، ولا نهاية لها، اليوم الأنظار تتجه صوب سوريا ، و هناك تركيز مهم ومستحق وضروري لاغاثة الشعب الفلسطيني في غزة بعدما تم توقيع صفقة وقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين اسرائيل و( حماس) في الدوحة في 15 يناير 2025 من خلال دور قطري حيوي ،وبتعاون وثيق مع مصر وأميركا، حيث لعب الرئيس الأميركي دونالد ترامب دورا حاسما في هذا الشأن.
هناك أيضا اهتمام سعودي وخليجي وعالمي في هذه الفترة بدعم لبنان بعدما جرى انتخاب الرئيس جوزيف عون في 9 يناير 2025 ، وغدا لا أحد يعلم أين تنفجر أزمة جديدة في المنطقة والعالم، أو أين تصب أولوية التركيز السعودي ، الخليجي والدولي.
في هذا السياق لوحظ أن زيارة الشرع إلى السعودية، ومحادثاته مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان التي تناولت آفاق التعاون في مجالات سياسية واقتصادية واستثمارية وأمنية جرت في أجواء ترحيب سعودي ، وهذا مناخ يستحق تأملا سودانيا، لاستخلاص الدروس والعبر.
قال الرئيس السوري، في بيان، أصدره في الرياض “أجرينا اليوم ( 2 فبراير 2025) اجتماعاً مطولاً لمسنا وسمعنا من خلاله، رغبة حقيقية لدعم سوريا في بناء مستقبلها، وحرصا على دعمِ إرادة الشعبِ السوريَّ ووحدة وسلامة أراضيه
وتابع: “تناولنا خلال الاجتماع نقاشاتٍ ومحادثات موسَّعة في كلِّ المجالات، وعمِلْنا على رفعِ مستوى التواصلِ والتعاونِ في كافةِ الصُّعد، لا سيما الإنسانيةِ والاقتصادية، حيث ناقشْنا خططًا مستقبليةً موسَّعة، في مجالاتِ الطاقةِ والتقانة، والتعليمِ والصحة، لنصل معاً إلى شراكةٍ حقيقية، تهدفُ إلى حفظِ السلامِ والاستقرارِ في المنطقةِ كلِّها، وتحسينِ الواقعِ الاقتصادي للشعبِ السوري، هذا بجانب استمرارِ التعاونِ السياسيِّ والدبلوماسيِّ تعزيزاً لدورِ سوريا إزاء المواقفِ والقضايا العربيةِ والعالمية، خصوصاً بعدَ النقاشاتِ التي أُجريَت في العاصمةِ السعوديةِ الرياض، خلالَ الشهرِ الفائت”.
القيادة السورية الجديدة تسعى لتدشين مرحلة شراكة مع السعودية ، وهي شراكة تسعى لتحقيق مصالح مشتركة، و تُركز على طي مرحلة استنزاف عاشها الشعب السوري في فترة نظام بشار ، وقد أضرت سياساته بعلاقات سوريا، البلد المهم والكبير، مع دول المنطقة والعالم ، وضربت مصالحه الاقتصادية، وسلبت المواطن حريته و مقومات العيش الكريم.
الأوطان لا تبنى بالحروب، وسفك الدماء، وأشاعة أجواء الخوف والقمع والقتل على الهوية، وتعميق النزعات العنصرية، وهذا للأسف ما يجري حاليا في السودان.
بناء الأوطان يتم في أجواء الاستقرار السياسي والأمني، وفي مناخ يحترم حقوق المواطنة ، وفي ظلال علاقات طيبة واستراتيجية وتعاون وتفاهم مع دول العالم ، وخصوصا مراكز الثقل.
السعودية مركز ثقل سياسي واقتصادي كبير في المنطقة والعالم، وهي لدى المسلمين ومن يحترمون الرسالة السماوية هي “أرض الحرمين الشريفين” و قادرة على دعم تطلعات الشعب السوري في سبيل أن ينعم بحياة حرة، كريمة، ومستقرة، وهذا مرهون بكيفيات إدارة الرئيس الشرع وأركان حكمه للفترة الانتقالية، وكيف يطبق الرئيس مواقفه المعتدلة الحالية على أرض الواقع.
نتائج زيارة الرئيس الشرع ومحادثاته في السعودية رسالة جديدة، وساخنة ، مطلوب بالحاح أن يتأمل دلالاتها الجالسون على كراسي الحرب في السودان ، ورافعو شعار “لا للتفاوض، ونعم للحرب” .
هولاء يرفضون حتى الآن التجاوب العملي والجاد مع ” منبر جدة” أي يُهدرون فرصة مهمة يوفرها الدور السعودي، الهادف لمساعدة السودانيين على اتخاذ قرار حاسم، يوقف تدفق شلال الدم السوداني، ويفتح فرص التعافي، ومناخ الطمأنينة، والعيش الكريم لكل السودانيين.
بادروا بطلب العودة إلى ” منبر جدة” قبل أن تفرض أحداث العالم سلم أولويات جديدة، ووقتها لن تجدوا أذنا صاغية، والآن فان المقدمات واضحة، إذ لا نرى هذه الأيام قياديا أو وزيرا سعوديا أو قطريا أو خليجيا أو عربيا أو تركيا يتحدث في مؤتمرات صحافية عن أهمية وقف حرب السودان ومساعدة شعبه.
من يتجاهل مصالح شعبه، ينساه العالم، أو تفرض عليه دول كبرى في يوم ما ضغوطا وعقوبات ، إضافة إلى ملاحقات المحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية.
mohamedelmaki.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: القیادة السوریة المنطقة والعالم الشعب السوری فی المنطقة فی السودان على کراسی ینایر 2025 من خلال
إقرأ أيضاً:
الجزء الثاني : تشريح لِما هو آت في سوريا!
بقلم : د. سمير عبيد ..
رابعا : جميعنا نعرف أن الرئيس التركي اردوغان ليس رجل هيّن، وتركيا ليست دولة سهلة فهي دولة ذات ارث توسعي بشعارات دينية وان اردوغان وحزبه لا يخفون سعيهم لإحياء العثمنة الجديدة على التوازي مع سعي ايران لإحياء الدولة الفارسية التي ذات ارث توسعي هي الأخرى وبشعارات دينية .والغرب وبمقدمته بريطانيا كانت ولازالت تراقب هذين المشروعين ” العثماني والفارسي” بحذر شديد . وبالتالي فعندما قررت تركيا التدخل والتوغل العسكري والاستخباري والسياسي في سوريا والوقوف خلف احمد الشرع وجبهة تحرير الشام لاسقاط نظام بشار الاسد استنفرت اسرائيل واستنفر الغرب كله وكذلك بريطانيا وصولا للولايات المتحدة . ولهذا قررت تركيا تطويق احمد الشرع من خلال فرض عوامل قوتها وهي :-
أ:-اجبار احمد الشرع بالقبول ان يكون شركائه في الحكم تنظيمات تابعة إلى الاخوان المسلمين في سوريا والذين هم حلفاء مقربين إلى تركيا وقطر. وقبل الشرع مرغما !
ب:- اجبار احمد الشرع بالقبول ان يكون شركائه الفعليين والطرف الاقوى هم التنظيمات الوافدة والمرتزقة والذين تعتبرهم تركيا ( جيشها الانكشاري الجديد ) وهم غرباء واغلبهم ليسوا سوريين بل من (الشيشانيين والأوزبك والايغور الصينيين والافغان والداغستانيبن وغيرهم) ودعم ورواتب هؤلاء من دولة قطر ومنذ سنوات ( ورئيس الوزراء القطري السابق حمد بن جاسم قد اعترف قائلا :-اننا صرفنا 200 مليار دولار من عام ٢٠١١ صعودا لدعم التنظيمات لاسقاط نظام بشار الأسد)
ج:-والطرف الثالث الذي يتبع تعليمات تركيا هم السوريين الذين درسوا في تركيا وآخرين حملوا جنسيتها ،وآخرين تنظموا لصالح الاستخبارات التركية ومعظمهم توزعوا في عصب نظام احمد الشرع ..وكل هذا استعدت له تركيا استباقيا في حالة استدار او انقلب عليها احمد الشرع!
خامسا:-ولكن اسرائيل والولايات المتحدة وكذلك الإمارات والسعودية والاوربيين نجحوا باستدراج تركيا نحو المستنقع السوري الذي هربت منه ايران ويستحيل تخرج تركيا منه سالمه. والسبب لانه سوف تحدث فوضى مرسومة في الداخل التركي تزامنا مع فوضى الدم التي باتت على الابواب في سوريا والتي ستجد تركيا نفسها في وسطها !
سادسا :-
أ:-لذا فأن موضوع الرئيس الاميركي ترامب وعندما اعلن رفع العقوبات عن سوريا عندما كان في الرياض لجني الترليونات”فهو اعلان انشائي وللاعلام ومجاملة للسعودية مقابل اموال ضخمة ” . لان رفع العقوبات عن سوريا لم تحدث بجرة قلم بل تأخذ وقتا طويلا وطريقها معقد للغاية ويحتاج إلى اجتماعات ومناقشات طويلة زمنيا من الناحية القانونية والإجرائية وتحتاج موافقة الكونغرس الاميركي … الخ .
ب:-فالواضح ان التمهيد لرفع تلك العقوبات لا تخص حقبة احمد الشرع بل تخص نظام سوري قادم توافق عليه إسرائيل وواشنطن ! .ولهذا عرفت إسرائيل كيف تحصد الجوائز الذهبية من احمد الشرع ودون ان تقدم له اي شيء. وآخرها ارشيف الجاسوس ( كوهين ) الذي سلمه الشرع إلى إسرائيل .ومحاصرة حزب الله من جهة لبنان واستعداء ايران وهذا يخدم المصالح الاسرائيلية . فالشرع متطوع أصلا ليكون شرطي بخدمة إسرائيل ولكن الأخيرة لا تثق به ومتوجسه جدا من حلفائه وبمقدمتهم تركيا والجيش الانكشاري الجديد !
سابعا:- كيف هو مسرح الفوضى القادمة في سوريا ( مسرح المطحنة ) المرتقبة في سوريا ؟
الجواب:-هنا نعطي صورة لمشهد الأضداد والرفاق الاعداء في سوريا والذين لا تربطهم ببعضهم البعض إلا المصلحة !
أ:-هناك احمد الشرع ورفاقه في جبهة تحرير الشام والمؤسسات التي اصبحت بيده من خلال هيمنته عليها وهي “المخابرات والاستخبارات العسكرية ووزارة الدفاع ووزارة الداخلية .. الخ “!
ب:-جبهة تركيا داخل سوريا التي تتكون من ( جيشها المتوغل في سوريا ، والاخوان المسلمين في سوريا ، والجيش الانكشاري الجديد ” مرتزقة الغرباء” ، وتنظيمات اخرى) !
ج :-جبهة دولة قطر المساندة لتركيا التي تتكون من ( قناة الجزيرة ، والتمويل الخرافي ماليا ، والاستخبارات القطرية ، وتنظيمات سلفية متطرفة ” مرتزقة “)!
د:جبهة فلول نظام الاسد وبقايا الجيش العربي السوري ، ومعهما الناقمين على الشرع وتركيا وقطر وعلى التنظيمات المرتزقة !
هـ:-جبهة الأكراد وهي الجبهة الأكثر تدريبا وانضباطا ووضوحا في الاهداف وهي افضل الجبهات لانها تمتلك بيئة حاضنة وديموغرافية قومية موحدة !
و:-جبهة الدواعش ( تنظيم داعش ) والتي هي متناثرة وموجودة في جميع التضاريس السورية تقريبا والتي سوف تستثمر هذه المطحنة لصالحها ( ولهذه الجبهة دعم اقليمي وعربي سري)
ثامنا :-
أ:-فما ورد في ( سابعا/ أعلاه ) يعني الكل متربص للكل. وبالتالي حال قدح الفتيل سوف تكون في دمشق مطحنة سحق العظام المختلفة، ومطحنة المشاريع المتشابكة والتي سوف تلقي بضلالها على الديموغرافية الجغرافية والاجتماعية والطوائفية وسوف يكون هناك تقسيم مركب داخل سوريا مع الأسف الشديد وسيطول حتى يتحقق التقسيم الاقل ( الساحل ، الدروز ، الأكراد ، حلب ، دمشق ..الخ ) وهذا لحد ذاته يخدم اسرائيل التي سوف توظف تلك العناوين لمصلحتها . وواشنطن تفرح لانها سوف تتخلص من التنظيمات المتطرفة والإرهابية التي استفادت منها وانتهى دورها . وبريطانيا والاوربيين والسعودية والإمارات سوف يتخلصون من تركيا الصاعدة وكذلك سيحجمون الدور القطري وبالمحصلة سوف يُقصم ظهر تنظيم الاخوان المسلمين الدولي وفروعه في المنطقة !
ب:- إيران سوف تكون متربصة وسعيدة للمشهد لكي تستثمره لصالحها ولكن إيران لن تحقق ذلك لأن الضربة الاستراتيجية القاصمة قادمة اليها من خلال ( التغيير السياسي الشامل في العراق ) ومحاسبة الطبقة السياسية وبمقدمتهم حلفاء ايران ودعم نظام سياسي وطني قوي في العراق ويكون حليف للغرب !
الخلاصة : وبالتالي فالذي صرح به وزير الخارجية الاميركي الحالي ( ان الانهيار المحتمل للسلطة الانتقالية السورية قد يكون على بعد اسابيع وليس اشهرا ) هو مصداق لكلامنا ان اعلان ترامب رفع العقوبات عن سوريا مسرحية ، وان مانسمعه من شروط أميركية على الشرع لا يمكنه تنفيذها ( ناهيك ان اسرائيل لا تأتمن اطلاقا لحلفاء الشرع الذين هم أرهابيين ومتطرفين ومرتزقة ولا تريد استمرار نظام الشرع ) اي انتهت مهمة الشرع ان صح التعبير وما علينا إلا الانتظار !
سمير عبيد
٢١ مايو ٢٠٢٥